Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قمة لزعماء تكتلات في شرق أفريقيا وجنوبها للبحث عن حل الصراع بشرق الكونغو

مجلس الأمن يوافق على إنشاء بعثة تقصي حقائق وراوندا ترفض الاتهام بمسؤوليتها

جنود من حركة أم 23 يتجمعون في ملعب الوحدة في غوما، 6 فبراير 2025 (أ ف ب)

ملخص

شهد النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام تطورات سريعة خلال الأسابيع الأخيرة، بلغت ذروتها مع سيطرة حركة إم 23 (23 مارس) مدعومة من قوات رواندية أخيراً على مدينة غوما عاصمة مقاطعة شمال كيفو.

غداة اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دعت إليه الكونغو للتحقيق في انتهاكات جسيمة تلقي باللوم فيها على مسلحي حركة الـ23 من مارس (أم 23) المدعومة من رواندا، اجتمع زعماء تكتلات إقليمية في شرق وجنوب أفريقيا في قمة غير مسبوقة اليوم السبت للبحث عن حل للصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، حيث أثار التقدم السريع للمتمردين منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً.
واستولى متمردو حركة "أم 23" الأسبوع الماضي على غوما، أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، واصلوا الزحف جنوباً نحو بوكافو.

قمة الرؤساء

واصطف الرؤساء، ومن بينهم رئيس رواندا بول كاغامي، على المنصة في بداية المحادثات في العاصمة التنزانية دار السلام، وحضر رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي من بعد، عبر دائرة تلفزيونية.
وقالت رئيسة تنزانيا سامية حسن في مستهل القمة "سيحكم علينا التاريخ بقسوة إذا وقفنا صامتين وشاهدنا الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".
وتشير أول قمة على الإطلاق لكل من التكتلين الشرقي والجنوبي في أفريقيا إلى القلق العميق في القارة في شأن الأزمة والمواجهة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، التي تنفي مزاعم تورط قواتها وأسلحتها في الصراع.
وقال خبراء ودبلوماسيون إن المجموعتين منقسمتان على نطاق واسع حتى الآن في شأن الصراع، في ظل ميل التكتل الشرقي إلى دعوة رواندا للحوار، في حين تدعم دول الجنوب الكونغو الديمقراطية وتشعر بالغضب بسبب مقتل أفراد من قوات حفظ السلام.
ويسعى الزعماء إلى تحقيق تقدم بعد تعثر عمليتي سلام في لواندا ونيروبي مع تصاعد التوترات.
وأوصى وزراء خارجية التكتلين القمة ببحث الدعوة إلى وقف الأعمال القتالية ووقف إطلاق النار غير المشروط وإعادة فتح مطار غوما وغيره من الطرق الرئيسة لتسليم المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
وخلال الشهر الماضي وسعت حركة "أم 23" سيطرتها على مناجم الكولتان والذهب وخام القصدير في إقليم كيفو الشمالي، مما أدى إلى تشريد الآلاف في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وساعدت جماعات الإغاثة في تخفيف العبء عن المستشفيات المكتظة، في حين يسابق العاملون الزمن لدفن جثث ما لا يقل عن 2000 شخص قتلوا في معركة غوما، وسط مخاوف من انتشار الأمراض.
ويقول الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية إنه يراقب من كثب ما يحدث من إراقة دماء، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك إن هناك تقارير عن اغتصاب واغتصاب جماعي واسترقاق جنسي.

تحذير أميركي

وقبيل القمة، حذرت الولايات المتحدة من عقوبات محتملة ضد المسؤولين الروانديين والكونغوليين، مما يزيد من أهمية إيجاد حل للصراع الذي تعود جذوره إلى التداعيات الطويلة للإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 والصراع من أجل السيطرة على الموارد المعدنية في الكونغو الديمقراطية.
وحركة "أم 23" المدربة والمسلحة بشكل احترافي هي الأحدث في قائمة طويلة من الحركات المتمردة بقيادة عرقية التوتسي التي ظهرت في شرق الكونغو الديمقراطية المضطرب، وتقول حكومة الكونغو إن الحركة تعمل بالوكالة لحساب رواندا، وهو ما تنفيه الجماعة المتمردة.
وترفض رواندا الاتهامات بأن آلافاً من جنودها يقاتلون إلى جانب حركة "أم 23"، لكنها تقول إنها تتصرف دفاعاً عن النفس ضد تهديد ميليشيات من عرقية الهوتو، التي تقول رواندا إنهم يقاتلون مع الجيش الكونغولي.

مجلس حقوق الإنسان

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك حذر أمس الجمعة من تفاقم الأزمة في شرق الكونغو، قائلاً إن الأسوأ ربما لم يأت بعد، وإنه يتوقع زيادة في العنف الجنسي بما يشمل الاغتصاب والاسترقاق الجنسي.

وأدلى تورك بتعليقاته خلال اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دعت إليه الكونغو للتحقيق في انتهاكات جسيمة تلقي باللوم فيها على مسلحي حركة 23 مارس المدعومة من رواندا، والتي استولت على مدينة غوما.

وقال تورك في قاعة مكتظة بالدبلوماسيين وجماعات حقوق الإنسان في جنيف "إذا لم يتم فعل أي شيء، فالأسوأ لم يأت بعد بالنسبة إلى شعب شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأيضاً خارج حدود البلاد، يتعين على كل من لديه نفوذ أن يتحرك بصورة عاجلة لإنهاء هذا الوضع المأسوي".

وأضاف تورك أنه "يشعر بالفزع" من تقارير متعددة عن وقوع اغتصاب واغتصاب جماعي واسترقاق جنسي. وقال "من المرجح أن يزداد الأمر سوءاً في الظروف الحالية".

هجوم وشيك

ورفض مبعوث رواندا لدى الأمم المتحدة الاتهامات بمسؤولية بلاده، قائلاً إن لديه أدلة على أن الكونغو تخطط لهجوم وشيك واسع النطاق على رواندا.

وقال مبعوث كيجالي لدى الأمم المتحدة في جنيف جيمس نجانجو خلال اجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان "نعارض بصورة قاطعة محاولات جمهورية الكونغو الديمقراطية تحميل رواندا المسؤولية عن عدم الاستقرار شرق الكونغو".

وأضاف "لكن الواضح أن الوضع الحالي يشكل تهديداً وشيكاً لرواندا. بعد سقوط جوما، ظهرت أدلة جديدة في شأن هجوم وشيك واسع النطاق على رواندا". وقال إن هناك كثيرً من الأسلحة حول مطار جوما.

ونددت عشرات الدول في الاجتماع بانتهاكات حقوق الإنسان في الكونغو، بما في ذلك عدد من الدول الأفريقية. وتركت واشنطن، التي كانت عضواً في مجلس حقوق الإنسان، مقعدها فارغاً بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من المجلس.

وقدمت الكونغو الديمقراطية اقتراحاً يسعى إلى إنشاء بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة، تقدم تقريراً كاملاً عن الانتهاكات شرق البلاد بحلول سبتمبر (أيلول) 2025.

ووافق المجلس على الاقتراح بالإجماع اليوم. وأظهرت مذكرة داخلية للأمم المتحدة في شأن المفاوضات أن رواندا كانت الصوت المعارض الوحيد.

وفي حين أن المجلس ليس له سلطة ملزمة قانوناً، فإن مناقشاته لها ثقل سياسي ويمكن أن يؤدي التدقيق إلى زيادة الضغوط العالمية على الحكومات. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي التحقيقات التي يفرضها المجلس إلى ملاحقات بتهم ارتكاب جرائم حرب في محاكم دولية.

قمة استثنائية

ومن المقرر أن يحضر الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي قمة إقليمية استثنائية في دار السلام بتنزانيا غداً السبت، تجمع بين مجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي في بيان اليوم على هامش اجتماع على المستوى الوزاري في القمة "لدينا فرصة ذهبية، نحن مجموعة شرق أفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، لمساعدة شعب جمهورية الكونغو الديمقراطية".

ودعا الوزير إلى دمج عمليتي السلام اللتين بدأتهما كينيا وأنغولا.

وشهد النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام تطورات سريعة خلال الأسابيع الأخيرة، بلغت ذروتها مع سيطرة حركة إم 23 (23 مارس) مدعومة من قوات رواندية أخيراً على مدينة غوما عاصمة مقاطعة شمال كيفو.

وأصبحت مقاطعة جنوب كيفو المجاورة في مرمى نيران الحركة المسلحة المتمردة والقوات الرواندية التي تواجه الجيش الكونغولي المعروف بضعف تدريبه وتفشي الفساد في صفوفه.

اشتباكات ومخاوف

وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن اشتباكات اندلعت اليوم على بعد أقل من 70 كيلومتراً من بوكافو عاصمة مقاطعة جنوب كيفو.

وفي بوكافو التي يقطنها مليون نسمة يتوجس السكان الخائفون من الهجوم، ويحاول بعضهم الفرار باتجاه الحدود الرواندية.

وقال مصدر محلي لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته "بدأنا نلاحظ حالاً من التوتر، تقوم بعض المتاجر الكبيرة بتحصين نفسها بلحم صفائح معدنية، وتعمل على إفراغ بضائعها ووضعها في مكان آمن" خوفاً من النهب.

وتابع "الحدود مع رواندا مفتوحة، ولكن من غير الممكن عبورها تقريباً، نظراً إلى عدد الأشخاص الذين يحاولون العبور"، مضيفاً "إنها فوضى عارمة".

وظل البنك الرئيس في المدينة مغلقاً اليوم مما أدى إلى تدافع وتجمعات طوابير أمام فروع البنوك الأخرى. وأعلنت عدة مدارس وجامعات تعليق الدراسة اليوم "نظراً إلى الوضع الأمني السائد في محيط المدينة".

وقالت إحدى سكان المدينة أليس بيكوبانغا باغارامبا لوكالة الصحافة الفرنسية "علمنا أن حركة إم 23 قد تصل إلى هنا اليوم، واضطررت إلى المجيء لتسلم طفلي بعد المدرسة والعودة به إلى المنزل".

وتتهم كينشاسا كيغالي بالسعي إلى نهب الموارد الطبيعية شرق الكونغو الديمقراطية. وتنفي رواندا ذلك قائلة إنها تريد القضاء على جماعات مسلحة معارضة تنشط في البلد المجاور، ولا سيما تلك التي أسسها زعماء من الهوتو شاركوا في ارتكاب الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات