ملخص
قال الكرملين الثلاثاء إن "جزءاً كبيراً من أوكرانيا يريد أن يكون روسياً"، وذلك بعد ساعات من تصريح ترمب بأن أوكرانيا "قد تصبح روسية يوماً ما".
قالت شركة "نافتوغاز" التي تديرها الدولة للنفط والغاز ووزير الطاقة الأوكراني هيرمان هالوشينكو اليوم الثلاثاء إن منشآت أوكرانية لإنتاج الغاز الطبيعي تضررت بهجوم روسي ليلاً على منطقة بولتافا وسط أوكرانيا.
وذكرت الشركة في بيان، "تعرضت منشآت الإنتاج التابعة لمجموعة نافتوغاز في منطقة بولتافا لأضرار. ولا ضحايا لحسن الحظ"، مضيفة أنها "تتخذ كل التدابير اللازمة لتحقيق الاستقرار في وضع إمدادات الغاز في منطقة بولتافا".
وقالت "دي تي تي كيه"، أكبر شركة خاصة للطاقة في أوكرانيا، إن منشأتها لإنتاج الغاز في منطقة بولتافا تضررت أيضاً، موضحة على "تيليغرام" أن "المنشأة خارج الخدمة. ويجري تقييم الأضرار والدمار".
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا نفذت هجوماً استخدم فيه 19 صاروخاً على منشآت إنتاج الغاز في منطقة بولتافا، ولم ترِد أنباء عن إسقاط أي صاروخ.
وأشارت الإدارة العسكرية الإقليمية في بولتافا إلى أن تسعة تجمعات سكانية في منطقة ميرهورود أصبحت من دون غاز.
وركزت روسيا في السابق هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة على قطاع الكهرباء الأوكراني وكثفت خلال الأشهر الأخيرة عملياتها بشدة على مرافق تخزين الغاز الأوكرانية وحقول الإنتاج.
وتقع مرافق تخزين الغاز تحت الأرض في غرب أوكرانيا، والطاقة الإنتاجية الرئيسة في الشرق في خاركوف على خط المواجهة، وأيضاً في منطقة بولتافا.
وزير أميركي يزور أوكرانيا
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أن وزير الخزانة سكوت بيسينت سيتوجه قريباً إلى أوكرانيا حيث يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وكتب ترمب، "هذه الحرب ينبغي أن تنتهي وستنتهي سريعاً، كثير من القتلى والدمار. الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات مع نتائج ضئيلة".
ولم يحدد ترمب موعد زيارة بيسينت أو مدتها، بينما لم تردّ وزارة الخزانة على استفسارات في هذا الشأن.
الإفراج عن معتقل أميركي في روسيا
وأعلن البيت الأبيض في بيان اليوم الإفراج عن الأميركي مارك فوغيل الذي كان معتقلاً في روسيا، لافتاً إلى أنه سيعود "مساء" للولايات المتحدة.
وأوضح أن الرئيس دونالد ترمب "تفاوض على تبادل يظهر النية الحسنة لدى الروس ويؤشر إلى أننا على الطريق الصحيح لوضع حد للحرب الرهيبة والعنيفة في أوكرانيا"، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية عن شروط هذا التبادل.
"جزء من أوكرانيا يريد روسيا"
قال الكرملين اليوم الثلاثاء إن "جزءاً كبيراً من أوكرانيا يريد أن يكون روسياً"، وذلك بعد ساعات من تصريح ترمب بأن أوكرانيا "قد تصبح روسية يوماً ما".
في حديثه عن الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام بين موسكو وكييف خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بثت الإثنين، قال ترمب إن الأوكرانيين "ربما يتوصلون إلى اتفاق، وربما لا يتوصلون إليه، ربما يصبحون روساً يوماً ما، وربما لا يصبحون".
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن الوضع في أوكرانيا "يتوافق إلى حد كبير مع كلمات الرئيس ترمب".
وأضاف "إنه لأمر واقع أن جزءاً كبيراً من أوكرانيا يريد أن يكون روسياً، وقد صار كذلك بالفعل"، في إشارة إلى ضم موسكو أربع مناطق أوكرانية عام 2022، وقال بيسكوف "أية ظاهرة يمكن أن تحدث بنسبة 50 في المئة، إما نعم أو لا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد ترمب أن إنهاء الحرب هو إحدى أولوياته في الأشهر الأولى من عهده، ورحبت موسكو بتركيزه على إنهاء الصراع، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه مستعد لإجراء محادثات مباشرة مع ترمب في هذا الشأن.
وتخشى كييف من أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية صارمة تضمن أمنها مثل عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أو نشر قوات حفظ سلام غربية يستفيد منها الكرملين لإعادة تجميع صفوفه وإعادة التسلح لشن هجوم جديد.
واعتبر الرئيس الأميركي أن أوكرانيا قد تصبح "روسية يوماً ما"، مجدداً تأكيد رغبته أن تحصل بلاده على كميات ضخمة من المعادن النادرة الأوكرانية مقابل المساعدات التي تقدمها لكييف في تصديها للغزو الروسي. وقال ترمب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية "أريد أن تكون أموالنا مُؤمَّنة لأننا ننفق مئات مليارات الدولارات. ربما يتوصلون (الأوكرانيون) إلى اتفاق وربما لا يتوصلون إليه. ربما يصبحون روساً يوماً ما، وربما لا يصبحون روساً يوماً ما". وأضاف أنه طلب من كييف ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة التي تستخدم بصورة خاصة في صناعة الإلكترونيات.
والأسبوع الماضي أعلن الرئيس الأميركي أنه يريد التفاوض مع أوكرانيا على "اتفاق" تقدم فيه معادنها النادرة "ضمانة" مقابل حصولها على مساعدات أميركية.
"استثمارات من الشركات الأميركية"
ورداً على هذا التصريح قال زيلينسكي إن بلاده مستعدة لاستقبال "استثمارات من الشركات الأميركية" في معادنها النادرة.
وكان ترمب أكد في وقت سابق أن مبعوثه الخاص المكلف السعي إلى وقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا كيث كيلوغ سيزور كييف قريباً.
وبحسب مصدر في الرئاسة الأوكرانية فإن كيلوغ سيصل إلى كييف في الـ20 من فبراير (شباط) الجاري.
ويسعى ترمب إلى نهاية سريعة للحرب الدائرة بين موسكو وكييف، في حين يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن تحصل بلاده على ضمانات أمنية حاسمة من الولايات المتحدة في إطار أي اتفاق سلام تبرمه أوكرانيا مع روسيا.
شراء مزيد من الأسلحة لأوكرانيا
في الوقت ذاته قال مصدران مطلعان إن إدارة الرئيس الأميركي تخطط لدفع حلفائها الأوروبيين لشراء مزيد من الأسلحة الأميركية لأوكرانيا قبل محادثات السلام المحتملة مع موسكو، وهي خطوة قد تحسن موقف كييف في المفاوضات. ومن شأن هذه الخطة أن توفر بعض الطمأنينة لقادة أوكرانيا الذين ساورهم القلق من أن ترمب قد يحجب مزيداً من المساعدات عن البلاد، التي يفقد جيشها الأراضي ببطء جراء هجوم روسي عنيف في الشرق.
وكانت الدول الأوروبية اشترت أسلحة أميركية لأوكرانيا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وقال المصدران إن مسؤولين أميركيين، بمن فيهم مبعوث ترمب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا، سيبحثون عمليات شراء الأسلحة المحتملة مع الحلفاء الأوروبيين هذا الأسبوع خلال مؤتمر ميونيخ للأمن. وأضافا أن هذه واحدة من أفكار عدة تناقشها إدارة ترمب لمواصلة تدفق الأسلحة الأميركية إلى كييف من دون إهدار قدر كبير من رأس المال الأميركي.
مؤتمر ميونيخ للأمن
وسط هذه الأجواء يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الجمعة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، ومن المتوقع أن يتباحثا في مساعي واشنطن الرامية إلى وضع حد للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
ويدفع ترمب باتجاه وضع حد سريع للحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، في حين يسعى زيلينسكي إلى انتزاع ضمانات أمنية قوية من واشنطن في إطار أي اتفاق محتمل مع روسيا.
وتخشى كييف أن أي صفقة لا تشمل التزامات عسكرية قوية على غرار العضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو نشر قوات حفظ سلام، ستتيح للكرملين الوقت لإعادة رص الصفوف والتسلح لهجوم جديد.
هجوم أوكراني
ميدانياً قال حاكم منطقة ساراتوف بجنوب روسيا رومان باسورجين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء إن هجوماً أوكرانياً بطائرة مسيرة ألحق أضراراً "بمنشأة صناعية" في المنطقة، بينما قال مسؤول أوكراني إن مصفاة نفط أصيبت.
وكتب باسورجين في منشور على تطبيق "تيليغرام" أنه "لا توجد إصابات" استناداً للمعلومات الأولية، لكنه لم يحدد المنشأة المتضررة. وذكر لاحقاً أنه تم إخماد حريق في منشأة صناعية في المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية دمرت 40 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، 18 منها فوق ساراتوف.
وكإجراء أمني قالت هيئة النقل الجوي الاتحادية الروسية "روسافياتسيا" إنها علقت الرحلات الجوية في مطار المنطقة، وكذلك في قازان وأوليانوفسك وكيروف.