Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسرى مفرج عنهم يروون الساعات الأخيرة في سجون إسرائيل

تعرضوا للعنف النفسي والجسدي والصعق بالكهرباء قبل ركوب حافلة الصليب الأحمر

نصبت مصلحة السجون الإسرائيلية كاميرا في الحمام وقامت بتصويرهم (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

يقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبدالله الزغاري "جميع الأسرى الذين خرجوا في حاجة إلى رعاية طبية وعلاج وفحوصات، نتيجة ما تعرضوا له قبل إطلاق سراحهم من تعامل وحشي داخل السجون الإسرائيلية".

عندما وصلت سيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تنقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الخامسة بين حركة "حماس" وإسرائيل تدخَّل فريق الإسعاف مباشرة لإنزال هيثم النواجحة، إذ كان غير قادر على الحركة، ويتنفس بصعوبة شديدة.

نقل هيثم إلى المستشفى مباشرة وخضع لتدخل طبي استمر خمس ساعات قبل أن يتمكن من الحديث. يقول "كنت أتمتع بصحة جيدة ونقلت إلى الحافلة ليطلق سراحي، لكن قبل تسليمنا للصليب الأحمر حدث ما لم يكن أحد يتوقعه".

مكبل لا يقوى على صد الهجمات

دخل إلى الحافلة سجان برفقته كلب بوليسي مدرب يحمل بيده هراوة وأخذ يضرب الأسرى الذين تقرر إطلاق سراحهم، كان نصيب هيثم ضربة على الرأس تسببت في جرحه وسيلان دمه، ثم هجم عليه الحيوان وخدش رقبته بأظافره الحادة.

كان هيثم مكبل اليدين والقدمين بالأصفاد، ولم يقوَ على صد الضربات التي تتهاوى على رأسه أو إبعاد الكلب عن جسده، مما تسبب في انهيار حالته الصحية على الفور. ويضيف "صحيح، نتعرض لضرب وتعذيب بمختلف الأنواع كل يوم في الزنازين الإسرائيلية، لكن الفظائع التي نتعرض لها قبل إطلاق سراحنا نوع آخر من العذاب".

 

 

يوضح هيثم أنه قبل أسبوع من إطلاق سراحه احتجز في زنزانة عزل انفرادي على مدار الساعة، ووضع له السجانون قنينة مياه واحدة، وأبلغوه أنها لمدة أسبوع، وكل يوم يدخلون عليه لضربه، ويركزون على صفعه على وجهه ورأسه وأعضائه التناسلية. ويشير إلى أن إدارة السجن كانت تتعمد إرسال سجانة أنثى لتعذيبه، وتأمره بخلع سرواله الداخلي، وتتنمر على جسده ومناطقه الحساسة وتتهكم عليه كثيراً وتخبره أنها ستضربه على أعضائه التناسلية لتجعله غير قادر على الإنجاب مرة أخرى وتقول له "لا نريد حيوانات بشرية على هيئة أطفال منك".

كاميرا في الحمام

منال أسيرة أطلقت تل أبيب سراحها هي الأخرى ضمن صفقة التبادل الخامسة تعرضت لتنكيل وإهانة. تصف ما عاشته قبل الإفراج عنها بأنه "عذاب القبر"، إذ كان محبسها عبارة عن زنازين السجون الإسرائيلية، وفيها تعرضت للعذاب المميت. وتقول منال "قبل إطلاق سراحي طلبت من السجانين الذهاب للحمام، وبالفعل سمحوا لي، وعندما خلعت ملابسي انتبهت أن إدارة السجن ركبت كاميرا مسلطة على المرحاض مباشرة، حينها نشف الدم في عروقي، وقررت عدم استخدام الحمام".

سألت منال السجان إذا كانت الكاميرا تعمل وتصور فيديو، حينها أجابها بالتأكيد، وقال لها "الآن لدينا تسجيل مصور لجسدك، يمكن نشره على مواقع الإنترنت في أي لحظة، التزمي بيتك بعد إطلاق سراحك، وإلا سنفعل ذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خفق قلب منال بسرعة خوفاً، ونسيت طعم الحرية لوهلة، أيقظتها صفعة على رقبتها من سجان إسرائيلي، كان يأمرها بأن تنبح كالكلاب ليسمح لها بالخروج إلى حافلات الصليب الأحمر، وهو يصور هذا المشهد بواسطة كاميرا هاتفه المحمول.

لسع وصعقات كهربائية

قبل إطلاق سراحه قيد السجانون سامح ومزقوا ملابسه بالكامل، ثم ضربوه على رأسه، وأخذوا يلسعوا جسده بأيديهم، كان الأسير يتوجع بصمت، لكن السجانين طلبوا منه التألم بصوتٍ عالٍ، وعندما رفض صعقوه بالكهرباء في مناطق حساسة حتى أخذوا يتلذذون على صراخه.

يقول سامح "كانوا يكبلون قدميَّ ويربطون يدي ثم يصعقوني بالكهرباء، ويركزون على أعضاء جسدي التناسلية، أحدهم ضربني بحذائه على منطقة العانة، وأبلغني أن هذه الضربة مقصودة وهدفها الضحك والتلذذ".

على أطرافهم الأربعة

عندما حان موعد الإفراج عن سامح وقف مع باقي الأسرى في صف واحد، وأمرهم السجان بالجلوس على أطرافهم الأربعة والسير كالكلاب، ومن يرفض كان يتعرض لضرب وحشي لا يتوقف حتى يسيل دمه.

 

 

يقول سامح "هددوني بالقتل، وأبلغوني أنني إذا تحدثت مع وسائل الإعلام سأقصف، وقالوا لي نحن نعاملك كحيوان خطر ونهين كرامتك لأنك تستحق ذلك، أما المعاملة المثالية ليست لأمثالك، ثم أجبروني على شتم ’حماس‘ والفصائل الفلسطينية الأخرى".

عذاب نفسي

أبلغ السجانون الأسير قتيبة قبل أسبوع أنه سيفرج عنه، وعندما جاء الموعد خرج للحافلات وظل فيها مكبل اليدين لمدة ثلاث ساعات، ثم أعادوه إلى السجن، دون أن يعرف أي معلومة وما السبب، وهذا ما جعل أعصابه تنهار. ويقول "أبلغنا السجانون أنهم سيقومون بتوزيعنا على الزنازين، ولن نرى الحرية، بسبب حدوث مشكلات كبيرة في التبادل يصعب حلها، وبعد ساعات تبين أنهم يلعبون على أعصابنا فحسب، وهدفهم من ذلك التسلية لا أكثر".

قبل يوم واحد من إطلاق سراحه تعرض قتيبة لضرب مبرح قرابة 58 مرة، يؤكد أنه ليس اعتداءً عادياً، وإنما ضرب بهدف التكسير، ثم هددوه بالقتل وقالوا له "الشعب الأبدي لا ينسى".

مشاهدة غزة مدمرة

يقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبدالله الزغاري "جميع الأسرى الذين خرجوا في حاجة إلى رعاية طبية وعلاج وفحوصات، نتيجة ما تعرضوا قبل إطلاق سراحهم من تعامل وحشي داخل السجون الإسرائيلية". ويضيف "أجبرت إسرائيل الأسرى قبل الإفراج عنهم على مشاهدة مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق، أعدته مديرية عمليات الجيش بالتعاون مع مصلحة السجون الإسرائيلية، ويظهر مشاهد الدمار الكبيرة في قطاع غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية، وفي نهايته مكتوب عبارة 'الشعب الأبدي لا ينسى'".

وفي تعليقه على معاملة الأسرى بهذا الأسلوب يقول متحدث إدارة سجون إسرائيل زيفون فريدمان "يتعامل حراس السجون مع أسوأ أعداء إسرائيل، سيتم التعامل معهم تحت صفة سجناء خطرين حتى اللحظة الأخيرة لإطلاق سراحهم ومغادرة الأراضي الإسرائيلية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير