ملخص
قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل "نقلت طواقمنا ومتطوعون 25 قتيلاً في الأقل وعشرات المصابين، وبينهم عدد من الأطفال والنساء، في غارات شنها الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم على قطاع غزة"، وأضاف أنه "لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض ولا نستطيع الوصول إليهم بسبب عدم وفرة المعدات وأدوات البحث، ولا يوجد حفارات ولا معدات ثقيلة لإزالة الركام لانتشال القتلى".
أعرب كبير المفاوضين القطريين عن إحباطه حيال محادثات الهدنة في غزة خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، بعد أكثر من شهر من استئناف إسرائيل غاراتها على القطاع الفلسطيني واختتام جولة جديدة من المفاوضات من دون التوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي أول من أمس الجمعة "نشعر بالإحباط بالتأكيد من البطء أحياناً في عملية التفاوض. هذه مسألة ملحة. هناك أرواح على المحك إذا استمرت هذه العملية العسكرية يوماً بعد يوم".
وتوسطت قطر مع الولايات المتحدة ومصر في هدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، دخلت حيز التنفيذ في الـ19 من يناير (كانون الثاني) الماضي، وأوقفت إلى حد كبير أكثر من 15 شهراً من الحرب التي اندلعت إثر هجوم "حماس" غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.
وقال الخليفي "عملنا باستمرار خلال الأيام الأخيرة لمحاولة جمع الطرفين وإحياء الاتفاق الذي أقره الجانبان"، مضيفاً "وسنظل ملتزمين بهذا، على رغم الصعوبات".
وخلال عملية الوساطة الطويلة تعرضت قطر لانتقادات مباشرة من إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
ويشتبه في أن اثنين في الأقل من مساعدي نتنياهو تلقيا أموالاً من الحكومة القطرية لتعزيز مصالح الدوحة في إسرائيل، مما دفع تل أبيب إلى فتح تحقيق جنائي.
ونفت قطر هذه الانتقادات ووصفتها بأنها "حملة تشهير".
وفي وقت سابق من مارس (آذار) الماضي، أظهر تحقيق أجراه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) أن الأموال التي قدمتها الدولة الخليجية إلى غزة أسهمت في تعزيز القوة العسكرية لـ"حماس" قبل هجوم السابع من أكتوبر.
ونفت قطر هذا الاتهام ووصفته بأنه "كاذب".
وقال الخليفي "نتعرض لهذا النوع من الانتقادات والتعليقات السلبية منذ بداية مشاركتنا" في المفاوضات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن "الانتقادات التي لا أساس لها، مثل تلك التي نسمعها باستمرار من نتنياهو نفسه، غالباً ما تكون مجرد جعجعة".
ورفض الخليفي تصريحات نتنياهو الأخيرة إلى قناة "داي ستار" الإنجيلية الأميركية التي قال فيها إن قطر روجت "لمعاداة أميركا ومعاداة الصهيونية" داخل الجامعات الأميركية.
وأضاف المسؤول القطري "لقد دحضت ادعاءاته في شأن شراكات قطر التعليمية مراراً وتكراراً. كل ما نقوم به شفاف".
تحقيق إسرائيلي يبرئ الجنود في "مقتل 15 مسعفاً"
خلص تحقيق نشر الجيش الإسرائيلي نتائجه اليوم الأحد إلى أن جنوده لم يقوموا بـ"إطلاق النار عشوائياً" خلال الحادثة التي وقعت الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 15 مسعفاً ومنقذاً في قطاع غزة، وأثارت موجة إدانات دولية.
وجاء في ملخص التحقيق الذي نشره الجيش "لم يشارك الجنود في إطلاق نار عشوائي بل ظلوا في حال تأهب للرد على تهديدات حقيقية تعرفوا إليها"، مضيفاً أنه "لم يُعثر على أي دليل يدعم الادعاءات المتعلقة بالإعدام".
في المقابل، أقر الجيش الإسرائيلي بفشله في "الإبلاغ الكامل" عن الحادثة التي وقعت الشهر الماضي وأدت إلى مقتل 15 مسعفاً ومنقذاً في منطقة تل السلطان في رفح بجنوب قطاع غزة، معلناً عزل الضابط المسؤول عن منصبه.
وجاء في الملخص أن "الفحص حدد إخفاقات مهنية عدة وانتهاكات للأوامر وفشلاً في الإبلاغ الكامل عن الحادثة"، مضيفاً أن "نائب قائد كتيبة الاستطلاع في وحدة غولاني سيعزل من منصبه بسبب مسؤوليته كقائد ميداني... ولتقديمه تقريراً غير مكتمل وغير دقيق خلال جلسة التقييم بعد الحدث".
وقال الجيش إن ستة من بين المنقذين والمسعفين الذين قتلوا بنيران جنوده هم عناصر في حركة "حماس"، معرباً عن "أسفه للأذى الذي لحق بالمدنيين غير المتورطين".
ووقعت الحادثة في الساعات الأولى من ذلك اليوم حين كان موظفو خدمات الطوارئ يستجيبون لنداءات استغاثة من سكان قرب رفح بعد غارة جوية إسرائيلية في المنطقة، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.
وقضى في الواقعة ثمانية موظفين من الهلال الأحمر وستة من الدفاع المدني في غزة وموظف واحد من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) ومسعفين فلسطينيين.
وبعد أيام، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار على "إرهابيين" اقتربوا منهم في "مركبات مشبوهة"، وأضاف المتحدث باسم الجيش لاحقاً أن أضواء المركبات كانت مطفأة.
لكن مقطع فيديو جرت استعادته من هاتف محمول لأحد المنقذين الذين قتلوا، ونشره الهلال الأحمر، يتناقض مع رواية الجيش الإسرائيلي.
ويظهر الفيديو سيارات الإسعاف وهي تسير مع تشغيل مصابيحها الأمامية وأضواء الطوارئ.
وعُثر على جثث الرجال الذين قتلوا مدفونة قرب موقع إطلاق النار في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، في ما وصفه مكتب الأمم المتحدة بأنه "مقبرة جماعية".
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب للصحافيين في رام الله أخيراً إن تشريح الجثث كشف عن أنه "جرى إطلاق النار على جميع القتلى في الجزء العلوي من أجسادهم بقصد القتل".
25 قتيلا منذ فجر الأحد
أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 25 فلسطينياً في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ فجر اليوم الأحد داخل قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية "نقلت طواقمنا ومتطوعون 25 قتيلاً في الأقل وعشرات المصابين، بينهم عدد من الأطفال والنساء، في غارات شنها الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم على قطاع غزة".
وأضاف أنه "لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض ولا نستطيع الوصول إليهم بسبب عدم وفرة المعدات وأدوات البحث ولا يوجد حفارات ولا معدات ثقيلة لإزالة الركام لانتشال القتلى".
من جهته، قال مدير الإمدادات في الدفاع المدني محمد المغير إن طواقم الدفاع المدني "نقلت بعد ظهر اليوم خمسة قتلى وإصابة خطرة، إثر قصف مسيرة إسرائيلية بعد ظهر اليوم مجموعة من المواطنين في منطقة شرق رفح" جنوب قطاع غزة.
وأوضح المغير أنه نُقلت "قتيلة وأربع إصابات جراء قصف جوي صباحاً لخيمة للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس، ونقل ثلاثة قتلى وعدد من المصابين من عائلة واحدة إلى مستشفى شهداء الأقصى (في دير البلح)، إثر استهداف منزل في النصيرات" وسط قطاع غزة.
وأكد مدير عام الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" في غزة إسماعيل الثوابتة أن "الاحتلال نفذ سلسلة غارات جوية استهدف خلالها خيام النازحين، ومنازل على ساكنيها، وكل الشهداء من المدنيين وغالبيتهم أطفال".
وعدَّ أن استمرار الضربات الجوية "يشكل إمعاناً بمواصلة المجازر وحرب الإبادة التي يواصلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وتعهد نتنياهو إعادة الرهائن المتبقين في غزة دون الخضوع لمطالب "حماس"، مؤكداً أن الحملة العسكرية في القطاع بلغت "مرحلة حاسمة".
وخلال الـ18 من مارس (آذار) الماضي، استأنفت إسرائيل هجومها على قطاع غزة بعد هدنة استمرت شهرين، مشددة على أن الضغط العسكري ضروري لضمان الإفراج عن الرهائن المحتجزين داخل غزة.