ملخص
يشارك المبعوث الأميركي لأوكرانيا كيث كيلوغ في المحادثات حول أوكرانيا في لندن مع حلفاء كييف اليوم الأربعاء، بحسب ما أعلنت الخارجية الأميركية بينما يضغط ترمب للتوصل إلى هدنة.
تستضيف بريطانيا اليوم الأربعاء، جولة جديدة من المحادثات تشارك فيها كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى جانب دول أوروبية في ظل المساعي الأميركية الجديدة لوضع حد للحرب الروسية على أوكرانيا.
ومن المقرر أن يزور المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف موسكو هذا الأسبوع، بحسب ما أكد البيت الأبيض، في رابع زيارة يقوم بها إلى روسيا منذ تولى الرئيس دونالد ترمب السلطة.
ويأتي اجتماع لندن فيما تفيد تقارير إعلامية بأن ترمب مستعد للاعتراف بالأراضي التي ضمتها موسكو في القرم على أنها روسية. وذكرت التقارير بأن المقترح أثير أول مرة خلال اجتماع مشابه مع دول أوروبية استضافته باريس الأسبوع الماضي. وهدد ترمب مذاك بالتخلي عن الجهود الرامية لوضع حد للنزاع ما لم يتم تحقيق تقدم سريع.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة القول إن الولايات المتحدة تتوقع رداً، اليوم الأربعاء، على إطار عمل لإحلال السلام يتضمن اعترافاً غير رسمي بسيطرة روسيا على جميع المناطق التي تسيطر عليها تقريباً منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.
كما ذكر "أكسيوس" أنه بموجب الاقتراح، الذي طُرح الأسبوع الماضي، سترفع واشنطن العقوبات المفروضة على روسيا منذ عام 2014، وستتم إعادة جزء صغير من الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا في خاركيف إلى أوكرانيا.
وأضاف أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية ستعد أرضاً أوكرانية لكن الولايات المتحدة ستديرها، وستزود كلاً من أوكرانيا وروسيا بالكهرباء.
بوتين يقترح تجميد خط الجبهة
من جانبها، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس الثلاثاء، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض على الولايات المتحدة وقف هجومه على أوكرانيا وتجميد خط الجبهة الحالي.
وقالت الصحيفة البريطانية نقلاً عن "أشخاص مطلعين على الملف" أن بوتين قدم هذا الاقتراح في مطلع أبريل (نيسان) خلال لقاء جمعه مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في سان بطرسبرغ في إطار المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
ويعني وقف القتال وتجميد خط الجبهة بالنسبة لموسكو تخليها عن مطلبها المتمثل بالسيطرة على كامل مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي تسيطر القوات الروسية على أجزاء كبيرة منها.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولهم إن الرئيس الروسي مستعد لتقديم هذا التنازل إذا ما وافقت الولايات المتحدة على مطالبه الرئيسة المتمثلة خصوصاً بالاعتراف بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها في 2014، وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
في المقابل، تطالب كييف وحلفاؤها الأوروبيون بانسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 2014، وهو مطلب عده وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في فبراير (شباط) "غير واقعي".
زيلينسكي يرغب في لقاء ترمب
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إنه يرغب في لقاء نظيره الأميركي دونالد ترمب خلال مراسم جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، السبت المقبل.
ورداً على سؤال أحد الصحافيين خلال مؤتمر صحافي، قال زيلينسكي "نعم، أرغب في ذلك، أنا مستعد. نحن دائماً مستعدون للقاء شركائنا من الولايات المتحدة".
وقال الرئيس الأوكراني، إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا "بأي شكل" بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأوضح، "نحن مستعدون للجلوس بأي شكل حتى لا تكون هناك أي طرق مسدودة"، وذلك بعد وقف إطلاق النار.
وأكد زيلينسكي أن أي مناقشات بشأن شروط اتفاق السلام يجب أن تتم فقط بعد توقف القتال، وأن من المستحيل الاتفاق على كل شيء بسرعة.
مبعوث أميركي سيشارك في محادثات في لندن
في غضون ذلك، يشارك المبعوث الأميركي لأوكرانيا كيث كيلوغ في المحادثات حول أوكرانيا في لندن مع حلفاء كييف اليوم الأربعاء، بحسب ما أعلنت الخارجية الأميركية بينما يضغط ترمب للتوصل إلى هدنة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن وزير الخارجية ماركو روبيو كان يخطط للسفر إلى لندن، لكنها أعلنت في مؤتمر صحافي في وقت لاحق أن كيلوغ موجود في لندن للمشاركة في المحادثات.
وأوضحت للصحافيين أن "الوزير روبيو مشغول للغاية" مشيرة إلى أن غيابه يتعلق بـ"مسائل لوجستية في جدول أعماله".
وكيلوغ جنرال متقاعد في الجيش الأميركي، كان قد حمل صفة "موفد أميركي إلى أوكرانيا وروسيا"، لكن تم تعيينه "موفداً إلى أوكرانيا" فقط الشهر الماضي.
وأصبح ويتكوف، صديق ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، هو من يتعامل مع روسيا.
يتوقع أن يزور ويتكوف روسيا خلال الأسبوع الحالي بحسب ما أفاد مسؤول روسي، أمس، ورفضت وزارة الخارجية الأميركية تأكيد خطط سفره.
وأعلن الرئيس الأميركي الذي يسعى لتحقيق السلام بين الأوكرانيين والروس، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق "هذا الأسبوع" من دون مزيد من التفاصيل.
وفي ختام محادثات باريس، الأسبوع الماضي، هدد وزير الخارجية الأميركي بانسحاب واشنطن من المحادثات لوضع حد للهجوم الروسي إذا تبين للولايات المتحدة أن السلام "غير ممكن" بين الطرفين المتحاربين.
وفي لندن، سيرأس وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي محادثات اليوم، التي ستكون أدنى مستوى من تلك التي عُقدت في باريس. ومن المقرر أن يحضرها إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وسيمثّل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك ووزيرا الخارجية أندريه سيبيغا والدفاع رستم أوميروف.
وأفاد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي البرلمان بأن الوزراء والمسؤولين سيبحثون خلال الاجتماع "الشكل الذي سيكون عليه أي وقف لإطلاق النار وكيفية ضمان السلام على الأمد البعيد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استدعاء السفير الصيني
أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أنها استدعت السفير الصيني، أمس الثلاثاء، للتعبير عن "قلقها البالغ" إزاء معلومات عن انخراط مقاتلين صينيين في الجيش الروسي وتقديم شركات صينية دعماً لموسكو في صنع معدات عسكرية.
وجاء في بيان للخارجية الأوكرانية أن "نائب وزير الخارجية يفهين بيريبيينيس شدد على أن انخراط مواطنين صينيين في أعمال عدائية ضد أوكرانيا إلى جانب الدولة المعتدية، فضلاً عن ضلوع شركات صينية في إنتاج معدات عسكرية في روسيا، يثيران قلقاً بالغاً ويناقضان روحية الشراكة بين أوكرانيا والصين".
وقال الرئيس الأوكراني، إن مواطنين صينيين يعملون في موقع لإنتاج طائرات مسيرة في روسيا، ولمح إلى أن موسكو ربما "سرقت" تكنولوجيا للمسيرات من الصين.
وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف أمس، بعد أيام من قوله إن الصين تزود روسيا بالأسلحة والبارود، وهي المرة الأولى التي يتهم فيها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بتقديم مساعدة عسكرية مباشرة لموسكو، وهو ما تنفيه بكين بشدة.
وبإشارته إلى أن روسيا ربما حصلت على تكنولوجيا المسيرات من الصين من دون علم بكين، بدا أن زيلينسكي يخفف من حدة لهجته تجاه الصين، التي تقول إنها تنتهج الحياد حيال الحرب في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر، إن روسيا تجند صينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للقتال في صفوف جنودها، وإن المسؤولين الصينيين على علم بذلك. وأضاف أن كييف تحاول تقييم إذا ما كان المجندون يتلقون تعليمات من بكين. وقال زيلينسكي أمس، إنه أصدر تعليماته للمسؤولين بإرسال معلومات حول نتائج التحقيق إلى الحكومة الصينية عبر القنوات الرسمية.
التطورات الميدانية
ميدانياً، أسفرت ضربة روسية شنتها مسيرة على حافلة تنقل عمالاً في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات بجروح، وفق ما أفاد حاكم المنطقة سيرغي لياسك اليوم الأربعاء.
وكتب لياسك على "تيليغرام"، أن "هجوم العدو أودى بتسعة أشخاص" في مدينة مارغانيتس في جنوب شرقي البلاد. وأضاف أن "حصيلة الجرحى ترتفع"، مشيراً إلى أن العدد يبلغ حالياً 30 مصاباً.
وأفادت السلطات الأوكرانية باندلاع حرائق في عدة مناطق ليلاً بعد الهجمات الروسية، وسُجلت ضربات أيضاً في مناطق كييف وخاركيف وبولتافا وأوديسا.
وفي روسيا، أفادت تقارير بإصابة شخص بجروح جراء قصف استهدف منطقة بيلغورود. وذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم، أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 11 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.
وقال حاكم منطقة فلاديمير الروسية ألكسندر أفديف اليوم، إن انفجارات الذخائر التي بدأت أمس الثلاثاء، جراء حريق في وحدة عسكرية بالمنطقة "تتوقف تدريجاً". وذكر أفديف عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المدارس وعدداً من الشركات وكذلك الطرق في حي كيرجاتش، حيث وقعت الانفجارات، ستظل مغلقة اليوم، مضيفاً "يتعين إجراء مسح وتقييم للتداعيات".
وأصيب أربعة أشخاص في انفجارات قذائف بالقاعدة أدت أيضاً إلى إجلاء نحو 450 شخصاً يعيشون بالقرب منها في وقت متأخر أمس الثلاثاء. ويبعد حي كيرجاتش 90 كيلومتراً تقريباً إلى الشرق من الكرملين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن الحريق نتج عن مخالفة اشتراطات السلامة وأدى إلى تفجير ذخيرة مخزنة في مستودع. وكان مقطع مصور على تطبيق "تيليغرام"، لم يتسنَ التحقق من صحته، أظهر كرة ضخمة من اللهب وتصاعد سحب من الدخان الكثيف إلى السماء. وأفادت قناة "بازا" على تطبيق "تيليغرام"، وهي قناة مقربة من أجهزة الأمن، أمس بوقوع ما لا يقل عن 10 انفجارات.