رغبة اللقب الأول تسيطر على صدام أرسنال وباريس سان جيرمان

يستضيف "ملعب الإمارات" في لندن واحدة من أقوى مواجهات هذا الأسبوع، حين يلتقي أرسنال الإنجليزي نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا في مواجهة استغلال الفرص، من أجل أخذ خطوة نحو النهائي الحلم، إذ يدخل الفريقان اللقاء بطموحات كبيرة، وسط ترقب جماهيري واسع لما تحمله المباراة من قيمة فنية وتكتيكية عالية وأثر مباشر في مسار المنافسة القارية.

ويسعى أرسنال بقيادة المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا إلى أخذ الأسبقية واستغلال عاملي الأرض والجمهور وتوهج لاعبيه خلال الموسم الحالي، على رأسهم بوكايو ساكا ومارتن أوديغارد، لتجاوز عقبة العملاق الباريسي الذي يعد من مفاجآت البطولة في النسخة الحالية، فرغبة أرسنال في استعادة الهيبة الأوروبية كبيرة وذلك يدفعه إلى تفادي المفاجآت أمام سان جيرمان قبل لقاء الإياب.

على الجانب الآخر، يخوض باريس سان جيرمان المواجهة متسلحاً بخبرة مديره الفني الإسباني لويس إنريكي الذي توج بالبطولة من قبل عندما كان مدرباً لبرشلونة، بخاصة أنه يملك كتيبة من اللاعبين الشباب الذين يقدمون موسماً استثنائياً، إذ يعدون بحسب رؤية عدد كبير من المتابعين أقوى المرشحين لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، ويُنظر إلى عثمان ديمبيلي وكفاراتسخليا على أنهما أهم عنصرين في المنظومة لدى الفريق الفرنسي.

ويسعى أرسنال صاحب الأرض إلى تحقيق مراده بالوصول إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه، بعد خسارة اللقب في نسخة 2006 أمام برشلونة بنتيجة (2-1) في النهائي الذي أقيم آنذاك في فرنسا.

وتحقيق اللقب الأول هو هدف أرتيتا مع أرسنال، ليعوض جماهير فريقه عن الانتظار طوال الأعوام الماضية، بخاصة مع اقترابه أكثر من مرة من التتويج بالدوري الإنجليزي ولكن البطولة كانت تبتعد في الأمتار الأخيرة، إذ قال المدرب الإسباني خلال المؤتمر الصحافي الخاص باللقاء "تخطينا كثيراً من العقبات والتحديات هذا الموسم، وجودنا بين أفضل أربعة فرق في أوروبا يعكس كثيراً عن العقلية والروح ومدى رغبتنا في الوصول بعيداً، نكتب التاريخ، إنها قصة جميلة لكننا نرغب في مزيد، اللاعبون يتفاعلون جيداً مع ما نقوم به ويشعرون بأننا قادرون على مواجهة هذا المنافس والتفوق عليه، هذا هو الشعور الذي انتابنا ضد ريال مدريد وفي الأدوار السابقة أيضاً وهذا ما نشعر به حالياً، اللاعبون لا يطيقون الانتظار للعب المباراة، هذا هو الشعور السائد".

وأضاف المدرب الإسباني عن فوزه على سان جيرمان في مرحلة الدوري، قائلاً "أحببت شخصية الفريق في تلك المواجهة وكيف خرجنا إلى الملعب ولغة جسدنا وشراستنا، لعبنا بثقة كبيرة وإصرار، عندما تواجه منافساً كبيراً يجب أن تكون على الفور في مستوى التحدي".

وكان أرسنال تأهل مباشرة لدور الـ16 بعد احتلاله المركز الثالث برصيد 19 نقطة من ثماني مباريات، إذ حقق الفوز في ستة لقاءات وتعادل في واحد وهزم في آخر، وهو الرصيد نفسه لبرشلونة صاحب الوصافة، وكان الثنائي خلف ليفربول المتصدر بـ21 نقطة.

على الجانب الآخر يدخل باريس سان جيرمان إلى اللقاء برغبة أرسنال نفسها، إذ يسعى إلى تحقيق الفوز من أجل استكمال مسيرته نحو اللقب الأول في تاريخه بدوري أبطال أوروبا، بعد الوصول إلى النهائي مرة واحدة فقط، وكانت في نسخة 2020 وخسر اللقب أمام بايرن ميونيخ الألماني وانتهت المباراة التي أقيمت في ملعب "دا لوز" في مدينة لشبونة البرتغالية بنتيجة (1-0).

وعن هزيمة فريقه أمام أرسنال في مرحلة المجموعات، قال إنريكي خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة "كان ذلك قبل سبعة أو ثمانية أشهر، شاهدت المباراة مرة أخرى، نحن أفضل كثيراً حالياً، كانت مرحلة الدوري صعبة للغاية مع عدد كبير من المباريات التي تشبه النهائيات، لذا أعتقد بأن هذا الأمر زاد الأمور صعوبة لأننا كنا في موقف صعب لكنه جعلنا أقوى وأكثر تكاملاً".

وأضاف "سنخوض مباراتين في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا ويملك الفريقان الهدف نفسه"، مردفاً أن "أرسنال أحد أفضل الفرق في أوروبا ويقومون بعمل رائع مع مدربهم منذ أعوام عدة الآن، جميعنا نستحق الوصول إلى هذا الدور، أحب فريقي أكثر من أي شيء آخر، ولهذا السبب أنا هنا، فبعضهم سيحب باريس أكثر، والبعض الآخر سيحب أرسنال، هذا جزء من الحياة".

وتابع لويس إنريكي أن "هدفنا صعب المنال لكن هذا لا يعني أننا نتعرض لضغوط، إنه الطموح، عندما نقول إننا نريد كتابة التاريخ، فنحن نتحدث عن القيام بشيء لم يسبقنا أحد في تحقيقه، يتمتع الفريق بثقة كبيرة، فلم يفُز باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا وكذلك أرسنال، يجب ألا ندع ذلك يمنعنا من تقديم أداء بأعلى مستوى، علينا أن نضع ذلك في اعتبارنا، وأن نركز على ما يتعين علينا فعله".

ويشتد الصراع على لقب دوري أبطال أوروبا في النسخة الحالية، خصوصاً أن هناك طرفاً سيتحدد بالفائز من مواجهة قوية بين برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي.