Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش يقترب من تحرير أم درمان ومجزرة جماعية في "صالحة"

تجدد القتال في مدينة الفاشر بعد هدوء حذر سادها أخيراً

مناطق جنوب وغرب أم درمان شهدت تصاعداً كثيفاً لأعمدة الدخان بسبب حدة الاشتباكات (رويترز)

ملخص

اتهم المتحدث باسم مخيم زمزم للنازحين محمد خميس دودة، ميليشيات قبلية موالية لـ"الدعم السريع" باعتراضها طريق 40 موظفاً يعملون في منظمة الإغاثة الدولية، إضافة إلى 50 مواطناً أثناء إجلائهم إلى منطقة طويلة (تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر)، وبأنها اقتادتهم إلى جهة غير معلومة.

بينما واصل الجيش السوداني تقدمه في محور جنوب أم درمان (صالحة) وغربها بسيطرته على معسكر "الكونان" الذي يعد أكبر مركز عسكري لقوات "الدعم السريع" في المنطقة طوال فترة الحرب بعد معارك ضارية بين الطرفين، مما يعني اقترابه من إعلان تحرير أم درمان، صُدم السودانيون بارتكاب قوة عسكرية ترتدي زي "الدعم السريع" مجزرة جماعية في منطقة صالحة.

وبحسب شهود، فإن مناطق جنوب وغرب أم درمان شهدت، أمس الأحد، تصاعداً كثيفاً لأعمدة الدخان بسبب حدة الاشتباكات الجارية بين طرفي القتال، إذ أحرز الجيش تقدماً في منطقة صالحة، بخاصة في أحياء 21 و19 مواصلاً ضغطه على "الدعم السريع" التي تدافع عن آخر معاقلها في ولاية الخرطوم.

ومنذ أسابيع عدة، تشهد مناطق متفرقة في أم درمان اشتباكات بين القوتين المتحاربتين، في وقت بدأت بوتيرة متسارعة تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" في ولايات السودان لمصلحة الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم، لا سيما السيطرة على القصر الجمهوري، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

تصفية بالرصاص

في الأثناء، قامت مجموعة ترتدي زي "الدعم السريع"، أمس، بقتل 31 شخصاً في الأقل بالرصاص في منطقة صالحة جنوب أم درمان، بعد اتهامهم بالتخابر لمصلحة الجيش. وقالت "شبكة أطباء السودان"، في بيان، إن "قوة من الدعم السريع ارتكبت مجزرة جماعية بتنفيذها عملية تصفية ميدانية لـ31 شخصاً من أبناء منطقة صالحة، بينهم أطفال قصر، في أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها المنطقة بتهمة الانتماء للجيش"، وأعربت عن أسفها لعمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل بمناطق سيطرة "الدعم السريع". وعدت أن ما تم تنفيذه من تصفية جماعية جريمة حرب وضد الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من المدنيين وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من منطقة صالحة التي تضم آلاف المدنيين العزل. وحثت "شبكة أطباء السودان" المجتمع الدولي على الضغط على قادة "الدعم السريع" لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين تحت سيطرتهم وحفظ أرواحهم.

كما نددت مجموعة "محامو الطوارئ" بالجريمة "الوحشية" محملة "الدعم السريع" وقياداتها كامل المسؤولية القانونية والجنائية عن عمليات التصفية والقتل العمد للمدنيين. وقالت المجموعة، في بيان، إن تصفية المدنيين العزل يثبت الطابع العمدي والمنجهي لانتهاكات "الدعم السريع"، ويشكل انتهاكاً جسيماً للمواثيق الدولية كافة، وعلى رأسها اتفاقات جنيف والقانون الدولي الإنساني، ويرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأشار البيان إلى أن ارتكاب هذه الجرائم بصورة منظمة، وتوثيقها بمقاطع مصورة علنية، يعكس مدى استهانة "الدعم السريع بأرواح المدنيين، ويؤكد اعتمادها سياسة الإفلات من العقاب كنهج ممنهج لترهيب السكان المدنيين وفرض سطوتها بالقوة"، وطالب البيان باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.

في المقابل، نفت "الدعم السريع" مسؤوليتها عن المجزرة التي وقعت في منطقة صالحة، مؤكدة في بيان أنها تابعت "بأسف بالغ تداول مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر جثامين متكدسة بطريقة مهينة تمتهن الكرامة الإنسانية". وأشار البيان إلى أن العناصر التي ظهرت في هذه المقاطع لا تتبع لـ"الدعم السريع" بأي وجه من الوجوه، موضحاً أن منطقة المهندسين بأم درمان، حيث وقعت هذه الأحداث المؤسفة، تعد منطقة تداخل عملياتي بين قواتهم والجيش. ونوه البيان إلى حرص "الدعم السريع" على احترام قواعد الحرب والعدالة، فضلاً عن رفضها أي ممارسات تشكل انتهاكاً للكرامة الإنسانية أو تخرق المبادئ الأساسية التي تحكم سير العمليات القتالية. وحض البيان الأفراد والمنظمات الدولية والجهات الإعلامية على ضرورة التثبت والتحقق بدقة من الوقائع قبل نسبها إلى "الدعم السريع".

محور الفاشر

بعد هدوء حذر ساد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قبل يومين تجدد، مساء أمس، القتال في هذه المدينة بصورة عنيفة، حيث شهدت أحياء سكنية عدة قصفاً متواصلاً من قبل "الدعم السريع" أسفر عن إصابة خمسة مدنيين تم نقلهم لتلقي الرعاية الطبية، بحسب الإعلام العسكري للجيش. وأكد بيان للفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر، أن الوضع في المدينة تحت السيطرة، وأن الجيش والقوات المساندة له (تتبع للحركات المسلحة) تعمل بتنسيق كامل، مشيراً إلى أن قوات الجيش نفذت عمليات تمشيط في المدينة أسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة.

ومنذ الـ10 من مايو (أيار) 2024، تشهد مدينة الفاشر اشتباكات مستمرة بين قوات الجيش السوداني و"الدعم السريع" رغم التحذيرات الدولية من خطر التصعيد في هذه المدينة التي تعد مركزاً رئيساً للعمليات الإنسانية في ولايات دارفور الخمس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اعتقال موظفي إغاثة

في غضون ذلك، اتهم المتحدث باسم مخيم زمزم للنازحين محمد خميس دودة ميليشيات قبلية موالية لـ"الدعم السريع" باعتراضها طريق 40 موظفاً يعملون في منظمة الإغاثة الدولية، إضافة إلى 50 مواطناً أثناء إجلائهم إلى منطقة طويلة (تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر)، وبأنها اقتادتهم إلى جهة غير معلومة. وأشار دودة إلى أن هذه الميليشيات اتهمت موظفي المنظمة الدولية بأنهم ضباط في الجيش السوداني هاربون من مدينة الفاشر، منوهاً بأن خطة الإجلاء شملت نقل من تبقى من موظفي المنظمة، الذين نجوا من مجزرة معسكر زمزم، وموظفي المنظمة العاملين في مدينة الفاشر، تنفيذاً لأمر من المجلس الرئاسي للمنظمة في الولايات المتحدة.

وفي الـ12 من أبريل (نيسان) الجاري كان قد قتل تسعة من كوادر منظمة الإغاثة الدولية إثر هجوم شنته "الدعم السريع" على مخيم زمزم للنازحين قبل أن تسيطر، بشكل كامل، على المعسكر وتهجر سكانه البالغ عددهم أكثر من 500 ألف نازح.

تسرب إشعاعي

إلى ذلك نفى مدير المركز القومي لعلاج الأورام دفع الله أبوإدريس، حدوث تسرب إشعاعي من مستشفى الخرطوم للأورام "الذرة" وسط العاصمة. وأوضح أبوإدريس، في بيان، أنه لا وجود لأي تسرب إشعاعي من مستشفى الأورام، بعد تحريره من قبضة "الدعم السريع" أخيراً. وأشار إلى أن المركز القومي تأكد من عدم وجود تسرب إشعاعي، بعد الفحص والتدقيق والتقييم الدقيق من الفرق الفنية المتخصصة والمسؤولة عن أجهزة العلاج الإشعاعي التي وصلت إلى المستشفى. ونوه إلى عدم رصد أعراض سريرية بين المواطنين والعاملين في المنطقة قرب المستشفى تدل إلى تعرضهم لإشعاع مكثف. ونبه المواطنين من أن حالات الوفاة قرب أو داخل المستشفى ناجمة عن معارك مباشرة، أدت لمقتل مسلحين من "الدعم السريع" فحسب، ودعاهم أيضاً إلى الاطمئنان وعدم الالتفات إلى الإشاعات المغرضة.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، خلال اليومين الماضيين، أنباء تفيد بحدوث تسرب إشعاعي من مستشفى "الذرة"، أودى بالعشرات من عناصر "الدعم السريع"، وسط تحذيرات بعدم الاقتراب من المناطق قرب المرفق بذريعة أن التسرب لا يزال يشكل خطراً. وظل مستشفى الذرة، قبل اندلاع النزاع في الـ15 من أبريل 2023، يقدم خدمات علاجية لنحو 1000 مريض بالسرطان يومياً.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات