ملخص
توقعت المجموعة الأسترالية Macquarie أن يواصل الذهب ارتفاعه إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 3500 دولار للأونصة خلال الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بالمخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع العجز في الموازنة الأميركية والتضخم
سجل الذهب في المعاملات الفورية 3000 دولار للأوقية (الأونصة) اليوم الجمعة للمرة الأولى، مستفيداً من سلسلة مكاسب تاريخية والإقبال عليه كملاذ آمن وسط تصاعد التوتر التجاري وتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
وتعليقاً على ذلك، قال مدير استراتيجيات السلع الأولية في "ساكسو بنك" أوله هانسن، إن "الذهب يواصل تلقي الدعم من احتمالات تباطؤ اقتصادي بسبب الرسوم الجمركية بما قد يقدم موعد خفض مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة"، مضيفاً "أتمسك بموقفي في شأن الذهب"، متوقعاً أن يدفع الطلب الأسعار للارتفاع أكثر".
إلى ذلك، تسببت سياسات تجارية غير مستقرة يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ تقلده السلطة في الولايات المتحدة في اضطرابات بالأسواق المالية العالمية.
قد يصل إلى 3500 دولار قبل نهاية 2025
في الأثناء، توقعت المجموعة الأسترالية Macquarie أن يواصل الذهب ارتفاعه إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 3500 دولار للأونصة خلال الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بالمخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع العجز في الموازنة الأميركية والتضخم.
وأشارت المجموعة إلى أن متوسط سعر الذهب خلال تلك الفترة قد يبلغ 3150 دولاراً للأونصة.
وسجل المعدن الأصفر ارتفاعاً بنسبة 12 في المئة منذ بداية العام الحالي، متأثراً بحالة عدم اليقين الجيوسياسية وسياسات التعريفات الجمركية التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
يُشار إلى أن بنك "غولدمان ساكس" رفع الشهر الماضي توقعاته لسعر الذهب بحلول نهاية العام الحالي إلى 3100 دولار للأونصة، في حين توقعت "سيتي غروب" في فبراير (شباط) الماضي أن يصل السعر إلى 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
صعود مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي
على مستوى التضخم، أظهرت بيانات أول من أمس الأربعاء صعود مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي بأقل من المتوقع الشهر الماضي، لكن من المرجح أن يكون التحسن مؤقتاً في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات للولايات المتحدة التي من المتوقع أن ترفع كلفة معظم السلع في الأشهر المقبلة.
ومن المعروف أن انخفاض التضخم يتيح مجالاً أكبر أمام البنك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة، في الوقت الذي ينتعش فيه الذهب الذي لا يدر عائداً في ظل انخفاض أسعار الفائدة.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 33.21 دولار للأوقية وانخفض البلاتين بنحو واحد في المئة إلى 974.45 دولار، وهبط البلاديوم 0.2 في المئة إلى 947.17 دولار.
"وول ستريت" تتراجع مع تصاعد الحرب التجارية
ومما يمنح المعدن النفيس فرصاً أكبر للصعود هو تراجع أسواق المال، إذ أغلقت "وول ستريت" على انخفاض حاد أمس الخميس، بعد مخاوف من أن حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة التي تشنها الولايات المتحدة على بعض من أكبر شركائها التجاريين قد تعيد تأجيج التضخم وتدفع الاقتصاد إلى الركود، وهو ما طغى على تأثير بيانات أظهرت تباطؤ التضخم.
وفي أحدث حلقة من الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على جبهات عدة، رد الاتحاد الأوروبي على الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة على الصلب والألومنيوم بفرض رسوم 50 في المئة على صادرات الويسكي الأميركية، مما دفع ترمب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية 200 في المئة على واردات النبيذ والمشروبات الكحولية الأخرى من أوروبا.
وأدت عمليات بيع واسعة النطاق إلى هبوط مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة الثلاثة، مع خسائر لأسهم الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة بقطاع التكنولوجيا أو المرتبطة بالتكنولوجيا، مما أدى إلى انخفاض المؤشر "ناسداك" بنحو اثنين في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي 537.36 نقطة، أو 1.30 في المئة، إلى 40813.57 نقطة، وانخفض "ستاندرد أند بورز 500" بواقع 77.78 نقطة، أو 1.39 في المئة، إلى 5521.52 نقطة.
وعن ذلك قال رئيس قسم الأبحاث في "هورايزون" للاستثمارات مايك ديكسون، إن "المعنويات متدهورة، ونشهد يومياً عناوين جديدة عن الرسوم الجمركية، ويسفر هذا عن ضغوط".
لاغارد: حرب ترمب التجارية "جرس إنذار"
في سياق متصل، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد اليوم الجمعة، إن نشوب حرب تجارية شاملة في العالم سيضر بالولايات المتحدة على وجه الخصوص وقد يعيد تنشيط جهود أوروبا نحو وحدة أوثق.
وفرضت الولايات المتحدة مجموعة من الرسوم الجمركية على دول صديقة ومعادية على السواء وهددت باتخاذ المزيد من الإجراءات في هذا الصدد وهو ما دفع معظم الدول إلى اتخاذ خطوات للمعاملة بالمثل، وأثار ذلك مخاوف من احتمال تعرض نمو الاقتصاد العالمي لضربة كبيرة.
وقالت لاغارد في برنامج (هارد توك) الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، "إذا انزلقنا إلى حرب تجارية حقيقية وتأثرت التجارة سلباً بصورة كبيرة، فستكون لذلك عواقب وخيمة، على النمو والأسعار في أنحاء العالم خصوصاً في الولايات المتحدة".
وعبرت لاغارد عن اعتقادها بأن هذا التوتر قد يكون له أيضاً أثر جانبي إيجابي على رغم ذلك وهو إعطاء الوحدة الأوروبية دفعة جديدة.
وأضافت "هل تعلمون ما الذي يحدث حالياً؟ تحريك للطاقة الأوروبية، قائلة إنه "جرس إنذار كبير لأوروبا، وربما تكون هذه لحظة أوروبية لمرة أخرى".
ودللت لاغارد على وجهة نظرها قائلة إن المفوضية الأوروبية وألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، أعلنتا بالفعل زيادة الإنفاق على الدفاع والبنية التحتية مما أنهى تردداً استمر لسنوات في شأن هذا الإنفاق.
وأضافت أن هذه "الاستفاقة الجماعية" بدت أنها تشمل أيضاً بريطانيا، التي خرجت من الاتحاد الأوروبي، لأنها تشارك في جهود تعزيز الأمن الأوروبي.
وعلى مدى معظم العقد الماضي، لم تبذل جهود تذكر على نطاق كبير لتعميق جوانب الوحدة في الاتحاد الأوروبي.