ملخص
قال كورني نانغا زعيم "تحالف نهر الكونغو" الذي يضم متمردي حركة "23 مارس"، "أؤكد أننا دخلنا بوكافو هذا المساء، وغداً سنواصل العملية لتطهير المدينة".
انتشرت مشاهد الفوضى في مدينة بوكافو شرق الكونغو اليوم السبت، بعد وصول حركة "23 مارس" المتمردة المدعومة من رواندا إلى مشارف المدينة، في حين أثار تهديد قائد الجيش الأوغندي بمهاجمة بلدة كونغولية المخاوف من أن يتحول الصراع إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
ويواصل المتمردون تقدمهم جنوباً نحو بوكافو، ثاني أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، منذ استيلائهم على جوما، أكبر مدن البلاد، في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي لـ"رويترز" اليوم، إن مستودعاً تابعاً للبرنامج في بوكافو كان يضم 6800 طن من الغذاء، تعرض للنهب.
وأضاف المتحدث كلود كالينجا، إن الإمدادات المسروقة ستزيد من الصعوبات على من هم بحاجة إليها، إذ تم تعليق أنشطة البرنامج بالفعل منذ أسابيع بسبب تدهور الوضع الأمني.
أعيرة نارية ولصوص
وأفاد عدد من سكان بوكافو بسماع إطلاق نار متقطع خلال الليل وحتى صباح اليوم، وأضافوا أن الأعيرة النارية أطلقها لصوص.
وقال كورنيل نانجا زعيم تحالف المتمردين الذي يضم حركة "23 مارس" مساء أمس الجمعة، إن المتمردين دخلوا بوكافو وسيواصلون عملياتهم في المدينة اليوم.
وقال اثنان من سكان ضاحية "باجيرا" الشمالية في بوكافو، إنهما شاهدا متمردين في الشوارع، ولا توجد أية دلالة على اندلاع قتال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن مصدراً في حركة "23 مارس" وضابطين في الجيش الكونغولي وعدداً من سكان بوكافو، قالوا اليوم إن المتمردين لم يدخلوا بعد إلى وسط المدينة.
وقال أحد ضباط الجيش، إن إجلاء الجنود تم لتجنب وقوع "مذبحة" مثلما حدث في جوما، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 3 آلاف شخص قُتلوا في الأيام التي سبقت الاستيلاء على تلك المدينة.
وأفاد شهود عيان بأن جنوداً كونغوليين شوهدوا في شوارع بوكافو اليوم، وأضرم الجنود النار في مستودع للأسلحة في قاعدتهم العسكرية هناك، وفقاً لما ذكره خمسة سكان ومصدر عسكري.
ويمثل الاستيلاء على بوكافو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، توسعاً غير مسبوق للأراضي الخاضعة لسيطرة حركة "23 مارس" منذ بدء التمرد الأخير في 2022، ويشكل ضربة أخرى لسلطة كينشاسا في المناطق الحدودية الشرقية للكونجو، الغنية بالمعادن.
وقال قائد قوات الدفاع الأوغندية الجنرال موهوزي كينيروجابا في منشور على "إكس" اليوم، إنه سيهاجم مدينة بونيا في شرق الكونغو المجاورة ما لم تسلم "كل القوات" هناك أسلحتها خلال 24 ساعة.
لا حل عسكرياً
والتهديد الذي أطلقه نجل الرئيس يويري موسيفيني، كينيروجابا، يزيد المخاوف من انزلاق منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا مرة أخرى إلى حرب أوسع نطاقاً تعيد إلى الأذهان الصراعات في التسعينيات والعقد الأول من القرن الـ21 التي أودت بحياة الملايين.
ويدعم الجيش الأوغندي منذ 2021 الجيش الكونغولي في حربه ضد المتشددين الإسلاميين في الشرق، ونشر ألف جندي آخر هناك في أواخر يناير الماضي وأوائل فبراير (شباط) الجاري.
لكن خبراء بالأمم المتحدة يقولون إن أوغندا دعمت أيضاً حركة "23 مارس" التي يقودها أشخاص من عرقية التوتسي.
من جهة أخرى، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال قمة للاتحاد الأفريقي اليوم على بدء حوار بين الأطراف المتحاربة في شرق الكونغو الديمقراطية.
وقال غوتيريش أمام الحضور "لا يوجد حل عسكري، يجب أن تنتهي الأزمة، ويجب أن يبدأ الحوار".
وحث زعماء التكتلين الإقليميين في شرق وجنوب أفريقيا الأسبوع الماضي، جميع الأطراف على إجراء محادثات مباشرة، لكن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي رفض مراراً التحدث مباشرة مع حركة "23 مارس"، وألغى ظهوره في قمة الاتحاد الأفريقي، وأرسل رئيس الوزراء لتمثيل الكونغو.
وعقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي اجتماعاً مغلقاً في وقت متأخر أمس، لمناقشة الأزمة، وتنفي كيجالي دعم حركة "23 مارس"، وكتب الرئيس بول كاجامي على "فيسبوك" في وقت مبكر من اليوم يقول، إنه أبلغ الاجتماع أن "رواندا ليست لها علاقة بمشكلات الكونغو".
لحماية الكونغو
وحذرت الولايات المتحدة من أنها قد تفرض عقوبات على مسؤولين روانديين وكونغوليين. وحث البرلمان الأوروبي أول من أمس الخميس، الاتحاد الأوروبي على تجميد الدعم المباشر لموازنة رواندا، كما ذكر الاتحاد الأوروبي اليوم أنه يبحث استخدام كل الوسائل المتاحة لحماية الكونغو.
وقال المتحدث باسم السياسة الخارجية بالاتحاد أنور العوني على منصة "إكس"، إنه "قلق حيال الأنباء التي تفيد بسيطرة قوات حركة (23 مارس) المدعومة من رواندا على مطار كافومو ودخولها إلى بوكافو، متجاهلة النداءات الدولية لوقف إطلاق النار"، مضيفاً "الانتهاك المستمر لسلامة أراضي الكونغو الديمقراطية لن يمر من دون رد".
وقال زعيم للمتمردين في جمهورية الكونغو الديمقراطية إن متمردي حركة "23 مارس" المدعومة من رواندا دخلوا أمس الجمعة بوكافو ثاني أكبر مدينة في شرق البلاد. وأفاد سكان بأنهم رأوا مسلحين في شوارع أحد أحياء بوكافو.
وأكد جيش الكونغو في وقت سابق أن حركة "23 مارس" سيطرت على مطار كافومو الاستراتيجي شمال بوكافو، وأن قواته انسحبت بعتادها.
وسيمثل الاستيلاء على بوكافو عاصمة إقليم ساوث كيفو توسعاً غير مسبوق في حجم الأراضي الخاضعة لسيطرة حركة "23 مارس" منذ بدء أحدث تمرد في 2022.
وقال كورني نانغا زعيم "تحالف نهر الكونغو" الذي يضم متمردي حركة "23 مارس"، "أؤكد أننا دخلنا بوكافو هذا المساء، وغداً سنواصل العملية لتطهير المدينة".
ولم يرد جيش الكونغو بعد على طلب للتعليق.
وفي وقت سابق أكد المتحدث باسم جيش الكونغو سيلفان إيكينغ أن المتمردين سيطروا على مطار كافومو، وأن قوات الجيش انسحبت بعتادها. ولم يذكر المكان الذي انسحبت إليه القوات، لكن اثنين من السكان ومصدراً في الأمم المتحدة قالوا إن قوات من الكونغو وبوروندي شوهدت وهي تغادر معسكر سايو الرئيس في بوكافو.
وقال أحد الأشخاص الذي يعيش قرب المعسكر "إنهم ينسحبون لتجنب القتال في المناطق المأهولة بالسكان".
وأكد ضابط من الكونغو طلب عدم ذكر اسمه أن بعض القوات، وليس كلها، غادرت المعسكر.