ملخص
ذكرت وزارة الخارجية السعودية مساء أمس الجمعة أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أجرى اتصالين هاتفيين بنظيريه في الهند وباكستان.
أعلن الجيش الهندي، اليوم السبت، أن عناصره تبادلوا إطلاق النار، خلال الليل، مع القوات الباكستانية على طول خط المراقبة، وهو الحدود الفعلية بين الهند وباكستان في كشمير، في عقب حوادث وقعت في اليوم السابق.
وقال الجيش الهندي إن إطلاق نار "غير مبرر" بأسلحة خفيفة شُنَّ من مواقع "عدة" للجيش الباكستاني "على طول خط السيطرة في كشمير" ليل الجمعة – السبت، وأوضح، في بيان، أن "القوات الهندية ردت بشكل مناسب مستخدمة أسلحة خفيفة"، مضيفاً أن إطلاق النار لم يُسفر عن وقوع إصابات.
جهود سعودية
في الأثناء، تبذل السعودية جهوداً لاحتواء التوتر بين الهند وباكستان منذ هجوم الثلاثاء الماضي على سياح في كشمير، وفق ما أفاد مسؤول سعودي كبير وكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة.
تصاعد التوتر بين القوتين النوويتين على خلفية هجوم أسفر عن مقتل 26 مدنياً في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، حملت نيودلهي مسؤوليته لإسلام آباد.
وقال المسؤول السعودي، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الحديث للإعلام، "تجري المملكة العربية السعودية اتصالاتها لضمان عدم تصاعد التوتر الحالي بين الهند وباكستان". وأضاف "كلا البلدين حليفان للمملكة، ولا نريد أن يخرج الوضع عن السيطرة بينهما".
وذكرت وزارة الخارجية السعودية مساء الجمعة أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أجرى اتصالين هاتفيين بنظيريه في الهند وباكستان.
وأوردت في بيانين نُشرا على منصة "إكس" أن الأمير فيصل "بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لتهدئة التوترات فيها"، مع نظيريه الباكستاني إسحاق دار والهندي سوبراهمانيام جايشانكار.
تعليق تأشيرات وطرد دبلوماسيين
شملت التوترات بين البلدين تعليق تأشيرات وطرد دبلوماسيين وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيس بين الجارتين، ووقع تبادل لإطلاق النار بين موقعين حدوديين لفترة وجيزة خلال وقت مبكر صباح الجمعة.
ومنذ عام 1947 واستقلالهما تتنازع الهند وباكستان السيادة على كامل إقليم كشمير الذي تقطنه غالبية مسلمة وقُسم بين البلدين.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في زيارة رسمية لمدينة جدة على ساحل البحر الأحمر حين وقع هجوم الثلاثاء الماضي، مما اضطره إلى اختصار زيارته والعودة لبلاده.
وتحرص السعودية أخيراً على أداء دور الوسيط في السياسة الدولية، فاستضافت خلال فبراير (شباط) الماضي اجتماعات بين كبار المسؤولين الأميركيين والروس في الرياض.
وكان ذلك أول اجتماع أميركي روسي على هذا المستوى، وبهذه الصيغة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا خلال فبراير 2022. واستضافت اجتماعاً أميركياً أوكرانياً في جدة لبحث وقف الحرب بين موسكو وكييف.
كذلك تبذل السعودية جهوداً لاحتواء النزاعات الإقليمية كتسوية الخلافات الحدودية بين لبنان وسوريا ضمن اجتماع في جدة الشهر الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان إلى ضبط النفس
من جانبها دعت الأمم المتحدة الهند وباكستان إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" بعد تصاعد التوتر بين البلدين منذ هجوم الثلاثاء على سياح في كشمير.
ودان مجلس الأمن الدولي الجمعة "الهجوم الإرهابي" في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، داعياً إلى إحالة المسؤولين عنه إلى العدالة.
وأكد المجلس أن الإرهاب "بأشكاله كافة" هو "أحد أسوأ التهديدات للسلم والأمن الدوليين"، مشدداً على "ضرورة محاسبة مرتكبي هذا العمل الإرهابي ومنظميه ومموليه وداعميه وتقديمهم إلى العدالة".
بدوره اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة أن الهند وباكستان "ستعالجان المشكلة (بينهما) بصورة أخرى". وقال "تحصل توترات على هذه الحدود منذ 1500 عام، وتلك هي الحال دائماً، لكنهم سيعالجون المشكلة بصورة أخرى".
وزير باكستاني يحث على إجراء تحقيق دولي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة نقلاً عن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن باكستان ترى أن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق دولي في هجوم كشمير، وأنها مستعدة للعمل مع المحققين الدوليين.
وقال آصف في مقابلة مع الصحيفة إن باكستان "مستعدة للتعاون" مع "أي تحقيق يجريه المفتشون الدوليون". وأعلنت الهند أن هناك عناصر باكستانية في الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء، لكن إسلام اباد نفت ضلوعها في الهجوم. وتطالب كلتا الدولتين بالإقليم الجبلي، ولكن كل منهما تسيطر على جزء منه فقط.
وأضاف آصف للصحيفة أن الهند استغلت تداعيات هجوم المسلحين كذريعة لتعليق العمل بمعاهدة المياه ولأغراض سياسية داخلية. وتابع أن الهند تتخذ خطوات لمعاقبة باكستان "من دون أي دليل، ومن دون أي تحقيق". وأكد "نحن لا نريد أن تشتعل هذه الحرب، لأن اشتعال هذه الحرب يمكن أن يسبب كارثة لهذه المنطقة".
وأعلنت جماعة مسلحة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "مقاومة كشمير"، مسؤوليتها عن الهجوم في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول الأجهزة الأمنية الهندية إن هذه الجماعة هي واجهة لمنظمات متشددة تتخذ من باكستان مقراً مثل "عسكر طيبة".
ونفى آصف صحة هذا الادعاء في المقابلة. وقال إن جماعة عسكر طيبة "بائدة" وليس لديها القدرة على التخطيط أو شن هجمات من الأراضي التي تسيطر عليها باكستان. وقال "ليس لديهم أي تجهيزات في باكستان". وأضاف "هؤلاء الأشخاص، أياً كان ما تبقى منهم، تم احتواؤهم. بعضهم رهن الإقامة الجبرية، وبعضهم رهن الاحتجاز. إنهم ليسوا نشطين على الإطلاق".