ملخص
تصدر بريطانيا نحو 209 آلاف طن من الصلب إلى الولايات المتحدة كل عام
سارعت الحكومة إلى وضع خطط لاستثمار 2.5 مليار جنيه استرليني (3.1 مليار دولار) في صناعة الصلب في بريطانيا، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة.
وسينشر وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز ورقة خضراء بعنوان "خطة الصلب" اليوم الأحد - قبل أسابيع عدة من الموعد المحدد - في إشارة إلى كيفية إرسال تعريفات ترمب موجات الصدمة عبر الحكومة البريطانية اليائسة لتحفيز النمو الاقتصادي.
وفي حديثه إلى صحيفة "أوبزرفر"، قال رينولدز إنه حتى قبل عودة ترمب إلى البيت الأبيض كانت الحكومة عازمة على تعزيز وتوسيع صناعة الصلب في بريطانيا، لكن تصرفات الرئيس الأميركي جعلت الحاجة إلى التحرك أكثر إلحاحاً.
وفي إشارة إلى تعريفات ترمب أضاف "من الواضح أن هذا يمثل تحدياً آخر ولكنه يجعل تقديم الاستراتيجية أكثر أهمية".
ورفضت بريطانيا حتى الآن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وكندا في التهديد بالانتقام الفوري إذا مضت الولايات المتحدة قدماً وفرضت ضرائب الاستيراد بنسبة 25 في المئة الشهر المقبل. وتصدر بريطانيا نحو 209 آلاف طن من الصلب إلى الولايات المتحدة كل عام وتستورد نحو 160 ألف طن، مما يجعلها ثاني أكبر سوق تصدير بعد الاتحاد الأوروبي.
وقال رينولدز إنه لا يزال متفائلاً بأن المحادثات مع المسؤولين الأميركيين قد تؤدي إلى حل قبل حدوث أضرار جسيمة، وأضاف "ليس من مصلحتنا أن تكون لدينا هذه التعريفات".
تعريفات ترمب تهدد صادرات الصلب البريطانية
وقال المدير العام لهيئة الصناعة البريطانية، جاريث ستاس، الأسبوع الماضي إن الإجراء الأميركي من شأنه أن يخنق صادرات بريطانيا ويضر بميزان التجارة في وقت كانت فيه الحمائية العالمية في ارتفاع.
وقال ستاس "الولايات المتحدة هي ثاني أكبر سوق تصدير لدينا بعد الاتحاد الأوروبي، وهذه الخطوة تهدد أكثر من 400 مليون جنيه استرليني (503.8 مليون دولار) من صادرات الصلب كل عام".
في بيانها الانتخابي، أعلنت المعارضة العمالية قبل توليها الحكومة عن خطط لإنفاق 2.5 مليار جنيه استرليني (3.1 مليار دولار) من أجل "إعادة بناء صناعة الصلب في بريطانيا"، إذ من المزمع تخصيص هذه الأموال جنباً إلى جنب مع حزمة منفصلة بقيمة 500 مليون جنيه استرليني (629.7 مليون دولار) لشركة "تاتا ستيل" لتمويل إنتاج الصلب الجديد في بورت تالبوت في جنوب ويلز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والآن، يعتزم الوزراء تسريع القرارات في شأن أفضل الطرق لاستخدام هذه الأموال لتعزيز صناعة الصلب، مع التركيز على التمويل الحكومي المشترك للمشاريع المبتكرة التي يقودها القطاع الخاص، ويشمل الهدف التأكد من أن صناعة الصلب في بريطانيا، التي تعاني ضعفاً شديداً، ستظل قادرة على أن تكون المورد الأساس في مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تشكل جزءاً أساساً من حملة الحكومة للنمو.
"بريطانيا في حاجة إلى الرد على ترمب"
وفي الأسبوع الماضي نقل مطار هيثرو أخباراً سارة لصناعة الصلب البريطانية وللصناعة بصورة عامة، من خلال تعهده باستخدام الصلب المصنوع في بريطانيا في أكبر برنامج استثماري له على الإطلاق، وأشار إلى أنه سيستمر في ذلك إذا جرى الحصول على الضوء الأخضر الرسمي لاقتراح بناء المدرج الثالث، وتشمل خطط مطار هيثرو التي ستستخدم الفولاذ البريطاني تطوير البنية التحتية للمحطة الرئيسة الجديدة، إضافة إلى الاستثمار في سعة المحطتين الثانية والخامسة.
وفي جلسة أسئلة رئيس الوزراء الأربعاء الماضي، قال زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي، إد ديفي، لكير ستارمر إن بريطانيا في حاجة إلى الرد على ترمب بشكل أكثر حزماً، وقال ديفي "الجلوس مكتوفي الأيدي على أمل ألا يؤذينا ترمب لن ينجح، بريطانيا في حاجة إلى التفاوض من موقع قوة".
ورد ستارمر قائلاً إن رد بريطانيا سيكون قائماً على "تقييم هادئ للتداعيات... لكننا دائماً ما سنضع مصلحتنا الوطنية ومصلحة عمال الصلب أولاً".
وستستعرض الورقة الخضراء القضايا الطويلة الأمد التي تواجه صناعة الصلب، مثل ارتفاع كلفة الطاقة والاضطرابات الدولية - بما في ذلك تأثيرات التعريفات الجمركية - وإعادة تدوير الخردة المعدنية، بهدف حماية الوظائف ومستويات المعيشة في مناطق إنتاج الصلب في بريطانيا.
ومن المتوقع إنفاق جزء من استثمار الـ2.5 مليار جنيه استرليني (3.1 مليار دولار) على أفران القوس الكهربائي، التي يمكنها تسخين الصلب إلى درجات حرارة عالية من دون حرق الوقود الأحفوري.
وقال رينولدز "صناعة الصلب في بريطانيا لها مستقبل طويل الأمد تحت هذه الحكومة، وقلنا ذلك خلال الانتخابات، ونحن الآن نفي بذلك".