Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف المستشفى الوحيد في غزة يفاقم معاناة المرضى

ألقت الطائرات المقاتلة صاروخين دمرا قسم الطوارئ والاستقبال بالمركز "المعمداني" وأخرجا المرفق الطبي بالكامل من الخدمة

توقفت خدمات أساسية تقدمها وزارة الصحة من قبيل خدمة التصوير الطبي التشخيصي (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

اتصل الجيش الإسرائيلي على أحد المرضى وأبلغه بضرورة إخلاء قسم الاستقبال والطوارئ، على عجل أخلى مسؤولو الصحة الأقسام من المصابين، وأنزلوهم إلى الشارع العام، وبسرعة ألقت الطائرات المقاتلة صاروخين دمرا المستشفى، واضطر الجرحى إلى الرقود في الشوارع المحيطة بعد عملية الاستهداف لعدم وجود مستشفى بديل في مدينة غزة المركزية.

تمضي إسرائيل في استهداف المنظومة الصحية والعاملين فيها، ومنذ استئناف تل أبيب حربها على غزة، قصف الجيش مستشفيين، مما أدى إلى مضاعفات مأسوية تأثر بها بسرعة الجرحى الذين يحرمون من السفر للعلاج ويمنع عنهم الدواء للتشافي.

في آخر استهداف للمنظومة الصحية، قصف الجيش الإسرائيلي المستشفى المعمداني وهو آخر مرفق طبي يعمل في مدينة غزة وكان الاستهداف مع سبق الإصرار، إذ اتصل الجيش على أحد المرضى وأبلغه بضرورة إخلاء قسم الاستقبال والطوارئ.

المستشفى المعمداني مجدداً

على عجل أخلى مسؤولو الصحة الأقسام من المصابين، وأنزلوهم إلى الشارع العام، وبسرعة ألقت الطائرات المقاتلة صاروخين دمرا قسم الطوارئ والاستقبال، وأخرجا المرفق الطبي بالكامل من الخدمة، واضطر الجرحى إلى الرقود في الشوارع المحيطة بعد عملية الاستهداف لعدم وجود مستشفى بديل في مدينة غزة المركزية.

بعد تلك الغارة اعترفت إسرائيل بأنها دمرت أجزاء مهمة وواسعة من المستشفى المعمداني المركزي في غزة، وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي "هاجمنا مجمعاً للقيادة والسيطرة لـ’حماس‘ داخل المرفق الطبي، كان يستخدم للتخطيط والإشراف على تنفيذ عمليات ضد قواتنا".

الأطباء والجرحى في الشارع

لكن أدرعي يرى أن الجيش عندما قصف المستشفى المحمي بالقانون، اتخذ خطوات لتقليص احتمال إصابة المدنيين، يوضح أن القوات وجهت إنذاراً مسبقاً في المنطقة واستخدمت أنواع الذخيرة الدقيقة والاستطلاع الجوي.

 

 

لا ترى إسرائيل أي مشكلة في تدمير المستشفى المعمداني الذي لا يعمل سواه في مدينة غزة المركزية حتى وإن كان قصفها هذا يحرم الجرحى من التشافي، ويقول المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش "الأطباء والجرحى والمرضى في الشوارع، لا مكان لعلاجهم".

هذا ليس الاستهداف الأول للمستشفى المعمداني الذي يدار من قبل بريطانيا، إذ في الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تحول المرفق الطبي إلى بركة من الدماء، جراء الانفجار الذي وقع في باحاته وقتل خلاله 471 شخصاً.

جرائم حرب

في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن دمرت إسرائيل عمداً 35 مستشفى وأخرجتها من الخدمة في إطار خطة ممنهجة للقضاء على القطاع الصحي في غزة، خلاله قتل الجيش أكثر من 1200 من العاملين الصحيين من بينهم 170 طبيباً من مختلف التخصصات.

وعندما تولى الرئيس دونالد ترمب ولايته الثانية اعتقد الأطباء أن الولايات المتحدة لن تسمح لتل أبيب بقصف المستشفيات، لكن الجيش قصف أيضاً مجمع ناصر الطبي أكبر مستشفى في قطاع غزة حالياً.

يضيف مدير عام وزارة الصحة منير البرش "إسرائيل ترتكب جرائم حرب ضد المدنيين والمنشآت الطبية، هذه انتهاكات تمثل جريمة حرب تتطلب فتح تحقيق دولي مستقل، تل أبيب تنتهك بشكل صارخ قواعد القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المستشفيات والعاملين في القطاع الصحي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في وقت الحرب يعد استهداف المستشفيات انتهاكاً للقانون الدولي ويرقى إلى جريمة حرب، وبحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" فإن القوات الإسرائيلية سببت وفيات ومعاناة كان يمكن تجنبها لمرضى غزيين خلال اقتحامها مستشفيات في قطاع غزة مما يرقى إلى جرائم حرب.

إسرائيل تؤكد التزامها القانون الدولي الإنساني

ينص القانون الدولي الإنساني على أنه "لا يجوز مهاجمة المستشفيات وموظفيها عمداً، وأنه يتعين على أطراف النزاع، في جميع الأوقات، احترام المستشفيات وحمايتها، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر بالمرضى والعاملين والمرافق في أثناء الأعمال القتالية".

ويؤكد القانون أنه "تظل المستشفيات محمية من الهجوم ما لم تستخدم لارتكاب أعمال ضارة بالعدو، وتجاوزاً تستهدف فقط بعد تحذير مناسب، وتشمل الأعمال الضارة بالعدو وجود مقاتلين أصحاء أو مخازن للأسلحة والذخيرة أو مركز قيادة عسكري".

المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أكد أن إسرائيل ملتزمة القانون الدولي الإنساني ولا تعمل على استهداف المرافق الصحية إلا في الحالات التي أقرها ذلك الميثاق، مبيناً أن عناصر "حماس" يستخدمون المستشفيات كمخازن للأسلحة ومراكز قيادة فضلاً عن وجودهم في تلك المرافق.

بلا أدوية وأرقام مخيفة عن "صحة غزة"

لكن إسرائيل التي تؤكد براءتها من انتهاك القانون الدولي الإنساني تمنع عن غزة الدواء، وجعلت مستشفياتها تعيش حالاً من التدهور الحاد نتيجة النقص الكبير في المستلزمات الطبية المختلفة.

 

 

يقول المسؤول الإعلامي في منظمة الصحة العالمية طارق جاساريفيتش "قيدت إسرائيل دخول فرق الطوارئ الطبية بشكل كبير، مما أثر بشكل خاص في الكوادر المتخصصة للغاية، مثل جراحي الأوعية الدموية، وقوض بشدة استمرارية عمليات فرق الطوارئ الطبية داخل غزة"،

وأضاف "نسبة العجز في الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية وصلت إلى مستويات خطرة وغير مسبوقة، نتيجة الإغلاق الإسرائيلي المحكم على غزة، نحو 37 في المئة من قائمة الأدوية الأساسية رصيدها صفر و59 في المئة من قائمة المستهلكات الطبية رصيدها صفر".

يوضح جاساريفيتش أن "أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ تعمل ضمن أرصدة مستنزفة من الأدوية والمهام الطبية المنقذة للحياة، إذ إن هناك 80 ألف مريض سكري، و110 آلاف مريض بضغط الدم لا تتوفر لهم أدوية في مراكز الرعاية الأولية، كذلك فإن 54 في المئة من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر".

وأشار إلى أن من أكثر الأشياء التي تفتقر إليها مستشفيات غزة الأدوية المطلوبة في أقسام الطوارئ والمستلزمات من قبيل الضمادات المعقمة ومحاليل التعقيم والمحاليل الوريدية وأدوية العمليات الجراحية، كذلك ثمة نقص حاد في محطات الأوكسجين، وعجز كبير في وحدات الدم.

في الإطار نفسه، توقفت خدمات أساسية تقدمها وزارة الصحة من قبيل خدمة التصوير الطبي التشخيصي، بعدما دمر الجيش أربعة أجهزة رنين مغناطيسي، كذلك دمر أربعة أجهزة للتصوير المقطعي، و33 جهازاً للأشعة المتحركة والثابتة، كذلك لم تعد تتوفر جراحات القلب المفتوح ولا القسطرة القلبية ولا علاجات مرضى السرطان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير