ملخص
تزامن صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول الصناعية الكبرى المستهلكة للنفط والغاز مع استمرار ضعف أسعار النفط في السوق بعد أنباء اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مفاوضات في شأن تسوية أزمة حرب أوكرانيا
زادت عائدات روسيا من تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية في يناير (كانون الثاني) الماضي بمقدار ما يقارب مليار دولار على رغم تشديد العقوبات الأميركية والغربية مجدداً على صادرات الطاقة الروسية.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر أول من أمس الخميس زادت عائدات روسيا من النفط ومشتقات التكرير بمقدار 900 مليون دولار الشهر الماضي لتصل حصيلة عائدات التصدير إلى 15.8 مليار دولار في الشهر الأول من العام الحالي 2025، على رغم حزمة العقوبات الأميركية الجديدة على تصدير النفط الروسي التي وصفها تقرير الوكالة بأنها "تعقد عمليات الشحن بإضافة
متطلبات جديدة للشحن البحري بهدف تقليل الإنتاج النفطي الروسي على المدى البعيد"، إلا أن ذلك على ما يبدو لم يؤثر في الصادرات النفطية الروسية على حد قول الوكالة في تقريرها الذي أضاف "مع ذلك فإن طرق الشحن البحري المخادعة للحفاظ على استمرار تلك الصادرات ذات العائد الكبير ومخاوف الآثار الجانبية للعقوبات بتعطيل عمليات الشحن البحري العالمية تضعف تلك المحاولات الأميركية لتعطيل الإنتاج الروسي".
وزاد إنتاج النفط الروسي الشهر الماضي بمقدار 100 ألف برميل يومياً ليصل إنتاج يناير الماضي إلى 9.25 مليون برميل يومياً، وتم بيع كل الصادرات الروسية من النفط والمشتقات بأسعار أعلى من السقف الذي حددته العقوبات الأميركية والغربية عند 60 دولاراً للبرميل، وخفضت الوكالة تقديراتها لنمو الإنتاج النفطي الروسي هذا العام بمقدار 150 ألف برميل يومياً فحسب.
الطلب والأسعار
تزامن صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول الصناعية الكبرى المستهلكة للنفط والغاز مع استمرار ضعف أسعار النفط في السوق بعد أنباء اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مفاوضات في شأن تسوية أزمة حرب أوكرانيا، وأنهت أسعار الخام تعاملات أول من أمس الخميس عند سعر 74.80 دولار للبرميل من خام "برنت" القياسي وسعر 70.79 دولار للبرميل من الخام الأميركي الخفيف "غرب تكساس"، مما أضاف لتقديرات السوق في شأن أسعار النفط أرقام التضخم في الولايات المتحدة الصادرة الأربعاء الماضي، والتي جاءت مرتفعة أكثر من المتوقع، وقد يعني ذلك تردد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أكثر في الاستمرار بمسار خفض أسعار الفائدة.
ورفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب على النفط هذا العام 2025 بصورة طفيفة مع الإشارة إلى ثبات العرض في ظل مزيد من الالتزام من أعضاء تحالف "أوبك+" بسقف الإنتاج المخفض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقدرت الوكالة نمو الطلب العالمي على النفط بزيادة بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً، وهو تقدير أعلى من تقديرها السابق بنمو الطلب بمقدار 1.05 مليون برميل يومياً في 2025، وسيصل حجم الطلب العالمي المتوقع هذا العام إلى 104 ملايين برميل يومياً في المتوسط.
ويظل نمو الطلب أقل من معدلات نموه عام 2023 حين وصل النمو السنوي في الطلب العالمي على النفط إلى مليوني برميل يومياً، لكن النمو المتوقع هذا العام أعلى بوضوح عن النمو العام الماضي 2024، والذي أعيد تقديره عند زيادة بمقدار 870 ألف برميل يومياً، وكانت التقديرات أن ينمو الطلب العام الماضي بمقدار 940 ألف برميل يومياً.
زيادة الطلب وثبات العرض
جاء رفع وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام ليقلص الفارق بين تقديراتها وتقديرات منظمة "أوبك" التي تتوقع نمو الطلب العالمي هذا العام بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً.
وحول نمو الطلب العالمي هذا العام يشير تقرير الوكالة إلى أن الطلب الصيني على النفط يظل العامل الأكبر في زيادة الطلب على رغم تراجع نسبته نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين. وستكون حصة الصين من نمو الطلب العالمي على النفط عند نسبة 19 في المئة، بينما كانت حصتها في العقد الماضي عند نسبة 60 في المئة في المتوسط.
وعاد الطلب الصيني على النفط إلى النمو في الربع الأخير من العام الماضي 2024، وإن كان القدر الأكبر من الزيادة هو في ارتفاع الطلب من قطاع البتروكيماويات.
وأشار التقرير إلى التغيرات الهيكلية في الطلب الصيني على النفط، إذ يرى أن الطلب على أهم المشتقات البترولية (البنزين والكيروسين ووقود الطائرات والغاز النفطي) تراجع بصورة طفيفة في 2024، مما يعني أن استخدامات الوقود في الصين ربما وصلت إلى ذروتها بالفعل.
ولفت التقرير إلى أن السوق لم تشهد تخمة معروض نتيجة التزام تحالف "أوبك+" باتفاق سقف الإنتاج لأعضاء التحالف، وأن تحسن التزام "أوبك+" بالأهداف المتفق عليها يؤثر في تقديرات العرض لهذا العام".
وانخفض إنتاج الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" الشهر الماضي بمقدار 280 ألف برميل يومياً في المتوسط، أما إنتاج الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" الذي يضم 12 دولة بمقدار 480 ألف برميل يومياً في يناير الماضي.
ونتيجة موجة البرد القارس في نصف الكرة الشمالي، الذي أثر سلباً في الإنتاج من أميركا الشمالية، وانخفاض إنتاج ليبيا ونيجيريا تراجع المعروض العالمي من النفط الشهر الماضي بمقدار 950 ألف برميل يومياً.