ملخص
أعلنت حركة "حماس" في بيان أنها منحت الوسطاء مهلة لدفع إسرائيل "للالتزام" ببنود وقف إطلاق النار، وذلك في إطار رغبتها "إبقاء الباب مفتوحاً" للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت.
حض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، على إعادة إعمار قطاع غزة "من دون تهجير سكانه الفلسطينيين"، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يمكن وقف المساعدات لمصر والأردن إذا رفضتا استقبال سكان غزة.
وشدد السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن على "ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلاً للحياة، وذلك من دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم" وفق بيان صادر من مكتبه.
جريمة كبيرة
وقال الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في تصريحات أذيعت أمس الإثنين، إنه يعتقد أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنقل الفلسطينيين من غزة والسيطرة على القطاع "جريمة كبيرة، لن تنجح".
وكان ترمب قال إن الولايات المتحدة ستتولى إدارة قطاع غزة الذي دمرته الحرب وتطوره اقتصادياً بعد إخراج الفلسطينيين منه لأماكن أخرى، وقال إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى القطاع وفقاً لمقترحه.
وفي مقابلة مع "بودكاست" بريطانية قال الشرع إن مقترح ترمب لن ينجح، مضيفاً "ليس هناك قوة تستطيع أن تجبر أهل أرض أن يهجروا من أرضهم، هذه فشلت عبر كل المحاولات السابقة من خلال كثير من الدول التي حاولت أن تفعل ذلك وبخاصة خلال الحرب الأخيرة التي جرت على غزة خلال عام ونصف العام، الناس تحملوا العذاب والقتل والدمار ولم يقولوا بالخروج من أرضهم".
وتابع بالقول "على مدى 80 عاماً من هذا الصراع، كل محاولات إخراج الناس من أرضها: من خرج ندم على خروجه، لذا فهناك درس فلسطيني تعرفه كل الأجيال الفلسطينية وهو التمسك بأرضهم".
وقال الشرع الذي أعلن رئيساً خلال المرحلة انتقالية بعدما قاد مقاتلو فصيله إطاحة بشار الأسد، "ليس من الحكمة وليس من الأخلاق البشرية ولا السياسية حتى أن يتصدر ترمب لإخراج الفلسطينيين من أرضهم"، وأضاف "أعتقد أن هذه جريمة كبيرة جداً لا يمكن أن تحدث، وأعتقد أنها لن تنجح".
وتعارض مصر والأردن ودول عربية أخرى بشدة أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، ويخشى معارضو مقترح ترمب من أن يؤدي أي نزوح كبير عبر الحدود إلى تقويض أكبر لفرص "حل الدولتين" وتحميل الدول العربية التداعيات.
بأي ثمن
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء حركة "حماس" مواصلة إطلاق سراح الرهائن وفقاً لما هو مخطط له، وذلك بعد يوم من إعلان الحركة أنها ستوقف تحرير الرهائن.
وقال في بيان "يتعين أن نتجنب بأي ثمن عودة الأعمال القتالية في غزة، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى مأساة هائلة".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين إن وفداً إسرائيلياً عاد من الدوحة لإجراء محادثات في شأن المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في غزة، وسط شكوك متزايدة حيال العملية التي توسطت فيها مصر وقطر لإنهاء الحرب في غزة.
وقال غوتيريش "يتعين على الجانبين الالتزام الكامل بتعهداتهما في اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات في الدوحة للمرحلة الثانية".
حديث الجحيم
وقال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري اليوم الثلاثاء إن احترام اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل هو الطريق الوحيد لإعادة الرهائن، وذلك غداة تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب "حماس" بـ"جحيم حقيقي" إذا لم يطلق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول يوم السبت.
وأضاف أبو زهري لـ"رويترز"، "على ترمب أن يتذكر أن هناك اتفاقاً، وأنه يجب احترامه من الطرفين، وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى". وأضاف "لغة التهديدات ليس لها قيمة، وتزيد من تعقيد الأمور".
وأرجأت "حماس" إطلاق سراح الرهائن واتهمت إسرائيل بانتهاك بنود الاتفاق بمواصلة شن الهجمات على قطاع غزة. وأثار ترمب غضب العالم العربي عندما اقترح تولي الولايات المتحدة السيطرة على غزة وتهجير سكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، وتحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
في الأثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "حماس" اليوم الثلاثاء إلى المضي قدماً في عملية إطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين. وقال على "إكس"، "علينا أن نتجنب بأي ثمن استئناف الأعمال العدائية في غزة الذي من شأنه أن يؤدي إلى مأساة هائلة".
تهديدات ترمب
وتأتي هذه التطورات بعدما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الإثنين تهديد "حماس" بتأخير إطلاق سراح رهائن إسرائيليين بأنه "مريع"، متوعداً الحركة الفلسطينية بـ"جحيم حقيقي" إذا لم "تتم إعادة جميع (الرهائن) بحلول ظهر السبت".
وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض إنه يتعين على إسرائيل أن "تلغي" اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ الـ19 من يناير (كانون الثاني) إذا لم تفرج "حماس" عن جميع الرهائن بحلول ظهر السبت المقبل. وأوضح أنه إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة بحلول ظهر السبت فإنه سيقترح إلغاء وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" والسماح "لأبواب الجحيم بأن تنفتح على مصراعيها".
وذكر ترمب أن إسرائيل قد ترغب في عدم الأخذ برأيه في هذه المسألة، وقال إنه قد يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي جلسة موسعة مع الصحافيين في المكتب البيضاوي عبر ترمب عن خيبة أمله من حالة المجموعة الأخيرة من الرهائن الذين أفرجت عنهم "حماس" وإعلان الحركة أنها ستوقف عمليات إطلاق سراح الرهائن الأخرى.
وقال ترمب "من ناحيتي إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهراً يوم السبت، وأعتقد أنه وقت مناسب، فسأقول: الغوا الأمر، وستنهار كل الرهانات ولتنفتح أبواب الجحيم على مصراعيها. أقول إنه يجب إعادتهم بحلول الساعة 12 ظهراً يوم السبت". وقال إنه يريد إطلاق سراح الرهائن بصورة جماعية، وليس عدداً قليلاً منهم في كل مرة. وأضاف "نريد عودتهم جميعاً".
حجب المساعدات
وأضاف ترمب أنه قد يحجب المساعدات عن الأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين الفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من غزة، وهو أمر يرفضه هذان البلدان.
واقترح الرئيس الأميركي خطة غير مسبوقة لغزة تقوم على تهجير جميع سكان القطاع لكي تسيطر عليه الولايات المتحدة من أجل تطويره عقارياً.
وبموجب خطة ترمب يتعين على مصر والأردن خصوصاً استقبال هؤلاء الغزيين، لكن مصر جددت أمس الإثنين، عقب لقاء بين وزير خارجيتها بدر عبدالعاطي ونظيره الأميركي ماركو روبيو في واشنطن تمسكها "بموقفها الرافض للمساس" بحقوق الشعب الفلسطيني، بما فيها "حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال".
رفض الدول العربية خطة ترمب
وأبلغ وزير الخارجية المصري نظيره الأميركي برفض الدول العربية خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة والسيطرة على القطاع. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن عبدالعاطي أكد خلال اجتماعه مع روبيو في واشنطن أهمية تسريع إعادة إعمار غزة، بينما يظل الفلسطينيون هناك.
ونقل البيان عن عبدالعاطي قوله إنه يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة لتحقيق "السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط وبما يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على كافة ترابه الوطني".
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً بعد الاجتماع لم يذكر خطة ترمب صراحة، لكنه قال إن روبيو "أكد أهمية التعاون الوثيق للتقدم في التخطيط من أجل الحكم والأمن في غزة ما بعد الصراع، وأكد أن (حماس) لا يمكنها أبداً أن تحكم غزة أو تهدد إسرائيل مجدداً".
والتقى عبدالعاطي في اجتماع منفصل مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وأدلى بتصريحات مماثلة، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية المصرية. كما قالت الوزارة إن الوزير "شدد على ضرورة إيجاد أفق سياسى يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ويحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
لقاء العاهل الأردني
ومن المقرر أن يستقبل ترمب في البيت الأبيض اليوم الثلاثاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي سبق له أن أكد مراراً رفض الأردن تهجير الفلسطينيين، وتمسكه بحل الدولتين.
وخلال توقيعه سلسلة أوامر تنفيذية في البيت الأبيض سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان سيقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا رفضا استقبال الفلسطينيين، فأجاب "إذا لم يوافقا فمن الممكن أن أقطعها". وأضاف للصحافيين "لقد تحدثنا إلى كثير من الفلسطينيين. هم يرغبون بمغادرة غزة إذا تمكنوا من إيجاد مكان آخر للعيش فيه". وأضاف أن فلسطينيي غزة "تعرضوا للاضطهاد (...) وعوملوا كالقمامة. هم يريدون مغادرة غزة، لكن حتى الآن لم يتأمن لهم أي بديل آخر".
"حماس" تقول إنها منحت الوسطاء مهلة
وكانت حركة "حماس" أعلنت في بيان مساء أمس الإثنين أنها منحت الوسطاء مهلة لدفع إسرائيل "للالتزام" ببنود وقف إطلاق النار، وذلك في إطار رغبتها "لإبقاء الباب مفتوحاً" للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت.
وأوضحت الحركة في بيان "تعمدت 'حماس' أن يكون هذا الإعلان قبل خمسة أيام كاملة من موعد تسليم الأسرى، إنما هو لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ ما عليه من التزامات".
وتبادلت إسرائيل وحركة "حماس" الاتهامات في شأن انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بينهما، ففي أول رد على إعلان الحركة تعليق تسليم دفعة جديدة من الرهائن السبت المقبل، وقال مكتب نتنياهو إن حكومته تصر على التزام الاتفاق كما هو مكتوب وتنظر إلى أي انتهاك بجدية.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول قوله إن "نتنياهو سيجري تقييماً مع مجلس الوزراء الأمني بعد إعلان ’حماس‘ تعليق تسليم الرهائن".
بدوره أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الإثنين أن إعلان "حماس" إرجاء الإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن يشكل "انتهاكاً كاملاً" لاتفاق وقف إطلاق النار، وأمر الجيش بالاستعداد "لجميع السيناريوهات".
وقال مصدران أمنيان مصريان إن الوسطاء يخشون انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعدما عبرت حركة "حماس" عن مخاوفها من عدم جدية إسرائيل في تنفيذ الاتفاق.
وذكر مفاوضون من "حماس" أن الضمانات الأميركية لوقف إطلاق النار لم تعد قائمة في ضوء خطة ترمب تهجير سكان غزة من القطاع، وأرجأوا المحادثات حتى يروا إشارات واضحة إلى نية واشنطن مواصلة الاتفاق المؤلف من مراحل، بحسب "رويترز".
وكان من المقرر أن تطلق "حماس" سراح بعض الرهائن الإسرائيليين السبت مقابل إفراج إسرائيل عن فلسطينيين من سجونها، كما حدث خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لـ"حماس" في منشور عبر "تيليغرام" أمس الإثنين إن الحركة ستؤجل إطلاق رهائن إسرائيليين كان مقرراً السبت المقبل.
وبعد إعلان "حماس" المفاجئ تجمعت عائلات الرهائن وأنصارهم في المنطقة المعروفة الآن بساحة الرهائن في تل أبيب مساء الإثنين للضغط على الحكومة حتى لا تتخلى عن الاتفاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفاة رهينة
في غضون ذلك أعلن كيبوتس إسرائيلي في بيان اليوم وفاة رهينة مسن من سكانه احتجزه عناصر "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقال تجمع كيسوفيم السكاني، حيث كان يسكن الرهينة في بيان، "بقلوب مثقلة تلقينا هذا الصباح نبأ وفاة صديقنا العزيز شلومو منصور (86 سنة) الذي اختطف من منزله في كيبوتس كيسوفيم خلال هجوم 'حماس' الإرهابي في السابع من أكتوبر 2023". وبحسب البيان فإن "إقرار وفاته تم استناداً إلى معلومات استخباراتية جُمعت في الأشهر الأخيرة".
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر حسابه على منصة "إكس" إن منصور "قُتل في الأسر" على يد "حماس".
أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقال إنه وزوجته سارة "يشاركان العائلة الحزن العميق". وأضاف "لن نرتاح ولن نسكت حتى تتم إعادة دفنه في إسرائيل، سنواصل العمل بتصميم ومن دون توقف حتى نعيد جميع رهائننا، سواء الأحياء أو الأموات".
ومنصور الذي ولد في العراق من مؤسسي التجمع السكاني كان اقتيد إلى قطاع غزة على يد مسلحي "حماس" من حظيرة دجاج، فيما تمكنت زوجته من الفرار.
وفي بيانه دعا التجمع الحكومة الإسرائيلية وزعماء العالم إلى "مواصلة العمل والتصميم على إعادة جميع الرهائن، الأحياء والأموات، وعدم السماح بتكرار القصص المؤلمة مثل قصة شلومو".