Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجدد المواجهات في الفاشر والجيش يعزز قواته لفك الحصار

جنود البرهان يقصفون شرق المدينة بالمدفعية الثقيلة و"الدعم السريع" يشن غارات بالطائرات المسيرة

الجيش دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة لفك الحصار عن مدينة الفاشر (أ ف ب)

ملخص

بحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة لفك الحصار عن مدينة الفاشر المستمر لأكثر من 10 أشهر، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بصورة مقلقة، ودفع آلاف المواطنين للنزوح من المدينة إلى منطقة طويلة (تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر)، التي تشهد حالياً صعوبات بالغة في توفير الغذاء للفارين إليها من مخيم زمزم عقب سيطرة قوات "الدعم السريع" عليها الأحد الماضي.

بعد هدوء حذر استمر يومين متتاليين، تجددت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إذ استهدف الأول بالمدفعية الثقيلة مواقع وارتكازات الأخيرة الواقعة في المنطقة الشرقية من المدينة، بدورها شنت "الدعم السريع" غارات بطائراتها المسيرة على مواقع مختلفة في المدينة بما في ذلك بعض الأماكن القريبة من المطار.

وأشار إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر، بأن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع مختلفة لقوات "الدعم السريع" باتجاهات مختلفة من مدينة الفاشر كبدها خسائر بشرية ومادية، فضلاً عن تنفيذه عمليات تمشيط واسعة بالأحياء الجنوبية للمدينة أسفرت عن ضبط متسللين من عناصر "الدعم السريع" وكميات من الأسلحة.

وبين إعلام الفرقة في بيان له، أن الجيش دمر طائرات مسيرة انقضاضية أطلقتها "الدعم السريع" على دفاعاته في المدينة، لكنها لم تحقق أياً من أهدافها.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة لفك الحصار عن مدينة الفاشر المستمر لأكثر من 10 أشهر، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بصورة مقلقة، ودفع آلاف المواطنين للنزوح من المدينة إلى منطقة طويلة (تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر)، التي تشهد حالياً صعوبات بالغة في توفير الغذاء للفارين إليها من مخيم زمزم عقب سيطرة قوات "الدعم السريع" عليه الأحد الماضي.

وقال المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، إن نحو 186,560 شخصاً نزحوا من مدينة الفاشر ومحيطها بين الثالث والـ14 من أبريل (نيسان) الجاري، مشياً على الأقدام أو باستخدام عربات الكارو والدواب، إضافة إلى بعض الشاحنات باتجاه منطقة طويلة هرباً من تفاقم العنف، وأزمة نقص الغذاء، وندرة المياه، وارتفاع كلف المعيشة.

وأشار إلى أن أوضاع النازحين في الفاشر ومخيم زمزم وصلت إلى مرحلة خطرة، حيث يواجهون الجوع والعطش وانتشار الأمراض، إلى جانب انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان تشمل القتل، ومنعهم من مغادرة المخيمات، والاعتداءات الجسدية، والاعتقالات التعسفية، واتهامات بالتعاون مع أطراف النزاع.

وحض متطوعون محليون الأمم المتحدة وهيئاتها والمنظمات الدولية على ضرورة التدخل الفوري لتوفير مساعدات عاجلة إلى منطقة طويلة وما حولها تشمل الغذاء والمياه والمواد المساعدة، مشيرين إلى أن النساء يشكلن نحو 90 في المئة من النازحين المسجلين في طويلة، مما يزيد من حجم التحديات، ويستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي حدوث كارثة إنسانية في ظل قلة الموارد.

 

 

وتعد بلدة طويلة ومناطق روركرو وقولو ودربات بجبل مرة، التي تقع تحت سيطرة "حركة تحرير السودان" بقيادة عبدالواحد محمد نور، من أهم وجهات النزوح منذ بداية الصراع الأخير، حيث استقبلت آلاف النازحين الفارين من الفاشر ومناطق أخرى في دارفور.

مناقشة التداعيات

في الأثناء، عقد مجلس حكومة ولاية شمال دارفور، برئاسة والي الولاية المكلف الحافظ بخيت محمد، اجتماعاً طارئاً بمقر الأمانة العامة للحكومة بالفاشر، ناقش تداعيات الأوضاع الإنسانية بالمدينة جراء "الدعم السريع" لمعسكر زمزم للنازحين، وحركة النزوح الكبيرة التي تشهدها مدينة الفاشر هذه الأيام، من قبل الفارين من المعسكر بحثاً عن الأمن والاستقرار.

وقال رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام بالولاية، الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد يوسف عبدالرحيم "أبو ورقة"، إن المجلس تداول الأوضاع الإنسانية للنازحين بصورة عامة، وخلص إلى عدد من الموجهات والقرارات، إذ تم تشكيل لجنة عليا لمعالجة وتوفيق أوضاع النازحين، إلى جانب لجان فرعية تختص بتوفير الإيواء والغذاء والمياه والصحة، إلى جانب الحماية من خطر استهداف التدوين المدفعي.

ونوه أبوورقة إلى أن مدينة الفاشر تعاني شحاً كبيراً في مياه الشرب مما ينذر بخطورة الوضع الإنساني، مبيناً أن المجلس طرح عدداً من الحلول لمعالجة الأوضاع الإنسانية سترى النور خلال الساعات المقبلة.

وأكد أهمية القرار الذي أصدرته لجنة أمن الولاية في شأن فرض حظر التجوال داخل مدينة الفاشر، في الحفاظ على أرواح المواطنين، وسلامتهم من المهددات الأمنية خصوصاً في ظل استهداف الميليشيات للمدينة بالتدوين، مناشداً المواطنين بضرورة الالتزام بالزمن المحدد للحظر، وذلك من الساعة السابعة مساء، وحتى الخامسة صباحاً اعتباراً من أمس الثلاثاء.

محور أم درمان

وفي محور أم درمان، حقق الجيش السوداني تقدماً ملحوظاً في جبهة القتال بغرب أم درمان بسيطرته على مناطق واسعة من محلية أمبدة كانت تنتشر فيها قوات "الدعم السريع" بعد معارك عنيفة بين الطرفين.

ومنذ مطلع الأسبوع الماضي، استأنف الجيش عملياته العسكرية الرامية للسيطرة على آخر معاقل "الدعم السريع" غرب أم درمان والصالحة، بعدما سيطر أخيراً على كامل محليات الخرطوم وبحري وشرق النيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبدالله "مواصلة لنجاحاتها الساحقة بغرب أم درمان، تمكنت قواتنا من سحق وتدمير شراذم ميليشيات آل دقلو في مناطق الصفوة والحلة الجديدة وقرية الصفيراء ومعسكر الكونان".

وأشار عبدالله في بيان إلى أن "الجيش يطارد جيوباً محدودة لقوات ’الدعم السريع‘ لا تزال توجد في المنطقة، وتمكن الجيش من تدمير عدد من المركبات القتالية وقتل العشرات من عناصر الميليشيات".

في الأثناء، أعلن قادة ميدانيون في الجيش السوداني سيطرتهم على منطقة الريحانة علاوة على سوق قندهار، ونشروا مقاطع فيديو أظهرت الانتشار الواسع لمقاتلي الجيش في هذه المناطق.

ويعد سوق قندهار من أكبر الأسواق التي كانت تشهد وجوداً كثيفاً لعناصر قوات "الدعم السريع" حيث كان مركزاً لتجميع المقاتلين القادمين من غرب السودان ومن ثم توزيعهم لمواقع الاشتباكات في العاصمة الخرطوم.

وسبق أن تعرضت السوق لاستهداف متكرر بواسطة الطيران الحربي التابع للجيش مما أوقع عشرات القتلى من المدنيين وتدمير أعداد كبيرة من المنازل.

وتعاني مناطق دار السلام وهي آخر موقع يوجد فيه مقاتلو قوات "الدعم السريع" في غرب أم درمان من أزمة إنسانية بالغة التعقيد، بسبب انعدام مياه الشرب والغذاء والدواء مما يهدد بوقوع كارثة صحية ومجاعة يروح ضحيتها الأطفال والنساء الحوامل، وفقاً لغرفة طوارئ المنطقة.

مذكرات عاجلة

إلى ذلك رفعت منصة سلام السودان النسوية مذكرات عاجلة لكل من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة "إيغاد" في شأن الكارثة الإنسانية في السودان، لا سيما في إقليم دارفور.

وأشارت المذكرة، إلى تسارع وتيرة الحرب وتفاقم الكارثة الإنسانية، إلى جانب ازدياد معاناة المدنيين الأبرياء الذين يقتلون ويهجرون ويحاصرون في ظروف بالغة القسوة، وسط غياب شبه كامل لأي حماية دولية أو مساءلة حقيقية، لافتة إلى أن الأحداث الجارية حالياً في دارفور، بخاصة في مخيمات زمزم وأبوشوك، تعد انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، وتصل إلى مستوى الإبادة الجماعية.

 

 

واستغربت المذكرة صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات فوراً، مطالبة برفع الحصار فوراً عن الفاشر، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية من دون شروط أو عراقيل.

وحثت المذكرة المجتمع الدولي إلى الضغط على أطراف النزاع لوقف العدائيات، والامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان، وحماية المدنيين في مناطق النزاع أمنياً من خلال نشر آليات رقابة دولية فاعلة، وتقديم ضمانات واضحة من جميع الأطراف، إضافة إلى وقف استهداف الكوادر الطبية والمنشآت الصحية والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية.

ونوهت بضرورة وقف التدخلات الخارجية وإنهاء تدفق الأسلحة إلى أطراف النزاع، ومحاسبة الجهات والدول التي تسهم في تأجيج الحرب، سواء عبر الدعم العسكري أو الفني، فضلاً عن ضرورة توفير الحاجات الإنسانية العاجلة في المناطق المحاصرة، بما في ذلك عبر الإسقاط الجوي في حال تعذر الوصول البري.

وناشدت المذكرة المجتمع الدولي بالانتباه إلى الجرائم البشعة المرتكبة في مناطق غرب أم درمان بمحلية أمبدة، وغرب الدويم بولاية النيل الأبيض، حيث تتواصل الانتهاكات في ظل غياب المساءلة والعدالة.

وتأسست منصة سلام السودان في مايو (أيار) 2023 عقب اندلاع الحرب، وتضم أكثر من 43 تنظيماً نسوياً، كما تشمل المنصة هيئات وكيانات نسائية جديدة تسعى إلى مواجهة الآثار المدمرة للنزاع، والدعوة إلى إنهاء الحرب، ورصد انتهاكات حقوق الإنسان.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات