Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اسم الوزير الشيعي الخامس يعرقل ولادة الحكومة اللبنانية

مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في بيروت اليوم

ملخص

شهد الملف الحكومي في لبنان حلحلة كبيرة خلال الساعات الماضية مع تأكيد إعطاء حزب "القوات اللبنانية" حقيبة سيادية وثلاث حقائب أخرى، فيما لم تحسم بعد مشاركة التيار "الوطني الحر".

تتسارع التطورات في ملف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، فبعد اجتماع رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا بكل من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وانضم اليهم لاحقاً الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، خرج كل من سلام وبري من دون الإدلاء بأي تصريح، ما اعتبر مؤشراً سلبياً في مسار تشكيل الحكومة.

وقد أفادت مصادر من داخل قصر بعبدا بأن الخلاف الذي حال دون خروج التشكيلة الحكومية إلى العلن اليوم هو بسبب إصرار بري تسمية الوزير الشيعي الخامس، وهو ما رفضه سلام مصراً على أن يطرح هو الاسم.

وكان مسار تشكيل الحكومة الجديدة تلقى في الساعات الماضية جرعة "إيجابية" كبيرة بعد تأكيد إعطاء حزب "القوات اللبنانية" حقيبة سيادية وهي وزارة الخارجية وثلاث حقائب أخرى هي الطاقة والاتصالات والصناعة، مذللاً بذلك الرئيس المكلف القاضي نواف سلام واحدة من أكبر عقد التشكيل. وفي المقابل، تؤكد مصادر سياسية أن خطوات بسيطة ستحصل خلال الساعات المقبلة وبعدها ستخرج التشكيلة الحكومية إلى العلن.

فيما زار زار قصر بعبدا مساء أمس الأربعاء حيث التقى الرئيس جوزاف عون ومعه عرض مسار تشكيل الحكومة، فيما ينتظر أن يتوافق الرئيسان على مسودة التشكيل قبل توقيعها في مرسوم مشترك.

وقال سلام بعد لقائه عون "بكلام أوضح، أعمل على تأليف حكومة إصلاح تضم كفاءات عالية ولن أسمح بأن تحمل الحكومة في داخلها إمكانية تعطيل عملها بأية صورة من الصور... ومن أجل هذه الغاية عملت بتأنٍ وصبر"، وتابع أنه واجه "عادات موروثة وحسابات ضيقة، يصعب على بعض أن يتخلى عنها، أو أن يتقبل أسلوباً جديداً في مواجهتها".

وعن تسلم الأحزاب حقائب وزارية، صرح الرئيس المكلف "أؤمن بأنه من دون أحزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أي بلد".

موقف واشنطن

في هذا السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ"اندبندنت عربية" أن واشنطن ستتعامل مع الحكومة اللبنانية الجديدة من منطلق الأفعال لا الأسماء، مع الإبقاء على رفضها وجود أسماء من داخل "الثنائي الشيعي" في التشكيلة الحكومية.

أما لناحية إعطاء حقيبة المالية للثنائي الشيعي مع تسمية ياسين جابر، فتشير المصادر السياسية المقربة من "القوات اللبنانية" إلى أن ضمانات أعطيت بأن وجود وزارة المالية بيد الثنائي لن يعني القدرة على التعطيل، واستخدام هذه الحقيبة كورقة للضغط السياسي والمالي أو لعرقلة أعمال الوزراء الآخرين. 

البعريني يطالب بالفيدرالية

النائب في تكتل حزب "القوات اللبنانية" غسان حاصباني علق بدوره على تطورات تشكيل الحكومة بالقول إن "مسار التأليف شهد في الساعات الأخيرة خطوات إيجابية نحو إبصار الحكومة النور"، مضيفاً "الأساس في أولويات هذه الحكومة هو نزع السلاح من كامل الأراضي اللبنانية بدءاً من جنوب لبنان، وبسط سيطرة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية والبدء بالإصلاحات".

وشدد في حديث إعلامي على أنه "لم يكن هناك اعتراض من قبلنا كقوات ضد عمل سلام وهو رجل إصلاحي، بقدر ما كان هناك موقف واضح بضرورة ألا تشكل حكومة معاكسة للمرحلة القادمة وألا تتسبب تسمية وزير المال بإحراج الحكومة وإعاقة عملها، في سبل السير بالإصلاحات ومساعدة لبنان. الرئيس المكلف أكد أنه لن يقبل بأية ممارسات تعطيلية أو وجود ثلث معطل". 

وفي المقابل، لم تحسم بعد مشاركة التيار "الوطني الحر" في هذه الحكومة، وهو الذي كان اعترض على عدم إعطائه أية حقيبة "وازنة" رافضاً العرض الذي وصل إليه بإعطائه حقيبتين غير مهمتين في الحكومة. 

كذلك، قال عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب وليد البعريني تعليقاً على ما سرب عن التشكيلة الحكومية خلال الساعات الماضية، "بعدما أمعنوا بضرب الدستور و’الطائف‘ الذي ينص على اللا مركزية الموسعة والتمثيل العادل للمناطق والطوائف، نجدد مطالبتنا بالفيدرالية لحماية بلدنا، ونحن مستعدون لفتح نقاش جدي حول هذا الموضوع ومستعدون للسير به قدماً وبخاصة في مجلس النواب، لكي نؤمن العدالة ونعيد للدولة هيبتها"، وهو موقف يأتي اعتراضاً على عدم تمثيل الطائفة السنية في منطقة الشمال بأي وزير في الحكومة المرتقبة.

ترقب للبيان الحكومي

مع قرب خروج التشكيلة الحكومية إلى العلن رسمياً، تتجه الأنظار إلى البيان الحكومي الذي ستخرج به هذه الحكومة، وسط مطالبات بأن يكون مضمونه مرتبطاً ومكملاً لخطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية جوزاف عون في مجلس النواب عقب انتخابه خلال التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي، وبخاصة لناحية تطبيق القرارات الدولية وحصر السلاح بيد الدولة داخل كل لبنان، والحصول على ضمانات متعددة المستويات حول عدم تعطيل أو تأخير مراسيم مجلس الوزراء من قبل وزير المال، وألا يكون هناك ثلث معطل داخل هذه الحكومة بيد أي فريق. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينص الدستور على أن "أكثرية الثلثين" هي "النصاب القانوني" لانعقاد جلسة حكومية، وأية جلسة لا يتوافر فيها العدد المطلوب غير قانونية، وهو ما يعرف في لبنان بـ"الثلث المعطل". 

وبمشاركة حركة "أمل" و"حزب الله" والحزب "التقدمي الاشتراكي" وحزب "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" و"تيار المردة"، إلى عدد من المستقلين ونواب التغيير، يتوقع أن تنال حكومة العهد الأولى ثقة "وازنة" من قبل النواب في البرلمان. 


لبنان يترقب وصول أورتاغوس

توازياً مع عملية تشكيل الحكومة ومع استمرار الخروق الإسرائيلية الكبيرة جنوب البلاد، يترقب لبنان اليوم الخميس وصول مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، وفي زيارتها ستقوم بجولة على المسؤولين اللبنانيين لعرض ملف الجنوب وكذلك المسار السياسي الداخلي.

وهذه هي الزيارة الأولى للمبعوثة الجديدة إلى لبنان بعد انتهاء مهام مستشار الرئيس الأميركي السابق أموس هوكشتاين، الذي قاد المفاوضات بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتفويض من "حزب الله"، وإسرائيل، وصولاً إلى توقيع وقف إطلاق النار خلال الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وكشفت مصادر صحافية بأن أورتاغوس سترأس اجتماعاً لـ"اللجنة الخماسية" المشرفة على تطبيق الاتفاق في مقر قيادة "يونيفيل"، في بلدة الناقورة اللبنانية على الحدود مع إسرائيل.

وتتصاعد المخاوف اللبنانية من امتناع إسرائيل عن استكمال انسحابها من الجنوب في المناطق التي لا تزال قواتها موجودة داخلها، وأبرز خمس تلال استراتيجية يجمع غالبية المتابعين العسكريين أنها ستسعى إلى البقاء فيها، وهي جبل بلاط وتلة اللبونة وتلة العزية وتلة العويضة وتلة الحمامص.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات