زعم بروفسور في العلوم السياسية أن كل النواب الجمهوريين في الكونغرس "يختلفون مع" دونالد ترمب لكنهم خائفون جدا من مجابهته.
مع ذلك فإنهم يصطفون إلى جانبه، حسب قول كال جيلسون الأستاذ في "الجامعة الميثودية الجنوبية" للحصول على "المناصب القضائية، والتخفيضات الضريبية".
وأضاف جيلسون أن "كل نائب جمهوري في الكونغرس مختلف مع الرئيس، لكنهم جميعا خائفون منه، إلا أن ذلك الخوف سينحسر إن هو ضعُفَ".
غير أن الاستقطاب السياسي المتزايد خلال السنوات الأخيرة جعل التمسك بترمب من قبل معظم الجمهوريين متوقعا "طالما أن مناصبهم غير معرضة للخطر"، حسب رأي البروفسور جيلسون.
ومع ذلك فإن الجمهوريين قد ينقلبون على الرئيس إذا رأوه مصدر تهديد لحزبهم أو لحظوظهم في الانتخابات البرلمانية القادمة.
وقال جيلسون: "بالنسبة إلى المتحزبين للرئيس في الكونغرس، هو (رجلنا في أسوأ أيامه أفضل من رجلك في أحسن أيامه)".
في عام 1974، قام ثلاثة قياديين جمهوريين في الكونغرس بزيارة مشهورة لريتشارد نيكسون في البيت الأبيض لإعلامه بأنه يواجه قرارا شبه مؤكد بالعزل بسبب فضيحة ووترغيت.
فما كان من نيكسون الذي ظل يواجه الفضيحة لأشهر، إلا أن أعلن في اليوم اللاحق استقالته، لكن الوضع اليوم مختلف عما كان عليه قبل 40 عاما، بسبب الاستقطاب الشديد السائد في واشنطن، مما يجعل التوصل إلى اتفاق بين الحزبين المهيمنين على الكونغرس في مسألة عزل ترمب أمرا مستبعدا، خصوصا أن للرئيس الأميركي دعما قويا داخل الحزب الجمهوري.
وفي هذا الصدد علق البروفسور نيك سميث، الذي يدرّس علم الأخلاق والفلسفة في جامعة نيو هامشاير، قائلا: "في الماضي، كان أعضاء الحزبين في الولايات المتحدة ينأون بأنفسهم عن زعماء موصومين من أجل الحفاظ على الحزب وسمعتهم، لكن يبدو أن الرئيس ترمب حاليا له سلطة شخصية على الحزب- هو زعيم طائفة أكثر منه رئيسا للبلاد- إلى الحد الذي يجعل المخارج مغلقة حين يتحول الحزب إلى صورة الرئيس".
وفي السياق نفسه، أوضحت كاثلين هول جاميسون، مديرة مركز أنِنْبَرغ للسياسات العامة في جامعة بنسلفانيا، أنه بموت جون ماكين السنة الماضية، ما عاد هناك وجه جمهوري يمتلك القوة الكافية للوقوف في وجه ترمب.
وأضافت جاميسون قائلة: "من سيذهب وهو موثوق به لدى دونالد ترمب، بحيث أنه سيستمع إليه؟... ميت رومني؟ ميتش ماكونيل؟ غراهام؟ ترمب سيهاجمهم حالما يقولون شيئا غير مناسب".
وكان الرئيس ترمب هاجم رومني، المرشح الجمهوري لانتخابات 2012 الرئاسية، السبت الماضي لانتقاد دعوته للصين كي تُجري تحقيقا بما يخص منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 2020.
وكان رومني كتب على صفحته في موقع تويتر، "حين يكون المواطن الأميركي الوحيد الذي يستفرد به الرئيس ترمب لإجراء التحقيق من طرف الصين، هو خصمه السياسي وسط عملية تسمية المرشح الديمقراطي (للانتخابات الرئاسية المقبلة)، فإنه ادعاء غير معقول أنْ يشار إلى أن الدافع وراءه غير سياسي".
وردا على ذلك، وصف ترمب الجمهوري الرفيع بأنه "شخص مغرور، لا يعرف أبدا كيف يفوز".
© The Independent