Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تعتبر نفسها الهدف المقبل لإيران بعد الخليج

تهدد برد قاسٍ وتعد خططاً دفاعية من الصواريخ الجوالة

صدرت أوامر للأجهزة الأمنية الإسرائيلية تطلب إعداد خطة دفاع صاروخية تضمن حماية إسرائيل (أ. ف. ب)

لم تخفِ القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية، قلقها من انعكاس الأوضاع في الخليج على إسرائيل واستهدافها من جانب إيران، عبر صواريخ متطورة ودقيقة.

وعلى مدار اليومين الماضيين، بحثت القيادات سبل التعامل مع مختلف السيناريوهات المتوقعة.

ووجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، في تصريح يُعتبر الأكثر حدة منذ تولى منصبه، رسالة إلى إيران، أعلن فيها أن بلاده "سترد بكل قوة على كل ضربة تتعرض لها، سواء كانت من جانب إيران مباشرة، أو عبر وكلائها في المنطقة"، في إشارة إلى "حزب الله" اللبناني. وفي الأثناء، صدرت أوامر للأجهزة الأمنية تطلب إعداد خطة دفاع صاروخية تضمن حماية إسرائيل من أنواع الصواريخ، المتوقع أن تتعرض لها. علماً أن هناك خشية من أن تكون صواريخ باتريوت غير قادرة على مواجهة الصواريخ الإيرانية المتطورة.

واعتبر الإسرائيليون، خلال تقييمهم الوضع، أن "الهجوم الإيراني على السعودية وتخلي الأميركيين عن الأكراد في سوريا، تطوران خطيران أساءا للوضع الإستراتيجي لإسرائيل". وهذا ما لمح إليه كوخافي عند تهديده إيران. فخلال خطاب له في ذكرى "إحياء الجنود القتلى في لواء المظليين"، أظهر كوخافي حدة غير مسبوقة، لكنه في الوقت نفسه سعى إلى طمأنة الإسرائيليين إلى أن إسرائيل قادرة على مواجهة الصواريخ الإيرانية، في تصريح يناقض تقارير وتصريحات سابقة لرئيس الأركان السابق غادي إيزنكوت، الذي شكك في قدرة إسرائيل على التفوق في أي معركة مقبلة.

كوخافي الذي هدّد بالرد على أي اعتداء بقوة، قال "نحن نفتح سبع عيون، نجري تقويمات للوضع على أساس يومي ونتخذ قرارات مهنية ومسؤولة، لمواجهة التهديدات وإحباطها، إلى جانب الحفاظ على التوازنات".

مفاجأة ترمب

خطاب كوخافي، أظهر موقفاً إسرائيلياً تجاه بيان الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول انسحابه من سوريا، فقد فوجئ الإسرائيليون بهذا القرار، الذي اعتبر خطراً لا يستبعد إسرائيل. وتناقلت مصادر إعلامية قول مسؤولين أمنيين إنه "لم يكلف أي مصدر أميركي نفسه عناء إطلاع إسرائيل على موضوع بهذا الأهمية والحساسية الإقليمية العالية".

فالقرار لا يترك القوات الكردية التي قاتلت ضد داعش بمساعدة الأميركيين لمصيرهم فحسب، بل من المتوقع أيضاً أن يعزز المحور الخطير لإيران وسوريا وحزب الله، ويترك إسرائيل معزولة في الساحة أمام تحديات من شأنها أن تقيّد حريتها في العمل في سوريا وفي دول أخرى يعمل فيها الجيش الإسرائيلي  ضد أهداف إيرانية"، وفق مصادر إعلامية.

وتشير تهديدات كوخافي إلى أن إسرائيل لن تغير سياستها تجاه سوريا ومنع تجاوز الخطوط الحمر التي سبق ووضعتها.

خطوة جديدة

يعتبر الخبير العسكري إيال زيسر أن المفهوم الذي تبناه العالم بالنسبة إلى إيران كان أنها لن تجرؤ على عمل كذاك الذي نفذته في الخليج الفارسي، وذلك لأسباب عدة، هي أولاً أن إيران تحاول أن تعمل بحذر ومن دون أن تثير الانتباه الزائد في مشروعها النووي، وكذلك للتخلص من العقوبات القاسية التي فرضتها عليها الولايات المتحدة، وبالتالي لا مصلحة لها للانجرار إلى مواجهة مباشرة وقاسية مع الولايات المتحدة.

والسبب الثاني، وفق زيسر، هو أن الخطوات التي اتخذتها إيران كانت تنفذها عبر وكلائها في المنطقة ولم تتم، بشكل مباشر، هكذا فعلت في غزة ولبنان وسوريا واليمن. أما السبب الثالث فهو أن الخطوات الإيرانية حملت، دائماً، طابعاً تكتيكياً لأعمال إرهابية محدودة، وفق تعبير زيسر، لكنها لم تتمثل بخطوة عسكرية شاملة مثل إعلان حرب قد تورط إيران في مواجهة شاملة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى زيسر أن ما ذُكر أعلاه يرسخ المفهوم بأن إيران لم تجرؤ على ضربات مباشرة كتلك التي نفذتها أخيراً، ولكن، يضيف "في الأشهر الماضية أخذ المفهوم المتعلق بخطوات إيران المستقبلية ينهار، من دون أن ينتبه أحد إلى ذلك. بداية جاءت عمليات التخريب ضد ناقلات النفط في الخليج الفارسي، وبعد ذلك هوجمت الحوامات ضد إسرائيل، والآن يمكن أن تكون هناك خطوة جديدة، في ظل صمت الولايات المتحدة، فقد تنزع إيران القناع وتخرج إلى هجوم واسع، في ظل الاستعداد للمخاطرة بمواجهة شاملة ومباشرة.

تحديات إسرائيل

إزاء هذا الوضع والتقديرات باحتمال تعرض إسرائيل لصواريخ إيرانية، يدرس الجيش الإسرائيلي كيفية مواجهة أخطر التحديات الحالية وهو التصدي للصواريخ الجوالة الإيرانية.

ووفق تقارير إسرائيلية يجري الحديث عن صواريخ تعتبر عملية اعتراضها معقدة جداً، حيث توجد مقاييس لاعتراض هذه الصواريخ، أهمها وفق خبراء في الجيش الإسرائيلي ارتفاع الطيران، إذ يكون اعتراضه أصعب، وكلما كان الصاروخ منخفضاً، كما يصعب ضبط الأثر الذي يتركه على الرادار، من حيث السرعة والحجم النسبي له".

في الاجتماع الأخير للكابينت، الذي دعا إليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل طارئ لبحث الملف الإيراني، بُحث هذا الجانب وخرج المجتمعون بقرار يدعو إلى ضرورة رفع الموازنة العسكرية، بهدف تحسين قدرة منظومة الاعتراض، وبهدف تنفيذ الدفاع المتعدد الطبقات ضد الصواريخ، التي تتضمن توسيعاً لمشروع بطاريات القبة الحديدية.

وتتطلب الخطة الدفاعية التي يتم بحثها موازنة عالية، إذ يدور الحديث عن وسيلة قتال متطورة مثل صاروخ ياخونت، ذي القدرة على الوصول إلى مسافات بعيدة من مئات الكيلومترات وبدقة عالية، ما يجعل الإصابة بوسيلة قتالية من هذا النوع ناجعة على نحو خاص للمنشآت الإستراتيجية.

إلى جانب هذه الخطة يجري بحث خطة لجهاز الأمن، وهي الأخرى تعنى بمسألة مواجهة الصواريخ وتقدر تكاليفها بنحو 4 مليارات شيكل في السنة من ميزانية الدفاع.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط