Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مساع إسرائيلية لإرجاء موعد الانسحاب من جنوب لبنان

مصادر: شبه تفاهم مع الولايات المتحدة بانتشار الجيش على طول "الخط الأزرق" وليس الحدود الرسمية بين البلدين

جنود إسرائيليون يتجمعون قرب الحدود مع لبنان (أ ف ب)

ملخص

اعتبر رؤساء بلدات شمال إسرائيل أن انسحاب الجيش مقابل مطالبة السكان بالعودة من دون إجراءات أمنية وعملية تعوق أي محاولة من لبنان لتهديد أمن الإسرائيليين هي بمثابة عودة المنطقة لما كانت عليه قبل الحرب وتعريض حياة السكان للخطر.

مع اقتراب موعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان الأسبوع المقبل تكثف تل أبيب جهودها تجاه واشنطن لتمديد فترة انتشار الجيش وتطرح مقترحات عدة تحت ذرائع مختلفة. وبحسب أكثر من عسكري وأمني هناك شبه تفاهم مع الولايات المتحدة بانتشار الجيش الإسرائيلي على طول "الخط الأزرق" الدولي، وليس الحدود الرسمية بين البلدين، كما كان قبل الحرب.

وكشف الرئيس السابق لقسم العمليات في الجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف عن أن تل أبيت طلبت من الولايات المتحدة تمديد فترة محددة في محاولة لإنشاء نوع من الدفاع داخل لبنان، وبحسبه، فان إسرائيل تطالب بذلك "إزاء تنفيذ الجيش اللبناني سيطرته على الوضع ببطء لا يتناسب والجدول الزمني لانسحاب الجيش الإسرائيلي، الأمر متعلق بالجيش اللبناني وقدراته وانتشاره وسيطرته على المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي"، مضيفاً "هناك حاجة إلى ضمان الوضع الأمني قبل انسحاب الجيش، وهناك حاجة إلى تفهم الأميركيين لهذا الوضع والتجاوب مع مطلب خلق نوع من الدفاع داخل لبنان إلى حين استقرار الوضع. الحديث عن فترة محددة، وأعتقد أن الأميركيين سيسمحون بذلك، خصوصاً أننا بصدد إعادة السكان في الأول من الشهر المقبل، أي مارس (آذار)، إلى بلداتهم في الشمال". وأبدى زيف تفاؤله من تحسن الوضع في هذه المنطقة، على عكس تقديرات سياسيين وعسكريين ورؤساء بلدات الشمال.

من جهة أخرى طالب مسؤولون عسكريون بالبقاء في مواقع مختلفة في لبنان، وأعلن أكثر من مصدر في قيادة الشمال أن الجيش يستعد لتمديد بقائه في لبنان، أو في منطقة لبنانية بمحاذاة الحدود. ونقل عن ضابط كبير في "الفرقة 146" التي تكثف نشاطها في لبنان أن الجيش لن ينسحب قبل ضمان تطهير المنطقة من "حزب الله" ومنعه من إعادة تأهيل البنى التحتية العسكرية له، وتعزيز قدراته العسكرية، مشيراً إلى أن الأمر يتوقف على مدى قدرة الجيش اللبناني على الاستيلاء على المناطق التي كان يسيطر عليها الحزب. وبحسب ما نقل موقع "واللا" الإخباري عن الضابط، فإن الجيش يعمل، في الفترة الحالية، على نشر القوات في مناطق تفصل بين الأرض اللبنانية وبلدات الشمال، وهي المناطق المتوقع أن تقام فيها المواقع العسكرية.

وداخل الغرف المغلقة في إسرائيل نقل أن المساعي المبذولة أمام الأميركيين هي الحفاظ على ما سبق وطرحه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بضمان إبقاء الجيش في خمسة مواقع في لبنان مع عدد قليل من الجنود لفترة محددة تكون بمثابة اختبار لمدى قدرة الجيش اللبناني على الانتشار في المناطق التي لم يصل إليها، والسيطرة عليها، في وقت تضمن فيه إسرائيل عدم إعادة انتشار وتعزيز قدرات "حزب الله".

تعليمات جديدة لإطلاق النار

وأنهى نتنياهو حديثه في جلسة حكومته التي لخص فيها زيارته واشنطن، بتهديد الغزاويين واللبنانيين، إذ قال بصورة واضحة إن الجيش لن يسمح لأي مدني بالاقتراب من الحدود "نواصل تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار، وهذا يتطلب منا أن نتصرف بالرد على أي عمل يخالف الاتفاق وأحياناً نتصرف بإطلاق النار لفرض هذه الاتفاقات". وأضاف "نحن نفعل ذلك في الجنوب وأيضاً في الشمال. تعليماتي واضحة أنه لن يصل أي شخص حتى متر واحد، ولا أحد يخترق حتى متراً واحداً. هذا جزء من الاتفاقات، وسننفذها بكل حزم".

تعليمات نتنياهو المتعلقة بالحدود الشمالية أوضحها الجيش بصورة مفصلة أكثر بعد كشف تعليمات جديدة وخاصة لإطلاق النار سيباشر بتنفيذها بعد انسحاب الجيش. ويتضح من هذه التعليمات أنها لا تميز بين مدني أو مسلح. ويكفي أن يتخذ قائد الفرقة المنتشرة عند الحدود قرار إطلاق النار من دون أن يعود إلى القيادة الأعلى منه. ووفق ما جاء في التعليمات "كل محاولة لـ(حزب الله) أو مواطنين لبنانيين بالاقتراب من السياج الحدودي سواء لمحاولة تنفيذ عملية، أو المراقبة، أو جمع معلومات استخباراتية، أو أي نشاط آخر سيتعرض لإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي".

في الترتيبات الأخرى للجيش سيتم نشر قوات معززة على طول "الخط الأزرق" الدولي بينما تعمل وزارة الأمن بالتعاون مع قوات عسكرية على تسريع بناء خط من المواقع العسكرية بين حدود "الخط الأزرق" والبلدات الإسرائيلية المحاذية للحدود. وبحسب الترتيبات سينقل الجيش فرقاً عسكرية لتحيط كل موقع، وسيتم تزويدها بوسائل قتالية كمدرعات وقذائف ورشاشات ثقيلة ومسيرات وغيرها. أما عند السياج الحدودي بين لبنان وإسرائيل فسيتم نقل وحدتين عسكريتين لضمان انتشار مكثف في المنطقة مع مهام الهجوم والدفاع إلى جانب المراقبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"صورة نصر" على حساب أمن السكان

في واحدة من جلسات تقييم الوضع التي عقدتها قيادة الشمال بلور الجيش الإسرائيلي تقريراً حول الوضع في الشمال قدمه للمستوى السياسي، وأكد فيه إمكانية عودة السكان مطلع الشهر المقبل، معتبراً أن الإجراءات التي يتخذها تضمن أمنهم.

وجاءت التوصية تماماً تزامناً مع إعلان الجيش قصفه نفق أسلحة، ونشر تقريراً يقول فيه إن "حزب الله" يسعى إلى إعادة تأهيل قدراته العسكرية وتعزيز سيطرته في الجنوب. هذا الوضع جعل رد رؤساء بلدات الشمال والسكان متطرفاً وعنيفاً، ليس فقط في دعوة السكان إلى عدم العودة إلى الشمال، بل بخروج رؤساء البلدات بحملة ضد متخذي القرار في المؤسستين العسكرية والسياسية، ودعوة الجيش إلى التمرد وعدم الانسحاب من لبنان من دون ضمان منطقة عازلة. ووصف رئيس بلدية المطلة ديفيد أزولاي انسحاب الجيش ومطلب عودة السكان بالإخفاق الكبير والخطوات المعيبة، واتهم متخذي القرار في محاولة خلق "صورة نصر"، على حساب أمن السكان. وبحسب أزولاي "أنه تسيب. فلا صورة نصر في الجانب العسكري ولا في الجانب المدني. هناك صورة بشعة جداً".

وجاء غضب رؤساء وسكان الشمال لكون القرار اتخذ قبل انسحاب الجيش ودخول المنطقة في وضع جديد من دون معرفة التطورات في الأقل بعد يوم أو اثنين أو حتى أسبوع. واتخذ سكان الشمال من أحداث الحدود في غزة بعد اقتراب فلسطينيين من المنطقة العازلة التي أقامها الجيش وإطلاق النار عليهم ذريعة الخطر على حياة الجنود.

واعتبر رؤساء بلدات الشمال أن انسحاب الجيش في مقابل مطالبة السكان بالعودة من دون إجراءات أمنية وعملية تعوق أية محاولة من لبنان لتهديد أمن الإسرائيليين، هي بمثابة عودة المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الحرب وتعريض حياة السكان للخطر.

إغلاق المدارس

وفي خطوة تصعيدية أعلن رئيس "منتدى خط المواجهة" موشيه دفايدوفتش أنه "رداً على توصية الجيش بأن الوضع في الشمال يتيح للسكان العودة، ورداً على كذب وخداع الحكومة، سنقوم بإغلاق المدارس والهيئات التدريسية، كما أننا توجهنا إلى السكان الذين ما زالوا نازحين، بطلب عدم العودة إلى بيوتهم، وأظهرنا لهم حقيقة الوضع الأمني الخطر"، حذر مما سماه العيش في وهم مفهوم "شرق أوسط جديد. اللبنانيون هم نفسهم اللبنانيون، والغزيون كذلك، والشرق الأوسط الجديد وهم".

أمام هذه الاحتجاجات يصر متخذو القرار على أن الجيش نجح في تقويض قدرات "حزب الله"، وتحقيق انتصار عليه وضمان أمن السكان. وفي محاولة لإظهار عودة المنطقة الشمالية إلى حياتها الطبيعية روجت مؤسسات حكومية إلى إعادة تأهيل الأراضي التي احترقت جراء سقوط صواريخ "حزب الله".

وفي مشروع آخر، صودق على بناء 200 وحدة سكنية في حي جديد في مستوطنة "نتوعا" التي تبعد 1500 متر عن الحدود مع لبنان، مع تقديم كثير من الخدمات والهبات والمغريات للسكن في هذا المشروع، والذي فسره مسؤولون في الشمال بأنه "الدليل على استعادة أمن المنطقة والنصر على (حزب الله)".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط