Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معركة المساعدات في محكمة العدل الدولية: اتهامات متبادلة بين إسرائيل والفلسطينيين

اجتماع مصري - إسرائيلي لمناقشة إحياء وقف إطلاق النار... فرنسا تدعو إلى وقف "مجزرة غزة" ونزع سلاح "حماس" تمهيداً للاعتراف بالدولة الفلسطينية

ملخص

تفتتح محكمة العدل الدولية، اليوم، أسبوعاً من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يوماً على فرضها حصاراً شاملاً على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

أفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من السلطات المصرية بأن رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد سيلتقي في وقت لاحق الإثنين فريق التفاوض الاسرائيلي في القاهرة لمناقشة إحياء وقف اطلاق النار في غزة.
ويأتي الاجتماع مع الوفد الإسرائيلي الذي يترأسه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر "في أعقاب زيارة وفد حماس لمصر قبل أيام عدة لبحث التهدئة وصولاً لوقف إطلاق النار بقطاع غزة"، بحسب تقرير القناة المصرية.
من جهة ثانية أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما الإثنين أن بلادها تدعو إسرائيل إلى "وقف المجزرة الجارية الآن في غزة"، بينما اتهم ممثلون للأمم المتحدة والفلسطينيين، إسرائيل في محكمة العدل الدولية بانتهاك القانون الدولي برفضها السماح بدخول المساعدات إلى القطاع، وذلك في اليوم الأول من جلسات الاستماع في شأن التزام إسرائيل بتسهيل تسليم المساعدات.

نزع سلاح "حماس"

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أمام الصحافيين إن باريس تدعو أيضاً إلى إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع الفلسطيني، وإلى "نزع سلاح" حركة "حماس" التي تسيطر عليه، فضلاً عن "إصلاح السلطة الفلسطينية"، وأشارت إلى أن هذه "شروط للتحرك نحو الاعتراف" بالدولة الفلسطينية، وهو ما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس ستقوم به في يونيو (حزيران) المقبل.

مشكلة المساعدات

في الموازاة وفي مستهل جلسات الاستماع في أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، قالت المستشارة القانونية للأمم المتحدة، إلينور هامرخولد إن "إسرائيل عليها التزام واضح بوصفها قوة احتلال بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها إلى الشعب في غزة"، وأضافت "في السياق المحدد للوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تستوجب هذه الالتزامات السماح لجميع كيانات الأمم المتحدة ذات الصلة بتنفيذ أنشطة لمصلحة السكان المحليين".
وقال عمار حجازي ممثل الفلسطينيين إن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية "كسلاح حرب" في حين يواجه الناس في غزة مجاعة.

إسرائيل تهاجم المحكمة

وتمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس (آذار) دخول كل الإمدادات لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ونفدت تقريباً كل المواد الغذائية التي دخلت القطاع خلال سريان اتفاق وقف إطلاق النار في بداية العام.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل قدمت موقفها كتابياً إلى جلسات الاستماع التي وصفها بأنها مجرد "سيرك".

وذكر ساعر في القدس اليوم أن المحكمة تُسيس، وأن الأمم المتحدة لم تفصل موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأعضاء في فصائل مسلحة في غزة، وأضاف ساعر "إنهم يسيئون استخدام المحكمة مجدداً لمحاولة إجبار إسرائيل على التعاون مع منظمة تعج بإرهابيي ’حماس‘"، وتابع "الهدف هو حرمان إسرائيل من أبسط حقوقها في الدفاع عن نفسها".

وقالت الأمم المتحدة في أغسطس (آب) الماضي، إن تسعة من موظفي الأونروا ربما يكونون شاركوا في الهجوم الذي قادته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإنهم فصلوا من وظائفهم، وتقول إسرائيل إن قائداً آخر من "حماس"، أكدت الأونروا أنه أحد موظفيها، قتل في غزة في أكتوبر الماضي.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024 كلفت محكمة العدل الدولية بإصدار رأي استشاري حول التزامات إسرائيل تسهيل دخول المساعدات للفلسطينيين التي ترسلها دول ومنظمات دولية منها الأمم المتحدة.

وتقول إسرائيل إنها لن تسمح بدخول السلع والإمدادات إلى غزة حتى تفرج "حماس" عن جميع الرهائن المتبقين، واتهمت إسرائيل "حماس" مراراً بسرقة المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة، وتنفي الحركة هذه الاتهامات.

تدمير أساسات الحياة

وقال حجازي، رئيس البعثة الفلسطينية لدى هولندا، خلال جلسة الاستماع، "تتعلق هذه القضية بتدمير إسرائيل أساسات الحياة في فلسطين، في حين تمنع الأمم المتحدة ومقدمي المساعدات الإنسانية الآخرين من تقديم المساعدات المنقذة لحياة السكان".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول الغذاء والدواء إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، ودعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى غزة.

وتحظى الآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية، المعروفة أيضاً باسم المحكمة العالمية، بثقل قانوني وسياسي إلا أنها غير ملزمة، ولا تتمتع المحكمة بسلطات لإنفاذها.

وبعد جلسات الاستماع، من المرجح أن تستغرق محكمة العدل الدولية أشهراً عدة لتكوين رأيها.

40 قتيلا في غارات 

أفاد الدفاع المدني في غزة اليوم الإثنين بمقتل 40 شخصاً على الأقل في غارات إسرائيلية على القطاع منذ الفجر.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الحرب إلى 52243 قتيلاً بعدما تم التحقق من هوية مئات الأشخاص الذين كانوا مدرجين سابقاً على أنهم مفقودون قبل تأكيد مقتلهم. وقالت الوزارة التي تديرها حركة "حماس" في بيان، إنه تمت إضافة 697 قتيلاً في الإحصائية التراكمية بعدما اكتملت البيانات الخاصة بهم عبر اللجنة القضائية في وزارة الصحة المتخصصة بمتابعة ملف المفقودين.

وأوضح خليل الدقران المتحدث باسم مستشفى "شهداء الأقصى" أنه "في ما يخص المفقودين تحت الأنقاض: أبلغ ذووهم عنهم وكانوا في عداد المفقودين، ولكن تم انتشال جثامينهم إما من تحت الأنقاض أو من مناطق لم تكن الطواقم الطبية قادرة للوصول إليها بسبب وجود الجيش الإسرائيلي فيها".

بروتوكول عمل خاص

بدوره قال المدير العام لمكتب الإعلام الحكومي إسماعيل الثوابتة في إجابة حول سبب عدم الإعلان عن هذا الرقم بصورة دورية، إن "اللجنة القضائية تصدر تقريرها كل فترة وليس يومياً، ولها بروتوكول عمل خاص بها، وعندما تسلم تقريرها، يتم الاعتماد".

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد شككت، بصورة متكررة، في صدقية إحصاءات وزارة الصحة في غزة، لكن الأمم المتحدة تعد معطياتها موثوقة.

وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني، أمس الأحد، مقتل 50 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة. وبحسب الدفاع المدني أيضاً، أسفرت غارة على "مجموعة من المدنيين" عن مقتل تسعة أشخاص في شرق مدينة غزة بشمال القطاع.

وأعلن مستشفى ناصر في خان يونس (جنوب) استقباله سبعة قتلى جراء استهداف منزل، بينما أفاد مستشفى "العودة" باستقباله أربع جثث و12 جريحاً إثر قصف استهدف مقهى قرب مخيم البريج (وسط غزة).

 

"شرارة جحيم جديد"

في هذا الوقت، أكد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كراهنبول أن "شرارة جحيم جديد" أُطلقت في غزة مع تجدّد الحرب في القطاع. وقال كراهنبول في كلمة ألقاها خلال منتدى الأمن العالمي في العاصمة القطرية الدوحة، "غزة تشهد وتعاني... الموت والإصابات والنزوح المتكرر والأطراف المبتورة والانفصال والاختفاء والجوع والحرمان من المساعدات والكرامة على نطاق واسع. وما إن دفع وقف إطلاق النار المهم جداً، الناس إلى الظن بأنهم نجوا من الأسوأ حتى فُجّر جحيم جديد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اندلاع الحرب

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون.

وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة، قتل ما لا يقل عن 2151 فلسطينياً منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط