ملخص
تطالب كل من الهند وباكستان بالسيادة الكاملة على هذه المنطقة ذات الطبيعة الخلابة، لكن كلتا الدولتين المتجاورتين لا تحكمانها إلا جزئياً.
أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس اليوم الثلاثاء أن الوزير ماركو روبيو سيحض نظيريه الهندي والباكستاني على عدم مفاقمة الوضع إثر الاعتداء الدامي في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه.
وقالت بروس للصحافيين، "نمد اليد للطرفين ونطلب منهما، بالتأكيد، عدم مفاقمة الوضع"، موضحة أن روبيو سيتشاور اليوم أو غداً الأربعاء مع نظيريه الهندي والباكستاني.
"حرية التحرك"
أعطى رئيس الوزراء ناريندرا مودي الجيش الهندي "حرية التحرك" للرد على هجوم وقع في كشمير الأسبوع الماضي، وفقاً لمصدر حكومي رفيع اليوم الثلاثاء، بعد أن اتهمت نيودلهي إسلام أباد بالوقوف وراء الهجوم.
وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن مودي أكد لقادة الجيش والأمن في اجتماع مغلق أن "الهند تعتزم توجيه ضربة ساحقة للإرهاب".
ونقل عن مودي قوله إن القوات المسلحة تتمتع "بحرية تحرك كاملة لتحديد أسلوب وأهداف وتوقيت ردنا على الهجوم الإرهابي على المدنيين في كشمير".
وبحسب المصدر فإن مودي أعرب عن "ثقته التامة بالقدرات المهنية للقوات المسلحة الهندية"، ومنحها دعم حكومته الكامل.
ونشرت الحكومة مقاطع مصورة لاجتماع مودي مع قادة الجيش ووزير الدفاع راجناث سينغ.
من جانبها، طلبت باكستان من الأمم المتحدة أن تنصح الهند بـ"ضبط النفس" بعد هجوم كشمير.
إسقاط مسيرة
أعلنت باكستان اليوم الثلاثاء أنها "أسقطت" طائرة استطلاع هندية من دون طيار في كشمير حيث تبادل جنود البلدين إطلاق النار لليلة الخامسة على التوالي، بحسب الجيش الهندي.
تفاقم التوتر قبل أسبوع بعد هجوم دام أسفر عن مقتل 26 مدنياً كانوا يقضون إجازة في إقليم كشمير الذي يتنازع البلدان السيادة عليه منذ استقلالهما عام 1947، واتهمت الهند باكستان بدعم الإرهاب فيما نفت إسلام آباد وجود أي صلة لها بالهجوم.
وأفادت الإذاعة الباكستانية الحكومية اليوم بأن "باكستان تمكنت من إسقاط طائرة هندية رباعية المروحيات على طول خط المراقبة (الحدود القائمة في كشمير) وأحبطت انتهاك مجالها الجوي"، ومن دون تحديد تاريخ وقوع الحادثة تابعت الإذاعة، "حاول العدو تنفيذ عمليات مراقبة بهذه المسيرة الرباعية في منطقة بيمبر الحدودية"، ولم تعلق الهند على الأمر على الفور.
كما في الليالي السابقة أفاد الجيش الهندي بأن القوات الباكستانية فتحت النيران من أسلحة صغيرة على مواقعها قرب خط المراقبة في كشمير، وقال إن قواته "ردت بطريقة منضبطة وفعالة على الاستفزاز"، ولم تعلن نيودلهي عن سقوط ضحايا.
ولم تؤكد باكستان ذلك على الفور، لكن سكاناً على الجانب الباكستاني من خط المراقبة صرحوا لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم سمعوا إطلاق نار.
باكستان تستعد لمقاضاة الهند
قال وزير القانون والعدل في الحكومة الباكستانية عقيل مالك لوكالة "رويترز"، إن بلاده تستعد لاتخاذ إجراء قانوني دولي في شأن تعليق الهند معاهدة رئيسة لتقاسم مياه نهر السند.
وقال مالك في ساعة متأخرة من مساء أمس الإثنين إن إسلام آباد تعمل على وضع خطط لثلاثة خيارات قانونية مختلفة في الأقل، بما في ذلك إثارة القضية في البنك الدولي الذي توسط في المعاهدة.
وأضاف أن باكستان تدرس أيضاً اتخاذ إجراء لدى محكمة التحكيم الدائمة أو محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث يمكنها القول إن الهند انتهكت اتفاق فيينا لقانون المعاهدات لعام 1960.
وقال مالك، "اكتملت تقريباً مشاورات الاستراتيجية القانونية"، مضيفاً أن القرار في شأن القضايا التي ستُرفع سيتخذ "قريباً"، ومن المرجح أن يشمل رفع القضايا لدى أكثر من جهة.
ولم يرد مسؤولو الموارد المائية في الهند بعد على طلب للتعليق.
وعلقت الهند الأسبوع الماضي معاهدة مياه نهر السند التي توسط فيها البنك الدولي عام 1960 بعد الهجوم في كشمير، وقالت إنها ستستمر حتى "تتخلى باكستان بشكل موثوق ولا رجعة فيه عن دعمها الإرهاب عبر الحدود".
الهند تغلق مقاصد سياحية في كشمير
أغلقت الهند أكثر من نصف المقاصد السياحية في الشطر الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير اعتباراً من اليوم الثلاثاء، وفق ما جاء في أمر حكومي اطلعت عليه وكالة "رويترز"، وذلك في محاولة لتشديد الإجراءات الأمنية بعد هجوم على سائحين الأسبوع الماضي.
وجاء في الوثيقة أن حكومة منطقة جامو وكشمير الهندية قررت إغلاق 48 من 87 وجهة سياحية في كشمير وتعزيز الأمن في بقية الوجهات، ولم تُحدد فترة زمنية للإغلاق، ولم يرد مسؤولون حكوميون بعد على طلبات للتعليق.
دعوة للحذر في رد الهند
قال رئيس وزراء منطقة جامو وكشمير عمر عبدالله أمس الإثنين إنه يتعين على الهند عدم فعل أي شيء ينفر الكشميريين وهي تلاحق المسلحين الذين قتلوا 26 شخصاً الأسبوع الماضي، لا سيما أن سكان المنطقة نظموا احتجاجات تنديداً بهذا الهجوم.
وقتل مسلحون من جماعة متشددة سائحين في الـ22 من أبريل (نيسان)، وهو ما استتبع حملة على من يشتبه في أنهم من المسلحين في المنطقة المضطربة، والتي شملت هدم تسعة منازل تخص أسر مشتبه في كونهم مسلحين.
وتتهم الهند باكستان بدعم المتشددين في كشمير، وهي منطقة تطالب بها كل من الدولتين وخاضتا حربين بسببها.
وتطالب كل من الهند وباكستان بالسيادة الكاملة على هذه المنطقة ذات الطبيعة الخلابة، لكن كلتا الدولتين المتجاورتين لا تحكمانها إلا جزئياً.
وقال عبدالله في مجلس النواب المحلي "ينبغي ألا نفعل شيئاً ينفر الناس بعد رد فعلهم العفوي" على الهجوم. وأضاف "السلاح يمكن فقط أن يسيطر على التشدد لا أن ينهيه. لن ينتهي إلا بوجود الشعب معنا. يبدو أن الناس وصلوا إلى هذه المرحلة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يتطرق لتفاصيل، لكن الأسبوع الماضي شهد احتجاجات عدة منها في ذلك مظاهرات بالشموع وإغلاق رمزي ليوم كامل في كشمير تنديداً بالهجوم. كما انتقد بعض سكان كشمير تحرك السلطات لهدم عدة منازل لأسر المتشددين.
وبعد هجوم كشمير حددت الهند هوية اثنين من المتشددين المشتبه فيهم على أنهما باكستانيان، بينما نفت إسلام آباد أي ضلوع لها في الهجوم، ودعت إلى إجراء تحقيق محايد.
وفي وقت سابق الإثنين قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن التوغل العسكري من جانب الهند المجاورة بات وشيكاً، وسط تصاعد التوتر بين البلدين اللذين يمتلكان سلاحاً نووياً.
وقال وزير الدفاع الباكستاني لـ"رويترز" في مقابلة بمكتبه في إسلام آباد، "عززنا قواتنا لأن ذلك بات وشيكاً الآن. لذلك ففي هذا الوضع يجب اتخاذ بعض القرارات الاستراتيجية، وقد اتُخذت هذه القرارات بالفعل".
وأضاف أن الخطاب الهندي ازداد حدة وأن الجيش الباكستاني أطلع الحكومة على احتمال وقوع هجوم هندي. ولم يخض الوزير في مزيد من التفاصيل حول أسباب اعتقاده بأن التوغل وشيك.
وأكد أن باكستان في حالة تأهب قصوى، وأنها لن تستخدم ترسانتها النووية إلا إذا "كان هناك تهديد مباشر لوجودنا".