ملخص
يشغل عميد دائرة العلمانيين والعائلة والحياة الكاردينال الإيرلندي كيفن فاريل منصب بابا الفاتيكان بالوكالة، بصفته ما يعرف بـ"كاميرلنغو الكنيسة الرومانية المقدسة"، أي الشخص الذي يتولى الكرسي الرسولي موقتاً لدى شغوره.
مع رحيل البابا فرنسيس، عن 88 سنة، يقر دستور الفاتيكان حداداً رسمياً عليه لمدة تسعة أيام، ومهلة تراوح ما بين 15 و20 يوماً لتنظيم المجمع الذي ينتخب خلاله الكرادلة الناخبون الذين اختار البابا فرنسيس نفسه نحو 80 في المئة منهم، البابا الجديد.
وفي هذا الوقت، يشغل عميد دائرة العلمانيين والعائلة والحياة الكاردينال الإيرلندي كيفن فاريل المنصب بالوكالة، بصفته ما يعرف بـ"كاميرلنغو الكنيسة الرومانية المقدسة"، أي الشخص الذي يتولى الكرسي الرسولي موقتاً لدى شغوره.
وكشف البابا فرنسيس في أواخر عام 2023 أنه يريد أن يدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في وسط روما، وليس في سرداب كنيسة القديس بطرس، وهو ما سيكون سابقة منذ أكثر من ثلاثة قرون.
وأصدر الفاتيكان في نوفمبر (تشرين الثاني) طقوساً مبسطة للجنازات البابوية، من أبرزها استخدام تابوت بسيط من الخشب والزنك، بدلاً من التوابيت الثلاثة المتداخلة المصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.
مدافع عن المهاجرين
طوال حبريته التي امتدت 12 عاماً، دافع أول بابا يسوعي وأميركي جنوبي في التاريخ، من دون هوادة، عن المهاجرين والبيئة والعدالة الاجتماعية من دون أن يمس بعقيدة الكنيسة في شأن الإجهاض أو عزوبية الكهنة.
مع تزايد تعرضه لوعكات صحية، تصاعد الحديث عن إمكان تنحيه، على غرار ما فعل سلفه بنديكتوس السادس عشر.
وسبق للبابا الذي يعد الزعيم الروحي لنحو 1,4 مليار كاثوليكي في العالم أن أمضى فترتين في المستشفى عام 2023، أجريت له خلال إحداهما جراحة كبرى في الأمعاء، واضطر في الأشهر الأخيرة إلى صرف النظر عن مجموعة من الارتباطات.
وأصيب خورخي بيرغوليو عندما كان في الـ21 بالتهاب الجنبة الحاد، واضطر الجراحون إلى إزالة رئته اليمنى جزئياً.
هاو للموسيقى وكرة القدم
كان جدول أعمال البابا فرنسيس، هاوي الموسيقى وكرة القدم الذي لا يستسيغ العطلات، يحفل غالباً بنحو 10 مواعيد في اليوم. وقام برحلة في سبتمبر (أيلول) 2024، كانت الأطول له خلال حبريته، إذ دامت 12 يوماً وشملت جنوب شرقي آسيا وأوقيانوسيا.
شجب البابا الذي انتخب في 13 مارس (آذار) 2013، باستمرار كل صور العنف، من الاتجار بالبشر إلى كوارث الهجرة، مروراً بالاستغلال الاقتصادي.
في 11 فبراير (شباط) الماضي، كرر إدانته عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما أثار غضب البيت الأبيض. ودعا البابا المعارض بشدة لتجارة الأسلحة إلى السلام في أوكرانيا والشرق الأوسط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان هذا السياسي البارع ذو المواقف الجريئة، عازماً على إدخال إصلاحات على الكوريا الرومانية، أي الحكومة المركزية للكرسي الرسولي، ومصمماً على تعزيز دور النساء والعلمانيين فيها، وعلى تطهير مالية الفاتيكان التي هزتها شبهات وفضائح.
ولم يتردد حيال مأساة الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة، في إلغاء السر البابوي في شأنها، وألزم رجال الدين والعلمانيين إبلاغ رؤسائهم عن أي حالات من هذا النوع، لكن خطواته لم تنجح مع ذلك في إقناع جمعيات الضحايا التي أخذت عليه عدم اتخاذه إجراءات أبعد من ذلك.
حوار الأديان
برز البابا فرنسيس المتمسك بالحوار بين الأديان وخصوصاً مع الإسلام، بدفاعه إلى أقصى حد عن كنيسة "منفتحة على الجميع".
وعرف بأسلوبه القريب من الناس مما أكسبه شعبية كبيرة، إذ كان مثلاً يتمنى للمؤمنين "شهية طيبة" كل يوم أحد في ساحة القديس بطرس. وتعرض لانتقادات شديدة من معارضيه المحسوبين على التيار المحافظ الذين رأوا أنه يبتعد عن المبادئ التقليدية للكنيسة وعدوا أن أسلوبه في الإدارة سلطوي.
وواجه البابا معارضة داخلية حادة بسبب إصلاحات أخرى، وانتقده البعض قراراته الجريئة، كوضع قيود على القداس اللاتيني والسماح بمباركة أزواج من المثليين.
كذلك اتهم البعض فرنسيس بالمبالغة في التخفيف من مكانة منصب البابا بأسلوبه الخارج عن المألوف، كتفضيله مثلاً الإقامة في شقة متواضعة من غرفتين بمساحة 70 متراً مربعاً على السكن في القصر الرسولي الفخم.
كذلك أعاد البابا الـ266 الذي اهتم أكثر خلال حبريته بـ"الأطراف" في العالم، توجيه النقاشات داخل الكنيسة، كما فعل في رسالته العامة البيئية والاجتماعية "كن مسبحاً" الصادرة عام 2015، إذ كانت بمثابة لائحة اتهام في شأن تمويل جهود الحفاظ على البيئة.
بعد دقائق على إعلان وفاته، بدأت التعازي تتدفق من زعماء دول ومسؤولين، وبينهم إيران وإسرائيل والرئيس الفرنسي وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.