Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إدارة ترمب وترتيبات آلية الزناد في الاتفاق النووي مع إيران

ترمب الذي يعمل على فرض أقصى قدر من الضغط ويرغب بالتفاوض مع النظام الإيراني في آن واحد يبدو أن لديه خطة لإخراج طهران من وضع "لا مفاوضات وأقصى قدر من الصبر"

تسمح آلية الزناد المضمنة في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة للأعضاء بتفعيلها إذا ما فشل أحد الأطراف في الالتزام بتعهداته (اندبندنت فارسية)

ملخص

تشير النقاط المشتركة بين التصريحات الأوروبية والأميركية في شأن النووي الإيراني والدور الروسي واستعداد رافائيل غروسي لتقديم تقرير شامل، إلى استعدادات لزيادة الضغوط على النظام الإيراني، وربما التحرك نحو تفعيل آلية الزناد.

أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء استمرار تطوير البرنامج النووي الإيراني، بعد ساعات من تقرير وكالة "بلومبرغ" الذي نشر يوم الثلاثاء الماضي حول اهتمام روسيا بلعب دور بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، مما عزز التكهنات السابقة في شأن التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وموسكو حول طهران وكييف. كما وصفت واشنطن التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه مثير للقلق العميق، وقالت عن استراتيجية إيران النووية بأنها خطرة للغاية.

وفي الوقت نفسه، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن قلقه إزاء زيادة مخزونات اليورانيوم عالي التخصيب والأسئلة التي لم تجب عليها طهران حتى الآن، مضيفاً أنه سيعد تقريراً شاملاً عن انتهاكات إيران النووية.

القلق العميق لدى الولايات المتحدة وأوروبا هو دخول روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن في مجريات هذا الملف، إذ لعبت الأخيرة دوراً مهماً في سقوط بشار الأسد في سوريا، وتقديم غروسي تقريره الشامل إلى مجلس المحافظين، هي الاستعدادات اللازمة لتفعيل آلية الزناد في وقت خرج فيه المرشد علي خامنئي من دائرة المفاوضات وبدأ العد التنازلي لامتلاك النظام الأسلحة النووية.

آلية الزناد

قبل خمس سنوات، وخلال إدارته الأولى، وقبل البدء بعملية تخصيب اليورانيوم نسبة 60 في المئة في إيران، حاول دونالد ترمب إقناع أوروبا بالانضمام إلى الولايات المتحدة في تفعيل "آلية الزناد". لكن ردة فعل الأوروبيين السلبية من جهة، وجهود النظام الإيراني بمساعدة جماعات الضغط التابعة له في الولايات المتحدة وأصدقاء طهران من الحزب الديمقراطي الأميركي من جهة أخرى، منعت تنفيذ آلية "سناب باك" (Snapback). وخلال السنوات الأربع التي قضاها جو بايدن في الرئاسة الأميركية، طور النظام الإيراني الأنشطة النووية إلى مستوى قريب من مستوى الأسلحة النووية.

وتسمح آلية الزناد المضمنة في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة للأعضاء بتفعيلها إذا ما فشل أحد الأطراف في الالتزام بتعهداته، وتعيد هذه الآلية بصورة تلقائية فرض قرارات العقوبات التي أصدرها مجلس الأمن قبل اعتماد خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك القرارات التي تطالب إيران بوقف جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته والمشاريع النووية المرتبطة بالمياه الثقيلة.

معارضة أوروبية

قبل خمس سنوات، عارضت أوروبا استخدام آلية الزناد، إذ كانت ترى أنه هناك وقتاً طويلاً قبل انتهاء صلاحيتها، ولكن الآن لم يتبق لها سوى حتى الـ18 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وبعد ذلك سينتهي العمل بالقرار رقم 2231 الذي يرتبط به الاتفاق النووي الذي بموجبه يتم تحديد آلية الزناد.

وفي ظل هذا القلق، دعت أوروبا في بيانها الصادر الثلاثاء الماضي، النظام الإيراني إلى العودة فوراً لالتزاماته في مجال منع الانتشار النووي وإعادة تنفيذ البروتوكول الإضافي الذي كان علق العمل به في إطار انسحابه من التزاماته النووية. كما أن أوروبا ترغب في أن يصدر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية تقريره العام الذي من المرجح أن يصدر بحلول الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين في يونيو (حزيران) 2025. ومثل هذه التقارير قد تمهد الطريق لإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي كما فعلت في السابق.

كما يعد تطبيق البروتوكول الإضافي مطلباً للممثل الأميركي، الذي أكد أن واشنطن لن تخضع لضغوط طهران وسلوكها.

وتشير النقاط المشتركة بين التصريحات الأوروبية والأميركية والدور الروسي واستعداد رافائيل غروسي لتقديم تقرير شامل، إلى استعدادات لزيادة الضغوط على النظام الإيراني وربما التحرك نحو تفعيل آلية الزناد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

العلاقات الأميركية - الروسية

مشهد تمكن دونالد ترمب، المعروف بـ"سيد الصفقات"، من تدبيره بعناية. والآن روسيا، التي صوتت لصالح جميع قرارات عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد إيران خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، تعمل بسرعة على تحسين علاقاتها مع دونالد ترمب، وبذلك لا يمكنها إلا تعويض الإذلال الذي تعرض له زيلينسكي في البيت الأبيض أمام الرئيس الأميركي. وكان موقع "خبر أونلاين" كتب في تقرير له قبل زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة إلى طهران أن "معالي الوزير لافروف يأتي إلى طهران ليقول لنا تفاوضوا من دون أن تتحدثوا عن النووي".
على الجانب الآخر من القصة، هناك إسرائيل، إذ تقول إدارة دونالد ترمب إن أمنها هو أحد أهم أولوياتها، ومهدت الطريق لإرسال أنواع الأسلحة إلى إسرائيل. وبعد توجيه ضربات قاسية لـ"حزب الله" اللبناني و"حماس" في غزة، تسعى إسرائيل الآن إلى حرمان النظام الإيراني من امتلاك الأسلحة النووية.

اشتداد الحصار

وتشير كل هذه القضايا، بخاصة تأكيد الرئيس الأميركي على ضرورة إرساء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن الحصار يشتد على النظام الإيراني الذي كان يأمل أن تمر رئاسة ترمب الثانية بسلام من خلال استخدام أقصى قدر من الصبر وإحداث شرخ بين الحلفاء على جانبي الأطلسي. والمرشد علي خامنئي الذي لم يتطرق بعبارة واحدة ضد المفاوضات منذ فترة بعد عودة ترمب للبيت الأبيض، وعودة الضغوط القصوى، والتأكد من أن فترة رئاسة ترمب الثانية أقوى بكثير من فترة ترمب الأولى، عاد من جديد لموقفه السابق وهو "لن نتفاوض"، لكن كما يبدو عرض على خامنئي خيار مماثل لخيار نزع السلاح في ليبيا في زمن معمر القذافي.

ويبدو هذه المرة لدى دونالد ترمب الذي يعمل على فرض أقصى قدر من الضغط ويرغب بالتفاوض مع النظام الإيراني في آن واحد، خطة لإخراج النظام الإيراني من وضع "لا مفاوضات، والصبر الاستراتيجي".  

وهذه عملية من شأنها إذا ما لم يشرب خامنئي كأسم السم، قد تؤدي في أفضل الأحوال إلى تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات الدولية، وفي أسوأ السيناريوهات تؤدي إلى مواجهة عسكرية.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل