ملخص
تنوي إسرائيل توكيل شركة أميركية مهمة توزيع صندوق غذاء واحد لسكان غزة كل أسبوع… إليكم تفاصيل خطة "صندوق الإمدادات الإنسانية".
الجيش الإسرائيلي يجهز "مدينة خيام" في رفح ويستعد لنقل المدنيين إليها بعد عملية تفتيش وتحقق من أن الداخلين إلى المنطقة الإنسانية الجديدة لا يتبعون حركة "حماس".
بعد سبعة أسابيع من منع إسرائيل تزويد غزة بالغذاء وصل الجوع مستوى خطراً بين سكان القطاع، ووسط التحذيرات الدولية والضغوط الأميركية، وافق وزراء حكومة بنيامين نتنياهو على خطة "صندوق الإمدادات الإنسانية" لتزويد المدنيين بالطعام وأدوات النظافة.
في غزة، نفد الطعام وبدأ السكان يقتربون من الجوع الشديد، وتوقف برنامج الأغذية العالمي عن توزيع الغذاء بعد نفاد مخزونه، وتعطل إمداد المدنيين بالبروتين من المطبخ العالمي المركزي، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الإمدادات الطبية آخذة في النفاد.
ترمب يتولى المسؤولية
وسط هذا الجوع، طلبت دول عربية من إسرائيل استئناف إدخال الطعام إلى سكان غزة، وتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهذا الشأن، إذ اتصل بنتنياهو وقال له "علينا أن نكون لطفاء مع غزة، هؤلاء الناس يعانون، سنتولى الأمر نحن".
عقب تصريح ترمب لا سيما الجملة التي تضمنت عبارة "سنتولى الأمر نحن"، أقر المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الذي يضم المستويين السياسي والأمني في تل أبيب، خطة جديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة على مبدأ "صندوق الإمدادات الإنسانية".
وبحسب خطة "صندوق الإمدادات الإنسانية" فإن شركات أميركية خاصة ستتولى مهمة توزيع المساعدات على السكان المدنيين في مناطق إنسانية بحماية من الجيش الإسرائيلي، الذي لن يشارك في توزيع الطعام مباشرة على الغزيين.
مدينة خيام
وفي تفاصيل خطة "صندوق الإمدادات الإنسانية"، فإن الجيش الإسرائيلي يجهز "مدينة خيام" في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، ويستعد لنقل المدنيين إليها، بعد عملية تفتيش وتحقق من أن الداخلين للمنطقة الإنسانية الجديدة لا يتبعون حركة "حماس".
وفي تلك المنطقة الإنسانية الجديدة التي تقع بين محوري فيلادلفي وموراغ، يعمل الجيش الإسرائيلي على إنشاء مراكز ومجمعات لتوزيع المساعدات، إذ ستتولى شركات أميركية خاصة مهمة توزيع الطعام على السكان المدنيين في المنطقة.
ووفقاً للخطة، فإن الجيش لن يدخل للمنطقة الأمنية ولن يكون شريكاً في توزيع "صندوق الإمدادات الإنسانية" لكنه سيكون له دور في التدابير الأمنية اللازمة، إذ يحمي المنطقة ومحيطها من هجمات مسلحي "حماس" ويمنعهم من سرقة الغذاء وبيعه بأضعاف الثمن للحصول على المال.
توزيع بالتجزئة
وبعد أن يدخل سكان غزة إلى المنطقة الإنسانية، فإن إسرائيل ستنقل صناديق المساعدات الإنسانية لمخازن الشركات الأميركية، وبعدها سيتولى عمال الإغاثة الأجانب مهمة تسليم صندوق الإمدادات الإنسانية لكل فرد في القطاع حسب السجل المدني.
تحصل كل عائلة على صندوق الإمدادات مرة في كل أسبوع على شكل طرد غذائي وصحي متكامل، وسيتولى الجيش الإسرائيلي مهمة مراقبة منطقة التوزيع من الجو فقط، وذلك لمنع "حماس" من السيطرة على الإمدادات.
التغيير في هذه الخطة أن إسرائيل لن تنقل صناديق الإمدادات الإنسانية لغزة بالجملة، وإنما سيتم التوزيع المباشر بالتجزئة للعائلات، مع توثيق دقيق للمستفيدين من المساعدات والكمية والتاريخ.
تتضمن هذه الخطة تولي العمال الأميركيين مهمة توزيع المساعدات الإنسانية فقط، أي لن يُشرك العمال الفلسطينيون بالمهمة حتى لا يكونوا عرضة لتأثير "حماس"، وبهذه الطريقة سيُقطع أحد خطوط الإمدادات المالية لـ"حماس" بصورة فعالة، ولن تستطيع الحركة الاستيلاء على عشرات آلاف الصناديق من أمام العائلات المحتاجة.
خطر على الجنود
في تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، فإنه على رغم الاتفاق على ضرورة إدخال المساعدات، فلا تزال الخلافات السياسية قائمة داخل الحكومة الإسرائيلية في شأن كيفية تنفيذ هذه الخطة، إذ يريد وزراء في تل أبيب أن يؤدي الجيش دوراً أكبر في توزيع المساعدات.
لكن الصحيفة تفيد بأن الجيش يتخوف من أن توزيع المساعدات قد يشكل خطراً على جنوده، كذلك فإن الجيش لا يملك القوة البشرية الكافية لتولي مثل هذه العملية، ومن جهة الحكومة الإسرائيلية فإنها تخشى أن يعزز هذا الأمر التصورات بأن تل أبيب قوة احتلال في قطاع غزة مما سيحملها مسؤوليات إنسانية كبرى.
يقول عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي زئيف إلكين "توزيع المساعدات بهذه الطريقة أمر موافق عليه، لكن لا تزال هناك خلافات، هناك أمر واحد واضح وهو أن إسرائيل لن توافق على توزيع المساعدات بطريقة تسمح لـ’حماس‘ بتعزيز قوتها".
أبرز هذه الخلافات هو تهديد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالاستقالة في حال نفذت خطة "صندوق الإمدادات الإنسانية"، ويقول الوزير "أعارض القرارات الحكومية المتعلقة بالسياسات تجاه غزة وأرفض فكرة المنطقة الإنسانية، سأتخذ خطوات تصعيدية إذا صُدق على الخطة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مؤسسات الإغاثة ترفض
بعد موافقة إسرائيل والولايات المتحدة على خطة "صندوق الإمدادات الإنسانية" عارضت الأمم المتحدة الفكرة، يقول المتحدث باسم الأمم المتحدة المكلف بدعم الفلسطينيين النازحين جوناثان فاولر "لا حاجة إلى نظام جديد، نحن نحث إسرائيل على فتح الحدود والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، ويضيف "لم يجرِ تقديم أي دليل على إساءة استخدام منهجية واسعة النطاق للمساعدات على رغم أن الإمدادات تنهب في بعض الأحيان والأسعار متقلبة، مناطق الحرب ليست أماكن مثالية أبداً لكن النظام الإنساني للأمم المتحدة يقوم بعمله، ويجب السماح له بالقيام بذلك".
أما "حماس" فإنها لم توافق على أن يتولى الجيش الإسرائيلي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية وتعارض أي تغيير في طريقة تسليم الغذاء والدواء لغزة، ويقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة "غزة تعاني الجوع كثيراً ونقص الطعام وصل ذروته، وإسرائيل تفكر بطريقة لإرهاق المدنيين قبل إطعامهم".