ملخص
بريطانيا تحث روسيا على الالتزام بوقف كامل لإطلاق النار ومالابو تنفي إرسال شباب من غينيا الاستوائية إلى الجبهة في أوكرانيا
ذكرت وكالتا أنباء روسيتان، أن انفجارات عدة هزت مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، اليوم الأحد على رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنه "الكرملين" بمناسبة عيد القيامة.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن "خدمات عمليات" محلية قولها، إن دوي ثلاثة انفجارات في الأقل سٌمع في دونيتسك التي تخضع لسيطرة روسيا منذ 2014.
وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن مراسلها في المدينة، إن دوي ثلاثة انفجارات في الأقل سمع هناك بعد الساعة 0600 بتوقيت غرينتش.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم الأحد، إن أوكرانيا انتهكت وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة عيد القيامة أكثر من ألف مرة.
وأضافت الوزارة، وفقاً لما نقلته وكالة "إنترفاكس" للأنباء، أن القوات الأوكرانية أطلقت النار على مواقع روسية 444 مرة إضافة إلى إحصاء أكثر من 900 هجوم أوكراني بطائرات مسيرة.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن وزارة الدفاع، أن الجيش الروسي سيطر على نوفوميخايلفكا في شرق أوكرانيا قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار.
بوتين في القداس
وانضم الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، إلى آخرين لحضور قداس عيد القيامة الذي ترأسه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، الداعم المخلص لبوتين والمدافع عن الحرب في أوكرانيا.
وبعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد بمناسبة عيد القيامة، الذي وصفته كييف بأنه مجرد كلام في ظل استمرار القتال، وقف بوتين وسوبيانين في الكنيسة الرئيسة بموسكو، كاتدرائية المسيح المخلص، بينما قاد كيريل موكباً، كما أظهر مقطع مصور للقداس.
وكما جرت العادة في الأعوام الماضية، حمل بوتين شمعة حمراء مضاءة، مرتدياً بدلة داكنة وقميصاً أبيض وربطة عنق حمراء، ورسم علامة الصليب مرات عدة عندما أعلن كيريل "المسيح قام".
يبدأ القداس التقليدي في وقت متأخر من يوم السبت ويستمر حتى الساعات الأولى من صباح الأحد. وبالنسبة إلى بوتين، تعد العقيدة الأرثوذكسية جوهر رؤيته للعالم، ويحضر دائماً القداسات خلال الأعياد الكنسية الرئيسة. أما بالنسبة إلى الروس الأرثوذكس، فيعد عيد القيامة أهم الأعياد الدينية.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية، أن كيريل دعا خلال القداس إلى "إحلال سلام دائم وعادل في ربوع روسيا التاريخية الشاسعة"، في إشارة إلى أراضي العصور الوسطى التي شملت أجزاء مما يعرف الآن بأوكرانيا وبيلاروس وروسيا.
ونقلت وكالة "تاس" عن كيريل، قوله "كم كان رائعاً قول لا تسئ إلى أحد، ولا تعامل الآخرين بما لا تحب أن يعاملوك به".
وأضاف "لو التزم الناس بهذه الوصية، لكانت الحياة مختلفة تماماً.. حياة عائلية واجتماعية، بل ودعوني أقول هذا، بين الحكومات".
ويؤيد كيريل بشدة الحرب في أوكرانيا، التي دخلت عامها الرابع.
وحصدت الحرب أرواح الآلاف، الغالبية العظمى منهم من الأوكرانيين، وشردت الملايين عن ديارهم منذ أن أمر بوتين بالهجوم على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
انطباع بوقف النار
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن الجيش الروسي يتظاهر بالالتزام بوقف لإطلاق النار أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة عيد القيامة، لكنه واصل الليلة الماضية محاولات إلحاق خسائر بأوكرانيا على جبهة القتال.
وأضاف زيلينسكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الجيش الروسي حاول التقدم وإلحاق خسائر بالقوات الأوكرانية على امتداد خطوط القتال خلال الليل، متابعاً "بوجه عام وحتى صباح عيد القيامة، نستطيع أن نقول إن الجيش الروسي يحاول خلق انطباع عام بوقف إطلاق النار، لكنه لا يتخلى في بعض المناطق عن محاولات فردية للتقدم وإلحاق خسائر بأوكرانيا".
وقبل ساعات من حضور قداس عيد القيامة في وقت متأخر من مساء أمس السبت، أعلن بوتين بشكل مفاجئ وقفا لإطلاق النار ليوم واحد وأمر قواته "بوقف كل الأنشطة العسكرية" على جبهة القتال.
وجاءت تلك المبادرة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها قد تتخلي عن محادثات السلام خلال أيام ما لم تظهر موسكو وكييف جدية بشأن التفاوض.
وقال بوتين إن القتال سيتوقف من الساعة السادسة مساء بتوقيت موسكو (1500 بتوقيت غرينتش) من يوم أمس السبت وحتى منتصف الليل اليوم الأحد.
لكن زيلينسكي أشار إلى مئات من وقائع القصف مساء أمس السبت. وقال إن القوات الأوكرانية أبلغت في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد عن 59 واقعة قصف وخمس محاولات هجوم على جبهة القتال.
وأضاف زيلينسكي "على روسيا أن تلتزم تماما بوقف إطلاق النار".
وكرر استعداد كييف لتمديد وقف إطلاق النار لثلاثين يوما، لكنه قال إنه إذا استمرت روسيا في القتال اليوم الأحد فإن أوكرانيا ستفعل الشيء نفسه.
وأضاف "أوكرانيا ستستمر في التصرف بالمثل".
وقال الرئيس الأوكراني، أمس السبت، إن رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش أبلغه بأن نيران المدفعية الروسية لم تهدأ رغم إعلان الكرملين وقف إطلاق النار في عيد القيامة.
وأشار زيلينسكي عبر منصة "إكس" إلى أن روسيا رفضت الشهر الماضي وقفاً كاملاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً اقترحته الولايات المتحدة. وقال إنه إذا وافقت موسكو على "الانخراط الفعلي في صيغة هدوء تام وغير مشروط، فإن أوكرانيا ستتصرف وفقاً لذلك، على غرار أفعال روسيا".
وكتب الرئيس الأوكراني "إذا صمد وقف كامل لإطلاق النار، فإن أوكرانيا تقترح تمديده إلى ما بعد عيد القيامة في 20 أبريل (نيسان)".
قال زيلينسكي، "إذا أصبحت روسيا فجأة مستعدة للانخراط حقاً في وقف كامل وغير مشروط" للعمليات القتالية "فإن أوكرانيا ستتصرف على النحو نفسه"، مقترحاً "تمديد الهدنة إلى ما بعد عيد الفصح الواقع في 20 أبريل". لكنه شدد على انعدام الثقة "بما يصدر عن موسكو".
وأضاف، "نعلم جيداً كيف تخادع موسكو، ونحن مستعدون لأي شيء. ستتصرف قوات الدفاع الأوكرانية بعقلانية، وسترد بالمثل. سيتم الرد على كل ضربة روسية بشكل مناسب".
صفارات الإنذار تدوي في كييف
دوت صفارات الإنذار في كييف مساء السبت، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة عيد الفصح، في الحرب التي تشنها بلاده على أوكرانيا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة "الصحافة الفرنسية".
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية عن "تهديد صاروخي لمنطقة كييف"، في حين أشارت بعض القنوات الأوكرانية على تطبيق "تيليغرام" إلى خطر وقوع ضربة بطائرات من دون طيار على العاصمة.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة خلال ترؤسه اجتماعاً لكبار القادة العسكريين "اليوم من الساعة 18:00 (15:00 ت غ) وحتى منتصف ليل الأحد (21:00 ت غ)، يعلن الجانب الروسي هدنة بمناسبة عيد الفصح".
وقال بوتين، إن قرار روسيا المضي قدماً بالهدنة "مبني على أساس أن الجانب الأوكراني سيحذو حذونا، ويجب على قواتنا أن تكون مستعدة لمقاومة خروق محتملة للهدنة واستفزازات من جانب العدو، وأي أعمال عدوانية".
وقال سيد الكرملين، إن الهدنة المعلنة، اليوم السبت، ستبين "مدى صدقية استعداد نظام كييف ورغبته وقدرته على الالتزام باتفاقات والانخراط في محادثات للسلام".
يأتي وقف إطلاق النار القصير الأمد الذي أعلنته روسيا، في حين يمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً على كل من موسكو وكييف للقبول بهدنة، لكنه لم ينجح بعد في انتزاع تنازلات من الكرملين.
وقال الرئيس الأميركي، أول من أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة ستركز على أولويات أخرى إذا لم يتم التوصل "قريباً" إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
في اليوم نفسه، أعلنت روسيا أن الأمر بعدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية الذي دخل حيز التنفيذ في مارس (آذار) لمدة 30 يوماً، "انتهت صلاحيته" بعد تبادل الجانبين الاتهامات بخرق اتفاق مبدئي لم يبرم رسمياً.
قبل الإعلان عن تلك الهدنة التي اقتصرت مفاعليها على منشآت الطاقة، كان ترمب اقترح وقف إطلاق النار بشكل كامل ومن دون شروط، وقد وافقت حينها من حيث المبدأ أوكرانيا راضخة في ذلك لضغوط واشنطن، إلا أن بوتين رفض المقترح.
بريطانيا تنشد وقفاً كاملاً لإطلاق النار
قالت وزارة الخارجية البريطانية، أمس السبت، إن بريطانيا حثت روسيا على الالتزام بوقف إطلاق نار شامل في أوكرانيا، "وليس مجرد وقف إطلاق نار ليوم واحد".
ميدانياً، قال رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، أمس السبت، إن قواته استعادت أكثر من 99 في المئة من أراضي منطقة كورسك التي احتلتها أوكرانيا في هجوم شنته في أغسطس (آب) 2024.
وقال غيراسيموف في تصريحات متلفزة "في أنحاء منطقة كورسك حيث شنت القوات المسلحة الأوكرانية توغلاً، الجزء الأساسي من الأراضي... بات محرراً. أي 1260 كيلومتراً مربعاً، أو 99.5 في المئة".
وأكد غيراسيموف أن القوات الروسية صدت محاولات أوكرانية لدخول منطقة بيلغورود المجاورة.
غينيا الاستوائية على خط الحرب
نفى نائب رئيس غينيا الاستوائية، أمس، على منصة "إكس" معلومات صحافية تحدثت عن إرسال شباب من بلاده إلى الجبهة في أوكرانيا إلى جانب الجيش الروسي.
وكتب تيدي نغويما، نائب رئيس الدولة الصغيرة في أفريقيا الوسطى، "أنفي المعلومات المتعلقة بإرسال قوات من غينيا الاستوائية إلى روسيا للقتال في أوكرانيا. إنها معلومات كاذبة".
وذكر أن شباب غينيا الاستوائية يتوجهون إلى روسيا "ليس للقتال بل للالتحاق بالجامعات المرموقة في اتحاد روسيا. وبعد الانتهاء من دراستهم، يعودون بفخر إلى البلاد للإسهام في الدفاع عن الوطن".
وبحسب موقع صحيفة "دياريو رومبي" القريبة من المعارضة الغينية الاستوائية في المنفى، فإن الاتفاقيات العسكرية بين موسكو ومالابو تتضمن عملية تجنيد للنزاع في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن "الأمر يتعلق بتجنيد مواطنين بلا خبرة عسكرية للتضحية بهم، في مقابل وجود المرتزقة الروس في غينيا الاستوائية".
ونفى نغويما وجود مرتزقة روس في غينيا الاستوائية. وكتب على "إكس"، "ليس لدينا مرتزقة بل مدربون يساعدوننا في إطار التعاون والتعاضد القائم سواء مع روسيا أو مع دول صديقة أخرى".
وتشير الاتفاقات العسكرية لعام 2024 إلى إرسال "مدربين" روس لإجراء دورات تدريب عسكري، لكن بحسب مصادر عسكرية اتصلت بها الصحافة الفرنسية، لم ينظم أي تدريب منذ وصول أول كتيبة روسية في أغسطس 2024.
وتواصل القوات شبه العسكرية الأجنبية الوصول مع معدات وأسلحة ومركبات. ويقدر عددها الحالي بنحو 300، بحسب مصادر أمنية اتصلت بها "الصحافة الفرنسية".