ملخص
قال الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم للصحافيين قبيل حضوره قداس عيد الفصح إن "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية تحدثنا به وسننفذه، لكن علينا أن ننتظر ظروفه". وأضاف "القرار اتخذ لكن الظروف هي التي تسمح لنا بكيفية التنفيذ"، مشدداً على ضرورة معالجته "بروية ومسؤولية لأن هذا الموضوع حساس ودقيق وأساسي للحفاظ على السلم الأهلي".
عدَّ الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الأحد أن سحب ترسانة "حزب الله" العسكرية وحصر السلاح بيد الدولة هو رهن توافر "الظروف" الملائمة، محذراً من أن أي صدام في هذا الشأن سيجر البلاد إلى "الخراب".
وتزامن ذلك خلال يوم أعلنت وزارة الصحة مقتل شخصين إثر غارتين إسرائيليتين جنوب لبنان، على رغم سريان وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية و"حزب الله".
وتواجه السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة ضغوطاً أميركية متصاعدة لنزع سلاح الحزب المدعوم من إيران، عقب الحرب التي خاضها مع إسرائيل وألحقت به خسائر فادحة على صعيد البنية العسكرية والقيادية.
في الموازاة، شدد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم أول من أمس الجمعة على أنه "لن يسمح" لأحد بنزع سلاحه، مبدياً استعداده للبحث في "استراتيجية دفاعية" شرط انسحاب إسرائيل وبدء إعادة الإعمار.
وقال عون للصحافيين قبيل حضوره قداس عيد الفصح إن "حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية تحدثنا به وسننفذه، لكن علينا أن ننتظر ظروفه"، وأضاف "القرار اتُّخذ لكن الظروف هي التي تسمح لنا بكيفية التنفيذ"، مشدداً على ضرورة معالجته "بروية ومسؤولية لأن هذا الموضوع حساس ودقيق وأساسي للحفاظ على السلم الأهلي".
ويرى أن "أي موضوع خلافي في الداخل اللبناني لا يقارب إلا بالتحاور والتواصل في منطق تصالحي غير تصادمي، وإلا سنأخذ لبنان إلى الخراب".
وخلال زيارتها لبنان في أبريل (نيسان) الجاري، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن واشنطن تواصل الضغط على الحكومة "من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح ’حزب الله‘ وجميع الميليشيات"، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يتم "في أقرب وقت ممكن".
ونص اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أميركية، على انسحاب مقاتلي "حزب الله" من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.
وكان من المفترض بموجب القرار أن تسحب إسرائيل كل قواتها من مناطق توغلت إليها في جنوب لبنان، لكن الدولة العبرية أبقت وجودها العسكري داخل خمسة مرتفعات تعدها "استراتيجية" وتتيح لها الإشراف على جانبي الحدود، وتشن ضربات ضد عناصر في الحزب و"بنى تحتية" عسكرية عائدة له.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم "سقوط قتيل وجريحين" جراء ضربة "شنها العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة كوثرية السياد"، بينما قتل شخص آخر في غارة على "منزل داخل بلدة حولا".
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي بعد أي تعليق في شأن هاتين الضربتين، وسبق له أن أعلن خلال الأيام الماضية شن غارات و"القضاء" على عناصر في "حزب الله". وتؤكد الدولة العبرية أنها لن تسمح للحزب بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب التي مني خلالها بخسائر قاسية.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها خلال الـ18 من فبراير (شباط) الماضي بموجب الاتفاق.
وشدد عون اليوم على أن اللبنانيين "لا يريدون الحرب، باتوا غير قادرين على تحمل الحرب أو سماع لغة الحرب"، مؤكداً أن القوات المسلحة يجب أن تكون "المسؤولة الوحيدة عن حمل السلاح والدفاع عن سيادة واستقلال لبنان".
إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني اليوم توقيف أشخاص كانوا يعدون "لعملية جديدة لإطلاق صواريخ" نحو إسرائيل، وأضاف في بيان أن قواته دهمت "شقة في منطقة صيدا-الزهراني وضبطت عدداً من الصواريخ إضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت عدة أشخاص متورطين في العملية".
وكان الجيش أعلن الأربعاء الماضي توقيف ضالعين في عمليتي إطلاق صواريخ خلال مارس (آذار) الماضي، ولم تتبن أية جهة العمليتين، ونفى "حزب الله" أية علاقة له.
وفي حين لم يحدد الجيش انتماء الموقوفين، أفاد مصدر أمني الأربعاء الماضي عن توقيف ثلاثة منتمين إلى حركة "حماس" التي سبق لها أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من لبنان، خلال الحرب.