Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبد المهدي يعد بتعديل وزاري وفتح جزئي للطرق في بغداد

إيران تعتبر التظاهرات مؤامرة للتفرقة بين البلدين

في محاولة جديدة لاحتواء موجة التظاهرات التي دخلت اسبوعها الثاني في العراق، صرّح مصدر قريب من رئيس الحكومة عادل عبد المهدي أن "رئيس الوزراء سيعلن قريبا ًحزمة إصلاحات جديدة ستكون الثانية من نوعها في غضون أقل من 24 ساعة، بالتزامن مع جلسة للبرلمان المقرر عقدها اليوم".

واضاف ان "القرارات الجديدة غالبيتها يتعلق بإصلاحات في النظام الخاص بشبكة الرعاية الاجتماعية ، ومرتبات الإعانة وقروض ومساعدات للأسر الفقيرة تندرج ضمن مساعي الحكومة لتطويق أزمة التظاهرات".

ولفت المصدر إلى أن "مطالب المتظاهرين ليست سياسية، لكن هناك حزمة قرارات لاحقة ستكون بتوافق سياسي مع الكتل البرلمانية أبرزها ما يتعلق بالتعديل الوزاري واحالة ملفات الفساد للقضاء".

فتح جزئي للطرق

وفي آخر الإجراءات الأمنية قالت قيادة عمليات بغداد إنها "باشرت بفتح عدد من الطرق بشكل تام وسط العاصمة". واضافت "هذه الطرق هي من تقاطع قرطبة باتجاه ساحة الطيران، وطريق شارع النضال من تقاطع ساحة الطيران باتجاه مجمع الوزارات وساحة الأندلس، اضافة الى اعادة فتح جسر السنك ذهاباً وإياباً".

موقف إيران

تتابع إيران عن كثب الاحتجاجات الدامية في العراق منذ اندلاعها الأسبوع الماضي، إذ تنظر إليها على أنها مؤامرة تهدف إلى تقويض العلاقات بين البلدين الجارين.

ونقل حساب الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي الرسمي على "تويتر" عنه قوله "الأعداء يسعون للتفرقة بين العراق وإيران لكنهم عجزوا ولن يكون لمؤامرتهم أثر"، وأضاف "إيران والعراق شعبان ترتبط قلوبهما وأرواحهما، وسوف يزداد هذا الارتباط قوةً يوماً بعد يوم".

وأكدت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية أن "تصريح المرشد الأعلى يأتي تعليقاً على الأحداث الأخيرة في العراق".

واتهمت الوكالة الولايات المتحدة وإسرائيل "بتحريك التظاهرات في العراق بهدف تخريب علاقات إيران مع العراق وسوريا".

وذكرت الوكالة أن التظاهرات "غير المسبوقة" في المدن العراقية تظهر أن "بعض القوى الداخلية والخارجية في المنطقة" قلقة بدرجة كبيرة من "التقارب والتعاون" بين بغداد وطهران ودمشق.

 

 

"دعايات مزيفة ومسمومة"

وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي افتتح مؤتمره الصحافي الأسبوعي يوم الإثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بتصريح عن الأحداث في العراق، وقال إن هناك "مضمري سوء يريدون تخريب أي انفراج بيننا وبين دول مجاورة".

ودعا "الشعب العراقي إلى ممارسة المزيد من ضبط النفس والبحث عن حلول ديمقراطية وقانونية لتلبية مطالبهم"، وتابع "طهران كما هي الحال دائماً، مستعدة للوقوف مع الإخوة والأخوات العراقيين وتقديم أية مساعدة لهم".

وأكد أنه "لن يكون بمقدور أي شكل من أشكال الدعايات المزيفة والمسمومة فصل الشعبين الإيراني والعراقي عن بعضهما".

توسع نطاق التظاهرات

وكان المحتجون بدأوا في التجمع في مدينة الصدر في بغداد مساء الاثنين 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بعدما امتدت الاشتباكات مع قوات الأمن إلى الحي الفقير في العاصمة العراقية، للمرة الأولى في أحداث خلّفت 15 قتيلاً. ورفعت المواجهات التي دارت في ساعات الليل عدد قتلى الاضطرابات المستمرة منذ أسبوع إلى 110، معظمهم يطالبون بإقالة الحكومة وإصلاحات تشمل نخبتها السياسية.

ويشكل امتداد العنف إلى مدينة الصدر منذ مساء الأحد، تحدياً أمنياً جديداً للسلطات التي تتعامل مع أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ دحر تنظيم داعش قبل حوالى عامين.

وعلى مر التاريخ، كان من الصعب إخماد الاضطرابات في مدينة الصدر التي يقطنها حوالى ثلث سكان بغداد، البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة، يعيشون في أزقة ضيقة تفتقر إلى البنية التحتية ومشاريع إمداد الكهرباء والماء، ويعاني كثيرون منهم من البطالة.

وكانت الأمور أهدأ يوم الاثنين، وسحب الجيش العراقي قواته وسلم مهمة متابعة الوضع الأمني في المدينة إلى الشرطة الاتحادية، في دلالة على أن السلطات تريد تجنب الاشتباك مع مؤيدي رجل الدين المعارض القوي مقتدى الصدر، الذي طالب الحكومة بالاستقالة.

وأبلغ أحد سكان مدينة الصدر وكالة "رويترز" بأن "الشوارع كانت هادئة في ساعات نهار الاثنين، وتفقد مسلحون محليون الأضرار وانتشرت الشرطة في أحياء المنطقة".

كسر الهدوء

الاضطرابات التي تفجّرت خلال الأسبوع الماضي أنهت فجأة هدوءاً نسبياً على مدى عامين، لم يشهده العراق منذ سقوط صدام حسين عام 2003. ويقول كثير من العراقيين وخصوصاً الشباب، إن "استشراء الفساد في أروقة الحكومة يحرمهم من الاستفادة من عودة الاستقرار بعد سنوات الاحتلال الأجنبي والاقتتال الطائفي".

وانتقد كثيرون رد فعل الحكومة العنيف في مواجهة الاحتجاجات، ويقولون إن ذلك "أجّج الغضب الشعبي".

الانترنت تعود لساعات

وشاهد صحافيو وكالة "رويترز" مقتل وإصابة محتجين برصاص قناصة من قوات الأمن كانوا يطلقون النار على الحشود من الأسطح، على الرغم من أن وزارة الداخلية تنفي أن تكون القوات الحكومية قد أطلقت النار مباشرة على المحتجين.

وانقطعت خدمات الانترنت على مدى أيام ما أسهم في تأجيج الاستياء والغضب الشعبي. وعادت تلك الخدمات لبضع ساعات مساء الاثنين ونشر البعض تغطية للاحتجاجات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتوقف الخدمة من جديد.

وقال جاسم الحلفي نائب كتلة مقتدى الصدر الذي يقاطع جلسات البرلمان، إن "الحملة الأمنية وانقطاع الانترنت يؤججان الغضب العام ولن يسهما في تهدئة الوضع".

وأضاف قائلاً إن "ذلك لن ينجح" وإن "السياسيين غير قادرين على تلبية طلباتهم".

استنكار رئاسي

ودان الرئيس برهم صالح الهجمات على المحتجين ووسائل الإعلام ودعا إلى "فتح تحقيق في وقائع العنف".

وقال في كلمة متلفزة "ما حدث من استهداف للمتظاهرين السلميين والقوات الأمنية بالرصاص الحي ومن استهداف للإعلام والإعلاميين غير مقبول في العراق الذي ارتضيناه وتعاهدنا على أن يكون ديمقراطياً تُراعى فيه الحقوق والحريات ويلتزم فيه الجميع بالدستور... السلطة قبل المواطن".

وأضاف "أؤكد من موقعي كرئيس للجمهورية أن على أجهزتنا الأمنية بمختلف تشكيلاتها المدافعة والذائدة عن الشعب وحقوقه ومقدراته ودستوره، التصدي الحازم لمن خرق الدستور والقانون واعتدى على المواطنين والأجهزة الأمنية وروّع وسائل الإعلام".

ودعا في كلمته أيضاً إلى "تغييرات وزارية وإصلاحات انتخابية تعالج شكاوى المحتجين"، لافتاً إلى تعويض من تضرروا من أحداث العنف.

ثقة أميركية

وفي اتصال هاتفي، أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بأنه يثق بالقوات العراقية ويؤيد الحكومة العراقية في مساعيها إلى استعادة الأمن، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء.

ونقل البيان عن عبد المهدي قوله إن "الحياة عادت إلى طبيعتها". وعرضت الحكومة إنفاق المزيد على "دعم الإسكان الشعبي ودفع إعانات للعاطلين من العمل وتمويل برامج تدريب ومبادرات إقراض للشباب".

قلق ومخاوف

هذا وأثارت سلسلة هجمات وتهديدات طالت وسائل إعلام عدة في العراق، قلق الأمم المتحدة وصحافيين وناشطين، يطالبون الحكومة بمنع "إسكات" الإعلام الذي يقوم بتغطية الاحتجاجات.

وعزّزت عمليات الاقتحام التي حدثت نهاية الأسبوع، المخاوف حيال حرية التعبير التي طالها أولاً إقدام السلطات على حجب الإنترنت، بعد انطلاق حركة احتجاجية مناهضة للحكومة في بغداد ومدن جنوبية عدة.

ولم يُسجل أي استهداف لوسائل إعلام دولية يتخذ بعضها تدابير لضمان سلامة موظفيها.

تخريب وترهيب

وفي هذا الإطار، قالت الممثلة الأممية في العراق هينيس بلاسخارت إنها "صدمت من التخريب والترهيب الذي قام به مسلحون ملثمون"، وأضافت "المطلوب جهود حكومية لحماية الصحافيين، الإعلام الحر أفضل ضمانة للديمقراطية القوية".

على مدار الأسبوع الماضي، أبلغ صحافيون وناشطون في مناطق الجنوب أيضاً عن تلقي رسائل نصية ومكالمات هاتفية تهدّدهم وأسرهم.

ويحتل العراق المرتبة 156 من بين 180 دولة على لائحة "مراسلون بلا حدود" لمؤشر حرية الصحافة في العالم لعام 2019.

تقييد غير مبرر

وانتقدت "مراسلون بلا حدود" القيود التي تفرضها قوات الأمن على الصحافيين، باعتبارها "تقييداً غير متناسب وغير مبرر للحق في الإعلام".

وقالت رئيسة مكتب الشرق الأوسط للمنظمة صابرينا بنوي، "بدلاً من حظر الأنشطة الإعلامية كافة، يقع على عاتق القوات الأمنية والسلطات المحلية واجب ضمان سلامة الصحافيين حتى يتمكنوا من إنجاز تقاريرهم".

واعتبر رئيس مرصد الحريات الصحافية زياد العجيلي أن هذه هي المرة الأولى التي "نشهد فيها محاولات مماثلة لترهيب" وسائل الإعلام.

وقال العجيلي لوكالة الصحافة الفرنسية "هذه عمليات منظمة لإسكات الإعلام، وقائمة على تخطيط مسبق لقمع المتظاهرين. وبالطبع منع الإنترنت هو جزء من ذلك"، محذراً من اعتداءات أخرى.

المزيد من العالم العربي