ملخص
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجدداً استعداده لإجراء محادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب بشرط مشاركة حلفاء أوكرانيا الغربيين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
يتوجه كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أوكرانيا في الـ 20 من فبراير (شباط) الجاري، وفق ما قال مصدر في مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الإثنين، إذ كلف ترمب مبعوثه إعداد خطة لوضع حد للحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا في أسرع وقت.
وفي السياق نفسه يتوقع أن يلتقي زيلينسكي نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس خلال "مؤتمر ميونيخ للأمن" في الـ 14 من فبراير الجاري أيضاً.
موقف روسي صلب
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي يشرف على العلاقات الأميركية والحد من التسلح، اليوم الاثنين إنه يجب تلبية جميع شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا قبل إمكانية التوصل إلى أي تسوية.
وفي 14 يونيو (حزيران) الماضي، حدد بوتين شروطه لإنهاء الحرب على الفور قائلا إنه يتعين على أوكرانيا أن تتخلى عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تسحب كل قواتها من أربع مناطق أوكرانية تسيطر روسيا على معظم أراضيها.
وقال ريابكوف إنه كلما أسرعت الولايات المتحدة والغرب في فهم ضرورة تلبية جميع شروط بوتين، كلما كان التوصل إلى تسوية في أوكرانيا أسرع.
وقال مسؤولون أوكرانيون، اليوم الإثنين، إن هجمات نفذتها روسيا بطائرات مسيرة أشعلت حريقاً في العاصمة كييف، وأصابت امرأة وألحقت أضراراً بمنازل عدة في مدينة سومي شمال شرقي البلاد.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في منشور على تطبيق "تيليغرام" إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الهجوم الذي أشعل حريقاً في مبنى غير سكني بالعاصمة، لكن إيهور كالتشينكو حاكم منطقة سومي قال على "تيليغرام" إن امرأة تبلغ من العمر 38 عاماً نُقلت إلى المستشفى بعد أن أطلقت روسيا طائرات مسيرة على سومي، المركز الإداري لمنطقة سومي الأوسع. وأضاف أن خمسة منازل تضررت أيضاً.
إنهاء الحرب
في هذا الوقت، أعلن الرئيس الأميركي، أمس الأحد، أنه يعتقد بأن الولايات المتحدة تحرز تقدماً في محادثاتها مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.
لكن ترمب رفض تقديم تفاصيل عن نقاش جرى في الآونة الأخيرة مع نظيره الروسي بوتين، مضيفاً أنه يتوقع المزيد من المحادثات.
وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" في مطلع الأسبوع أن ترمب قال إنه تحدث إلى بوتين هاتفياً بشأن إنهاء الحرب، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إنه لا يستطيع تأكيد ما جاء في التقرير أو نفيه.
وعندما سُئل في مقابلة مع "نيويورك بوست" على متن الطائرة الرئاسية يوم الجمعة عن عدد المرات التي تحدث فيها مع بوتين، قال ترمب إن "من الأفضل ألا أقول". ولم يكشف ترمب أيضاً عن موعد أحدث محادثة. وأضاف ترمب للصحيفة "هو (بوتين) يرغب في عدم سقوط المزيد من القتلى".
منع تكرار الهجوم الروسي
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خطة الرئيس الأميركي من أجل تسوية سريعة في أوكرانيا يجب ألا توقف الحرب فحسب، وإنما تضمن أيضاً عدم تكرار الهجوم الروسي.
وأوضح زيلينسكي في مقابلة مع قناة "آي تي في" بُثت الأحد أن أوكرانيا تريد عدم تكرار تجربة اتفاقيات السلام والمحادثات التي فشلت في تحقيق نتائج في السنوات التي سبقت الهجوم الروسي الكامل في فبراير (شباط) 2022. وأضاف أن هذا يعني وضع ضمانات أمنية.
وقال زيلينسكي للقناة "تجميد الصراع سيؤدي إلى المزيد من الهجوم مراراً. من سيفوز بالجوائز في ذلك الوقت ويسجل في التاريخ باعتباره المنتصر؟ لا أحد. ستكون هزيمة مطلقة للجميع، سواء بالنسبة لنا، وهو المهم، أو بالنسبة لترمب".
وأضاف "ينبغي ألا ينهي (ترمب) الحرب فحسب. وإنما عليه أن يتحرك حتى لا تتاح الفرصة أمام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لشن حرب علينا مرة أخرى. هذا هو الشيء الرئيسي ويجب على الجميع أن يدرك ذلك. هذا هو ما سيكون انتصاراً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد زيلينسكي مجدداً استعداده لإجراء محادثات مع روسيا بشأن إنهاء الحرب بشرط مشاركة حلفاء أوكرانيا الغربيين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال "إذا حصلتُ على تفاهم بأن أميركا وأوروبا لن تتخلى عنا وستدعمنا وتوفر لنا ضمانات أمنية، فسأكون مستعداً لأي صيغة للمحادثات". وأضاف "إذا كانت هناك ضمانات أمنية، فيمكننا أن نتحدث عن نهاية ’المرحلة الساخنة’ من الحرب. يجب أن نعرف كيف ستنتهي هذه الحرب. أننا جميعاً على الجانب نفسه مع أميركا وأوروبا".
وقال الرئيس الأوكراني إن بوتين لا يريد إنهاء الحرب. وأردف قائلاً "نحن بحاجة إلى ضمانات أمنية، وتفاهمات حتى يجد بوتين وأي شخص يأتي بعده يرغب في قتل الأوكرانيين أو الاستيلاء على أرضنا هذا الرد".
زيلينسكي يستبعد الانتخابات في زمن الحرب
واستبعد زيلينسكي في تصريحات خلال المقابلة مجدداً إجراء انتخابات في أوكرانيا قبل توقف الأعمال القتالية، موضحاً أن ذلك من شأنه أن يعرض البلاد للخطر من خلال رفع بنود رئيسية من الأحكام العرفية.
ويقول بوتين إن زيلينسكي ليست له شرعية في أي محادثات لأنه ظل في منصبه بعد انتهاء ولايته.
وأضاف زيلينسكي "سوف نضطر إلى تعليق الأحكام العرفية، وإذا فعلنا ذلك فسوف نخسر الجيش... ومن حيث المبدأ فإن الجانب الروسي سيكون سعيداً. الأمر يتعلق بالقدرة العسكرية والمعنويات وما شابه والتي سوف نخسرها".
وقال الرئيس الأوكراني لـ "رويترز" الأسبوع الماضي إنه يرغب في أن تزود أوكرانيا الولايات المتحدة بمعادن نادرة وغيرها من المعادن في مقابل الدعم المالي لجهود كييف الحربية.
وتحدث مسؤولون أوكرانيون أيضاً إلى مبعوث ترمب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا، كيث كيلوغ. وقال ترمب يوم الجمعة إن من المحتمل أن يلتقي بزيلينسكي الأسبوع المقبل لمناقشة إنهاء الحرب.