ملخص
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو سيزور السعودية في الفترة من الـ10 حتى الـ12 من مارس الجاري لإجراء محادثات مع مسؤولين أوكرانيين.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه يتوقع أن تسفر المحادثات الأميركية مع مسؤولين أوكرانيين في السعودية عن نتائج جيدة. وأكد ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، مساء أمس الأحد، "سنحقق كثيراً من التقدم. اعتباراً من هذا الأسبوع بحسب ما أعتقد".
في هذه الأثناء، يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السعودية، حيث من المقرر أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأعلن مسؤولان أميركيان أن وفداً أميركياً سيحدد خلال اجتماع مع مسؤولين أوكرانيين في السعودية، غداً الثلاثاء، ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات ملموسة لروسيا لإنهاء الحرب.
وقال أحد المسؤولين الذي طلب عدم نشر اسمه، وفق وكالة "رويترز"، إن الوفد الأميركي سيبحث أيضاً عن دلائل عن جدية الأوكرانيين في تحسين العلاقات مع إدارة دونالد ترمب بعد أن تحول اجتماع بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني في البيت الأبيض الشهر الماضي إلى مشادة كلامية.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى جدة لإجراء محادثات ثنائية مع مسؤولين أوكرانيين بقيادة أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي زيلينسكي.
ومن المتوقع أن ينضم إلى روبيو مستشار الأمن القومي مايك والتز ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين معلقاً على المحادثات المقبلة "لا يمكنك أن تقول ’أريد السلام’، و’أرفض التنازل عن أي شيء’". وقال المسؤول الآخر، "نريد أن نرى ما إذا كان الأوكرانيون مهتمين بتحقيق سلام واقعي وليس مجرد سلام. إذا كانوا مهتمين فقط بحدود عام 2014 أو 2022، فهذا يدل على شيء ما".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأحد، في بيان إن روبيو سيزور السعودية في الفترة من الـ10 حتى الـ12 من مارس (آذار) الجاري لإجراء محادثات مع مسؤولين أوكرانيين. وقال بيان من المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، إن روبيو سيعقد اجتماعاً أيضاً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
تطورات ميدانية
قالت السلطات الأوكرانية ووسائل إعلام اليوم الإثنين إن رجال الإطفاء يكافحون حريقاً كبيراً في مستودع بنوفوكويبيشيفسك في منطقة سامارا الروسية.
وأكدت وزارة الطوارئ الأوكرانية على تطبيق "تيليغرام" أنه "لا توجد إصابات" مستندة إلى تفاصيل أولية. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن حريقاً اندلع في مستودع.
ونقلت عن حاكم المنطقة قوله إن أوكرانيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة خلال الليل استهدف مؤسسات في المنطقة.
وقال الجيش الأوكراني اليوم إن روسيا أطلقت 176 طائرة مسيرة في هجوم جديد خلال الليل، موضحاً أنه أسقط 130 منها، بينما لم تصل 42 مسيرة أخرى إلى أهدافها بسبب التشويش الإلكتروني على الأرجح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من ناحية أخرى قال مدونون عسكريون مؤيدون لموسكو إن القوات الروسية واصلت تقدمها في منطقة كورسك اليوم الإثنين في إطار عملية تطويق كبيرة تهدف إلى إجبار آلاف الجنود الأوكرانيين على الفرار أو الاستسلام في غرب روسيا.
وذكر مدون يعرف نفسه باسم "تو ميغورز" أن القوات الروسية حررت منطقة إيفاشكوفسكي، مضيفاً أن الوحدات الروسية تتقدم نحو إحدى مناطق كورسك من سبعة اتجاهات في الأقل.
وقال يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري من أصل أوكراني ومؤيد لموسكو، إنه يواجه صعوبة في مواكبة الأحداث لأن التقدم الروسي سريع للغاية، مضيفاً أن الوحدات الأوكرانية حوصرت في جيوب عدة بكورسك.
واستعادت القوات الروسية أمس الأحد ثلاث مناطق أخرى في كورسك بعدما تسللت قوات خاصة لأميال عدة عبر خط أنابيب للغاز قرب بلدة سودجا في محاولة لمباغتة القوات الأوكرانية.
موقف قوة
والتقى مسؤولون أميركيون وروس في الرياض خلال فبراير (شباط) الماضي لإجراء مناقشات ثنائية منفصلة، ركزت إلى حد بعيد على إعادة بناء علاقة عمل بعد تجميد شبه كامل للاتصالات الرسمية في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
يقول حلفاء أوكرانيا الأوروبيون، إنه لا يمكن لأوكرانيا إبرام صفقة مع روسيا إلا من موقف قوة.
وقال زيلينسكي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد السلام، وإن روسيا ستهاجم دولاً أوروبية أخرى إذا لم يفض هجومها على أوكرانيا إلى هزيمة واضحة.
وعبر ترمب في الأسابيع الأخيرة عن إحباطه من أوكرانيا، قائلاً إن الدولة الواقعة في شرق أوروبا تعاني نقص القوى العاملة والموارد، وإنها بحاجة إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا على وجه السرعة.
وقطعت إدارة ترمب شحنات الأسلحة وتبادل بعض معلومات الاستخبارات مع كييف في الأيام القليلة الماضية، واتهمت إدارته الأوكرانيين بعدم الانفتاح بشكل كاف على عملية سلام محتملة.
مساعدات فرنسية لأوكرانيا
أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة، أمس الأحد، أن فرنسا تعتزم تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بنحو 200 مليون يورو، يتم تمويلها من الفوائد على الأصول الروسية المجمدة.
ووصف لوكورنو، المقرب من الرئيس إيمانويل ماكرون، في حديث لصحيفة "لا تريبيون ديمانش" تعليق الولايات المتحدة تسليم الأسلحة لأوكرانيا بأنه "ضربة قوية" لكييف.
وقال، "هذا العام سنقوم بتعبئة حزمة مساعدات جديدة بفضل الفوائد على الأصول الروسية المجمدة بقيمة 195 مليون يورو" لأوكرانيا. وأشار إلى أن هذا يتيح تسليم أوكرانيا قذائف من عيار 155 ملم وذخائر لطائرات "ميراج 2000" التي تسلمتها من فرنسا.
لكنه حذر من أنه بعيداً من ساحة المعركة "يعيد الروس اختراع الحرب، وهذه قوتهم الكبرى" من خلال استهداف "ديمقراطيتنا واقتصادنا".
وقال، إن الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة في عام 2027 "قد تكون عرضة لتلاعبات ضخمة كما كانت الحال عليه في رومانيا"، حيث تصدر الجولة الأولى مرشح من أقصى اليمين قبل أن تُلغى النتيجة من قبل المحكمة الدستورية.
وقلل لوكورنو من أي تراجع في العلاقات عبر الأطلسي بعد فوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة، قائلاً "من جانبي، لا أزال أعدهم حلفاء، رغم عدم القدرة على التنبؤ بهم إلى حد كبير".
وقال لوكورنو، إن الاستخبارات الفرنسية لا مؤشر لديها إلى أن روسيا تخطط لمهاجمة دولة عضو في حلف شمال الأطلسي الـ"ناتو" في الأعوام الخمس المقبلة، لكنه رأى أن هناك "إغراء لزعزعة استقرار مولدافيا" من خلال منطقة ترانسنيستريا المنفصلة.
ومع دعوة ماكرون وآخرين دول الاتحاد الأوروبي إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، أشار لوكورنو إلى الحرب الإلكترونية باعتبارها من القضايا الأكثر إلحاحاً بالنسبة للجيش الفرنسي في الأعوام المقبلة.
وأضاف، "الأولوية الثانية هي تسليح الجيوش بالطائرات المسيرة والروبوتات"، مشيراً أيضاً إلى أدوار الذكاء الاصطناعي والفضاء.