ملخص
تهدف محادثات الرياض إلى إنهاء الحرب بعد أن أمر الرئيس دونالد ترمب الذي تولى منصبه في يناير الماضي كبار المسؤولين ببدء المفاوضات مع روسيا.
توجت المحادثات الأميركية - الروسية التي استمرت أكثر من أربع ساعات في الرياض، أمس الثلاثاء، ووصفها الطرفان بـ"الناجحة" بمجموعة من التفاهمات أبرزها عودة عمل البعثتين الدبلوماسيتين لدى واشنطن وموسكو.
وتشير هذه الخطوة على ما يبدو إلى تخفيف كبير في القيود التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة على البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الولايات المتحدة بسبب الحرب بين موسكو وكييف.
وتهدف محادثات الرياض إلى إنهاء الحرب بعدما طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تولى منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي كبار المسؤولين ببدء المفاوضات.
وأكد ترمب أن المحادثات مع روسيا في الرياض كانت جيدة جداً. وقال ترمب إنه "من المحتمل" أن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري.
ورداً على سؤال حول إمكان عقد اللقاء بين الرئيسين قبل نهاية الشهر طرحه صحافي عليه في دارته مارالاغو قال ترمب "من المحتمل" ذلك.
الكرملين يعتبرها "خطوة مهمة"
من جهته اعتبر الكرملين الأربعاء أن المباحثات التي أجراها وفدان روسي وأميركي في الرياض الثلاثاء، تشكّل "خطوة مهمة" نحو التوصل الى تسوية للحرب في أوكرانيا التي تتمّ عامها الثاني الأسبوع المقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "تمّ اتخاذ خطوة مهمة للغاية، للغاية، في اتجاه توفير الظروف لتسوية سلمية"، مضيفاً، وفق ما نقلت عنه وكالات روسية، أن "الطرفين أظهرا الإرادة السياسية اللازمة، وأعني بذلك روسيا والولايات المتحدة".
استئناف العلاقات الدبلوماسية
في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن الجانبين اتفقا بصورة أولية على تشكيل فرق من المسؤولين "للعمل بسرعة كبيرة على استئناف عمل البعثتين".
وطردت الدولتان دبلوماسيين وفرضتا قيوداً على تعيين موظفين جدد في بعثتي كل منهما في سلسلة من الإجراءات المتبادلة على مدى الأعوام الـ10 الماضية، مما أدى إلى انخفاض عدد الموظفين في سفارتيهما.
وقال روبيو، إن هذه الإجراءات "قللت بالفعل من قدرتنا على العمل في موسكو"، وإن روسيا ستقول الشيء نفسه عن بعثتها في واشنطن.
وأوضح لوكالة "أسوشيتد برس" "سنحتاج إلى بعثات دبلوماسية فاعلة وقادرة على العمل بصورة طبيعية حتى نتمكن من مواصلة هذه القنوات"، وذكر أنه لن يتفاوض علناً في شأن كيفية استئناف البعثتين عملهما.
مطالب روسية
بينما تناقش دول أوروبية إمكان إرسال قوات حفظ سلام لدعم أي اتفاق في أوكرانيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الرياض، إن موسكو لن تقبل بنشر قوات من حلف شمال الأطلسي (ناتو) هناك تحت أي راية، وأضاف أن "ظهور قوات من القوات المسلحة من دول حلف شمال الأطلسي، ولكن تحت علم أجنبي أو علم الاتحاد الأوروبي أو تحت أعلام وطنية لا يغير شيئاً في هذا الصدد. بالطبع هذا غير مقبول بالنسبة إلينا".
وأعرب عن اعتقاده بأن "المحادثات كانت مفيدة للغاية. لم نستمع فقط، بل أنصتنا لبعضنا بعضاً ولدي سبب للاعتقاد بأن الجانب الأميركي فهم موقفنا على نحو أفضل".
وتشير التصريحات الروسية إلى أن موسكو ستواصل الضغط من أجل تقديم مزيد من التنازلات في المفاوضات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحددت روسيا بعضاً من شروطها لوضع حد للحرب التي تقترب من دخول عامها الثالث، مؤكدة أن وقف القتال غير ممكن من دون البحث في قضايا أمنية أوسع نطاقاً على مستوى أوروبا.
وشدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أن "حلاً مستداماً وطويل الأمد مستحيل من دون أخذ القضايا الأمنية في القارة بالاعتبار بصورة كاملة".
وأقر بأن لأوكرانيا "الحق" في الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، لكن ليس حلف شمال الأطلسي، موضحاً أن "المسألة مختلفة تماماً عندما يتعلق الأمر بالقضايا الأمنية والتحالفات العسكرية. مقاربتنا مختلفة هنا ومعروفة جيداً".
مشاورات أميركية- أوروبية
أجرى روبيو، مساء أمس الثلاثاء، مكالمات هاتفية بنظرائه الأوروبيين لإبلاغهم بمضمون محادثاته حول أوكرانيا مع لافروف في الرياض، بحسب الخارجية الفرنسية.
وقالت مصادر في الخارجية الروسية، إن روبيو تشاور مع نظرائه في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا، وكذلك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
زيارة وفد أميركي لكييف
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده تنتظر زيارة وفد أميركي لكييف، وأضاف أن المحادثات الأميركية – الروسية حول إنهاء الحرب في أوكرانيا "لا يجب أن تجري من دون علمنا"، وأردف تعليقاً على المفاوضات اليوم في الرياض أن أي محادثات "عادلة" في شأن إنهاء الصراع يجب أن تشمل أيضاً الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني تأجيل زيارته للسعودية التي كانت مقررة، غداً الأربعاء، إلى الـ10 من مارس (آذار) المقبل.