Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كلاوس شواب... صانع العلاقات المستحيلة وضحيتها

استقال من رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي بعد اتهامات بالتحرش الجنسي والإساءة العنصرية

كلاوس شواب (رسم علاء رستم – اندبندنت عربية)

ملخص

يربط بعض النقاد شواب ومنتداه بخطط "التحكم بالعالم" أو ما يُعرف بنظريات "النظام العالمي الجديد"، بخاصة بعد إطلاقه لكتاب "إعادة الضبط الكبرى" The Great Reset في أعقاب جائحة "كوفيد-19".

ثمة ما هو مربك في البحث عن معلومات عن كلاوس شواب عبر الإنترنت. يبدو الرجل بلا أخطاء، أو كأنه كان يمحي أخطاءه بمبادرات جديدة. ثناء على دوره في مزاوجة الاقتصاد والسياسة، وإنجازات المنتدى الذي أسسه عام 1971، والعلاقات الحديدية التي يتمتع بها مع صناع القرار في العالم. اشتهر بطرح نظريات ورؤى استشرافية للمستقبل عادة ما تكون مثار جدل بالغ.

لكن الرجل ليس نبياً، إذ ثمة اتهامات له بالعنصرية والتحرش الجنسي وتوجيه تعليقات بذيئة لموظفات لديه عام 2024. هنا يظهر وجه مختلف للرجل، لا يشبه الوجه الذي يظهر به في مقابلاته ولا إطلالاته في دافوس أو في المؤتمرات التي تستضيفه.

 

 

ويربط بعض النقاد شواب ومنتداه بخطط "التحكم بالعالم" أو ما يُعرف بنظريات "النظام العالمي الجديد"، بخاصة بعد إطلاقه لكتاب "إعادة الضبط الكبرى" The Great Reset في أعقاب جائحة "كوفيد-19".

في المقابل، يتفق منتقدوه ومؤيدوه على أنه اجتاز خلال مسيرته صعاباً جمة وحصد أيضاً إطراءً حتى كاد يتم ترشحيه للحصول على جائزة نوبل في الاقتصاد، بل دارت أقوال حول احتمالات ترشيحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة للاستفادة من قنوات اتصاله المتعددة بين السياسة والاقتصاد. لم يحصل شواب على أي من هذه المناصب، لكن المؤكد أنه رجل مؤثر جداً في السياسات العالمية.

لكن كلاوس شواب، استقال أخيراً من رئاسة مجلس أمناء المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أسسه عام 1971، وقال في بيان أصدره "بعد إعلاني في الآونة الأخيرة ومع دخولي عامي الثامن والثمانين، قررت التنحي عن منصب رئيس وعضو مجلس الأمناء بأثر فوري".

وأعلن مجلس الأمناء في بيان قبول استقالة شواب في اجتماع استثنائي، وتولي نائب رئيس المجلس بيتر برابيك-ليتماث المنصب مؤقتاً. وجرى تشكيل لجنة لتعيين رئيس جديد لمجلس الأمناء.

هذا ما نشره المنتدى وما قاله، لكن ثمة معلومات تفيد بأن هذه الخطوة حصلت بعد تقارير إعلامية عن اتهامات بالتمييز والتحرش الجنسي داخل المؤسسة.

 

 

وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" وفي يونيو (حزيران) 2024، عن شكاوى من موظفين اتهموا إدارة المنتدى بقيادة شواب، بخلق بيئة عمل "عدائية تجاه النساء وأصحاب البشرة الداكنة"، استناداً إلى مقابلات مع أكثر من 80 شخصاً ووثائق داخلية. كما أفاد موظفون بأن شواب وجه تعليقات بذيئة لعدد من الموظفات.

 وأوردت الصحيفة، أنها نقلت ذلك عن الشكاوى الداخلية الواردة والمقابلات التي أجريت مع أكثر من 80 شخصاً من موظفي المنتدى. وجاء في المقالة "على رغم أهدافه السامية، واجه المنتدى الاقتصادي العالمي العديد من الادعاءات والاتهامات بالتحرش الجنسي والتمييز ضد النساء والأشخاص الملونين".

ووفقاً للمقالة، في ظل سيطرته الطويلة الأمد على المنتدى، سمح شواب بخلق جو في أماكن العمل كان "عدائياً تجاه النساء وأصحاب البشرة السمراء".

وتؤكد الصحيفة أنه طرد ما لا يقل عن ست موظفات في المنتدى، أثناء فترة الحمل أو بعد العودة من إجازة الأمومة. وتحدثت نساء أخريات عن تعرضهن لتحرش جنسي من كبار المديرين، وبعضهن ما زلن يعملن في المنظمة.

 

 

وقالت ثلاث موظفات عملن بالقرب من شواب للصحيفة، إنه تفوه مرات عديدة بتعليقات وكلمات بذيئة بحقهن. وبحسب الصحيفة، قدمت شكاوى داخلية أيضاً بعد معاملة غير لبقة سياسياً تجاه بعض أصحاب البشرة السمراء، وبعد ذلك طردوا من العمل أو حرموا من الترقيات.

علاقته بالشرق الأوسط

في مقال نشره عام 2016 بعنوان "توجيه الشرق الأوسط إلى المستقبل"، وكان أول من تحدث عن "الثورة الصناعية الرابعة"، وحاول دعوة القيادات الشرق الأوسطية للالتحاق بركب النظام العالمي الجديد.

وقال "تجري إعادة تعريف صناعات بالكامل وخلقها من الصفر، بفعل التطورات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات الذاتية القيادة، والطباعة الثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، وتخزين الطاقة، والحوسبة الكمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"وقد أطلقنا في المنتدى الاقتصادي العالمي على هذه الموجة من الإبداع وصف الثورة الصناعية الرابعة، لأنها تعمل جوهرياً على تغيير الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتواصل بها مع بعضنا بعضاً. وستستشعر القاهرة ودبي والرياض هذه التغيرات بنفس القدر الذي تستشعره بها نيويورك وفرانكفورت وهونغ كونغ.

 

يتفق منتقدوه ومؤيدوه على أنه اجتاز خلال مسيرته صعاباً جمة وحصد أيضاً إطراءً حتى كاد يتم ترشحيه للحصول على جائزة نوبل في الاقتصاد، بل دارت أقوال حول احتمالات ترشيحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة للاستفادة من قنوات اتصاله المتعددة بين السياسة والاقتصاد. لم يحصل شواب على أي من هذه المناصب، لكن المؤكد أنه رجل مؤثر جداً في السياسات العالمية.

 

ولن تكون الثورة الصناعية الرابعة أقل تحويلية: فتكون التكنولوجيات الفردية مؤثرة، ولكن التغيرات التي ستشهدها أنظمتنا الاجتماعية والاقتصادية ستلعب دوراً أكبر في تشكيل حياتنا في المستقبل.

 

 

وأضاف "لضمان رخاء الشرق الأوسط في المستقبل، يتعين على حكوماته ومواطنيه أن يسألوا أنفسهم ما إذا كانت التكنولوجيات الجديدة يجري تصميمها وتكييفها على النحو الذي يلبي الحاجات الاجتماعية الحقيقية، أو أنها مجرد بشير بالتغيير لمجرد التغيير. وفي عموم الأمر، يتعين علينا أن نركز ليس فقط على التقدم التكنولوجي والإنتاجية الاقتصادية، بل أيضاً على الكيفية التي قد تؤثر بها هذه القوى على البشر والمجتمعات والبيئة.

ودعا الحكومات إلى أن تشارك بنشاط في طريقة تقديم الابتكارات للمجتمع، وأنه يجب على صناع السياسات أن يحافظوا على مستويات من التعاون الوثيق مع الشركات وأصحاب الأعمال في مجال التكنولوجيا الذين يقودون الثورة، خشية أن يتخلفوا عن الركب.

عالم متعدد القوى

على الجانب السياسي يرى شواب أننا متجهون صوب عالم متعدد القوى. ويقول "بالطبع لديك قوتان عظمتان، لكن بعد ذلك لديك قوة عظمى ناشئة مثل الهند، هناك تكتل مثل أوروبا، والتي في رأيي أصبحت أقوى على الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في السنوات الثلاث الماضية، كما لا ينبغي أن نقلل من شأن الدول الآسيوية الأخرى". ويضيف "ثم لديك ما يمكن أن أصفه بالسمكة السريعة، الدول الصغيرة التي تتحرك بسرعة وتكون نموذجاً يحتذى لدول أخرى مثل سنغافورة. ومن ثم لديك قوى الشركات التي تلعب دوراً جوهرياً وأود أن أضيف المجتمعات الاجتماعية، سيكون عالماً معقداً للغاية وفوضوياً".

معجبين بالتقنيات الجديدة

على الرغم من تراجع العملات المشفرة عالمياً، وانهيار "إف.تي.إكس" للوساطة في العملات المشفرة، يقول شواب إنه من أشد المعجبين بالتقنيات الجديدة، لكن الحقيقة أن التطور التكنولوجي معقد للغاية وسريع جداً، مما يجعل من الصعب جداً على المؤسسات السياسية أحياناً استيعاب أهمية تطور جديد معين بل ويصعب إنشاء الحدود اللازمة لها.

 

 

ويوضح  "لذا فإن ما يحدث لا يدهشني. ستبقى العملات المشفرة. لكن علينا التأكد من أن العملات المشفرة مدمجة في أنظمتنا التقليدية أو على الأقل متوافقة معها".

لسنا في أزمة

يرى شواب أيضاً أن المرحلة الحالية التي يمر بها العالم ليست أزمة بالمعنى المعتاد وإنما هي مرحلة تحول كامل للنظام العالمي. ويقول إن العالم يشهد إعادة هيكلة للاقتصاد العالمي وهي فترة تتسم بتراجع القوة الشرائية للمواطنين في ظل ارتفاع التكاليف، مشدداً على أنه لا ينبغي النظر إلى الاقتصاد العالمي بعقلية الأزمة والنهج القصير المدى وإنما يجب أن تتم إدارة فترة التحول هذه بشكل استراتيجي، مشيراً إلى أن تلك الفترة قد تستمر ثلاث أو أربع أو خمس سنوات لافتاً أنها ستكون مؤلمة على الصعيد الاجتماعي.

ويعتبر شواب أن القوى التي تقف وراء ذلك التحول تكمن في الحرب بأوكرانيا، وحتى إذا تم التوصل إلى تسوية لتلك الحرب، فسيكون هناك إعادة الإعمار. كما أن لدينا إعادة تشكيل لسلاسل التوريد العالمية، وتأثيرات ما بعد كوفيد، والتي يقول البعض إنها تتمثل في تراجع الإنتاجية وبالطبع الحاجة إلى زيادة الاستثمار في المرونة.

إعادة ضبط شامل للرأسمالية

وفي جائحة كورونا عام 2020، وجه نداء، معتبراً أن الإغلاقات الناجمة عن فيروس "كوفيد–19" قد تنفرج تدريجاً، إلا أن القلق بشأن التوقعات الاجتماعية والاقتصادية يتفاقم حول العالم. هناك سبب وجيه يستدعي القلق: "فنحن نشهد بالفعل بداية ركود اقتصادي حاد، وقد نواجه كساداً اقتصادياً هو الأسوأ من نوعه منذ فترة الثلاثينيات. وبينما تبدو هذه نتيجة محتملة، إلا أنه لا مفر منها".

 

 

ولتحقيق أفضل النتائج، اعتبر أنه "يجب على العالم مضافرة جهوده والعمل بشكل مشترك وسريع لتجديد كلّ ما يتعلّق بمجتمعاتنا واقتصاداتنا، بداية من الجوانب التعليمية وصولاً إلى العقود الاجتماعية وظروف العمل. يتوجب على كافة الدول، من الولايات المتحدة إلى الصين، المشاركة في هذه العملية، كذلك يتوجب تحويل كافة الصناعات من النفط والغاز إلى التكنولوجيا. وباختصار، فإننا بحاجة إلى إعادة ضبط شامل للرأسمالية".

كلاوس شواب

ولد شواب في 30 مارس (آذار) 1938 في مدينة رافنزبورغ الألمانية، وفي عام 1971، أسس منتدى الإدارة الأوروبية، والذي أصبح في عام 1987 المنتدى الاقتصادي العالمي، كمؤسسة غير ربحية تلتزم بتطوير الوضع العالمي، لتصبح في ما بعد مركزاً عالمياً لقادة الأعمال والسياسة والفكر.

 

 

يرتبط اسم المنتدى باسم مؤسسه ومديره العام كلاوس شواب لما يحظى به من اهتمام بالغ من صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم بوصفه "صانع العلاقات المستحيلة" و"خبير إدارة الازمات" أو كما يصفه منتقدوه بأنه أداء "لخدمة الرأسمالية المستغلة" و"قناص الفرص".

وتحفل مسيرة حياة الألماني المولد بإنجازات علمية فقد درس الهندسة الميكانيكية في المعهد الاتحادي السويسري للتقنية في زيوريخ بالتوازي مع دراسة إدارة الأعمال في جامعة (فريبور) السويسرية ليحصل على درجتي الدكتوراه من الأولى في العلوم التقنية عام 1965 ومن الثانية في العلوم الاقتصادية عام 1967 ولم يتجاوز عمره آنذاك الـ29 سنة.

ومن ثم عزز مسيرته الدراسية بشهادة ثالثة في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد الأميركية ليشق طريقه الأكاديمي بالعمل استاذاً متخصصاً في سياسات الشركات والمؤسسات بجامعة جنيف في عام 1971.

بدا طموح شواب أكبر مما وصل إليه فأسس في العام ذاته الذي بدأ فيه عمله الأكاديمي أول مؤسسة تعنى بإدارة الأعمال في أوروبا بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الشركات الأوروبية وإزالة الحواجز البيروقراطية آنذاك، مدشناً في حينه مبدأ تعزيز النمو الاقتصادي من خلال إزالة العوائق السياسية والبيروقراطية، وربط النظرية الاقتصادية بالتطبيق العملي في إدارة الشركات ليصحح أحدهما الآخر بما يصب في مصلحة زيادة الأرباح والنمو.

 

 

ولا شك أن الشركات التي تعاونت معه في مؤتمراته تستفيد من جديد النظريات الأكاديمية في الممارسات الاقتصادية وإدارة الأعمال ما حفزه على وضع أطر ومعايير جديدة في إدارة الأعمال من منظور مبتكر يأخذ في الاعتبار الكثير من المعطيات السياسية آنذاك.

وكان شواب أول من وضع في عام 1979 أسس صياغة تقرير سنوي لمعايير التنافسية الاقتصادية بين الشركات في العالم والكفاءة في إدارة الأعمال وتحقيق الأرباح وزيادتها معتمداً على بيانات الشركات حيث تمكن بالاستعانة مع متخصصين في الإحصاء من تقييم تلك البيانات وبلورتها في معايير تحولت تدريجاً إلى مقياس سنوي هام يؤخذ في الاعتبار.

لفت البروفسور أنظار صناع القرار السياسي في أوروبا تدريجاً لصعوده السريع في مجال ربط كبار رجال الأعمال وأصحاب الشركات الكبرى ومدرائها ونجاحه في جمعهم مرة واحدة سنوياً تحت سقف واحد في منتجع (دافوس) الجبلي أقصى شرق سويسرا.

ونظراً للحياد السويسري المعهود فقد وثق صناع القرار السياسي من عديد دول العالم في هذا الحشد الاقتصادي السنوي، فحرصوا على الانضمام إليه للتعرف عن كتب إلى ما يدور بخلد رجال الاقتصاد.

 

 

ولم يضع شواب الفرصة ليتحول اللقاء إلى غطاء غير ملزم لأي طرف من الأطراف لحوار بين السياسة والاقتصاد يحاول من خلاله كل طرف الحصول على مبتغاه من الطرف الآخر بطريقته، حتى تحول هذا اللقاء مع حلول عام 1987 إلى المنتدى الاقتصادي العالمي بصيغته الحالية وتحول شواب إلى أشبه برئيس دولة قوامها شبكة علاقات سياسية واقتصادية عالمية.

 

يرتبط اسم المنتدى باسم مؤسسه ومديره العام كلاوس شواب لما يحظى به من اهتمام بالغ من صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم بوصفه "صانع العلاقات المستحيلة" و"خبير إدارة الازمات" أو كما يصفه منتقدوه بأنه أداء "لخدمة الرأسمالية المستغلة" و"قناص الفرص".

 

الثقة التي حظي بها من كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم جعلته محط أنظار كثيرين، ومثلما جمع حوله معجبين بحنكته الاقتصادية وخبرته الأكاديمية توجهت إليه أيضاً سهام مناهضي العولمة متهمين إياه بأنه "عراب الليبرالية الاقتصادية الجديدة" و "الذراع الخفية للرأسمالية المستغلة".

وأخذ عليه منتقدوه أيضاً عدم تنفيذه شعار المنتدى "نسعى إلى تحسين العالم"، مستندين في ذلك الى اتساع الهوة بين دول الشمال والجنوب، وعدم تمكين الدول النامية من مواردها التي تستغلها الشركات الكبرى، ما يعني بحسب رأيهم "أن المنتدى ينظر إلى كبريات الشركات على أنها العالم الذي يستحق الاهتمام وما دون ذلك فلا داعي للاهتمام به".

 

 

ومع ظهور الأزمة المالية والاقتصادية العالمية عام 2008 حصد شواب ومنتداه أكبر قدر ممكن من الانتقادات، إذ رأى مناهضو العولمة في الأزمة إثباتاً على صحة اتهاماتهم له.

إذ كانت بعض المؤسسات المالية العالمية الداعمة للمنتدى من المتسببين في الأزمة وهو الذي حرص على تقديمها للساسة على أنهم من ذوي المصداقية العالية. ولكن شواب سرعان ما فهم الرسالة ولم يستسلم لهذا الهجوم بسهولة فأطلق عام 2012 مجموعة من الفعاليات حول "نقد الرأسمالية"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "للمنتدى مساهمات شتى في السياسة والاقتصاد، وأن حركة الاقتصاد العالمية مشحونة بالصالح والطالح".

 

 

يتفق منتقدوه ومؤيدوه على أنه اجتاز خلال مسيرته صعاباً جمة وحصد أيضاً إطراء حتى كاد يتم ترشحيه للحصول على جائزة نوبل في الاقتصاد، بل دارت أقوال حول احتمالات ترشيحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة للاستفادة من قنوات اتصاله المتعددة بين السياسة والاقتصاد. ولينأى شواب بنفسه عن الانتقادات بأنه "لاهث وراء المال" أسس مع زوجته هيلدا عام 1998 مؤسسة اجتماعية يمولاها سوياً، وفي عام 2004 تبرع بمليون دولار لإنشاء منتدى القيادات الشابة كمؤسسة غير ربحية لدعم الشباب المتميزين من جميع أنحاء العالم في صناعة القرار السياسي والاقتصادي.

حصل على جوائز دولية عدة وأوسمة ونياشين من مختلف دول العالم لما رأته تلك الدول أنها خدمات جمة قدمها في مجال الاقتصاد والسياسة الدوليين"، فضلاً عن 14 درجة دكتوراه فخرية من جامعات في الصين وكندا والمكسيك وإسرائيل وبريطانيا وسلوفاكيا ولاتفيا وفيتنام وتايلاند وسويسرا وكوريا الجنوبية وألمانيا.

 

 

ولا شك في أن الرجل وإن اختلفت حوله الآراء بين مؤيد ومعارض، سيبقى علامة في مسيرة العلاقة بين الاقتصاد والسياسة والتي تبحث عن إجابة عن سؤالين يحار فيهما الجميع وهما "أيهما له الحق في التأثير على الآخر وأي منهما له أولوية صياغة مستقبل عالم أفضل؟".

ألف شواب كتباً عدة، كذلك هو محرر تقرير التنافسية العالمية منذ عام 1979، وهو تقرير سنوي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. ويقوم التقرير بتقييم قدرة الدول على تقديم الازدهار لمواطنيها، وهذا بدوره يعتمد على قدرة الدولة في الاستفادة من مصادرها المتاحة، لذا، فإن معيار التنافسية العالمي يقيس مجموعة المؤسسات والسياسات والعوامل التي تحدد الازدهار للاقتصاد في الوقت الحالي وعلى المدى المنظور.

ويستند التقرير إلى منهجية وضعها شواب لقياس القدرة التنافسية للدول ليس فقط من حيث الإنتاجية، بل أيضاً على أساس معايير الاستدامة.

ثروة شواب

على رغم عدم وجود رقم رسمي حول صافي ثروة شواب لكن مجلة "الإيكونوميست"، أشارت إلى أن الثروة المقدرة يمكن أن تتراوح بين 11 مليوناً إلى 25 مليون دولار أو أكثر.

وقال أوليفييه كلاسن من منظمة "بابليك آي" السويسرية غير الحكومية، بدوره، إن المنتدى الاقتصادي العالمي يعتمد بشكل كامل على عدد من الشركات التي تشارك فيه وتموله، كذلك تتراوح رسوم عضوية المنتدى بين 60 ألفاً إلى 600 ألف دولار حتى عام 2019، وهي تسمح لممثلي الشركات بحضور دافوس وغيره من الاجتماعات على مدار العام.

 

الثقة التي حظي بها من كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم جعلته محط أنظار كثيرين، ومثلما جمع حوله معجبين بحنكته الاقتصادية وخبرته الأكاديمية توجهت إليه أيضاً سهام مناهضي العولمة متهمين إياه بأنه "عراب الليبرالية الاقتصادية الجديدة" و "الذراع الخفية للرأسمالية المستغلة".

 

 

يقول شواب "في عالم مثالي، يجب أن يشكل المانحون علاقة مباشرة مع رواد الأعمال على أرض الواقع، لكنه يعترف بأن هذا ليس واقعياً- ومن هنا تأتي الحاجة إلى الوسطاء. "من الصعب جداً على الجهات المانحة تكوين رأي مستقل ومؤهل حول المشاريع الصغيرة نسبياً. فالوسطاء لديهم سمعتهم وسجلهم الحافل ويمكنهم تقديم ضمانات معينة... لذا فإن وظيفة الوسطاء ليست وظيفة وسيط بل وظيفة تصديق مطلوبة".

 

 

في سياق متصل، يؤكد أن العالم اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى قيادة عالمية تتسم بالفعالية والمرونة، لاستعادة الثقة ومواجهة التحديات التي تمر بها منطقتنا والعالم.

وقال في كلمة رئيسية بعنوان "دور الحكومات في عالمنا المتغير" ضمن أعمال "القمة العالمية للحكومات"، إن الأحداث الحالية تؤكد حجم التغيرات الكبيرة التي تنتظرنا في المستقبل في مجال سلاسل التوريد وملف الطاقة، ما يتطلب تعزيز دور الحكومات وجهودها لمواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للمجتمعات.

وأشار إلى أن العالم يمر اليوم بمنعطف تاريخي مهم ولا يمكن التنبؤ بحجم التغيرات الهيكلية التي ستحدث في المستقبل، وأن الشعوب تتطلع من الحكومات في ظل ما نشهده من تداعيات التجاذبات بين القوى العالمية، إلى دول ذات تنافسية عالية من حيث الكفاءة في الإدارة الحكومية.

وأوضح أن المستقبل مترابط، وأن الحكومات مسؤولة ضمان أفضل الفرص للأجيال القادمة، ما يتطلب تعزيز التعاون العالمي، مشيراً إلى أهمية القمة العالمية للحكومات وريادتها على المستوى الدولي في استشراف المستقبل وتطوير حلول مبتكرة للتحديات العالمية، وتوفير منصة لتعزيز الشراكات والتعاون الدولي الهادف لصناعة مستقبل أفضل.

 

 

وأكد أننا لا نزال نعيش في عالم متعدد الأزمات يشهد 3 تحولات رئيسة، بما في ذلك التحول الاقتصادي والسياسي والتكنولوجي، وعلى ضرورة إدارة التغيرات التي نشهدها بشكل فعال للتحول إلى وضع أفضل، وضرورة تحقيق أهداف اتفاقية باريس لتقليص انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الصفري، لافتاً إلى أنه بحلول عام 2050 سيصل عدد سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة سيكونون في حاجة إلى الطاقة.

المنتدى

في عام 1971، بادر شواب، بجمع مجموعة من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأوروبية لمناقشة استراتيجية للأعمال التجارية الأوروبية للنهوض بالقضايا الرئيسية على جدول الأعمال العالمي.

عُقد الاجتماع الأول في مدينة دافوس الجبلية السويسرية، وتطور هذا الاجتماع الأولي إلى ما يُعرف الآن باسم المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يضم أكثر من ألف عضو، من أقوى الشركات في العالم من أكثر من 50 دولة، ويعد الاجتماع السنوي للمنتدى الآن تجمعاً رئيسياً لقادة العالم. واستطاع شواب منذ ذلك الحين ترسيخ مكانة المنتدى كأبرز مؤسسة دولية في مجال التعاون بين القطاعين العام والخاص.

ومن ثم وسّع نطاق المنتدى من خلال دعوة رجال أعمال أميركيين كبار، وتمكن بعدها من تحويل هذا الاجتماع إلى تجمع دولي كبير مخصص للعلاقات والأعمال وتبادل الأفكار.

 

 

يفتخر المنتدى ببعض الإنجازات التي أسهم فيها، ومنها مساعدته في وقف الحرب التركية- اليونانية في عام 1987، إضافة إلى دوره في إعادة توحيد ألمانيا، والمساعدة في إنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا من خلال استضافة مصافحة بين نيلسون مانديلا وفريدريك دي كليرك في عام 1992.

وفي الآونة الأخيرة، تبنى المنتدى المناشدة بوقف الحرب الروسية- الأوكرانية، كذلك فإنه حقق بعض الانتصارات في قضايا الاستدامة وحماية البيئة.

ومن أهم الموضوعات والقضايا التي يتطرق إليها سنوياً، حل الأزمات العالمية، إضافة لموضوعات الطاقة، ومستقبل العمل والوظائف، ودعم الابتكار، والصحة، والغذاء، وغيرها من القضايا التي تمس الفرد والمجتمع.

وانطلقت أول دورة للمنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971، وكانت مناقشاتها متخصصة في إدارة الأعمال والمؤسسات، ثم توسعت الأنشطة لتضم أهم قضايا الساعة ومتطلبات المستقبل في النواحي الاقتصادية والسياسية والعلمية.

ويجمع المنتدى سنوياً في منتجع دافوس للتزلج بجبال الألب، قادة قطاع الأعمال والتجارة مع شخصيات قيادية بارزة في المجالات السياسية والأكاديمية والأعمال الخيرية.

 

 

وينتهز الكثير منهم هذه الفرصة لعقد اجتماعات خاصة تتناول قضايا مثل الاستثمار في بلدانهم، ولإبرام صفقات تجارية، وغالباً ما تستثمر شخصيات بارزة المنتدى للتأثير في عملية تحديد أولويات السياسة العالمية والدفع بقضايا معينة إلى مقدمة الاهتمام العالمي، حيث يستقطب المنتدى الاقتصادي العالمي نحو 3000 شخص، ثلثهم تقريباً من قطاع الأعمال.

وأضحى منتدى دافوس بعد انهيار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، موعداً يجمع قادة البلدان الصاعدة والبلدان الشيوعية السابقة وكبار الرأسماليين ومصارف الأعمال التي يمكنها توفير التمويلات.

من هو؟

 ولد عام 1938 في رافنزبورغ بألمانيا.

من أصل ألماني ويحمل الجنسية السويسرية.

المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس).

حصل على العديد من الأوسمة الوطنية والعالمية لما قام به من مبادرات أخذها على عاتقه من أجل ضمان روح الالتزام إلى جانب الاهتمام بالسلام العالمي والجهود الخاصة بإعادة حالة الوفاق في مختلف مناطق العالم، إضافة إلى جهوده لأكثر من 30 سنة في تحسين الأوضاع الاقتصادية بمختلف دول العالم.

 شغل ويشغل عدة مناصب قيادية:

أستاذ في إدارة الأعمال في جامعة جنيف.

عضو بالمجلس الاستشاري في مركز التنمية العالمي بجامعة هارفارد.

عضو في الأكاديمية الملكية في مراكش.

يرأس الجهاز التحريري لمجلة "ورلد لينك".

أمين عام بمركز بيريز للسلام في إسرائيل.

كان عضواً في مجلس إدارة التنمية التابع للأمم المتحدة.

تولى رئاسة لجنة الأمم المتحدة للتخطيط والتنمية.

ألّف العديد من الكتب إلى جانب كتابته لتقارير اقتصادية سنوية منذ عام 1979عن السوق العالمية.

حصل على الدكتوراه في الاقتصاد والدكتوراه في الهندسة، كما حصل على الماجستير في الإدارة.

حائز على شهادات للدكتوراه الفخرية.

أسس مع زوجته هيلد سكوب عام 1998 مؤسسة سكوب للالتزام بالعدالة الاجتماعية التي تدعم مشروعات التجديد الاجتماعي في العالم.

أسس عام 2004 المنتدى العالمي للقادة الشباب.

تأسيس "جمعية صناع العالم" في عام 2011

اقرأ المزيد

المزيد من بيوغرافيا