ملخص
تشير جملة من التطورات إلى اقتراب انطلاق معركة برية يمنية ضد الحوثيين أكدتها الشرعية في تصريحات عدة.
أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن أكثر من 10 غارات جوية استهدفت اليوم الأربعاء العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها، ونسبت هذه الهجمات إلى القوات الأميركية.
وأعلن تلفزيون "المسيرة" التابع للحوثيين ووكالة "سبأ" عن سقوط قتيل على إثر غارة "استهدفت حي النهضة السكني بمديرية الثورة".
وكان تلفزيون "المسيرة" ذكر أن "14 غارة للعدوان الأميركي" شُنت على منطقة الحفا في مديرية السبعين بالعاصمة. وتحدث التلفزيون أيضاً عن غارات نسبها إلى الطيران الحربي الأميركي على مديرية الحزم في محافظة الجوف.
الحسم العسكري
في هذا الوقت، قال العميد في الجيش اليمني والقائد السابق للواء الخامس صالح قروش إن الحسم العسكري والعودة إلى العاصمة صنعاء، وكسر شوكة ميليشيات الحوثي إلى الأبد، باتا أقرب من أي وقت مضى. وأكد قروش لـ"اندبندنت عربية"، "أن استعدادات الجيش اليمني بتشكيلاته وفصائله القتالية كافة أكبر بكثير مما تتوقعه الميليشيات الحوثية الإيرانية"، مضيفاً أن "اللحظة التاريخية التي تشهدها البلاد تدفع نحو الخلاص من هذه الجماعة التي عانى بسببها شعبنا وأهلنا الويل".
معركة برية يمنية
وتشير جملة من التطورات إلى اقتراب انطلاق معركة برية يمنية ضد الحوثيين، أكدتها الشرعية في تصريحات عدة.
وأمس الثلاثاء، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "الهجمات الأميركية ضد الحوثيين تمهد الطريق لشن حرب برية تستهدف الميليشيات، وتنفذها قوات يمنية بدعم أميركي"، وقالت الصحيفة الأميركية إن قوات الحكومة اليمنية الشرعية تستشعر فرصة لاستعادة الأراضي من الحوثيين المدعومين من إيران، والذين تعرضوا لضربات جوية أميركية مكثفة على مدى الأيام الـ30 الماضية.
الظروف تهيئ للخلاص
وأشار العميد قروش إلى أن هذه الظروف التي تهيئ الطريق أمام القوات التابعة للحكومة الشرعية لاستعادة المناطق اليمنية كافة من قبضة الجماعة الحوثية "من أبرزها الضربات الأميركية، التي تستهدف قوة الحوثي المسلحة، وتوحيد التشكيلات العسكرية كافة في الشرعية بغرفة عمليات قتالية واحدة ستسهل معركة الخلاص، وتعجل بسقوط تحصينات الميليشيات أسرع مما يتوقعون"، وكذلك عمليات "التأهيل والتدريب التي حظيت بها تشكيلاتنا العسكرية خلال فترة التوقف الماضية، والمعنويات العالية التي يعيشونها أكثر من أي وقت آخر، إضافة لضغط المواطنين في الداخل الذين ينتظرون ساعة الصفر للحسم والخلاص من الميليشيات الحوثية الإرهابية، ومن خلفها إيران".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب "وول ستريت جورنال"، يقول المسؤولون اليمنيون والأميركيون إن القوات اليمنية تخطط لشن هجوم بري ضد الحوثيين للاستفادة من حملة القصف الأميركية التي أضعفت قدرات الميليشيات. وأضافوا أن القوات اليمنية تستشعر الفرصة المواتية لطرد الحوثيين من أجزاء داخل البلاد، في الأقل من ساحل البحر الأحمر الذي سيطروا عليه خلال العقد الذي انقضى، منذ استيلائهم على جزء كبير من شمال غربي البلاد.
تنسيق عال
والسبت الماضي، أكدت الحكومة اليمنية استثمار المتغيرات السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد والمنطقة العربية لـ"إسقاط مشروع الحرس الثوري في البلاد"، لافتة إلى "تكثيف التواصل مع المجتمع الدولي لاستعادة دولة المؤسسات ومختلف المناطق من قبضة الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني". وللوصول إلى هذا المسعى، قال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح إن استعادة العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي هي المهمة المركزية التي توحد اليمنيين على اختلاف توجهاتهم، ولأجل هذا المسعى دعا الجماعة إلى "تسليم العاصمة والاحتكام للإرادة الشعبية حقناً للدماء وإنهاء لمعاناة اليمنيين".
عن مستوى الاستعداد والتنسيق اللذين تتطلبهما مهمة معقدة ومكلفة كهذه، أوضح القيادي في القوات التابعة للحكومة اليمنية أن كل قطاعات الجيش، سواء الألوية القتالية التي ترابط في محافظة صعدة معقل الجماعة الحوثية ومركز انطلاقتها الفكرية (شمال اليمن)، أو القوات في مأرب والساحل الغربي والبيضاء وحجة وتعز وغيرها "متشوقة لهذه اللحظة لتخليص الشعب اليمني من الإرهاب الحوثي، الذي دمر كل شيء جميل في الوطن وانتهك الحرمات وقتل الأبرياء من نساء وأطفال، وجوع المواطنين ونهب قوت أولادهم وجلب الحرب والدمار لليمن". وأكد أيضاً أن "قيادة الجيش والقيادة السياسية على تنسيق وترتيب عاليين مع الأشقاء في دول التحالف والولايات المتحدة وكل دول العالم، التي تضررت مصالحهم من أعمال الحوثي الإرهابية".
قصف مستمر
إلى ذلك، واصلت المقاتلات الأميركية على مدى الساعات الماضية شن عشرات الغارات، مستهدفة عدداً من المواقع التابعة للميليشيات الحوثية داخل محافظات صعدة وعمران وذمار (شمال)، والحديدة (غرب)، والبيضاء (شرق)، وهي مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
وتهدف هذه الضربات، التي بدأت منتصف مارس (آذار) الماضي، إلى "ردع الجماعة عن شن هجمات ضد الأصول البحرية الإسرائيلية والأميركية في البحر الأحمر".
والجمعة الماضي، قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي عبر منصة "إكس" إن عملياتها ضد الحوثيين مستمرة.