ملخص
الصفقة تسهم في تعزيز العمليات التشغيلية من خلال دعم رحلات الحج وخدمات العمرة طوال العام، وتعكس التزام مجموعة "السعودية" توسيع شبكة وجهاتها وزيادة خيارات السفر للضيوف، إذ سيجري توجيه 10 طائرات إلى شركة طيران "أديل" بوصفها الذراع الاقتصادية لطيران المجموعة.
أعلنت مجموعة "السعودية" التي تضم عدداً من الشركات العاملة في مجال النقل الجوي اليوم الأربعاء عن شراء 20 طائرة "إيرباص" جديدة من طراز (neo330-900A)، من بينها 10 طائرات اقتصادية، ضمن خططها الوطنية واستعداداتها لموسم الحج، تنفيذاً لاستراتيجية ربط العالم بالسعودية وبما يتماشى مع "رؤية 2030".
وتستقبل السعودية خلال موسم الحج ما يزيد على 1.8 مليون حاج من داخل البلاد وخارجها، من بينهم أكثر من 1.5 مليون عبر المنافذ الجوية، فيما تكثف السعودية جهودها لتطوير قدراتها اللوجستية، خصوصاً في مجال النقل الجوي بما يسمح لها باستقبال 50 مليون حاج ومعتمر سنوياً بحلول عام 2050.
وشددت المجموعة "السعودية" على أهمية توطين المحتوى المحلي دعماً لأهداف التحول إلى مقر معتمد من شركة "إيرباص" لصيانة الطائرات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تتمتع شركة "إيرباص" بنشاط كبير في جميع أنحاء أوروبا، حيث تنتج ما يقارب نصف طائرات العالم النفاثة، ولها فروع في أربعة بلدان أوروبية من بينها ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا، وكذلك فروع في الصين واليابان والولايات المتحدة.
ونوّه مدير عام مجموعة "السعودية" إبراهيم بن عبدالرحمن العمر بأهمية الصفقة التي تأتي استمراراً لخطة طموحة تستهدف تحديث وتنمية الأسطول، ولا سيما أن صفقة أُبرمت العام الماضي بين مجموعة "السعودية" وشركة "ايرباص" بإجمالي 105 طائرات، مشيراً إلى أن ذلك يأتي لتمكين الاستراتيجيات الوطنية المنضوية تحت "رؤية السعودية 2030" بهدف الوصول إلى 250 وجهة.
وأضاف العمر أن الصفقة وفق دراسة الجدوى للمتطلبات التشغيلية، وتسهم في تحقيق الأهداف الطموحة لمجموعة "السعودية" وبرنامج تحديث وتنمية الأسطول الذي يعد من مرتكزات الاستراتيجية الجديدة والمستهدفة مواصلة التميز في الكفاءة التشغيلية عبر تطوير وإدارة الشبكة والأسطول وتكامل أنظمة الصيانة.
ويبلغ أسطول مجموعة السعودية حالياً 194 طائرة تسهم جميعها في خدمة قطاع الطيران التجاري والاقتصادي والشحن والخدمات اللوجستية، ومن المخطط تسلم 191 طائرات جديدة أخرى خلال الأعوام المقبلة، فيما تقوم جهود الشركات كافة التابعة لها كمنظومة طيران متكاملة بدور فاعل في دفع عجلة التطور ضمن قطاع الطيران وتعزيز وتنمية الاقتصاد الوطني وتمكين مختلف الاستراتيجيات الوطنية والأحداث الكبرى لجلب العالم للمملكة.
وقال مساعد مدير الأسطول في مجموعة "السعودية" صالح عيد إن الصفقة تسهم في تعزيز العمليات التشغيلية من خلال دعم رحلات الحج وخدمات العمرة طوال العام، مؤكداً أنها تعكس التزام مجموعة "السعودية" توسيع شبكة وجهاتها وزيادة خيارات السفر للضيوف، منوهاً إلى أن 10 طائرات من الصفقة ستُوجه إلى شركة طيران "أديل" بوصفها الذراع الاقتصادية لطيران المجموعة.
وأضاف عيد أن المجموعة عنصر أساس في تحقيق الأهداف الطموحة للاستراتيجية السعودية للطيران لنقل 330 مليون مسافر و150 مليون سائح و30 مليون حاج، ولا سيما أنها أكبر مجموعات الطيران في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار مدير الأسطول إلى أن المجموعة تعمل على دفع عجلة النمو في قطاع الطيران عبر 13 شركة تابعة لها، وتقدم خدمات النقل الجوي والشحن والطيران الخاص والخدمات اللوجستية، وكذلك الخدمات الأرضية والصيانة والتموين، إلى جانب العقارات والتدريب والخدمات الطبية بمستوى عالمي، إضافة إلى الحج والعمرة.
بدوره أوضح الرئيس التنفيذي لشركة طيران "أديل" ستيفن غرينواي أن الصفقة تعتبر أول طلبية طائرات عريضة البدن للشركة من خلال طراز (neo330-900A)، إذ إن هذا الطراز يتميز بالكفاءة وطول المدى والمرونة الفائقة بما ينسجم مع استراتيجيتها الرامية إلى توسيع نطاق عملياتها التشغيلية وإضافة مزيد من الوجهات، لافتاً إلى أن الشركة تسلمت أولى طائراتها من شركة "إيرباص" طراز (A320) في الـ24 من أغسطس (آب) عام 2017 من مصنع طائرات "إيرباص" بمدينة هامبورغ في ألمانيا، مشيراً إلى التوسع الكبير الذي شهده طيران "أديل" خلال الأعوام الأخيرة.
وحول موعد تسلم الطائرات قال نائب الرئيس التنفيذي لمبيعات الطائرات التجارية في شركة "إيرباص" بينوا دي سانت إكزوبيري إنه وفق الجدول الزمني للصفقة، من المقرر أن تكون الطائرة الأولى جاهزة للتسليم عام 2027 والأخيرة عام 2029، مؤكداً أنها خطوة رئيسة تدعم طموحات السعودية في قطاع الطيران من خلال فتح أسواق جديدة للرحلات الطويلة وجذب شرائح جديدة من العملاء، إذ توفر تجربة ركاب متميزة تجعلها الخيار الأمثل لدعم النمو الاستراتيجي لمجموعة "السعودية" وترسيخ مكانتها كقائد عالمي في قطاع الطيران.
ووُقع الاتفاق بين مجموعة "السعودية" وشركة "إيرباص" اليوم الأربعاء في مدينة تولوز الفرنسية، حيث يقع المقر الرئيس لشركة صناعة الطائرات التابعة لـ"الشركة الأوروبية للصناعات الجوية" (EADS)، بحضور مدير عام مجموعة "السعودية" إبراهيم بن عبدالرحمن العمر والمدير التنفيذي لشركة "إيرباص" للطائرات التجارية كرستيان شيرير، ووقعه كل من مساعد المدير العام لإدارة الأسطول في مجموعة "السعودية" صالح عيد ونائب الرئيس التنفيذي لمبيعات الطائرات التجارية بشركة "إيرباص" بينوا دي سانت إكزوبيري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعد النقل الجوي من الركائز الأساس لدعم الاقتصاد غير النفطي في السعودية وتحقيق مستهدفات "رؤية السعودية 2030" التنموية، إذ حقق هذا القطاع تقدماً وتطوراً كبيراً خلال الأعوام الأخيرة منذ انطلاقة "الرؤية"، عبر تحقيق أعلى معدل تاريخي في أعداد الرحلات عام 2024 لتصل إلى 905 آلاف رحلة (474 ألف رحلة داخلية و431 ألف رحلة دولية)، بنسبة نمو بلغت 11 في المئة مقارنة بعام 2023.
وشهد نطاق الربط الجوي زيادة ملحوظة بلغت نسبتها 16 في المئة وأصبحت المملكة مرتبطة بأكثر من 170 وجهة حول العالم تنطلق إليها الرحلات من السعودية وإليها، بحيث وصل عدد المسافرين إلى أكثر من 128 مليون مسافر عام 2024 عبر مختلف المطارات السعودية، من بينهم 59 مليون مسافر عبر الرحلات الداخلية و69 مليون مسافر عبر الرحلات الدولية، في حين بلغت نسبة النمو 15 في المئة مقارنة بعام 2023 وبزيادة نحو 25 في المئة مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، مما يؤكد تعافي قطاع النقل الجوي في المملكة من آثار كورونا.
وسجل الشحن الجوي نمواً استثنائياً بنسبة بلغت 34 في المئة ليصل إلى 1.2 مليون طن عام 2024، فيما حصل مسار "جدة- الرياض" على أكبر زيادة في السعة عالمياً بين المسارات المحلية عام 2024، ومسار "القاهرة- جدة" على ثاني أكثر المسارات الدولية ازدحاماً على المستوى العالمي وفق تقرير الشركة البريطانية "OAG" المتخصصة في البيانات الخاصة بالرحلات الجوية.
وحققت السعودية التوسع التاريخي في أسطول الطيران نتيجة طلب أكثر من 450 طائرة من قبل الناقلات الوطنية السعودية، إضافة إلى 20 طائرة جديدة أُعلن عنها اليوم ليصبح المجموع 470 طائرة جديدة، وتطوير المخططات الرئيسة لمطار الملك سلمان الدولي، وتوسعة كل من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة، وكذلك افتتاح مطار البحر الأحمر في سبتمبر (أيلول) عام 2023 كبوابة لأحد أكثر مشاريع السياحة طموحاً في السعودية.
وأطلقت السعودية مشاريع شراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير وتشغيل المطارات في مختلف أنحاء البلاد، كما دشنت قرية الصيانة والإصلاح (MRO Village) في جدة، مما يعزز قدرات المملكة في مجال الصيانة الجوية.
ويسهم قطاع الطيران السعودي بمبلغ 20.8 مليار دولار من الأنشطة المتعلقة بالطيران ويمكّن من تحقيق نشاط اقتصادي إضافي يقدر بـ32.2 مليار دولار في قطاع السياحة، كما يدعم قطاع الطيران 241 ألف وظيفة، إضافة إلى تقدير دعم بنحو 717 ألف وظيفة أخرى في قطاع السياحة.