ملخص
إسرائيل تنتظر عودة جثتي الرضيع كفير بيباس وشقيقه أرييل البالغ من العمر أربع سنوات، بموجب بنود وقف إطلاق النار في غزة.
قال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه تسلم جثث أربعة رهائن من حركة "حماس" في عملية تبادل توسط بها الصليب الأحمر الدولي، بينما علّق الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ على المشهد بالقول "قلوبنا محطمة". وكتب هرتسوغ عبر منصة إكس، "لا كلام يصف حالتنا. قلوبنا، قلوب كل الأمة، محطمة. باسم دولة إسرائيل انحني وأطلب الصفح. الصفح للفشل في حمايتكم في ذلك اليوم الفظيع".
Agony. Pain. There are no words.
— יצחק הרצוג Isaac Herzog (@Isaac_Herzog) February 20, 2025
Our hearts — the hearts of an entire nation — lie in tatters.
On behalf of the State of Israel, I bow my head and ask for forgiveness. Forgiveness for not protecting you on that terrible day. Forgiveness for not bringing you home safely.
May…
وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "تسلم ممثلون عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي في غزة جثث الرهائن الأربعة". وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل "تسلمت نعوش أربعة رهائن".
وكانت سيارات الصليب الأحمر الدولي تسملت من منطقة خان يونس صباح الخميس جثتي الرضيع كفير بيباس وشقيقه أرييل البالغ من العمر أربع سنوات، وهما أصغر الرهائن الذين اقتادتهم حركة "حماس" من مستوطنات غلاف في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إضافة إلى والدتهما شيري بيباس إلى جانب جثة رهينة رابع هو عوديد ليفشيتس.
وحمل طاقم الصليب الأحمر النعوش السوداء التي لفت بغطاء أبيض في مركبات رباعية الدفع، تحت المطر في حضور حشد غفير ضم مئات الأشخاص لمتابعة عملية التسليم.
وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، عرضت على منصة المسرح في موقع التسليم 4 توابيت سوداء.
وقالت فصائل فلسطينية مسلحة إنه تسليم جثتي الطفلين ووالدتهما إلى جانب جثة ليفشيتس اليوم الخميس، تم وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بدعم من الولايات المتحدة ووساطة من قطر ومصر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان قصير عبر الفيديو إن اليوم الخميس سيكون "يوماً صعباً للغاية على دولة إسرائيل. يوم صادم، يوم حزن".
وكان كفير بيباس يبلغ من العمر تسعة أشهر عندما اختطفت عائلته، بما في ذلك والده ياردن من نير عوز الذي كان أحد التجمعات المحلية القريبة من غزة التي اجتاحها مهاجمون بقيادة "حماس" في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت "حماس" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إن الطفلين وأمهما قتلوا في غارة جوية إسرائيلية، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تؤكد مطلقاً وفاتهم، وحتى في اللحظة الأخيرة ظل بعض منهم يشكك في الأمر.
وقال يفتاح كوهين أحد سكان تجمع نير عوز الذي فقد ربع سكانه إما بالقتل أو بالخطف خلال الهجوم "لقد أصبحت شيري والطفلان رموزاً، وما زلت آمل أن يكونوا على قيد الحياة".
وأعيد ياردن بيباس في عملية تبادل سابقة هذا الشهر، لكن الأسرة قالت هذا الأسبوع إن "رحلتها لن تنتهي" حتى تتلقى تأكيداً نهائياً في شأن ما حدث للطفلين وأمهما.
أول عملية لتسليم جثث رهائن
وستكون عملية التسليم هي الأولى التي يجري فيها إعادة جثث قتلى ضمن الاتفاق الحالي، ومن غير المتوقع أن تؤكد إسرائيل هوياتهم إلا بعد استكمال فحوص الحمض النووي.
وعلى رغم الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بانتهاك وقف إطلاق النار، فإن الاتفاق الهش الذي دخل حيز التنفيذ في الـ19 من يناير (كانون الثاني) صامد منذ أول عملية ضمن سلسلة من عمليات تبادل الرهائن الموجودين في غزة مقابل محتجزين ومعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويواجه نتنياهو انتقادات من حلفائه في الائتلاف اليميني المتطرف بسبب موافقته على الاتفاق، إذ يشعر بعضهم في إسرائيل أنه يكافئ "حماس" ويبقي الحركة المسلحة على وضعها في غزة.
إلا أن استطلاعات الرأي المتعاقبة تظهر دعماً شعبياً واسعاً لوقف إطلاق النار، وخرج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع لمطالبة الحكومة بالالتزام بالاتفاق حتى يعاد جميع الرهائن.
وشنت إسرائيل حربها على قطاع غزة بعد الهجوم الذي قادته "حماس" وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية، وشهد أيضا اقتياد 251 رهينة. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل نحو 48 ألف شخص، وتسببت في دمار واسع في قطاع غزة المكتظ بالسكان.
الرهائن الأحياء
سيعقب تسليم الجثث اليوم الخميس عودة ستة رهائن أحياء يوم السبت، في مقابل الإفراج عن مئات من الفلسطينيين الذين من المتوقع أن يكون من بينهم نساء وقصر اعتقلتهم القوات الإسرائيلية من غزة خلال الحرب.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وافقت "حماس" على إطلاق سراح 33 رهينة في مقابل ما يقرب من ألفي معتقل ومحتجز فلسطيني في المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يهدف إلى تمهيد الطريق لإنهاء الحرب في غزة.
وجرى حتى الآن إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيلياً، إضافة إلى خمسة تايلانديين عادوا في عملية تسليم لم تكن مقررة.
ومن المفترض أن تبدأ في الأيام المقبلة المفاوضات في شأن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المتوقع أن تشمل إعادة نحو 60 رهينة متبقياً يعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة، فضلاً عن انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة للسماح بانتهاء الحرب.
لكن آفاق التوصل إلى اتفاق تبقى غير مؤكدة في ظل وجود خلافات كبيرة بين الجانبين في شأن قضايا تشمل الحكم المستقبلي لغزة، وتقول إسرائيل إنه لا يمكن ترك حكم القطاع في المستقبل لحركة "حماس" أو السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب.
كما تخيم على هذه المرحلة دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، وهي خطوة يقول معارضوها إنها قد تمثل جريمة حرب وتطهير عرقي، وتحدث ترمب كذلك عن تحويل القطاع لواجهة بحرية فاخرة تحت السيطرة الأميركية.