ملخص
قال الكرملين إن هناك خططاً للإعداد لاجتماع بين بوتين وترمب، ربما في السعودية. وأشار دميتري بيسكوف إلى أن أوكرانيا ستشارك "بالطبع" في محادثات السلام بطريقة ما، لكن سيكون هناك أيضاً مسار تفاوضي ثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس أن اجتماعاً سيعقد في السعودية الأسبوع المقبل بين مسؤولين أميركيين وروس كبار، ستشارك فيه أوكرانيا.
وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، تعليقاً على محاولات إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، "(الجمعة) سيكون هناك اجتماع في ميونيخ، ثم الأسبوع المقبل سيكون هناك اجتماع في السعودية، ليس معي أو مع الرئيس بوتين، ولكن مع كبار المسؤولين، وأوكرانيا ستكون جزءاً من هذا الاجتماع أيضاً، وسنرى ما إذا كان بإمكاننا إنهاء هذه الحرب".
وفي وقت سابق أمس الخميس، قال ترمب إن مسؤولين أميركيين وروساً سيلتقون في ميونيخ، المدينة الألمانية التي تستضيف مؤتمراً أمنياً دولياً، اليوم الجمعة، مضيفاً أن أوكرانيا مدعوة أيضاً.
وأضاف للصحافيين "سيعقدون اجتماعاً في ميونيخ، ستكون روسيا هناك مع مسؤولينا، وتمت أيضاً دعوة أوكرانيا. لا أعلم تحديداً من سيحضر الاجتماع من كل دولة، لكن أشخاصاً مهمين من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة (سيحضرون)".
وعندما سئل البيت الأبيض عن مزيد من التفاصيل، أحجم عن التعليق.
وقال مصدر أوكراني، طلب عدم الكشف عن هويته، "حتى الآن ليس لدى أوكرانيا أي علم بهذا الأمر (اجتماع ميونيخ) باستثناء ما ذكرته وسائل الإعلام".
وقال دميتري ليتفين، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، للصحافيين "ينبغي أن يكون هناك موقف مشترك متفق عليه (مع حلفاء كييف) على الطاولة للتحادث مع الروس، حالياً ليس هناك أي شيء على الطاولة، ليست هناك محادثات مرتقبة مع الروس". وأضاف أن "الموقف الأوكراني لا يزال بلا تغيير، يجب على أوكرانيا التحدث أولاً مع أميركا، ويجب على أوروبا أن تشارك في أي نقاش جدي من أجل سلام حقيقي ودائم".
دور أوروبي
وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من سلام يكون بمثابة "استسلام" لأوكرانيا، متسائلاً إذا كان نظيره الروسي فلاديمير بوتين مستعداً "بصدق" لوقف إطلاق نار "دائم"، وذلك في مقابلة مع صحيفة "فايننشل تايمز" نشرت الجمعة.
وقال ماكرون إن "سلاماً يكون بمثابة استسلام هو خبر سيئ للجميع"، وأضاف "السؤال الوحيد في هذه المرحلة هو هل الرئيس بوتين مستعد لوقف إطلاق النار بصورة صادقة ودائمة ومستدامة"، مشدداً على أن أوروبا سيكون لها "دور تؤديه" في المناقشات المتعلقة بالأمن الإقليمي.
مخاوف في أوروبا من "صفقة"
وكان الرئيس الأميركي قال أمس الخميس إن أوكرانيا ستشارك في محادثات سلام مع روسيا، بعدما حذرت كييف وحلفاؤها الأوروبيون من "صفقة" بين واشنطن وموسكو، عقب مكالمة هاتفية بين ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض إن أوكرانيا سيكون لها مقعد على الطاولة في أية مفاوضات سلام مع روسيا في شأن إنهاء الحرب، وأضاف "إنهم جزء من الأمر، ستكون أوكرانيا معنا، وروسيا معنا، وسيكون معنا مشاركون آخرون، كثير من الناس".
وحين سئل عن مدى ثقته في بوتين، قال "أعتقد أنه يرغب في حدوث شيء ما، أثق به في هذا الشأن"، وقال الرئيس الأميركي أيضاً إنه يجب إعادة روسيا لمجموعة الدول السبع.
وانتعشت الأسواق المالية الروسية وارتفع سعر ديون أوكرانيا مع احتمال عقد أول محادثات منذ سنوات، لإنهاء أشد الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن سعي ترمب الأحادي إلى مفاتحة بوتين وما ترافق معه من تنازلات في ما يبدو بخصوص مطالب أوكرانيا الرئيسة، أثار قلق كييف والحلفاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي الذين قالوا إنهم يخشون أن يتوصل البيت الأبيض إلى اتفاق من دونهم.
وقال الرئيس الأوكراني "نحن، باعتبارنا دولة مستقلة، لن يكون من الممكن أن نقبل أي اتفاقات من دوننا". وأضاف أن بوتين يستهدف جعل مفاوضاته ثنائية مع الولايات المتحدة، ومن المهم عدم السماح بذلك.
من جانبه قال الكرملين إن هناك خططاً للإعداد لاجتماع بين بوتين وترمب، ربما في السعودية. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن أوكرانيا ستشارك "بالطبع" في محادثات السلام بطريقة ما، لكن سيكون هناك أيضاً مسار تفاوضي ثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا.
واتخذ المسؤولون الأوروبيون نهجاً صارماً بصورة معلنة وعلى نحو استثنائي تجاه مبادرة السلام التي اقترحها ترمب، قائلين إن أي اتفاق سيكون من المستحيل تنفيذه ما لم يجر إشراكهم هم والأوكرانيين في التفاوض عليه.
وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "أي حل سريع هو صفقة قذرة"، كما نددت بما قدم سلفاً من تنازلات واضحة. وأضافت "لماذا نعطيهم (الروس) كل ما يريدونه حتى قبل بدء المفاوضات؟ إنه استرضاء، لا نجاح لهذا أبداً"، وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن وزراء وافقوا على الانخراط في "حوار صريح وشاق" مع مسؤولين أميركيين.
"أفضل مفاوض"
ترمب أجرى الأربعاء أول مكالمة هاتفية يعلنها بين الرئيس الأميركي وبوتين منذ الهجوم الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ثم أعقبها بمكالمة هاتفية مع زيلينسكي، وقال ترمب إنه يعتقد أن الرجلين يريدان السلام.
لكن إدارة ترمب قالت علناً للمرة الأولى أيضاً إن من غير الواقعي أن تتوقع أوكرانيا العودة لحدود ما قبل عام 2014 أو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ضمن أي اتفاق، وإن القوات الأميركية لن تشارك في أية قوة أمنية بأوكرانيا قد يتم تشكيلها لضمان وقف إطلاق النار.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الذي كشف عن السياسة الجديدة في تصريحات بمقر حلف شمال الأطلسي الخميس، إن العالم محظوظ بوجود ترمب، وإنه "أفضل مفاوض في الكوكب، والذي يجمع بين الجانبين للتوصل إلى سلام عبر المفاوضات".
وأشار المتحدث باسم الكرملين بيسكوف إلى أن موسكو "معجبة" باستعداد ترمب للسعي إلى تسوية.