Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فان نيستلروي وليستر سيتي وقرار محكوم عليه بالفشل

كان موسم المدرب الهولندي غريباً ففي وقت من الأوقات كانت أسهمه التدريبية في ارتفاع لكنه اقترن في النهاية بهبوط "الثعالب" الحتمي من الدوري الإنجليزي الممتاز

رود فان نيستلروي المدير الفني لفريق ليستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

يخوض رود فان نيستلروي تجربة تدريبية كارثية مع ليستر سيتي، تنتهي بهبوط مؤلم للنادي وضرر كبير على سمعته كمدرب، على رغم أرقامه الجيدة مع مانشستر يونايتد في موسم مليء بالتناقضات والقرارات الخاطئة.

خسر رود فان نيستلروي معركة الهبوط لكنه لا يزال مرشحاً لحصد جائزة "مدرب العام" في مانشستر يونايتد، في الأقل إن لم ينجح روبن أموريم في تحقيق لقب الدوري الأوروبي، فخلال موسم خيب فيه النادي الإنجليزي آمال جماهيره يبرز سجل فان نيستلروي في "أولد ترافورد"، ثلاثة انتصارات من أصل أربع مباريات بلا هزيمة، كإنجاز نادر، لكن سجله مع ليستر سيتي يبرز بدوره ولكن من زاوية أخرى تماماً، فقد حقق متوسطاً نقطياً بلغ نقطتين في كل مباراة مع يونايتد في مقابل 0.4 فقط مع ليستر.

ولقد كان موسمه غريباً لكن بالنسبة إلى ليستر فقد كان كارثياً، إذ إن الهبوط الذي كان احتمالاً تحول إلى حتمية، وعلى رغم أن الأداء أمام ليفربول، في المباراة التي أكدت مصيرهم، بدا محترماً، لكنه جاء في خضم سلسلة انهيار تامة.

وقد ألمح فان نيستلروي إلى رغبته في البقاء، فـ "الثعالب لا تستسلم" كما يقول الشعار، وربما يكون مضطراً إلى البقاء، فسمعته التي تضررت بشدة خلال الأشهر الخمسة الأخيرة قد تجعله خياراً غير جذاب لكثير من الأندية، لكن من غير المرجح أن يكون مسؤولو ليستر متحمسين للاستمرار معه عندما يجتمعون معه لمناقشة المستقبل.

وقال فان نيستلروي "كنت أتوقع أن أضيف عدداً أكبر من النقاط إلى رصيد الفريق"، لكنه لم يحقق سوى ثماني نقاط فقط. 

ولم يسبق له أن خاض معركة هبوط لا كلاعب ولا كمدرب، وقد بدا فعلياً غير مناسب لهذا النوع من المعارك، فلقد كانت علاقة ارتدادية من الطرفين، فان نيستلروي وليستر، دخلاها بسرعة وكأنها محاولة للنسيان أكثر من بناء مستقبل، وقد صرح المدرب الهولندي أنه لا يشعر بأي ندم على فترته مع الفريق لكن داخليا لا بد أن الندم يملأه.

ولأن ليستر خسر 16 من آخر 18 مباراة له تحت قيادة رود فان نيستلروي، فإن الرجل الذي يمتلك كثيراً من الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف أصبح يقود فريقاً يمتلك رقمه القياسي الخاص، ولكن في الجفاف التهديفي، فقد خاض تسع مباريات متتالية على أرضه في الدوري من دون تسجيل أي هدف ولم يهز الشباك في ملعب "كينغ باور" منذ أكثر من خمسة أشهر.

ومنذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2024 سجل 22 هدفاً في هذا الملعب ضمن مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يسجل ليستر أياً منها، وفي ذلك تفسير مباشر للهبوط.

وربما لم يكن ليستر بحاجة إلى فان نيستلروي "المدرب" بقدر ما كان يحتاج إلى فان نيستلروي "الهداف".

أما هداف الفريق الآخر، القائد الرمزي جيمي فاردي، فقد تجمد رصيده عند 198 هدفاً بقميص ليستر منذ 10 مباريات، وقد انخفضت سرعته كما هو متوقع لرجل بلغ 38 سنة ولم يعد المؤذي دائماً للمنافسين كما عرفه الجميع، بل أصبح غائباً بشكل مؤلم.

لكن المفارقة أنه منذ عامين فقط خاض فاردي 19 مباراة أساس في الدوري الممتاز، وفي موسم الصعود من تشامبيونشيب (الدرجة الأولى) شارك في 18 مباراة، أما هذا الموسم فخاض 31 مباراة في الدوري الممتاز. 

وليس ذنب ليستر بالضرورة لكنهم بطريقة ما أصبحوا أكثر اعتماداً على فاردي مع تقدمه في العمر، وهذا في حد ذاته محور كاشف ويدين النادي، وهناك بعض الظروف التي قد تخفف من الألم، فعندما هبط ليستر قبل عامين كان ذلك بفريق رشح لدخول المراكز الـ 10 الأولى وبسابع أعلى فاتورة أجور في البطولة، وبتشكيلة وصفت بأنها جيدة جداً بحيث لا تهبط، وجرى انتزاع جيمس ماديسون وهارفي بارنز ويوري تيليمانس بسرعة من قبل أندية القمة، أما الآن ربما يجد مادس هيرمانسن الذي بدأ الموسم بصورة جيدة، فرصة في الدوري العليا، وربما أيضاً ويلفريد نديدي وبلال الخنوس، لكن ليس كثيرين غيرهم، فبالطبع لن تكون هناك عروض كثيرة لدفاع خرج بشباك نظيفة مرة واحدة فقط واستقبل 73 هدفاً، وقال فان نيستلروي بأسى إن "الفرق الحقيقي في منطقتي الجزاء".

وقد كان لديه وجهة نظر وكان هناك شيء من الحقيقة في تحليله للمشهد الكروي الأشمل، وأضاف المدرب الهولندي "على مدى 32 أو 33 مباراة، ومن الواضح أن مستوى الفرق الثلاثة الصاعدة يظهر أن الفجوة في الجودة موجودة، والفارق يبدو كبيراً جداً بالنسبة إلى الفرق الصاعدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وللموسم الثاني على التوالي فإن الفرق الثلاثة التي صعدت ستعود للهبوط، ومع ذلك فإذا كان الأمر حتمياً فلماذا تولى المهمة من الأساس؟ وفان نيستلروي لم يكن بلا حول، تماماً كما أن إخفاقات ليستر فاقمت صعوبة السياق، ولم يكن من المفترض أن يكون هذا الموسم سيئاً إلى هذا الحد وقد أقر بذلك أحد مدافعي الفريق، إذ قال كونور كودي "هل قدمنا ما يكفي هذا العام؟ والجواب هو لا".

وأضاف، "أعتقد أن الأمر يتعلق بكيفية استعداد الأندية للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز"، واستعد ليستر بشكل سيئ، ففقدانهم للمدرب الذي قادهم إلى الصعود، إنزو ماريسكا، وأفضل لاعبيهم كيرنان ديوسبري هول، لم يكن مثالياً بأي حال، لكن الانتقال من ماريسكا إلى ستيف كوبر ثم إلى رود فان نيستلروي، وهو ثلاثي من المدربين المختلفين تماماً في الأسلوب، لم يساعد.

ولم يكن ليستر في منطقة الهبوط عندما أقالوا كوبر، وهذا لا يعني أنهم كانوا سيبقون في الدوري الممتاز تحت قيادته، فلقد بدا غير مناسب تماماً لكنه على الأرجح كان سيجمع أكثر من ثماني نقاط في آخر 20 مباراة.

فان نيستلروي كان بمنأى عن غضب الجماهير التي وجهت انتقاداتها إلى المدير الرياضي جون رودكين، إذ لم ينجح النادي كثيراً في سوق الانتقالات واضطر إلى بيع ديوسبري هول من أجل متطلبات الربحية والاستدامة، لكنه أنفق 20 مليون جنيه إسترليني (26.53 مليون دولار) على أوليفر سكيب الذي بدأ فقط في سبع مباريات في الدوري، وهو ما تبين أنه قرار كارثي.

اقتصر تعاقد فان نيستلروي على صفقة واحدة، الظهير الأيمن وويو كوليبالي، الذي نادراً ما شوهد، وقال بحسرة "في سوق الشتاء لم يكن هناك شيء ممكن لدعم الفريق، وهذا ما كان الفريق في أمس الحاجة إليه"، ومرة أخرى لم تكن الوظيفة كما تخيلها وإن استمر فيها، فقد تطرح الظروف مشكلات إضافية.

ومكانة ليستر تتغير باستمرار، من أبطال مفاجئين إلى منافسين على المربع الذهبي، ثم إلى فريق يصعد ويهبط، والآن هناك تهديد محتمل، قد يصعب من مسألة العودة السريعة، إذ لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيجري اتهامهم بخرق قواعد اللعب المالي النظيف عندما يصبحون مجدداً تحت مظلة رابطة دوري الدرجة الأولى.

وهناك أرقام أخرى تدعو إلى القلق، إذ لديهم 18 نقطة فقط وقد ينهون الموسم بأقل حصيلة نقاط في تاريخهم، ولم يسجلوا أي هدف في الدوري على ملعب "كينغ باور" عام 2025، محققين رقماً قياسياً في الدوري الممتاز لأكبر عدد من المباريات على أرضهم من دون هز الشباك، فهو فريق لا يسجل ولا يفوز، مع احتجاجات في المدرجات، وخيبات أمل على أرضية الملعب، وبالنسبة لفان نيستلروي، كما هو الحال مع ليستر لم يكن بالإمكان أن تسير الأمور بصورة أسوأ.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة