ملخص
في مذكرة بحثية حديثة، قال رئيس أبحاث الاقتصاد الأميركي أولو سونولا "بينما أنهى المستهلك الأميركي عام 2024 بقوة، فإن الرسوم الجمركية الوشيكة قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ نمو إنفاق المستهلكين، خصوصاً على السلع المعمرة".
مع تفاقم حال عدم اليقين الاقتصادي وتجدد حروب التجارة، توقعت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني تباطؤ نمو إنفاق المستهلكين في السوق الأميركية إلى 2.6 في المئة عام 2025، من 2.8 في المئة عام 2024، إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على وارداتها من الدول الأخرى.
وفي مذكرة بحثية حديثة، قال رئيس أبحاث الاقتصاد الأميركي أولو سونولا "بينما أنهى المستهلك الأميركي عام 2024 بقوة، فإن الرسوم الجمركية الوشيكة قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ نمو إنفاق المستهلكين، خصوصاً على السلع المعمرة".
وزاد صافي ثروة المستهلك الأميركي 11.4 في المئة على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2024، ويرجع ذلك إلى قوة سوق الأسهم، بينما انخفض معدل الادخار إلى 3.8 في المئة خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024 من 4.4 في المئة خلال ديسمبر 2023.
وارتفع إنفاق المستهلكين 4.2 في المئة على أساس سنوي في الربع الرابع من 2024، بعد نمو 3.7 في المئة خلال الربع الثالث من العام نفسه، و2.8 في المئة بالربع الثاني من العام ذاته، و1.9 في المئة بالربع الأول من عام 2024.
توقعات بزيادة كبيرة في أسعار الصلب الأميركي
وبخلاف ما أعلن عنه من توقعات في شأن ارتفاعات وشيكة بأسعار السيارات والهواتف الذكية على خلفية الرسوم والتعريفات الجمركية التي يتوسع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فرضها، توقع محللو "سيتي غروب" ارتفاع كلفة استيراد الولايات المتحدة للصلب والألمنيوم حال فرض رسوم جمركية 25 في المئة على المعدنين، بعدما كانت أميركا تتمتع باتفاقات مع دول عدة أخرى لإعفائهما من التعريفات.
وقال محللو المقرض الأميركي في مذكرة حديثة إن 80 في المئة من واردات الصلب الأميركية معفاة من الرسوم الجمركية بموجب اتفاقات ثنائية مع كل من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل.
لكن فرض تعريفة 25 في المئة على وارداته من الدول كافة قد يرفع سعر استيراده نحو 150 دولاراً للطن، وعلاوة على ذلك سيرتفع سعر طن الصلب المدرفل على الساخن في السوق المحلية ليساوي نظيره في أوروبا، وفق ما نقل موقع "ماركت ووتش".
وأوضح المحللون أن الولايات المتحدة تستورد نحو 70 في المئة من حاجاتها من الألمنيوم، و60 في المئة من إجمال الواردات يأتي من كندا معفى من الرسوم الجمركية، ومن المرجح أن يتسبب الإجراء الجديد حال تنفيذه في ارتفاع علاوة سعر خام الغرب الأوسط إلى 40 سنتاً من 28 سنتاً في الوقت الراهن.
وفي تصريحات حديثة، كشف الرئيس ترمب عن أنه يعتزم فرض تعريفة جمركية 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم من الدول كافة، وتلك خطوة قد تهدد مستقبل النمو الاقتصادي العالمي.
انكماش التصنيع مع تراجع ثقة المستهلك
وفي إطار حرب الرسوم، حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد من أن عدم اليقين المحيط بالتجارة والسياسة الاقتصادية يثقل كاهل الاستهلاك والاستثمار في أوروبا، مما يجعلها متخلفة عن المنافسين الدوليين في الإنتاجية والنمو.
وقالت في خطاب لها أمام البرلمان الأوروبي إنه من المتوقع أن يعود التضخم للهدف الذي يبلغ اثنين في المئة خلال هذا العام، مشيرة إلى أن أخطار التجارة العالمية قد تهدد توقعات التضخم في منطقة اليورو.
ولفتت إلى أن اقتصاد منطقة اليورو نما بصورة متواضعة عام 2024، وفي حين سجل ركوداً في الربع الرابع من العام نفسه، إلا أنه أعلى بنسبة 0.9 في المئة مما كان عليه في نهاية عام 2023.
وأوضحت أن الدراسات الاستقصائية تظهر انكماش التصنيع مع التوسع في نشاط الخدمات، بينما تظل ثقة المستهلكين هشة، وعلى رغم ارتفاع الدخول الحقيقية، فإن الأسر مترددة في الإنفاق، واختتمت بأن التيسير النقدي الذي يوفر الائتمان بأسعار فائدة مناسبة، سيعزز الاستهلاك والاستثمار مما يدعم التعافي الاقتصادي، ومن شأن سوق العمل القوية والدخول المرتفعة تعزيز ثقة المستهلكين بما يسمح لإنفاقهم بالارتفاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السياق، أكدت المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن الرسوم الجمركية الأميركية قصة متطورة، ومن السابق لأوانه تقييم تأثيرها في الاقتصاد العالمي.
وتابعت أن "ما لدينا هو عناصر من سياسة التجارة توقعنا ظهورها والتي أعلن عنها في الحملة الانتخابية، لكن هناك كثيراً من العناصر لا تزال مجهولة، لذا عندما أفكر في تأثير ذلك في الاقتصاد العالمي، فإن إجابتي ستكون أنه من السابق لأوانه تحديده".
وقالت إن "الاقتصاد العالمي بدا مرناً بصورة ملحوظة، على رغم سلسلة الصدمات غير المسبوقة"، مشيرة إلى أنه من الصعب التنبؤ بآفاق التضخم.
تدابير أوروبية انتقامية محتملة
وفي إطار الرد على الرسوم الأميركية، حذرت ألمانيا من أن فرض رسوم جمركية أعلى سيضر بجميع الأطراف، بعدما أعلن ترمب خططاً لفرض تعريفات على واردات الصلب والألمنيوم. وخلال مؤتمر صحافي، قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد كوربينيان فاغنر "في النهاية ستضر الرسوم الجمركية الأعلى بجميع الأطراف، وأحث على إجراء محادثات لوقف فرض تلك التعريفات".
فيما قالت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز إنها تعتقد في إمكان توصل المملكة المتحدة إلى اتفاق مع إدارة ترمب لتجنب الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مشيرة إلى أن لندن لا تخطط لاتخاذ إجراءات مضادة. وذكرت في تغريدة "قبل فرض الرئيس الأميركي رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم، أعتقد بأنه يمكننا التوصل إلى اتفاق".
وعندما سئلت عن التدابير الانتقامية المحتملة، قالت "أنا لا أؤمن بالرسوم الجمركية، ولا أريد أن أرى مزيداً من الجمارك"، وتابعت أن "التجارة المتوازنة، هذا ما تتمتع به العلاقات التجارية ما بين بريطانيا والمملكة المتحدة، إذ لا يوجد فائض أو عجز، ولا توجد مشكلة كبيرة تحتاج إلى المعالجة بين البلدين".
وترى أنه في حال فرضت المملكة المتحدة رسوماً جمركية مضادة على السلع الوافدة من واشنطن، فإن الخاسر الأكبر هم البريطانيون، إذ سيدفع المستهلكون في المملكة المتحدة سعراً أعلى مقابل الحصول على السلع الأميركية.
وفي السياق، تعهد الاتحاد الأوروبي بالرد على الولايات المتحدة إذا فرضت أي رسوم جمركية على التكتل، في تصعيد جديد بين القوى الاقتصادية الرئيسة للحرب التجارية التي بدأها ترمب فور توليه المنصب قبل أقل من شهر.
وفي بيان، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن أسفها تجاه فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على صادرات الاتحاد من الألمنيوم والصلب.
وتعهدت باتخاذ تدابير للرد على أي رسوم جمركية مباشرة قد تفرضها واشنطن على وارداتها من الاتحادـ وقالت إن "أية تعريفات جمركية غير عادلة قد تفرضها أميركا لن تمر من دون رد، وسوف يترتب عليها اتخاذ الاتحاد تدابير صارمة في المقابل، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي طبقتها واشنطن على الصلب والألمنيوم".
وأوضحت أن "الاتحاد الأوروبي سيتخذ ما يلزم من تدابير لحماية مصالحه الاقتصادية وقواه العاملة ومستهلكيه وشركاته".