ملخص
في مباراة يمكن وصفها بأنها من بين الأسوأ في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز انتصر توتنهام على مانشستر يونايتد بهدف كاشفاً عن أزمات الإصابات وسوء التخطيط وانهيار العملاق الأحمر، وسط تطلعات بإعادة البناء والمضي نحو مستقبل أفضل.
قرب نهاية فوز توتنهام هوتسبير على مانشستر يونايتد بنتيجة (1 - 0)، وبينما كانت المباراة لا تزال مستمرة، اصطدم برينان جونسون وباتريك دورغو وسقطا معاً على أرض الملعب.
كانت هذه اللحظة كافية لتلخيص ما قد يكون واحدة من أسوأ مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق، بخاصة عند مقارنة كلفة تشكيلة الفريقين، وهذا ليس انتقاداً موجهاً لأي لاعب أو حتى المديرين الفنيين، بل هو مجرد سياق غريب يجد كلا الناديين نفسه فيه.
سبقت المباراة احتجاجات أنصار توتنهام ضد ملاك النادي، ثم حقق فريقهم فوزاً ذا أهمية كبيرة بالنسبة إليهم، تحدث المدير الفني أنج بوستيكوغلو عن مدى "أهمية هذا الفوز بالنسبة إلينا"، وبالتأكيد بالنسبة إليه شخصياً، لكن من الصعب فهم ما يعنيه هذا الفوز لمانشستر يونايتد، بخاصة في ظل ما وصل إليه الفريق هذا الموسم.
يبدو أن الموسم الحالي لمانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز أسوأ من موسم (2021 - 2022)، بل ربما الأكثر سوءاً منذ موسم (1988 - 1989)، عندما أنهى الفريق تحت قيادة السير أليكس فيرغسون المسابقة في المركز الـ11 بتسجيل 45 هدفاً فقط في 38 مباراة، أما الآن فيحتل الفريق المركز الـ15 وقد سجل 28 هدفاً فقط في 25 مباراة.
وكانت هذه الهزيمة هي المباراة الـ10 في الدوري الإنجليزي الممتاز التي لم يسجل فيها يونايتد أي هدف، وهذا يمثل 40 في المئة من مبارياتهم في الموسم الحالي.
يمكن الآن فهم سبب رغبة المدرب روبن أموريم في الانتقال إلى النادي في نهاية الموسم بدلاً من منتصفه، وقال بعد الهزيمة الـ12 ليونايتد في الدوري هذا الموسم، "عملي صعب للغاية".
لقد قيل هذا على هذه الصفحات من قبل، ولكن هناك حجة لشطب الموسم الحالي تماماً واستخدامه بصورة إيجابية كإعداد للموسم المقبل، فمن الصعب ألا تفكر بهذه الطريقة عندما يصل الوضع بطريقة ما إلى مثل ما وصل إليه، وبعد أن قلص يونايتد أعداد لاعبيه خلال فترة الانتقالات على رغم احتياجه الشديد إلى الإضافات، فقد أصبح لديه الآن كل من أماد ديالو وكوبي ماينو بين المصابين لفترات طويلة.
أماد، الذي كان أحد المصادر القليلة للأمل هذا الموسم، من المتوقع أن يغيب عن بقية الموسم، بينما أعرب أموريم عن تفاؤله بأن غياب ماينو قد يكون أسابيع وليس أشهراً.
من جانبه تحدث بوستيكوغلو بعد المباراة بصورة طبيعية عن الموضوع، قائلاً إنه يستطيع التفهم وليس التعاطف، وقال بوستيكوغلو "أستطيع أن أرى روبن هناك، مع لاعبين يلعبون في غير مراكزهم الطبيعية ومراهقين على مقاعد البدلاء... مرحباً بكم في عالمي، لكن هذا لمباراة واحدة، أما أنا فأفعل ذلك على مدى شهرين، وهذا ينطبق على أي شخص".
وأصر مدرب توتنهام على أن مثل هذه الأزمات المتعلقة بالإصابات يمكن أن تؤثر في أي شخص، ثم أشار إلى أن المسؤولية في ذلك كله يتحملها جدول المباريات المضغوط وليس أي نادٍ أو فريق إداري، وقال "ما حدث لنا سيحدث لأندية أخرى، وهو قادم".
في هذه المباراة، أثبت جيمس ماديسون العائد من الإصابة أنه لاعب حاسم، حين سجل الهدف الوحيد في المباراة، وكان لهذا الهدف صدى أكبر نظراً إلى تصدر روي كين عناوين الأخبار هذا الأسبوع بسبب انتقاداته الصاخبة لصانع الألعاب، واستغل ماديسون ذلك في احتفاله، مشيراً إليه بأن يسكت.
ربما يرد كين بأن هذه كانت مباراة بين صاحبي المركزين الـ13 والـ14، وليست مباراة ذات أهمية كبيرة لجدول الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم يكن الهدف حقاً نتاجاً للعب هجومي مثالي، بل كان يونايتد يتعرض للكرات العرضية، ومرر سون هيونغ مين كرة عرضية تصدى لها أندريه أونانا لكنه حول الكرة إلى مساحة يقف فيها ماديسون الذي وجد الكرة عند قدميه.
لقد كان صانع الألعاب جيداً في وجوده هناك، وهو ما يمكن أن نقول عنه إنه كان مهماً نظراً إلى أن مجرد الوجود على أرض الملعب كان يشكل فارقاً حاسماً.
لقد كان الأمر مختلفاً لأن المباراة كانت في الغالب محددة بالهجوم المنخفض الجودة الذي يلغي الدفاع المنخفض الجودة، وكان هناك كثير من المساحات، لكن لم يكن أحد لديه الجودة الكافية للقيام بكثير من ذلك العمل الهجومي الصحيح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدا أن معظم التسديدات الأكثر تميزاً كانت تطير فوق العارضة بدلاً من اختبار حراس المرمى، ومن ثم كانت هناك لحظة حاسمة أخرى وهي إهدار جوشوا زيركزي تسديدة طائرة تماماً في القائم الخلفي، ولكن كما حدث مع جونسون ودورغو، فإن هذا لا يعني إقصاء زيركزي.
لقد قدم المهاجم الهولندي في الواقع معظم اللحظات الأكثر إنتاجية لمانشستر يونايتد، ويمكنك أن ترى كيف سيكون خياراً مفيداً - وخاصة كلاعب رابط - في فريق جيد، ولكن في فريق مثل هذا، فإن المسؤولية كبيرة للغاية، والشيء نفسه ينطبق على راسموس هويلوند وحتى أليخاندرو غارناتشو.
إن هذا الأمر غير عادل بالنسبة إليهما، ويثير مثل هذه التساؤلات حول عمليات التعاقد التي أبرمها النادي على مدى العامين أو الثلاثة أعوام الماضية.
ومع ذلك ماذا يستطيع المدير الفني أن يفعل؟ إن أداءً كهذا من شأنه أن يجلب مزيداً من التدقيق على أموريم، إذ يبدأ الناس بصورة معقولة في الإشارة إلى الحقائق المجردة، ففي عهده أصبح يونايتد أسوأ وكانت بعض قرارات الاختيار محيرة.
ولكن هذه ستكون قراءة سطحية للأوضاع، والحقيقة هي أن يونايتد كناد قد وصل إلى القاع، فقد تركته سلسلة من القرارات السيئة عند نقطة حيث يحتاج كل شيء فيه إلى إعادة البناء.
ولهذا السبب يجب استخدام مباريات هذا الموسم تقريباً ككتل بناء تكتيكية، لذا لا يبدو الأمر سيئاً لأموريم الذي يلجأ لأسلوب براغماتي في ظل إصابات فريقه السيئة، كاسيميرو على سبيل المثال لم يكن من الضروري أن يكون مكشوفاً تكتيكياً.
من المفهوم أن أموريم نفسه تهرب من سؤال حول ما إذا كان ينبغي النظر إلى هذا الموسم على أنه فترة تحضيرية ممتدة، فهو لا يستطيع أن يسمح للاعبيه بالتفكير بهذه الطريقة، وبعد كل شيء، لا يزال لديه بطولتا كأس يحاول الفوز بهما، وهذا شيء آخر يذكرنا بثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الـ20.
لقد اعترف أموريم بأن يونايتد في وضع "بقاء" من نوع ما، إذ يسعى فقط إلى تحسين الجوانب الفردية من أجل المباريات التالية.
ولكن يبدو الأمر وكأنه كل شيء يعاد، فقد كانت كثير من أحداث هذه المباراة متشابهة،
ولا يوجد كثير مما يمكن قراءته في هذا الأمر، وهذا لا يخبرنا بأي شيء ذي معنى عن قدرة أموريم على إدارة يونايتد، لأن هذا ليس ما ينبغي أن يكون عليه يونايتد أو أي شيء يشبه فريقه المثالي، وهذه هي النقطة التي تدور حولها الاستعدادات للموسم المقبل.
والمشكلة في هذا التمجيد المثالي هي أن الواقع قاتم للغاية، وهذا هو المكان الذي يتعين على الأندية أن تنظر فيه إلى الصورة الكبرى، وهذا هو المكان الذي يتعين عليها فيه إظهار الصبر وبعض الشجاعة.
قد يتعاطف بوستيكوغلو مع هذا أيضاً، ويمكنه الآن أن يأمل في أن يكون توتنهام قد تجاوز أزمته الخاصة، إذ يعود اللاعبون ويحققون انتصارات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وقد يشعر كثير ممن شاهدوا هذه المباراة بالشعور نفسه، إذ لم تكن، كما يقول المثل، إعلاناً للدوري الإنجليزي الممتاز، بل كانت بدلاً من ذلك عرضاً لقضايا أوسع نطاقاً، من الملكية إلى ازدحام جدول المباريات.
© The Independent