نقل محادثات إيران وأميركا إلى روما... وطهران: يفتقر حسن النية

حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي من أن إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية، وذلك قبيل وصوله إلى طهران لإجراء محادثات. وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة "لو موند" الفرنسية نشرت الأربعاء، "إنها أشبه بأحجية، لديهم القطع، وقد يتمكنون يوماً ما من تجميعها"، وأضاف "لا يزال أمامهم مسافة ليقطعوها قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة. لكنهم ليسوا بعيدين، علينا أن نقرّ بذلك". وتابع غروسي "لا يكفي القول للمجتمع الدولي، لا نملك أسلحة نووية، ليصدّق. يجب أن نكون قادرين على التحقق من ذلك".

ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، إلى طهران حيث التقى وزير الخارجية عباس عراقجي. ومن المنتظر أن يلتقي أيضاً رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.

عقوبات جديدة تستهدف مستوردي النفط الإيراني في الصين

وفي تطور لافت، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية وتشمل شركة تكرير نفط صغيرة في الصين. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أن الإجراء سيزيد الضغط على مستوردي الخام الإيراني في الصين في إطار مساعي ترمب إلى استئناف سياسة "أقصى الضغوط" على طهران بما في ذلك خفض صادراتها النفطية إلى الصفر.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم، فرض عقوبات على واحدة من شركات التكرير الصغيرة المستقلة في الصين، إذ اتهمتها بالضلوع في شراء نفط إيراني بقيمة تتجاوز مليار دولار.

وهذه هي ثاني شركة تكرير صينية مستقلة صغيرة تفرض إدارة ترمب عقوبات عليها حتى الآن.

وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت في بيان "أي شركة تكرير أو شركة أخرى أو وسيط يختار شراء النفط الإيراني أو تسهيل تجارة النفط الإيراني يعرّض نفسه لخطر جسيم"، وأضاف "الولايات المتحدة ملتزمة بتعطيل الجهات التي تقدم الدعم لسلسلة توريد النفط الإيراني والتي يستخدمها النظام (في طهران) لدعم وكلائه الإرهابيين وشركائه".

الجولة الثانية

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم إن الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في شأن برنامج طهران النووي ستعقد في العاصمة الإيطالية روما السبت المقبل بوساطة عُمانية.

وكانت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء ذكرت أول من أمس الإثنين نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن المحادثات ستعقد في مسقط عاصمة سلطنة عُمان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على "إكس" إن نقل مكان انعقاد المحادثات مع أميركا "يمكن تفسيره على أنه افتقار إلى الجدية وحسن النية".

تخصيب اليورانيوم

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم، إن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم ليس مطروحاً للتفاوض، وذلك قبل جولة ثانية من المحادثات مقررة في سلطنة عمان مطلع الأسبوع مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي.

ويرد عراقجي بذلك على تصريح أدلى به، أمس الثلاثاء، المفاوض الأميركي ستيف ويتكوف قال فيه، إن طهران يتوجب عليها "وقف وإلغاء التخصيب النووي" للتوصل لاتفاق مع واشنطن.

وقال عراقجي، "سمعنا تصريحات متناقضة من ويتكوف، لكن المواقف الحقيقية ستتضح على طاولة التفاوض"، وتابع قائلاً "مستعدون لبناء الثقة في ما يتعلق بالمخاوف المحتملة من تخصيب إيران لليورانيوم لكن مبدأ التخصيب ليس مطروحاً للتفاوض".

وعبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الأربعاء عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في وقت يستعد البلدان لجولة ثانية من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني نهاية الأسبوع.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن بزشكيان قوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء "نرحب بطبيعة الحال بإبرام اتفاق" مع الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تعقد إيران والولايات المتحدة جولة ثانية من المحادثات في سلطنة عمان، السبت المقبل، وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب باتخاذ إجراء عسكري ضد طهران إذا لم يتم التوصل لاتفاق.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم الأربعاء، أن عراقجي سيسلم رسالة من الزعيم الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة إلى روسيا قبل الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، السبت المقبل.

وأحجم الكرملين، أمس الثلاثاء، عن التعليق على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة لتولي السيطرة على مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب في إطار اتفاق نووي مستقبلي بين طهران وواشنطن.

وذكرت صحيفة "الغارديان" أنه من المتوقع أن ترفض طهران مقترحاً أميركياً لنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب لدولة ثالثة مثل روسيا في إطار اتفاق تسعى له واشنطن للحد من قدرات إيران النووية.

زيارة إلى روسيا

وذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيزور روسيا غداً الخميس قبل الجولة الثانية من المحادثات المقررة مطلع الأسبوع المقبل بين طهران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

من جهة أخرى، أكد الكرملين، اليوم الأربعاء، أن روسيا "مستعدة" لبذل "كل ما يمكن" للمساعدة في إيجاد تسوية دبلوماسية للملف النووي الإيراني، وذلك قبل أيام من محادثات جديدة بين طهران وواشنطن.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، "إن روسيا الاتحادية مستعدة لبذل كل ما يمكن للمساهمة في تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية" المتاحة.

وذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت اليوم الأربعاء عقوبات جديدة تستهدف شركات شحن وناقلات نفط بموجب برنامج العقوبات المتعلق بإيران.