Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سموتريتش عن خطة غزة: إعادة الرهائن ليست الهدف الأهم

الجيش الإسرائيلي يتدرب على مناورة غير مسبوقة في القطاع ويعد لنقل وحدات من لبنان وسوريا والضفة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش (رويترز)

ملخص

برر سموتريتش موقفه بأن الفرصة الحالية سانحة للقضاء على "حماس" ومعالجة كل مشكلة غزة، بحسب تعبيره، قائلاً "لم تعد هناك أعذار ولا من يعرقل لنا تنفيذ ما نخطط له، فلا يوجد بايدن، ولا غالانت، ولا رئيس أركان يمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة".

على وقع أصوات الانفجارات وهدير الطائرات لتدريبات عسكرية كبرى للجيش الإسرائيلي منذ صباح أمس الإثنين وصلت رسالة الحكومة الإسرائيلية للمحتجين وأهالي الرهائن وغزة عبر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي أعلن صراحة أن الحكومة لا تولي أهمية قصوى وأولوية لإعادة الرهائن من خلال حربها في غزة، إنما القضاء على حركة "حماس" وتدميرها هو الأهم.

تصريح جاء بعد أقل من ساعة من بدء مناورة عسكرية لمختلف الوحدات العسكرية ضمن سيناريوهات غزة والضفة، بينما أكد مسؤولون عسكريون أن الجيش في مختلف وحداته يستعد لإطلاق عملية حربية واسعة في غزة لتحقيق هدف القضاء على "حماس" وتوسيع السيطرة على المنطقة العازلة التي يريد الجيش الإسرائيلي البقاء فيها في حين يؤكد سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه لا تنازل عن البقاء في غزة وفرض حكم عسكري فيها.

سموتريتش الذي حسم ما حاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إخفاءه عن الإسرائيليين وعائلات الرهائن بأنه يبذل قصارى جهده من أجل التوصل إلى صفقة أسرى قريبة وبأن ملف الرهائن يسيطر على أجندته وفي أولوياته ورفض التهمة الموجهة له من قبل الإسرائيليين بأنه العقبة الأساسية أمام التقدم في الصفقة، وعلى عكس ما يروَّج له من أن "حماس" هي من تعرقل الصفقة، قال أكثر من باحث أمني وعسكري إسرائيلي، وكذلك مجموعات الاحتياط التي أعلنت باسم مئات الجنود عن رفض الخدمة إن "مجرد رفضه بدء مفاوضات المرحلة الثانية وفق الاتفاق الذي تم التوقيع عليه، فهو من ينتهك الاتفاق، وهو من يعرقل صفقة الأسرى، بالتالي يرفض مطلب صفقة شاملة ووقف الحرب".

في مقابلة حول حرب غزة قال سموتريتش معلقاً على الاحتجاجات والحملة التي يقودها رهائن أطلق سراحهم من غزة في الصفقات الماضية لإظهار المعاناة داخل الأنفاق "علينا قول الحقيقة: إن إعادة المخطوفين ليست الأهم في حربنا في غزة. فنحن لا نريد تكرار أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وعلى أهالي الرهائن وكل من يطالب بصفقة واحدة تشمل الجميع وتؤدي إلى وقف الحرب أن يدرك أنه لا يمكن أن يستمر الوضع في غزة مع بقاء (حماس) قائمة وحاضرة، وعليه فهذا هو الهدف الأهم".

وبرر موقفه هذا بأن الفرصة الحالية سانحة للقضاء على "حماس" ومعالجة كل مشكلة غزة، بحسب تعبيره، قائلاً "لم تعد هناك أعذار ولا من يعرقل لنا تنفيذ ما نخطط له، فلا يوجد بايدن، ولا غالانت (وزير الأمن السابق يوآف غالانت)، ولا رئيس أركان يمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة (يقصد هرتسي هليفي)". 

"لا توجد لدينا هذا الصباح سوى كلمة واحدة: عار"، هكذا رد منتدى عائلات الرهائن على تصريحات سموتريتش. وأضاف "وزير واحد في الأقل كشف الحقيقة القاسية أمام الجمهور، وهي أن الحكومة قررت التنازل عن المخطوفين عمداً".

استراتيجية جديدة وتقسيم القطاع

تصعيد الاحتجاجات الإسرائيلية حتى قبل تصريحات سموتريتش جاء بعد الكشف عن النوايا الحقيقية لحكومة نتنياهو وما تخطط له القيادة العسكرية في غزة بإشراف رئيس الأركان إيال زامير والمستوى السياسي. وتم الكشف عن التخطيط لعملية برية واسعة وغير مسبوقة بتوغل شامل للجيش الإسرائيلي تحت هدف تقسيم قطاع غزة، وخلال ذلك تكثيف القصف والدمار ضمن سياسة الحكومة بأنها الوسيلة الوحيدة للضغط على "حماس" لقبول شروط إسرائيل بنزع السلاح ومغادرة غزة، ثم إعادة جميع الرهائن دفعة واحدة، من دون أن يشمل الاتفاق وقف الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد مسؤول عسكري أن "ما يتم التخطيط له يتطلب تجنيداً واسعاً لقوات الاحتياط ونقل وحدات عسكرية من لبنان وسوريا، وكذلك الضفة الغربية إلى جانب القيام بتوزيع المساعدات الإنسانية مباشرة عبر شركات أميركية لتقويض سيطرة (حماس) المدنية".

 

الخطة الحربية الجديدة تبدأ في غزة المدينة، بحيث ستشهد توسيعاً كبيراً للعمليات، تنتهي بتقويض "حماس" وتقسيم غزة إلى نصفين، وذلك في سياق "استراتيجية جديدة لتقويض الحركة والسيطرة على القطاع"، حيث ستؤدي هذه الخطة إلى فقدان حركة "حماس" أكثر من 50 في المئة من الأرض التي تسيطر عليها، وفق ما ادعى تقرير أمني إسرائيلي، الذي نقل عن مسؤول أمني أن "الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات تدمير منظمة لبنى تحتية عبر أدوات هندسية ثقيلة قادرة على تدمير أحياء كاملة، بما في ذلك منشآت تحت الأرض".

وبحسب الجيش فإنه يعمل "ضمن بنك أهداف محدد تمكن من إعداده بعد جمع معلومات شاملة وواسعة"، مدعياً أن "الهجمات تنفذ بدقة كبيرة لتفادي إمكان التسبب في قتل رهائن إسرائيليين أحياء في الأنفاق".

وفي تقدير خبراء أمنيين وعسكريين، خصوصاً بعد خطاب نتنياهو الأخير، فإن المرحلة المقبلة من مناورة الجيش تشمل السيطرة الكاملة على القطاع واحتلاله من أجل البقاء فيه، وتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال شركة أميركية، وخنق قدرة "حماس" على الحكم وفقدان إمكان إدارتها الشؤون المدنية في القطاع.
 
"احتلال كل غزة"

ما كشف عن خطة الجيش في غزة هو احتلال القطاع بالكامل تحت ذريعة تقويض حركة "حماس"، وهي خطة ووجهت بتحذيرات وانتقادات واسعة، خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة تجنيد متفاقمة بعد حالة التمرد بين جنود الاحتياط، فيما تعتمد هذه العملية على تجنيد عشرات آلاف الاحتياط، ولم ينجح الجيش، حتى الآن، في تجنيد نسبة كبيرة منهم.

الوزير السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان قال أمس الإثنين في الكنيست إن نتنياهو "يمنع لأسباب سياسية متعلقة ببقائه في الحكومة التوصل إلى اتفاق لإعادة جميع المخطوفين دفعة واحدة، وفي الوقت نفسه يصرح منذ سنة ونصف السنة بأنه سيقضي على (حماس)، لكنه فشل في ذلك، والجيش في أزمة تجنيد احتياط".

ورد ليبرمان على ما كشف من خطة إسرائيل لفرض حكم عسكري في غزة بالقول "عن أية سيطرة تتحدثون في قطاع غزة؟ الكلفة السنوية الإضافية لحكومة عسكرية في غزة، في أقل تقدير، ستبلغ 24 مليار شيكل. الحل يجب أن يكون بالانفصال عن غزة، يجب أن ننفصل عنها ونتوقف عن تزويدها بالكهرباء والماء والوقود. الحل يجب أن يأتي من مصر، كما قال الرئيس ترمب بصوته. لا ينبغي ترحيل أي شخص، يجب ضمان حرية التنقل، وهو حق أساس. بمجرد أن يتمكنوا من المغادرة إلى مصر سيغادر 80 في المئة منهم من تلقاء أنفسهم".

"حماس هزمت، لكننا لم ننتصر"

من جهته، وإزاء عاصفة النقاش التي تشهدها إسرائيل مع الكشف عن خطة الحكومة في غزة، اعتبر الرئيس السابق لحركة "ميرتس" يوسي بيلين عرقلة نتنياهو لصفقة الرهائن وتمركز الجيش في غزة تأكيداً بأن نتنياهو معني بتمديد الحرب في غزة، على رغم أنه يدرك تماماً أننا لم ولن ننتصر، على رغم أن "حماس" هزمت.

وقال بيلين "يمكن لنتنياهو أن يبتلع ويتجاهل الكثير من الانتقادات، حتى وإن كان الانتقاد صاخباً، لكن عندما تأتي الأصوات من صفوف أولئك المرتبطين بجهاز الأمن، فإنه يخرج عن طوره حقاً، إذ إن وصفه للموقعين على رسالة الطيارين للامتناع عن الخدمة بـ(متقاعدين مسنين في هوامش المعسكر)، كشف الضائقة التي علق فيها حين انكشف أنه لا يوجد هدف للحرب. عندما يدعوه جمهور كثير ونوعي لإنهاء هذه الخطوة الزائدة ولتحرير كل المخطوفين، فإنه لا يمكنه أن يتجاهل ذلك".

وأشار بيلين إلى أن "الجمهور الإسرائيلي وجنود الاحتياط ينضمون يومياً لموقعي العرائض. بعضهم من المتقاعدين المسنين، ولكنهم كرسوا كل حياتهم لأمننا، وغالبيتهم العظمى فعلوا ذلك سراً، من دون أن يعرف الجمهور أسماءهم. ليس سهلاً على آلة السم التشهير بهم، وإلغاؤهم، والاستخفاف بهم. من هؤلاء تحديداً يخاف نتنياهو، من أن يقرر هؤلاء المتقاعدون المسنون الحديث، على رغم الحذر الزائد الذي يتميزون به بشكل عام".

وفي سياق حديثه قال بيلين "(حماس) تعرضت لضربة قوية. زعماؤها قتلوا، وكذلك كثير من رجالها. مخزوناتها من السلاح تضررت جداً. لا يوجد شيء تريده الآن أكثر من إنهاء الحرب. وهي حتى مستعدة (ظاهرياً) للتخلي عن حكمها واستبدال مجلس خبراء به. من الصعب التصديق أن صورة قطاع غزة هي ما فكر به مخططو العملية الشيطانية في قطاع غزة قبل أن تفتح بوابات الجحيم، (حماس) هزمت، لكننا لم ننتصر. كثير من الحقائق وضعت موضع شك. كثير من المؤسسات فقدت حصانتها: الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام والمحكمة. لم يعد أي نبأ مفاجئ. وزير العدل يقاطع رئيس المحكمة العليا، وزير المالية يقاطع رئيس (الشاباك)، أجهزة الحكم يضرب بعضها بعضاً كالزعران في السوق. الخط بين المسموح والممنوع، بين القانوني والإجرامي، بين العادي وما هو ليس كذلك، تشوش بصورة مثيرة للدوار. سِنواريو العالم (نسبة ليحيى السنوار) يمكنهم أن ينظروا إلينا من قريب أو من الجحيم ويفركوا أيديهم استمتاعاً: فهم، مع ذلك، فعلوا شيئاً، ولم نتحدث عن المخطوفين وعن الضحايا".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير