Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن: عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل 2014 هدف غير واقعي

وزير الدفاع الأميركي لا يرى في انضمام كييف إلى الـ"ناتو" جزءا من خطة سلام وميدفيديف يصف مقترحات تبادل الأراضي بـ"هراء"

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث (يسار) يصافح نظيره البريطاني جون هيلي عشية اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل (أ ف ب)

ملخص

في حين يسعى ترمب إلى إنهاء سريع للنزاع، يطالب زيلينسكي واشنطن بتضمين أي اتفاق ضمانات أمنية. وتخشى كييف أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية حازمة، مثل العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي أو نشر قوات لحفظ السلام، مقدرة أنه خلافاً لذلك، سيتمكن الكرملين من التحضير لهجومه التالي.

نبه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث اليوم الأربعاء إلى أن على أوروبا أن تؤمّن "القسم الأكبر" من المساعدة المقبلة لأوكرانيا، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تقبل بعد اليوم بـ "علاقة غير متوازنة" داخل الـ"ناتو".

وقال الوزير من بروكسل في مستهل اجتماع لمجموعة الاتصال الداعمة لكييف إن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة في التحالف وتؤيد الشراكة الدفاعية مع أوروبا، لكن واشنطن لن تقبل بعد اليوم بعلاقة غير متوازنة تشجع الارتهان".

وأكد هيغسيث أن واشنطن لن تنشر قوات في أوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه، واصفاً العودة إلى حدود أوكرانيا ما قبل العام 2014 وعضوية كييف في الناتو بأنهما أمران "غير واقعيين".

وقال هيغسيث خلال اجتماع لداعمي كييف في بروكسل "لكي نكون واضحين، كجزء من أي ضمان أمني، لن يتم نشر قوات أميركية في أوكرانيا".

وأضاف هيغسيث أن عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014 هدف غير واقعي. وتابع  أن الولايات المتحدة لا ترى أن حصول أوكرانيا على عضوية حلف شمال الأطلسي جزءاً من خطة سلام.

من جهتها أوردت الحكومة الألمانية الأربعاء أنها لا تتوقع أن يحقق مؤتمر ميونيخ للأمن الذي سيعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع تقدماً ملحوظاً في شأن التوصل إلى حل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبسترايت للصحافيين إنه "في ما يتعلق بميونيخ ومؤتمر الأمن، لم أتلق أي مؤشرات ملموسة إلى إمكان حدوث اختراق حاسم".

وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية موقف بلاده القاضي بأنه "لا ينبغي أن يقرر أي شيء رغماً عن الأوكرانيين، ويجب أن يقرروا بأنفسهم كيف يبدأون المفاوضات مع الجانب الروسي".

وأشار هيبسترايت إلى أن "الطريقة الأسهل لوقف الحرب هي أن يسحب الرئيس الروسي قواته ويوقف هذه الحملة التي خلفت بالفعل مئات آلاف القتلى والجرحى وتسببت في دمار ومعاناة لا تصدق".

وصف دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي اليوم الأربعاء، اقتراح كييف بتبادل أراضي روسية تسيطر عليها أوكرانيا في مقابل مناطق تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا بأنه "هراء".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إنه سيعرض في حال إجراء مفاوضات مع موسكو مبادلة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، في مقابل استعادة الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا حالياً.

وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة الـ"غارديان" البريطانية نشرت أمس الثلاثاء، "سنتبادل منطقة في مقابل أخرى".

وقال ميدفيديف، الذي شغل منصب رئيس روسيا من عام 2008 إلى 2012، إن موسكو أظهرت أنها قادرة على تحقيق "السلام من خلال القوة"، بما في ذلك من خلال الضربات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت كييف اليوم الأربعاء.

ووفقاً لخرائط مفتوحة المصدر لساحة المعركة فإن روسيا تسيطر على ما يقرب من 20 في المئة من أوكرانيا، أو أكثر من 112 ألف كيلومتر مربع، في حين تسيطر أوكرانيا على نحو 450 كيلومتراً مربعاً من منطقة كورسك غرب روسيا.

لا يستعد للسلام

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الروسي بمسيرات وصواريخ على كييف في وقت مبكر الأربعاء يظهر أن الكرملين غير مهتم بالسعي لتحقيق السلام في أوكرانيا.

وأعلن زيلينسكي مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين على الأقل، بينهم طفل، في الهجوم الذي قال إنه ألحق أضراراً بمبان سكنية وإدارية وبنى تحتية مدنية.

وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي إن "(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يستعد للسلام، فهو يواصل قتل الأوكرانيين وتدمير المدن. فقط التدابير القوية والضغط على روسيا يمكن أن يوقفا هذا الإرهاب. الآن، نحتاج إلى الوحدة والدعم من جميع شركائنا في القتال من أجل نهاية عادلة لهذه الحرب".

وتأتي هذه التعليقات على خلفية التصريحات المتزايدة الصادرة من موسكو وواشنطن وكييف بشأن إمكان إجراء مفاوضات قد تنهي الغزو الروسي المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات.

قصف كييف

وكان الجيش الروسي قصف في وقت سابق الأربعاء كييف بصواريخ أوقعت قتيلاً واحداً على الأقل، بحسب ما أعلن رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو بعيد تفعيل صفارات الإنذار فيها.

وقال كليتشكو في منشور على تلغرام إنه "في حصيلة أولية، قُتل شخص واحد في منطقة بوديلسكي. وفي منطقة دارنيتسكي، اندلع حريق على أراضي مؤسسة خاصة". 

وكان مسؤولون مدنيون وعسكريون، قالوا في وقت مبكر اليوم الأربعاء، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية تحاول صد هجوم جوي روسي مفاجئ على كييف.

وصرح كليتشكو على تطبيق "تيليغرام"، أن "الدوي صاخب في العاصمة". وأضاف، "وحدات الدفاع الجوي تعمل، ابقوا في المخابئ".

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن كييف تحت تهديد هجوم بالصواريخ الباليستية. وانطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في بداية الهجوم فقط.

وأبلغ شهود "رويترز" بأنهم سمعوا دوي سلسلة من الانفجارات في ما بدا أنه ناجم عن عمل أنظمة الدفاع الجوي. 

أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراض مع روسيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة نشرت، أمس الثلاثاء، إن أوكرانيا مستعدة لعرض تبادل أراض مع روسيا في إطار مفاوضات سلام محتملة لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ نحو ثلاثة أعوام.

من المقرر أن يتلقي زيلينسكي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، بعد غد الجمعة، في مؤتمر ميونيخ للأمن، في حين تضغط الولايات المتحدة من أجل وضع حد للحرب. وفانس من منتقدي الدعم الأميركي الذي يمكن أوكرانيا من مواصلة الصمود.

وقال زيلينسكي في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "ذا غارديان" البريطانية ونشرتها في موقعها الإلكتروني، أمس الثلاثاء، "هناك أصوات تقول إن أوروبا يمكن أن توفر ضمانات من دون الأميركيين، ودائماً ما أقول لا".

وتابع، "الضمانات الأمنية من دون الولايات المتحدة ليست ضمانات أمنية حقيقية". ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، إلا أن بنود أي اتفاق محتمل تثير مخاوف أوكرانيا.

وأمس الثلاثاء، أعرب ترمب عن أمله أن يشكل إفراج روسيا عن الأميركي مارك فوغيل المعتقل لديها، مدخلاً لبدء علاقات جديدة مع موسكو من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال ترمب بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض، "لقد عاملتنا روسيا بشكل جيد جداً"، مضيفاً "آمل أن يشكل ذلك بداية علاقة تمكننا من وضع حد لتلك الحرب".

 

مبعوث ترمب سيزور كييف

في مقابلته، قال زيلينسكي "سنبادل أراضي بأخرى"، مضيفاً أنه يمكن أن يعرض تسليم موسكو الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة كورسك منذ ستة أشهر، لكنه أشار إلى أنه لا يعلم أي أراض قد يطلب في المقابل. وقال "لا أعلم، سنرى. لكن كل أراضينا مهمة، ليست هناك أولوية".

أعلنت روسيا ضم خمس مناطق أوكرانية هي القرم في عام 2014، ومن بعدها دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا في عام 2022، رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل.

والإثنين قال ترمب، إن كيث كيلوغ، مبعوثه الخاص المكلف السعي لوقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، سيزور كييف في الـ20 من فبراير (شباط).

في حين يسعى ترمب إلى إنهاء سريع للنزاع، يطالب زيلينسكي واشنطن بتضمين أي اتفاق ضمانات أمنية.

وتخشى كييف أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية حازمة، مثل العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو نشر قوات لحفظ السلام، مقدرة أنه خلافاً لذلك، سيتمكن الكرملين من التحضير لهجومه التالي.

 

استثمارات من شركات أميركية

كان الرئيس الأوكراني أكد، الأسبوع الماضي، أن بلاده مستعدة لاستقبال "استثمارات من شركات أميركية" في معادنها النادرة، مشدداً على أن "جزءاً من مواردنا المعدنية" موجود في المنطقة التي تسيطر عليها روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابلة مع "ذا غارديان" قال الرئيس الأوكراني، "أولئك الذين يساعدوننا في إنقاذ أوكرانيا سيعيدون إعمارها بشركاتهم مع الشركات الأوكرانية. كل هذه الأمور نحن مستعدون للتحدث عنها بالتفصيل".

وقال، إن أوكرانيا لديها احتياطات من المعادن تعد من الأكبر في أوروبا، مشدداً على أن وقوعها في يدي روسيا "لا يخدم مصالح الولايات المتحدة".

ووصف زيلينسكي هذه الاحتياطات بأنها "موارد طبيعية قيمة يمكن أن نعرض على شركائنا إمكانيات لم تكن متاحة سابقاً للاستثمار فيها. بالنسبة إلينا سيسهم ذلك في خلق وظائف وبالنسبة إلى الشركات الأميركية سيخلق أرباحاً".

يأتي انعقاد مؤتمر ميونيخ في وقت تتقدم روسيا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث سيطرت على عديد من البلدات خلال العام الماضي، معظمها دمر تماماً بسبب أشهر من القصف الروسي.

وكان الكرملين قال، أمس الثلاثاء، إن "جزءاً كبيراً من أوكرانيا يريد أن يكون روسياً"، وذلك بعد ساعات من تصريح ترمب بأن أوكرانيا "قد تصبح روسية يوماً ما".

في حديثه عن الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام بين موسكو وكييف خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بُثت، أول من الإثنين، قال ترمب إن الأوكرانيين "ربما يتوصلون إلى اتفاق، وربما لا يتوصلون إليه، ربما يصبحون روساً يوماً ما، وربما لا يصبحون".

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، إن الوضع في أوكرانيا "يتوافق إلى حد كبير مع كلمات الرئيس ترمب". وأضاف، "إنه لأمر واقع أن جزءاً كبيراً من أوكرانيا يريد أن يكون روسياً، وقد صار كذلك بالفعل"، في إشارة إلى ضم موسكو أربع مناطق أوكرانية عام 2022، وقال بيسكوف، "أية ظاهرة يمكن أن تحدث بنسبة 50 في المئة، إما نعم أو لا".

وزير أميركي يزور أوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أن وزير الخزانة سكوت بيسينت سيتوجه قريباً إلى أوكرانيا حيث يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وكتب ترمب، "هذه الحرب ينبغي أن تنتهي وستنتهي سريعاً، كثير من القتلى والدمار. الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات مع نتائج ضئيلة". ولم يحدد ترمب موعد زيارة بيسينت أو مدتها، بينما لم تردّ وزارة الخزانة على استفسارات في هذا الشأن.

مقاتلة روسية تنتهك مجال بولندا

قال الجيش البولندي، إن مقاتلة روسية انتهكت لفترة وجيزة المجال الجوي فوق المياه الإقليمية للبلد المنضوي في حلف شمال الأطلسي، في واقعة جديدة تسجل فوق بحر البلطيق ذي الموقع الاستراتيجي.

وتتشارك بولندا، وهي حليف قوي لأوكرانيا التي دمرتها الحرب، حدوداً مع منطقة كالينينغراد الروسية، ودعت إلى تعزيز حماية بحر البلطيق من أعمال تخريبية. وجاء في بيان لقيادة عمليات القوات المسلحة البولندية على منصة "إكس"، "انتهكت طائرة سوخوي 24 أم آر تابعة للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية المجال الجوي فوق المياه الإقليمية لبولندا".

وقال الجيش في بيان، إن الطائرة التي جاءت من جهة كالينينغراد دخلت المجال الجوي البولندي لمدة دقيقة واحدة و12 ثانية وحلقت لمسافة تصل إلى 6.5 كيلومتر في أجواء بولندا، مردفاً أن "جهاز مراقبة المجال الجوي البولندي تواصل مع الجانب الروسي الذي أكد انتهاك المجال الجوي البولندي".

وأوضحت بولندا أن الجيش الروسي أفاد بأن الانتهاك سببه "تعطل نظام الملاحة" للطائرة.

وتأتي الواقعة غداة إعلان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك خطة استثمارية لعام 2025 تهدف إلى تعزيز أمن وارسو، مشيراً إلى وجوب "حماية بحر البلطيق" من أعمال "التخريب". وخلال الأشهر الأخيرة قُطعت كابلات عدة للاتصالات والطاقة في مياه بحر البلطيق.

وعام 2023، قال توسك إن صاروخاً روسياً اخترق المجال الجوي لبلاده عبر حدودها مع أوكرانيا في خضم قصف روسيا الأراضي الأوكرانية بالمسيرات والصواريخ، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022، سقط صاروخ دفاعي أوكراني في قرية بولندية قريبة من الحدود، مما أسفر عن مقتل مدنيين.

المزيد من دوليات