Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين: "جاهزون للحرب التجارية أو الحوار"... وأميركا تشهر ورقة التفاوض

"أونكتاد" تتوقع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.3 في المئة بسبب أزمة الرسوم الجمركية

يواصل الرئيس الصيني جولته في جنوب شرقي آسيا في محاولة لتنظيم استجابة منسقة للرسوم الأميركية (أ ف ب)

ملخص

أظهرت الصين اليوم وضعاً اقتصادياً أفضل من المتوقع في الربع الأول من 2025

أكدت الصين الأربعاء أنها "لا تخشى" خوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة مجددة في الوقت نفسه دعوتها إلى الحوار بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الصين هي من عليها أن يأتي إلى طاولة المفاوضات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان، "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقاً حل المشكلة من خلال الحوار والتفاوض، فعليها التوقف عن ممارسة الضغوط الشديدة ووقف التهديد والابتزاز والتحدث مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة".

ويأتي هذا البيان عقب تصريحات من البيت الأبيض أمس الثلاثاء مفادها أن الكرة "أصبحت في ملعب الصين" في ما يتعلق بالمفاوضات.

وفيما أكدت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت انفتاح ترمب على إبرام اتفاق مع بكين، شددت على وجوب أن تبادر الصين لاتخاذ الخطوة الأولى، معتبرة أن قوة السوق الاستهلاكية الأميركية تشكل ورقة ضغط.

وجاء في بيان للرئيس تلته ليفيت في مؤتمر صحافي أن "على الصين أن تبرم معنا اتفاقاً. لسنا نحن من يتعيّن عليه إبرام اتفاق معهم". وأضافت "الكرة في ملعب الصين" إذا أرادت إنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وضع اقتصادي أفضل

وأظهرت الصين اليوم وضعاً اقتصادياً أفضل من المتوقع في الربع الأول من 2025، بفضل مسارعة المصنّعين إلى تصدير المنتجات قبل فرض ترمب رسوماً جمركية إضافية مرتفعة ما يؤدي إلى "ضغوط"، على ما أفادت بكين.

وبلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمال الصيني 5.4 في المئة في الربع الأول، بحسب المكتب الوطني للإحصاء، وهي نتيجة أعلى بكثير من نسبة 5.1 في المئة التي توقعتها مجموعة من المتخصصين استطلعت آراءهم وكالة الصحافة الفرنسية.

وأمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بتعليق استلام كل الطائرات التي طلبت شراءها من شركة "بوينغ" الأميركية، على خلفية تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الثلاثاء.

وعلّق ترمب الثلاثاء على منصة "تروث سوشال" على ذلك قائلاً "من اللافت أنهم نكثوا بصفقة كبيرة مع بوينغ، قائلين إنهم لن يتسلموا الطائرات التي التزموا بها بالكامل".

وبحسب "بلومبيرغ"، طلبت الصين أيضاً من شركات الطيران في البلاد "وقف شراء كل المعدات وقطع غيار الطائرات من الشركات الأميركية"، وفق ما نقلت "بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة.

وتبدو بكين عازمة أيضاً على استهداف الزراعة الأميركية، إذ أكدت رابطة مصدّري اللحوم الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن غالب تراخيص مصدّري لحوم البقر لم تُجدَّد منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.

كذلك، أعلنت إدارة بريد هونغ كونغ اليوم أنها ستعلق إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة.

خسائر البورصات

وشكّلت الجبهات الجديدة التي فتحها دونالد ترمب من خلال حملته الجمركية، ضغطاً على أسواق الأسهم العالمية اليوم، مع تأثر أسهم قطاع صناعة التكنولوجيا خصوصاً بسبب القيود المفروضة على رقائق شركة "إنفيديا" العملاقة.

وفي أوروبا، تراجعت بورصة باريس في التعاملات المبكرة 0.6 في المئة وفرانكفورت 0.6 في المئة ولندن 0.2 في المئة وميلانو 0.7 في المئة.

وفي آسيا، أغلقت بورصة طوكيو على انخفاض نسبته 1.01 في المئة، كذلك تراجعت الأسواق الصينية بشكل حاد وخسر مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ نحو 2 في المئة في حين خسر مؤشر "شنتشن" 0.8 في المئة، فيما حافظ مؤشر شنغهاي على استقراره.

من جهته، يواصل الرئيس الصيني شي جينبينغ جولته في جنوب شرقي آسيا بزيارة ماليزيا اليوم، في محاولة لتنظيم استجابة منسقة للرسوم الجمركية الأميركية.

وفرض ترمب في بادئ الأمر رسوماً جمركية على الواردات الصينية على خلفية اتهامه بكين بالضلوع في توريد مادة الـ"فنتانيل" المخدرة، ثم زاد نسبة هذه الرسوم بشكل حاد قائلاً إنها رد على ممارسات تجارية للصين تعدها واشنطن "مجحفة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ مطلع هذا العام، فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 145 في المئة على كثير من الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة، وشمل ذلك 20 في المئة على صلة بعدم مكافحة بكين توريد الـ"فنتانيل" وغيرها من المواد المخدرة، إضافة إلى 125 في المئة على صلة بالممارسات التجارية.

الرسوم الجمركية المتبادلة

وردت بكين بفرض رسوم بلغت نسبتها حتى الآن 125 في المئة، مع ذلك قرّرت إدارة ترمب إعفاء بعض سلع التكنولوجيا المتطوّرة على غرار الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الأخيرة، وعلقت الرسوم الجمركية المتبادلة التي تزيد على حد أدنى نسبته 10 في المئة 90 يوماً، مع فتح البيت الأبيض الباب أمام التفاوض.

وفي هذا الإطار، أعلنت كوريا الجنوبية، أحد أكبر مصدري السيارات وأشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة، اليوم أن وزير المال تشوي سانغ-موك سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للقاء نظيره سكوت بيسنت.

من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في مقابلة مع مجلة "دي تسايت" الألمانية أن الاتحاد الأوروبي "في موقف قوي" في المفاوضات المقبلة "لأننا كأوروبيين نعرف بالضبط ما نريد وما هي أهدافنا".

أما كندا، وهي دولة أخرى في مرمى نيران ترمب، فقدمت لفتة لشركات صناعة السيارات أمس الثلاثاء ستسمح بموجبها باستيراد عدد معين من المركبات المصنوعة في الولايات المتحدة في مقابل التزامها الحفاظ على إنتاجها في كندا، من دون رسوم جمركية.

وفرضت أوتاوا رسوماً جمركية نسبتها 25 في المئة على هذه المنتجات رداً على الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة التي فرضتها واشنطن على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن ممثلين للحكومة اليابانية سيصلون إلى الولايات المتحدة اليوم لحضور اجتماع للتفاوض على الرسوم الجمركية وكلفة الدعم العسكري.

وذكر ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنه سيحضر هذا الاجتماع مع هوارد لوتنيك وزير التجارة.

تباطؤ اقتصادي متوقع

من جهتها قالت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) اليوم إن النمو الاقتصادي العالمي ربما يتباطأ إلى 2.3 في المئة بسبب التوتر التجاري وحال الضبابية التي تدفع باتجاه الركود.

وأضافت نقلاً عن تقرير نشرته حول توقعات التجارة والتنمية لهذا العام، أنه "من المتوقع أن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.3 في المئة خلال عام 2025، مما يضع الاقتصاد العالمي على مسار ركودي".

وذكرت المنظمة أن الاقتصاد العالمي نما بواقع 2.8 في المئة خلال عام 2024.

اقرأ المزيد