Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوت جسدها وقيدت أطرافها... اعترافات جدة الطفلة "جنة" بعد أيام من وفاتها إثر التعذيب

النيابة العامة كانت قد نفت وجود آثار اعتداءات جنسية على جسد الضحية... بعكس ما أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي

أرجع تقرير الطبيب الشرعي وفاة الطفلة إلى إصاباتها بـ"غرغرينا" في الطرفين السفليين والتهابات قيحية أدت إلى صدمة تسممية غير مرتجعة تسببت في فشل بوظائف الجسم الحيوية (السوشيال ميديا)

في أولى جلسات محاكمة جدة الطفلة "جنة محمد سمير" (5 سنوات)، والمتهمة بتعذيب حفيدتها حتى الموت، كشفت جدة الطفلة، "ص. ع." (40 سنة)، عن تفاصيل جديدة بشأن طريقة تعذيبها لحفيدتيها، الطفلتين "جنة" وأماني"، والتي شغلت قضيتهما الرأي العام المصري لأيام.

واعترفت الجدة، اليوم الاثنين، أمام محكمة جنايات المنصورة (شرق)، بأنها بالفعل عذّبت حفيدتها من دون أن تدرك أنها ستتوفى جرّاء هذا التعذيب، مضيفة أنها استخدمت حبلا و"شرشرة" (آلة زراعية لتقطيع الحشائش) وخرطوما وكماشة.

وبحسب الجدة، فإنها قيّدت يديّ وقدميّ الطفلة ذات الأربع سنوات بالحبل، وشدّت الوثاق جيدا وبإحكام، وهو ما نتج عنه كدمات في اليد والقدم، ثم قامت بتسخين "الشرشرة" بالنار وكيّ مواضع حساسة في جسد الطفلة، كما زادت في تعذيبها بأن قرصتها بالكماشة في المناطق ذاتها عقابا لها على تبوّلها اللاإرادي.

كما ذكرت الجدة في اعترافاتها أمام أجهزة الأمن أنها استخدمت الخرطوم لجَلْدها في مناطق متفرقة بجسدها، فأحدثت بها الإصابات التي كشفتها الشرطة ومفتش الصحة.

وقررت المحكمة تأجيل جلسة محاكمة الجدة إلى جلسة 9 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لحين حضور محامي الدفاع عن المتهمة، الذي اختفى فور بدء الجلسة.

وعلى مدار الأيام الأخيرة، هزّت الواقعة الرأي العام المصري، بعد وصول الطفلة "جنة" مصابة بحروق في أماكن حساسة بجسدها، وكدمات وتورم شديد بالقدم، إلى مستشفى شربين العام بمحافظة الدقهلية (شمال شرق)، ولم تفلح محاولات إسعافها أو العمليات التي أجراها الأطباء لإنقاذ حالتها، وتوفيت بعد تعرضها لبتر ساقها إثر إصابتها بـ"غرغرينا".

وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن أن الطفلة وشقيقتها تقيمان عند جدتهما لوالدتهما، وقامت الجدة بالتعدي عليهما بالضرب والحرق في أماكن حساسة بجسدهما عقابا لهما على تبوّل "جنة" اللاإرادي، وتناول شقيقتها "أماني" الطعام ببطء.

تقرير الطب الشرعي

وخلال المحاكمة، أفاد تقرير للطب الشرعي أنه بفحص جثة الطفلة أظهر وجود احتقان شديد بملتحمة العينين، وانتفاخ بالوجه، وجفني العينين، وزرقة "سيانوزية" بالأظافر، وحروق نارية من الدرجات الثلاث الأولى بها تقيّحات شديدة، وتخرج منها إفرازات صديدية كثيفة كريهة الرائحة غير منتظمة الشكل، شاملة منطقة العانة والإليتين والظهر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما كشف الطبيب الشرعي عن حروق نارية من الدرجتين الأولى والثانية مستطيلة الشكل وواقعة بالظهر والصدر والطرفين العلويين، ومثلها ينشأ من جرّاء ملامسة سطح الجسم في هذه المواضع لجسم صلب ساخن محدود السطح، أيا كان نوعه.

وتبين أن الجثة بها تكدمات شريطية مزدوجة الحافة، تتراوح أطوالها ما بين 15 إلى 20 سم، وفي طور الالتئام النهائي، فضلا عن تكدمات بيضاوية الشكل على هيئة قوسين متبادلين وواقعتين بوحشية حول منطقتي الرسغ والعضد.

وأكد تقرير الطب الشرعي أن الجثة مبتورة الساق اليسرى وتحديدا من الطرف السفلي، ومن فوق مستوى مفصل الركبة مع وجود غرز جراحية حديثة، ومظاهر "غرغرينا" بباقي الفخذ الأيسر، ومظاهر "غرغرينا" بالطرف السفلي الأيمن.

وذكر تقرير الطب الشرعي إنه بتشريح الصدر وعضلاته تبين وجود انسكابات دموية تتخلل الأنسجة الواقعة خلف التكدمات، مع وجود ارتشاح صديدي يملأ منطقة التجويف الصدري، كما عثر على الرئتين محتقنتين وأنسجتهما مملوءة بإفرازات صديدية لزجة القوام، فيما تبين أن عضلة القلب متضخمة، وحجراته ممتلئة بدماء داكنة اللون سائلة القوام.

 

وأرجع التقرير وفاة الطفلة إلى إصاباتها بـ"غرغرينا" في الطرفين السفليين والتهابات قيحية بمواضع إصابتها أدت إلى حدوث صدمة تسممية غير مرتجعة تسببت في فشل بوظائف الجسم الحيوية في (القلب والكبد والرئتين والكليتين)، وانتهى الأمر بحدوث هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية والوفاة، ولم تفلح معها محاولات علاج المجني عليها.

وكانت النيابة العامة قد نفت وجود آثار اعتداءات جنسية على جسد الطفلة، بعكس ما أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وذلك بعد أن أصدرت أمرا بإحضار المتهمين في الواقعة، وهم الجدة، ووالدة الطفلة، وأخوالها ومتهمين آخرين، وجميع هؤلاء يسكنون في قرية "بساط كريم الدين" بمحافظة الدقهلية.

وبعد التحريات التي أجرتها السلطات تبين أن الطفلة وشقيقتها الكبرى من أبوين كفيفين انفصلا منذ أربع سنوات، وانتقلا إلى حضانة الجدة بحكم قضائي بسبب فقدان والدتهما البصر.

واستمعت النيابة لأقوال الطفلتين وشهود العيان على الواقعة، والذين أكدوا جميعهم على حقيقة اعتداء المتهمة (الجدة) على الطفلتين المجني عليهما بالضرب والحرق، بينما أكدت الطفلة الأخرى أنه تم الاعتداء عليها بأدوات صلبة.

وقد أقرت المتهمة بضرب وتعذيب الطفلتين "جنة" و"أماني"، وإحداث إصابات أودت بحياة "جنة"، كما أنها قامت بضرب المجني عليها وشقيقتها وحرقهما، وادعت أن ذلك الإيذاء كان بدافع "التربية"، حسب وصفها.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار