Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس "شنايدر إلكتريك": الاستثمار المحلي فلسفتنا في السعودية

وليد شتا تحدث إلى "اندبندنت عربية" عن الحاجة لكفاءة الاستهلاك في ظل التحول العالمي من النظام الأحفوري إلى الطاقة المتجددة

ملخص

تحدث رئيس شركة "شنايدر إلكتريك" في الشرق الأوسط وأفريقيا وليد شتا إلى "اندبندنت عربية" عن التحديات والفرص التي تواجه قطاع التكنولوجيا والطاقة.

في وقت تتقدم التكنولوجيات الرقمية بسرعة تفوق أي ابتكار في التاريخ البشري، يعود المؤتمر التقني الأكثر حضوراً في العالم "ليب" في نسخته الرابعة تحت شعار "نحو آفاق جديدة"، ليجمع رواد الابتكار وصناع القرار بمركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم شمال العاصمة من التاسع وحتى الـ 12 من فبراير (شباط) الجاري، بمشاركة أكثر من 1800 جهة عارضة تقنية و1000 متحدث و680 شركة ناشئة.

وتبرز التكنولوجيا الحديثة كقوة دافعة تعكس تسارع التحولات الاقتصادية في السعودية، إذ تحدث رئيس شركة "شنايدر إلكتريك" في الشرق الأوسط وأفريقيا وليد شتا لـ "اندبندنت عربية" عن التحديات والفرص التي تواجه قطاع التكنولوجيا والطاقة.

الاقتصاد السعودي

وقال شتا إن "ما يلفت النظر حقاً هو التحول الجذري الذي يشهده الاقتصاد السعودي خلال الفترة الأخيرة، إذ أصبح التوجه نحو التكنولوجيا الحديثة والصناعات غير التقليدية أمراً واضحاً"، موضحاً أن "هذا التحول يأتي كجزء من التوجه العام لرؤية 2030 والتي تعتمد بشكل أساس على التكنولوجيا الحديثة كوسيلة لتحقيق أهدافها"، وموضحاً أن "تنفيذ هذه الرؤية يجري من خلال تطوير واعتماد التقنيات المتقدمة مما يجعلنا كشركة متخصصة في التحول الرقمي للصناعات والمباني نرى أن ما يحدث اليوم في الاقتصاد السعودي مبهر للغاية".

 

 

وأشار رئيس شركة "شنايدر إلكتريك" إلى أن التوجه الحالي يركز على الصناعة والابتكار ويدعم بقوة مجالات مثل أنظمة المعلومات وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يعكس التحول العميق الذي تعيشه البلاد في هذا المجال.

التحول الرقمي في الطاقة

وعن التحديات في قطاع التكنولوجيا قال وليد شتا إن "التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم هو أن التكنولوجيا الحديثة تتطلب كميات كبيرة من الطاقة مما يجعلنا في مفترق طرق، فنحن مستعدون تماماً للتحول الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ولكن في الوقت ذاته علينا التعامل مع حقيقة أن هذه التكنولوجيا تستهلك كميات هائلة من الطاقة".

وذكر أنه مع التحول العالمي من الطاقة الأحفورية إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة أصبح البحث عن كفاءة استهلاك الطاقة هدفاً أساساً، لافتاً إلى أن "هذه هي المعادلة الصعبة التي يجب علينا كسرها".

 

 

ومضى قائلاً "نحن نؤمن بأن تحقيق كفاءة استهلاك الطاقة يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً، فمن خلال تحسين أنظمة الطاقة يمكننا تقليل استهلاك مراكز البيانات أو المصانع أو المنشآت بنسبة تصل إلى 30 في المئة من الاستهلاك الطبيعي لها، وإذا أضفنا إلى ذلك الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة فيمكننا الوصول إلى مرحلة يصبح فيها مركز البيانات أو المصنع يستهلك طاقة تقليدية قليلة جداً، وتعتمد غالبيتها على مصادر الطاقة المتجددة، وهذه هي المعادلة التي نعمل عليها بجد، ونرى أنها ستكون الأساس لمستقبل أكثر استدامة في قطاع التكنولوجيا والصناعة".

خطوات الابتكار

وفي مسار السعي إلى الابتكار والاستدامة قال شتا "نحن جزء من الابتكار الذي نجلبه إلى السعودية والذي ينبع من حقيقة أن الاستثمارات الحالية في مجال التكنولوجيا في البلاد تجري وفق معايير عالمية"، مضيفاً أن هذا المستوى العالمي لا يتطلب فقط كفاءة في المصانع أو تحسين استهلاك الطاقة، بل يشمل أيضاً ابتكار المنشآت والمباني والمصانع التي ستنتج هذه التكنولوجيا.


وذكر أن شركته قررت الاستثمار في الموارد البشرية في السعودية عبر كثير من التدريبات المتخصصة، موضحاً أنه "يؤمن بأن الطاقة البشرية الموجودة هي التي ستلبي حاجات السوق من الابتكارات والتكنولوجيا".

العالم على مفترق طرق

وتطرق شتا في حديثه إلى التحولات الكبيرة في مجالات التكنولوجيا والابتكار قائلاً "نحن اليوم في مفترق طرق على مستوى العالم، إذ يشهد تحولات كبيرة فيها"، مشيراً إلى أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو مواكبة هذه التغيرات والإسهام في صناعتها.


وعن التحديات التي تواجهها شركته ولا سيما في مجال الطاقة، قال إنها "تعتبر جزءاً أساساً من هذه المرحلة، وإن ما يدعو للتفاؤل والثقة في المستقبل هو أن المنطقة العربية تمتلك وفرة كبيرة في الطاقة مما يمنحنا ميزة تنافسية مهمة".

 

 

 

وأكد أن "التحديات العالمية تؤثر في الشركة ولكن بشكل إيجابي، إذ توفر لنا فرصة للاستفادة من هذه التحولات وتسخير مواردنا لتحقيق نمو مستدام"، مشيراً إلى أن الطاقة متوافرة في هذه المنطقة وخصوصاً في دول الخليج و السعودية، موضحاً أن أي تقدم في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي والتحول الصناعي سيجد دعماً واستثمارات ضخمة من جميع الشركات العالمية"، بما في ذلك شركة شنايدر التي تضع السعودية في مقدم أولوياتها الاستثمارية.

التكيف مع التحديات

ولفت وليد شتا إلى أن "شنايدر إلكتريك" اختارت أن تكون شركة عابرة للقارات، ولكنها في الوقت نفسه تركز على أن تكون شركة محلية في كل سوق تعمل فيها، وقال إنه "عندما نأتي إلى الرياض فإننا نأتي برؤية محلية، فنحن لا نجلب التكنولوجيا فقط بل نعمل على تطوير المصانع وتعزيز مراكز البحث وتحسين المنشآت وتنمية العنصر البشري محلياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح أن الاستثمار المحلي هو فلسفة الشركة الأساس وأنه هو ما يجعلهم قادرين على التكيف مع التغيرات العالمية والتحديات الجيوسياسية، وعندما تحدث تغيرات على مستوى العالم فإن الإستراتيجية تعتمد على الاستثمار محلياً وبقوة مما يجعلها لا تتأثر أو تتأثر بشكل طفيف فقط بالتقلبات العالمية، لأنها تعتمد على بناء الأسس القوية محلياً أولاً".

فلسفة شعار الشركة

وفسر رئيس "شنايدر إلكتريك" في الشرق الاوسط وافريقيا عن فلسفة شعار الشركة "الحياة قائمة"(Life is On)  بقوله "إنه يعكس عملنا الذي يقوم على محورين أساسيين هما التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات من جهة، والاهتمام بالعناصر البشرية وتنميتها من جهة أخرى".

وقال "نحن نؤمن بأن الابتكار الحقيقي لا يكمن فقط في تطوير الحلول التكنولوجية، بل في القدرة على دمج الإنسان مع هذه التكنولوجيا لتحقيق أفضل النتائج"، مضيفاً "نحرص كل عام على استقطاب كثير من الخريجين الجدد في مجال الهندسة وضمّهم إلى فريق عمل 'شنايدر إلكتريك' للإسهام في تنفيذ أجندتنا التكنولوجية الطموحة".


وتابع، "هدفنا الأساس هو تحقيق التكامل والربط بين الإنسان والتكنولوجيا الحديثة لأننا نرى أن التطور التكنولوجي وحده ليس كافياً من دون وجود كوادر بشرية مؤهلة وقادرة على توظيف هذه التقنيات بفعالية، ومن هذا المنطلق نقول بكل ثقة إن الحياة قائمة ونسعى جاهدين إلى جعل هذا المفهوم حقيقة ملموسة في كل ما نقوم به".

شراكة إستراتيجية

وعلى هامش المؤتمر التقني العالمي وقعت شركة "شنايدر إلكتريك" اتفاق شراكة إستراتيجية مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وقال رئيس الشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا وليد شتا إن الاتفاق الذي جرى إبرامه حالياً هو شراكة تهدف إلى تنمية العنصر البشري من خلال التعاون بين كوادر الوزارة من جهة، والكوادر في شركته من جهة أخرى، مما يسهم في تطوير الكفاءات وتعزيز القدرات المحلية.

 

 

وأكد أن الشركة ستنشئ أكاديمية للشباب في مجال الهندسة في الرياض، موضحاً أن هذه الأكاديمية ستكون مفتوحة لجميع الكوادر والعناصر البشرية، سواء من الوزارات أو القطاعات المختلفة، وبخاصة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نظراً لكونها أقرب وزارة لهذا المجال، حيث تؤدي دوراً في دعم الابتكار والتحول الرقمي في السعودية.

يذكر أن شركة "شنايدر إلكتريك" تأسست في خضم الثورة الصناعية الأولى عام 1835 وتضم نحو 150 ألف موظف في أكثر من 100 دولة حول العالم في مجالات التحول الكهربائي والتحكم الآلي والرقمنة لتمكين الصناعات الذكية والبُنى التحتية المرنة ومراكز البيانات المستقبلية، والمباني الذكية، والمنازل التفاعلية.

اقرأ المزيد