Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تدخل على خط الأزمة العراقية

خدمة الإنترنت تعود مجدداً الى بغداد

وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم مع نظيره الروسي سيرغي لافرورف في بغداد (أ.ف.ب)

لم تخلُ التظاهرات التي يقودها شباب عراقيون منتفضون ضد الفساد والبطالة في بلادهم، من تداعيات التوتر الأميركي- الإيراني الذي سبق الأزمة بأشهر مضت، وبدأ بفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على العراق والترقب الأميركي واللغط الذي ساد آنذاك حول التزام العراق تطبيق العقوبات.

هذا الصراع بدأ ينكشف تدريجياً من خلال التصريحات التي رافقت الأزمة، فالولايات المتحدة عبّرت عن دعمها للتظاهرات بشكل علني، لكن هذا الدعم لم يخلُ من الخوف على وجود القوات الأميركية في البلاد، إذا ما تفاقم الأمر وخرج عن سيطرة الحكومة. في الوقت ذاته تخشى إيران أن تتسبب التحركات في إسقاط الحكومة التي تطلّب تشكيلها شهوراً قبل أن تخرج إلى الضوء ناقصة دون حقيبتي الدفاع والداخلية ووزارات أخرى مهمة.

رئاسة الحكومة

ومثل سابقاتها من الحكومات العراقية، كان التنافس الأكبر فيها حول رئاسة الحكومة لأن منصبي رئاسة البرلمان ورئاسة الجمهورية محسومان سلفا للسنة والأكراد، ولا يحتاج سوى التوافق على الشخصية، لكن الصراع الأكبر الذي غالبا ما يهدد بفراغ دستوري في العراق عقب كل انتخابات هو رئاسة الوزراء، الذي يتصارع عليه مرشحو إيران والولايات المتحدة، وغالباً ما تتغلب كفة إيران في القضية ويتم اختيار شخص مقرّب منها، وهو ما حدث عند اختيار عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء رغم تقديمه من قبل الكتل السياسية كمستقل.

واليوم تتردد في الشارع العراقي إشاعات حول انتماء القنّاصة الذين استهدفوا التظاهرات إلى الحرس الثوري الإيراني، رغم أن الحكومة استعانت بقوات الردّ السريع ومكافحة الإرهاب لمهاجمة المتظاهرين، ولم تستعن بأية قوى خارجية مثلما حدث أثناء الحرب على داعش، على سبيل المثال.  

أبعاد دولية

ويبدو أن الأزمة العراقية بدأت تأخذ أبعاداً دولية أكبر من المتوقع، بعد دخول روسيا على الخطّ وزيارة وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، البلاد ولقائه مسؤولين عراقيين اليوم.

منذ سنوات طويلة، لم ترسل روسيا مبعوثاً رفيع المستوى مثل وزير خارجيتها إلى العراق، وكانت معظم المباحثات حول العلاقة بين البلدين وحجم التبادل التجاري بينهما تجرى في روسيا أثناء زيارة وزراء الخارجية العراقيين إلى موسكو.

لافروف غادر بغداد مساء اليوم إلى أربيل، دون أن يلتقي رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح. لكنه التقى محمد علي الحكيم، وزير الخارجية، ورئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، ورئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، الذي حاول حل الأزمة القائمة من خلال لقائه مع ممثلين عن المتظاهرين السبت الماضي، واستلم منهم قائمة بطلباتهم.

عودة الإنترنت

وعدا عن المؤتمر الصحافي القصير، الذي عقده مع وزير الخارجية، كان اجتماعه مع رئيس البرلمان ورئيس الوزراء مغلقا. وقال لافروف عقب مباحثاته مع الحكيم "لدينا مواقف مشتركة حول كيفية خفض التوتر في منطقة الخليج​​​". وأضاف "نحن وأصدقاؤنا العراقيون نعتبر أنه من الضروري القيام بذلك بطريقة تتضافر معها جهود جميع اللاعبين، وليس على حساب المخططات التي تقدم انقساما".

وعلى صعيد التطورات في الأزمة العراقية، عادت خدمة الإنترنت مجددا إلى العاصمة العراقية بغداد ومعظم المدن الأخرى في الساعة السادسة من مساء اليوم الاثنين، وبدأ العراقيون يتناقلون الأخبار والتهاني عبر تطبيقي الـ"واتساب" والـ"فايبر" بعودة النت، وسارع الكثيرون إلى وضع منشورات خاصة بالمظاهرات على الـ"فيسبوك" و"تويتر".

شوارع بغداد المؤدية إلى ساحتي التحرير والطيران ما زالت مغلقة حتى مساء اليوم، ورغم استمرار الرحلات الخارجية في مطار بغداد الدولي لكن انقطاع خدمة الإنترنت في الأيام الماضية تسبب في إيقاف الحجز لرحلات جديدة، فيما يتوقع أن تستأنف شركات السياحة والخطوط الجوية العراقية عملها مجدداً بعد عودة الخدمة إلى البلاد قبل ساعات.

المزيد من العالم العربي