ملخص
ما زالت تفاصيل المهمة إلى سوريا قيد الإعداد، لكن أهدافها الرئيسة ستتمثل في العثور على مخزونات المواد الكيماوية وتأمينها لمنع خطر الانتشار وتحديد المسؤولين عن استخدامها والإشراف على تدمير الذخائر المتبقية.
يجتمع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية فرناندو أرياس مع مسؤولين سوريين في دمشق اليوم السبت وفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة.
وقال اثنان من المصادر إن من المتوقع أن يجتمع أرياس مع رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد حسن الشيباني في إشارة إلى استعداد سياسي للتعاون مع الوكالة بعد علاقات متوترة دامت لسنوات في عهد رئيس النظام السابق بشار الأسد.
وأدى السقوط المفاجئ لحكومة الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 إلى إنعاش الآمال في إمكانية إخلاء البلاد من الأسلحة الكيماوية.
وبعد هجوم بغاز السارين أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في عام 2013 انضمت سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق أميركي روسي وتم تدمير 1300 طن من الأسلحة الكيماوية والمواد الأولية من قبل المجتمع الدولي.
وكان من المفترض أن تخضع دمشق للتفتيش في إطار العضوية، لكن لأكثر من عقد من الزمان مُنعت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من الكشف عن النطاق الحقيقي لبرنامج الأسلحة الكيماوية. وخلص المفتشون إلى أن مخزون سوريا المعلن لم يعكس بدقة الوضع على الأرض.
وعندما سُئل وزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة عن الاتصالات مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في شأن الأسلحة التي لا تزال في سوريا، قال لـ"رويترز" في يناير (كانون الثاني) إنه "لا يعتقد" أن أي بقايا من برنامج الأسلحة الكيماوية السورية لا تزال على حالها.
وقال أبو قصرة في إشارة إلى موجة الضربات الإسرائيلية على سوريا في أعقاب سقوط الأسد إنه حتى لو كان هناك أي شيء مُتبقٍّ فقد قصفته إسرائيل.
وما زالت تفاصيل المهمة إلى سوريا قيد الإعداد، لكن أهدافها الرئيسة ستتمثل في العثور على مخزونات المواد الكيماوية وتأمينها لمنع خطر الانتشار وتحديد المسؤولين عن استخدامها والإشراف على تدمير الذخائر المتبقية.
وطلبت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية من السلطات في سوريا تأمين جميع المواقع المعنية وحماية أي وثائق ذات صلة.
ألمانيا "مستعدة لدعم إعمار سوريا"
وقال مكتب رئيس الجمهورية العربية السورية أمس إنه تلقى دعوة لزيارة ألمانيا عقب اتصال هاتفي مع المستشار أولاف شولتز.
وأشار متحدث باسم الحكومة الألمانية في وقت سابق أمس إلى أن شولتز أكد للشرع استعداد برلين لدعم إعادة إعمار سوريا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مكالمة هاتفية استمرت ساعة هنأ شولتز الشعب السوري على نجاحه في إنهاء حكم الأسد الذي أطيح في ديسمبر الماضي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية في بيان إن شولز والشرع اتفقا على حاجة سوريا إلى عملية سياسية شاملة تسمح بمشاركة جميع السوريين وتوفر الحقوق والحماية.
وذكر المتحدث أن "المستشار الألماني أكد الأهمية المستمرة لمكافحة الإرهاب من أجل الأمن في سوريا والمنطقة والعالم".
وتستضيف ألمانيا نحو مليون سوري وصل معظمهم بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، وبخاصة خلال "أزمة الهجرة" عام 2015.
رفع العقوبات عن سوريا
ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"خريطة الطريق" الأوروبية لرفع العقوبات عن سوريا، وفق ما أعلنت الرئاسة التركية.
ويأتي الاتصال بين الرئيسين، وهو الثاني منذ الـ18 من ديسمبر (كانون الأول)، بعد 48 ساعة من اتصال هاتفي أجراه ماكرون بالرئيس السوري. واعتبر أردوغان أن "تعليق عقوبات الاتحاد الأوروبي على سوريا كان مناسباً للغاية ومن المهم رفعها بصورة كاملة، وأكد أن تركيا ستواصل دعم سوريا"، بحسب بيان للرئاسة التركية.
والأربعاء الماضي اتصل ماكرون بالشرع غداة زيارة رسمية أجراها الأخير إلى أنقرة، ووجه له دعوة إلى زيارة فرنسا.
وجاء الاتصال، وهو الأول من نوعه بين الشرع وزعيم غربي بحسب الإليزيه، قبل أسبوع من المؤتمر الوزاري الدولي حول سوريا المقرر عقده في الـ13 من فبراير (شباط) 2024 في باريس. وسلط ماكرون الضوء على جهود باريس لرفع العقوبات عن سوريا.
وصادق الاتحاد الأوروبي في نهاية يناير الماضي على "خريطة طريق" لتخفيف العقوبات التي فرضت على سوريا في ظل نظام الأسد، والتي تطالب الإدارة السورية الجديدة برفعها من أجل دعم مسار تعافي البلاد.
الرئيس اللبناني يهنئ نظيره السوري
واتفق الرئيس اللبناني جوزاف عون مساء أمس الجمعة مع نظيره السوري أحمد الشرع على التنسيق لضبط الوضع على الحدود بين البلدين. وقالت الرئاسة اللبنانية إن عون هاتف الشرع لتهنئته بتولي مهام منصبه رئيساً لسوريا.
وأوضح بيان للرئاسة اللبنانية أن عون أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهوري العربية السورية أحمد الشرع "للتهنئة". وأضاف البيان أن الرئيسين اتفقا على "التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية - السورية ومنع استهداف المدنيين".
بدورها قالت الرئاسة السورية في بيان إن عون أكد خلال الاتصال "ضرورة تعزيز التعاون والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما يحقق الأمن والسلام للشعبين السوري واللبناني"، وفق ما ذكرته وكالة "سانا". وأضافت أن عون أكد كذلك "دعم لبنان لوحدة الأراضي السورية واستقلالها وسيادتها الوطنية". من جانبه أكد الشرع "الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع البلدين، مشيراً إلى التاريخ المشترك والعريق لدولتي سوريا ولبنان"، وفق البيان ذاته.