Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناوشات بين الجيش ومحتجين في اعتصام لـ"حزب الله" قرب مطار بيروت

الحكومة تؤكد ملاحقة المخلين بالأمن وأكثر من 25 موقوفاً بعد الهجوم على "يونيفيل"

ملخص

أعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "يونيفيل" إصابة أحد ضباطها بجروح في إحراق إحدى مركباتها أمس الجمعة على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه حشد من أنصار "حزب الله" في هجوم دانته بشدة السلطات اللبنانية.

يخيم التوتر على العاصمة اللبنانية حيث نفذ "حزب الله" عصر اليوم السبت اعتصاماً على طريق المطار القديم عند جسر الكوكودي، "استنكاراً للتدخل الإسرائيلي وإملاء الشروط واستباحة السيادة"، وذلك غداة اعتداء أنصاره على موكب لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أمس الجمعة مما أسفر عن إصابة نائب قائد القوة المنتهية ولايته.

وحمل المشاركون في الاعتصام أعلام لبنان و"حزب الله" وإيران، ورددوا هتافات مناهضة لإسرائيل وأميركا. وأثناء الاعتصام، صودف عبور قافلة لـ"يونيفيل" ترافقها آليات للجيش اللبناني الذي فتح الطريق لمرور الموكب من دون أن يتعرض أحد له.

وبعد كلمة لمسؤول "حزب الله" محمود قماطي خلال الاعتصام، حاول عدد من المحتجين الاقتراب من مدخل حرم المطار، ما أشعل مواجهات بينهم وبين جنود الجيش اللبناني الذين أطلقوا عدداً من القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ورد هؤلاء برمي الحجارة على الجيش، وفق ما أفادت " الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية.

وأضافت الوكالة أنه قبل كلمة قماطي، حاول عدد من المحتجين تحت جسر الكوكودي الاعتداء على دورية للـ"يونيفيل" كانت تمر في المكان متجهةً نحو المطار.

وأفادت الوكالة بأن المحتجين يحاولون إشعال الإطارات بهدف إغلاق طريق المطار القديمة لكن عناصر الجيش يعملون على منعهم عبر إطلاق القنابل المسيلة للدموع.

وبسبب التظاهرة، اضطر عدد من المسافرين للتوجه إلى المطار سيراً على الأقدام بعد تعذر وصولهم بالسيارة.

أكثر من 25 موقوفاً

في غضون ذلك، أعلن الجيش اللبناني أنه نفذ أمس واليوم "سلسلة عمليات أمنية ومهام حفظ أمن في إطار ملاحقة المتورطين" في الاعتداء أمس على موكب "يونيفيل" وجنود لبنانيين، مضيفاً أنه "تم توقيف عدد من المتورطين، ويجري التحقيق معهم بإشراف القضاء المختص".

وحذر الجيش المواطنين من "ارتكاب أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة"، وشدد على "ضرورة الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي"، مؤكداً أنه لن يتهاون مع أي "إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي".

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الجيش اللبناني نفذ مداهمات في الضاحية الجنوبية لبيروت بحثاً عن متورطين في الاعتداء على "يونيفيل"، وأنه يسير دوريات مؤللة في مختلف أرجاء الضاحية ضمن تدابير استثنائية ستستمر خلال الأيام المقبلة.

وكان وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار أعلن في وقت سابق اليوم أن القوى الأمنية أوقفت أكثر من 25 شخصاً، في إطار ملاحقة المتورطين بالهجوم على موكب "يونيفيل".

وقال الحجار في مؤتمر صحافي بعد اجتماع أمني طارئ، "حتى الآن، لدينا أكثر من 25 موقوفاً لدى استخبارات الجيش اللبناني... وهناك موقوف لدى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي"، موضحاً أن "هذا لا يعني أن هؤلاء الموقوفين ارتكبوا الاعتداء على ’يونيفيل‘، لكن التحقيقات ستظهر من هو المسؤول ومن المرتكب"، مؤكداً أنها "ستتواصل بصورة جدية جداً".

ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية عن وزير الداخلية تأكيده "رفض الحكومة اللبنانية هذا الاعتداء الذي يعد جريمة في حق قوات حفظ السلام".

سلام يؤكد رفض الشغب

وفي ضوء التطورات، ترأس رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بعد ظهر اليوم اجتماعاً حضره عدد من الوزراء، وتوجه لاحقاً إلى قصر بعبدا حيث اجتمع برئيس الجمهورية.

وعقب لقائه عون، أكد سلام رفض الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، مشيراً إلى أن "حرية التعبير لا علاقة لها بما يحصل في الشارع". وأكد "ضرورة التشدد في  تطبيق القانون ومحاكمة كل من أساء للقوى الأمنية"، لافتاً إلى أن "اليونيفيل عامل استقرار في الجنوب ونحن بحاجة لها والاعتداء عليها جريمة بحق لبنان، ومَن يظن أن ما حصل يسرّع الإنسحاب الإسرائيلي فهو مخطئ".

وشدّد سلام على أن "سلامة أمن مطار بيروت فوق كل اعتبار ولن نتسامح في مسألة الإخلال بأمنه". وقال، "نتواصل مع السلطات الإيرانية بشأن الطائرة الإيرانية لتأمين عودة اللبنانيين إلى بيروت". وقال إن مسألة تعليق الأذونات للطائرات الإيرانية بالهبوط في لبنان مرتبطة بعدة مسائل متعلقة بأمن المطار وسير العمل فيه، ولا سيما بسبب إدراج الخطوط الإيرانية على لائحة العقوبات الأوروبية.

وفي ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، قال سلام إن الحكومة تواصل مساعيها إلى حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي لإتمام الانسحاب خلال الـ18 من فبراير (شباط) الجاري.

وعقب الاجتماع في السرايا الحكومي، قال وزير العدل عادل نصار إن سلام دعا الوزراء المعنيين إلى "اجتماع تشاوري نظراً إلى ما حصل أمس على طريق المطار، وتم تأكيد تمسك الدولة اللبنانية بكل مبادئ الحريات العامة ومنها حرية التعبير والتظاهر". وتابع "هناك تأكيد بمنع التعرض للأملاك العامة ولحرية التنقل، وهناك إدانة أيضاً للتعرض لـ’يونيفيل‘" واتخاذ جميع التدابير للتأكد من عدم تكرار هذه الأحداث.

بدوره، قال وزير الأشغال العامة فايز رسامني إن "سلامة المطار والمسافرين خط أحمر"، مضيفاً أن الدولة تعمل على إعادة اللبنانيين الذين علقوا في مطار طهران بعد أن قررت السلطات اللبنانية حجب إذن الهبوط عن رحلات إيرانية. وأوضح الوزير أن طهران لم تأذن بعد للطائرات اللبنانية بالتوجه إليها لإعادة المواطنين اللبنانيين، والعمل جار على تأمين عودتهم عبر دول ثالثة وتحديداً العراق.

عون يؤكد عدم التهاون مع زعزعة الاستقرار

أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن القوى الأمنية "لن تتهاون مع أية جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد"، مديناً الاعتداء على موكب نائب قائد الـ"يونيفيل" أثناء مروره على طريق المطار مساء أمس بعدما أغلقه حشد من أنصار "حزب الله".

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن "رئيس الجمهورية ​جوزاف عون​ تابع التطورات المتعلقة بقطع الطرق وإشعال النيران وأعمال الشغب، وأصدر توجيهاته للجيش والقوى الأمنيّة بوقف هذه الممارسات، وفتح جميع الطرق، وإزالة العوائق من الشّوارع. كما شدّد على ملاحقة المخلين بالأمن واعتقالهم، وإحالتهم إلى القضاء الذي باشر تحقيقاته الميدانية"، ولفتت إلى أنّ "الرئيس عون دان الاعتداء الذي تعرّض له موكب نائب قائد اليونيفيل أثناء مروره على طريق المطار، واطمأن على حالته بعد إصابته بجروح، وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم".

وأكّد عون أن "ما حدث الليلة الماضية على طريق المطار وفي بعض مناطق بيروت، تصرفات مرفوضة ومدانة، ولا يمكن السماح بتكرارها. كما أن القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد، وأهاب بـ"عدم الانجرار وراء دعوات مشبوهة قد تؤدي إلى تكرار ممارسات مشابهة"، مشدّداً على أن "التعبير عن أي موقف يجب أن يكون سلمياً". وأعلن أن "القوى الأمنيّة ستقوم بواجبها في حفظ الأمن إذا تجاوزت ردود الفعل الحدود المسموح بها، بخاصة إذا شكّلت تهديداً لأمن المواطنين وسلامتهم".

كما نددت وزارة الخارجية الأميركية بالهجوم "العنيف على موكب اليونيفيل في بيروت الذي تردد أنه من تنفيذ مجموعة من أنصار حزب الله"، وأشادت بالتزام الحكومة اللبنانية اتخاذ جميع التدابير لمحاسبة المسؤولين عن هجوم بيروت وبالاستجابة السريعة للجيش اللبناني لمنع مزيد من العنف.

إصابة ضابط في الـ"يونيفيل" بجروح

وأعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "يونيفيل" إصابة أحد ضباطها بجروح في إحراق إحدى مركباتها أمس الجمعة على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه حشد من أنصار "حزب الله" في هجوم دانته بشدة السلطات اللبنانية.

وجاء إحراق المركبة في حين كان عشرات من مناصري "حزب الله" يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت الدولي لليلة الثانية على التوالي.

وقطع العشرات من أنصار "حزب الله" مساء أول من أمس الخميس مدخل مطار بيروت والطريق الدولية المؤدية إليه بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على إبلاغ السلطات خطوط "ماهان" الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية ومسؤول في المطار.

وجاء في بيان لـ"اليونيفيل" أمس، "تعرضت قافلة تابعة لقوات حفظ السلام من اليونيفيل مساء اليوم لهجوم عنيف أثناء توجهها إلى مطار بيروت، حيث أضرمت النيران في إحدى مركبات القافلة. وأسفر الهجوم عن إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته".

وأفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية بأنه شاهد سيارة محترقة على طريق المطار تحمل شعار الأمم المتحدة، وبأن الجيش اللبناني ضرب طوقاً حول السيارة.

وطالبت "يونيفيل" في بيانها "السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة"، لافتة إلى أن "مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وقد تشكل جرائم حرب".

ووصفت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس - بلاسخارت الواقعة بأنها "غير مقبولة". وجاء في بيان لها على منصة "إكس"، "مثل هذا الاعتداء العنيف يهدد سلامة موظفي طاقم الأمم المتحدة الذين يبذلون جهوداً متواصلة للحفاظ على الاستقرار في لبنان، وغالباً ما يواجهون أخطاراً كبيرة أثناء أدائهم لعملهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نواف سلام يدين بشدة الهجوم

من جهته دان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بشدة الهجوم، فيما تعهد الجيش اللبناني العمل "بكل حزم على منع أي مساس بالسلم الأهلي وتوقيف المخلين بالأمن".

ولم تعرف على الفور هويات الأشخاص الذين أحرقوا السيارة.

وفي حين لم يصدر "حزب الله" على الفور أي تعليق، اعتبرت حليفته حركة "أمل" بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "الاعتداء على (اليونيفيل) هو اعتداء على جنوب لبنان". وأشارت الحركة في بيانها إلى أن "قطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الأهلي".

من جهتها أوردت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" أن "عناصر فوضوية وغير منضبطة تقوم بإحداث فوضى مشبوهة الأهداف على طريق المطار تشمل قطعاً للطريق وإحراقاً للوحات الإعلانية"، من دون الإشارة صراحة إلى إحراق السيارة.

اتفاق وقف النار بين إسرائيل و"حزب الله"

وقال مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مساء أول من أمس الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية إن "المطار تلقى طلباً من وزارة الأشغال العامة والنقل بإبلاغ خطوط "ماهان" الإيرانية بعدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت، واحدة كانت مقررة مساء الخميس وأخرى الجمعة". وأضاف "أرجئت الرحلتان إلى الأسبوع المقبل"، من دون تحديد السبب.

واتهمت إسرائيل مراراً "حزب الله" باستخدام المطار الوحيد في لبنان لنقل أسلحة من إيران، وهو ما ينفيه الحزب ومسؤولوه.

ويسري منذ الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 اتفاق لوقف النار بين إسرائيل و"حزب الله" أعقب مواجهة مفتوحة بينهما، وتم التوصل إليه بوساطة أميركية ورعاية فرنسية. وكان يفترض تطبيق بنوده ضمن مهلة 60 يوماً قبل أن يتم تمديدها حتى الثلاثاء المقبل.

المزيد من الأخبار