ملخص
محادثات الرياض تهدف إلى إصلاح تلك العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، وتأتي بعد تجميد شبه كامل للعلاقات، وقبل أسبوع من الذكرى الثالثة لبدء الحرب الروسية - الأوكرانية.
يأتي إصلاح العلاقات بين أميركا وروسيا التي اضطربت في ثلاث سنوات من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، عنواناً جلياً للقاء مسؤولين كبار من البلدين بالرياض، إذ تمهد هذه اللقاءات لقمة مرتقبة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب في السعودية.
محادثات الرياض هدفت إلى إصلاح تلك العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، والتباحث في شأن أوكرانيا، وتأتي بعد تجميد شبه كامل للعلاقات وقبل أسبوع من الذكرى الثالثة لبدء الحرب الروسية - الأوكرانية، في وقت شغلت مكالمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهاتفية مع بوتين الأسبوع الماضي الوسط الدبلوماسي.
لماذا السعودية؟
كان ترمب أعلن الأربعاء الماضي أنه سيعقد اجتماعه الأول مع بوتين في السعودية بعد مكالمة هاتفية بينهما، في إطار مساعيه إلى وضع حد للحرب.
وقال الخبير في معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية جيمس دورسي إن "أوروبا هي مكان اللقاء التقليدي للأميركيين والروس، ولكن هذا ليس خياراً في السياق الحالي، وتركيا ليست خياراً للأميركيين، إما أن تذهب إلى آسيا وإما إلى المملكة العربية السعودية".
فرصة أو مقدمة
ترغب روسيا منذ مدة في إعادة تنظيم البنية الأمنية في القارة الأوروبية، وهي تدعو حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى سحب قواته من بلدان شرق أوروبا، ويرى الكرملين أن حرب أوكرانيا كان هدفها صد التهديد الوجودي الذي يمثله الحلف.
ولذلك فإن الصراع في أوكرانيا ينبغي أن يشكل إحدى النقاط المدرجة على جدول أعمال هذه المناقشات الروسية - الأميركية في الرياض، التي يستبعد منها الأوكرانيون والأوروبيون راهناً.
لكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس قالت للصحافيين في الرياض، إن الولايات المتحدة لا ترى في اجتماع الرياض الثلاثاء بداية "مفاوضات" في شأن أوكرانيا.
وسئلت عما إذا كان الاجتماع يمكن أن يكون بمثابة تحضير لمفاوضات مقبلة في شأن أوكرانيا، فأجابت "أعتقد أن هذا الاجتماع سيكون فرصة، وسيكون بمثابة مقدمة".
وقال دورسي "لا أعتقد أنه من الممكن التفاوض على اتفاق من دون مشاركة أوكرانيا على الطاولة، ولا أعتقد أنهم قادرون على التفاوض على اتفاق من دون مشاركة أوروبا على الطاولة".
وفي الفترة الأخيرة، زادت الإدارة الأميركية الجديدة من انتقاداتها لحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين التقليديين.
إعادة بناء العلاقات
يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غداً الأربعاء بزيارة رسمية للرياض "مخطط لها منذ فترة طويلة"، وقال المتحدث باسمه أمس الإثنين إنه لا يعتزم لقاء مسؤولين روس أو أميركيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إحاطة صحافية شاركت فيها وكالة "فرانس برس"، إن المحادثات بين الجانبين "ستخصص في المقام الأول لإعادة بناء العلاقات الروسية - الأميركية في كل المجالات"، وأضاف أن لقاء الرياض "سيخصص أيضاً للتحضير لمفاوضات محتملة لتسوية الوضع في أوكرانيا وتنظيم اللقاء بين الرئيسين" بوتين وترمب.
وأشار إلى أن الشرق الأوسط قد يكون أيضاً على طاولة المحادثات، إذ يتنافس البلدان على النفوذ بعد انهيار حكم بشار الأسد في سوريا والانتكاسة التي منيت بها إيران.
استئناف الحوار
وأوضح لافروف أمس الإثنين قبل توجهه إلى الرياض أنه في مكالمتهما الهاتفية الأسبوع الماضي "اتفق بوتين وترمب على ضرورة ترك العلاقات غير الطبيعية تماماً وراءهما"، مضيفا أن "الرئيسين اتفقا على ضرورة استئناف الحوار".
وفي بادرة حسن نية تجاه واشنطن، أعلنت روسيا أمس الإثنين أنها أفرجت عن مواطن أميركي أوقف لفترة وجيزة في مطار موسكو، بعد اتهامه بالسفر إلى روسيا ومعه حلوى صمغية من الحشيشة.