ملخص
الركود السياحي في المملكة المتحدة مستمر بسبب بريكست، مع انخفاض حاد في الإنفاق مقارنة بعام 2019. رغم توقعات زيادة عدد الزيارات في 2025، قد تؤثر السياسات الجديدة مثل فرض تصاريح السفر الإلكترونية وزيادة الرسوم على تدفق السياح من أوروبا. كما تشير التوقعات إلى أن بريطانيا قد تفقد حصتها التنافسية في سوق السياحة العالمية.
لا يزال الركود السياحي في المملكة المتحدة، الناجم عن بريكست، مستمراً، حيث تكشف التوقعات السنوية لوكالة السياحة الوطنية VisitBritain عن تراجع حاد في الإنفاق مقارنة بعام 2019، آخر عام يسبق جائحة كورونا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع المنظمة المسؤولة عن السياحة الوافدة تسجيل رقم قياسي قدره 43.4 مليون زيارة في عام 2025، بإنفاق يبلغ 33.7 مليار جنيه استرليني. وعلى رغم أن هذا الرقم يزيد بنسبة 19 في المئة عن إنفاق السياح الأجانب في آخر عام قبل الجائحة وبريكست، إلا أنه عند احتساب التضخم يكون أقل بنحو 9 في المئة.
إحدى القرارات التي اتخذتها حكومة بوريس جونسون عقب بريكست كانت حظر دخول أكثر من 200 مليون مواطن من الاتحاد الأوروبي إلى المملكة المتحدة باستخدام بطاقات الهوية فقط. في المقابل، يمكن للمسافرين الأوروبيين زيارة عشرات الدول داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه من دون الحاجة إلى جواز سفر باستثناء بريطانيا.
جوس كروفت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة UKInbound [رابطة تجارية تمثل قطاع السياحة الوافدة في المملكة المتحدة، وتدافع عن مصالح الشركات التي تعتمد على الزوار الدوليين]، وصف هذا الإجراء بأنه كان له "تأثير كارثي على قطاع السفر للطلاب الدوليين".
إلا أن الأسوأ لم يأت بعد بحسب أحدث توقعات VisitBritain. فبدءاً من أبريل (نيسان) المقبل، ستُلزم المملكة المتحدة جميع الزوار الأجانب - باستثناء المواطنين الإيرلنديين - بالحصول مسبقاً على تصريح سفر إلكتروني. كذلك فإن الرسوم المقررة لهذا التصريح سترتفع من 10 إلى 16 جنيهاً استرلينياً.
وتوقعتVisitBritain أن يكون للطلب على تصاريح السفر الإلكترونية "تأثير سلبي طفيف على السياح القادمين من أوروبا"، لكنها أشارت إلى أن هذا التأثير "قد يكون أكبر في الأسواق التي يرى فيها الناس أن بريطانيا ليست وجهة ودودة أو مرحبة بالزوار".
وأعربت المنظمة أيضاً عن قلقها من تراجع مكانة بريطانيا على خريطة السياحة الدولية. حيث قالت: "تشير التوقعات إلى أن المملكة المتحدة ستفقد حصتها التنافسية داخل أوروبا وعلى المستوى العالمي".
وأضافت أن "أسعار السياحة في المملكة المتحدة ارتفعت بشكل حاد، وبوتيرة أسرع من معدل التضخم العام في الاقتصاد".
كما أشارت إلى أنه "إذا نمت السياحة الوافدة إلى المملكة المتحدة بنفس وتيرة النمو المتوقع لغرب أوروبا، فإن قيمة الإنفاق السياحي قد ترتفع بمقدار 4.4 مليار جنيه استرليني سنوياً بحلول عام 2030".
وبحسب التقرير، لا تزال زيارات رجال الأعمال أقل بشكل ملحوظ عن مستويات ما قبل الجائحة، على رغم تحسنها مقارنة بعام 2023، حيث فقدت بريطانيا نحو 1.5 مليون زيارة عمل منذ ذلك الوقت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا تزال السوق الأميركية الأكثر قيمة للمملكة المتحدة، حيث يأتي ما يقرب من جنيه استرليني من الزوار الأميركيين من كل خمسة جنيهات ينفقها السياح الأجانب.
بدوره، قال وزير السياحة البريطاني، السير كريس براينت: "نطمح إلى استقبال 50 مليون زائر دولي سنوياً في المملكة المتحدة بحلول عام 2030، وهذا التوقع الإيجابي يؤكد أننا نسير على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف، مما يمهد الطريق للحفاظ على تنافسية اقتصادنا السياحي وازدهاره في السنوات القادمة".
من جانبها قالت باتريشيا ييتس، الرئيسة التنفيذية لوكالة VisitBritain: "يمتلك السياح خيارات متعددة، ونواجه منافسة شرسة، بخاصة من جيراننا الأوروبيين".
وأضافت: "لدفع عجلة السياحة إلى بريطانيا، ودعم طموح الحكومة البريطانية للوصول إلى 50 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2030، تركز حملاتنا الدولية على الأسواق التي تشهد نمواً، مثل أستراليا والولايات المتحدة، إلى جانب أسواقنا الأوروبية الرئيسة ودول مجلس التعاون الخليجي ذات الأهمية الكبيرة."
© The Independent