Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تدعم المحادثات النووية مع إيران وتعارض العقوبات "غير القانونية"

وزير الخارجية الإيراني في بكين وتقارير عن مساعي طهران إلى تحصين مواقع نووية تحت الأرض

نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ يستقبل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (وزارة الخارجية الإيرانية/أ ب)

ملخص

نددت وزارة الخارجية الإيرانية بالعقوبات الأميركية الأخيرة على قطاعها النفطي، معتبرة أنها تشكل "تناقضاً واضحاً مع مطالبة الولايات المتحدة بالحوار والتفاوض، وتشير إلى افتقار أميركا إلى النية الحسنة والجدية في هذا الصدد".

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الإيراني عباس عراقجي اليوم الأربعاء دعم الصين لإيران في إجراء محادثات نووية مع الولايات المتحدة، لكنه عارض اللجوء إلى القوة والعقوبات الأحادية "غير القانونية" لحل القضية النووية الإيرانية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن وانغ يي أكد لوزير الخارجية الإيراني خلال محادثات في العاصمة الصينية استعداد بكين لتعزيز التنسيق والتعاون مع طهران في الشؤون الدولية والإقليمية.

تنديد إيراني

نددت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الأربعاء بالعقوبات الأميركية الأخيرة التي تستهدف شبكتها النفطية، واصفة الخطوة بأنها علامة على "النهج العدائي" لواشنطن، وذلك قبل جولة ثالثة من المحادثات النووية غير المباشرة حول برنامج طهران النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في بيان، إن سياسة واشنطن القاضية بفرض عقوبات على الشعب الإيراني تشكل "تناقضاً واضحاً مع مطالبة الولايات المتحدة بالحوار والتفاوض، وتشير إلى افتقار أميركا إلى النية الحسنة والجدية في هذا الصدد".

وأمس الثلاثاء، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قطب الغاز المسال الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة وشبكته التجارية. وقالت الوزارة في بيان إن الشبكة "مسؤولة بصورة جماعية عن شحن غاز مسال ونفط خام إيرانيين بمئات ملايين الدولارات إلى أسواق أجنبية".

وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن "إمام جمعة وشبكته سعيا إلى تصدير آلاف الشحنات من الغاز المسال، بما في ذلك من الولايات المتحدة، للتهرب من العقوبات الأميركية وتوليد إيرادات لإيران". وأكد أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة محاسبة أولئك الذين يسعون إلى تزويد النظام الإيراني التمويل الذي يحتاج إليه، لمواصلة نشاطاته المزعزعة للاستقرار في المنطقة وحول العالم".

وجاء ذلك بعد أن أجرت واشنطن وطهران جولتي مفاوضات في شأن الملف النووي لإيران منذ الـ12 من أبريل (نيسان) الجاري، أولاهما في مسقط والثانية في روما.

وبعد عودته إلى البيت الأبيض خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، أعاد ترمب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" حيال إيران، لكنه بعث برسالة إلى القيادة في طهران يحضها فيها على إجراء محادثات في شأن الملف النووي، محذراً من التحرك عسكرياً في حال عدم التوصل إلى اتفاق. ومن المقرر إجراء جولة ثالثة من المفاوضات السبت المقبل في عمان.

وأمس، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية إرجاء محادثات تقنية كان من المقرر أن تجريها طهران وواشنطن، وذلك من اليوم إلى السبت المقبل.

تفاؤل إيراني حذر

على رغم ذلك، وفي زيارة إلى بكين اليوم حيث التقى بنائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج المحادثات الإيرانية الأميركية، التي قال إنها تسير في الاتجاه الصحيح.

وأضاف عراقجي "نحن متفائلون بحذر، وإذا استمر الأميركيون في الحوار بطريقة بناءة وتجنبوا أية مطالب غير واقعية لا يمكن التراجع عنها فأنا واثق من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق جيد في النهاية".

وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني "من الضروري بالنسبة إلينا أن نبقي أصدقاءنا في الصين على اطلاع بتقدم المفاوضات والتشاور معهم".

وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" بأن الجانبين "تبادلا وجهات النظر بشكل تفصيلي حول أحدث التطورات في مسألة البرنامج النووي الإيراني".

والصين إحدى الدول الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 خلال فترة ولاية ترمب الأولى.

وأضاف الوزير الإيراني أن "الصين أدت دوراً مهماً وبناءً في ما يتعلق بالمسألة النووية خلال الماضي، ومن المؤكد أن الدور ذاته ضروري في المستقبل".

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لإيران وأحد المشترين الرئيسين للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات. وتشير وسائل إعلام إيرانية إلى أن نحو 92 في المئة من النفط الإيراني يتجه إلى العملاق الآسيوي، وغالباً بأسعار مخفضة.

وخلال عام 2021، وقعت بكين مع طهران اتفاقاً استراتيجياً شاملاً يمتد لفترة 25 عاماً، وتغطي الشراكة بموجبه مجالات متنوعة مثل الطاقة والأمن والبنية التحتية والاتصالات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحصين مواقع نووية تحت الأرض

في الأثناء، ذكر تقرير اليوم أن إيران تعزز التدابير الأمنية حول مجمعين من الأنفاق على عمق كبير يتصلان بمنشآتها النووية الرئيسة، وسط التهديدات الأميركية والإسرائيلية بشن هجوم.

واستند التقرير الصادر عن معهد العلوم والأمن الدولي إلى صور حديثة التقطتها الأقمار الاصطناعية.

وقال رئيس المعهد ديفيد أولبرايت إن الطوق الأمني الجديد يشير إلى أن مجمعي الأنفاق، وهي قيد الإنشاء منذ أعوام عدة تحت جبل كولانغ غاز، يمكن أن تصبح جاهزة للعمل قريباً نسبياً.

وقال أولبرايت إن طهران لم تسمح لمفتشي الأنشطة النووية التابعين للأمم المتحدة بالوصول إلى المجمعات النووية. وأضاف أن ذلك أثار مخاوف من إمكانية استخدام تلك المجمعات لحفظ مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب أو مواد نووية غير معلنة، وأجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي يمكنها تنقية اليورانيوم بالدرجة الكافية لصنع قنبلة بسرعة.

وقالت إيران إن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ستجمع في مجمع واحد وليس في منشأة داخل محطة نطنز النووية القريبة، والتي تعد محور البرنامج النووي الإيراني ودمرتها أعمال تخريب عام 2020.

وقال أولبرايت إن المجمعات بُنيت على أعماق أكبر بكثير من منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض على عمق كبير في فوردو قرب مدينة قم ذات الأهمية الدينية. وأشار التقرير إلى أن صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية التجارية خلال الـ29 من مارس (آذار) الماضي أظهرت مداخل محصنة للمجمعات، وألواحاً جدارية عالية أقيمت على امتداد حواف طريق متدرج يحيط بقمة الجبل، وأعمال حفر لتثبيت مزيد من الألواح. وأضاف أن الجانب الشمالي من الطوق يتصل بحلقة أمنية حول منشأة نطنز.

ويبدو أن أعمال البناء الجارية في المجمعات تؤكد رفض طهران للمطالبات بأن تؤدي أية محادثات مع الولايات المتحدة إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل، قائلة إنها تملك الحق في الحصول على التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية.

ولم تستبعد إسرائيل توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، في حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أية محادثات يجب أن تؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

ولمح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أمس على ما يبدو إلى مشروعات مثل بناء محيط أمني جديد حول مجمعات الأنفاق، مشيراً إلى المخاوف من تعرض البرنامج النووي الإيراني للخطر. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إسلامي قوله خلال فعالية أقيمت بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحرس الثوري الإيراني إن "الجهود مستمرة... لتوسيع نطاق الإجراءات الاحترازية" داخل المنشآت النووية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات